|
إن قالها الشيخُ فصدقوها.. أو ليس الشيخُ شيخنا؟!!
|
إن قالها الشيخُ فصدقوها.. أو ليس الشيخُ شيخنا؟!! أمام مسجد يقول: ان السفاح راعي القراَن الكريم في السودان بقلم: احمد قارديا خميس تقول العرب في أمثالها: " إذا قالتها هُيامُ فصدقوها, فإن القول قول هُيامُ", فعجباً لمن استسلم عقلاً وفكراً وحواساً, لنجده متزمتاً برأي وهرولاً وراء الخطب! متعها جلابيب وعمامات القييمين علي المساجد والخلاوي, وفي صدارتهم شيخنا قليل الظهور في النكبات والأزمات, ولكن مثير للجدل عند ظهوره, ومختفي ساعات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي التي طالت دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق.. يبدو أن ما قاله الشعب السوداني: " لا لسلطة المفتي الثيولوجية", كان بالعقل تنبئاً ومراَة عكست بواطن ومداخيل ما يجري في مسيد بود البنا بأمدرمان, من تواطؤ كبير مع جماعات خارج الانسانية, وانحياز مفضوح لكتلة سياسية بعينها, وتغليب للمصالح والأهواء الشخصية عن مصلحة الوطن وأمن وأمان المواطن, لمدح حاكم مجرم ظالم.. نعم لقد ذكر الشعب السوداني بصراحة في أكثر من مقام أن" المفتي بداره ومشيخته ومسيده ومسجده أصخت مشيخة وداراً ومسجداً ومسيداً تطبخ فيها مجمل الاجندات السياسية بخبتها ومفاسدها ومكرها!" ولَا يحيقُ المكرُ السَسيئُ إلا بأهله" (فاطر/43), هكذا مفتيي الاسلام السياسي في السودان! بل صار الشيخ بذاته محامياً ومدافعاً ومادحاً ووسيطاً عن المترزقين المجرمين المتطرفين, ولساناً ناصحاً لاتباع منهج الأصوليين وتجار الدين, وبيتاً يستظل سقفه صناع دمار السودان في كل من الدوحة وطهران واسطنبول. الشارع السوداني في غالبيته يجزم عن تبصر وبصيرة, أن" شيخ المسيد" معالم الانسانية, علي الرغم من كبر سنه واشتعال رأسه شيباً, وبالرغم من تصارع المنايا حوله كل عشية وضحاها, فهو مبتعد شبه كلياً عن رأي الشارع السوداني وما يفعله نظامه الطاغية وحاكمه الظالم, ولا يسمع باَهات واَلام وماَسي الثكالي المرملات الميتمات, وعن مليون قتيل وملايين النازحين واللاجئين السودانيين في الداخل ودول الجوار, إلا عبر ما ينقل اليه أخبار مغلوطة وأنباء مفبركة تخدم مليشيات النظام.. فالشارع السوداني صار يرفض ما يقول, ولا يستمع لما يقول, ويشمئز مما يقول, ويستجهن غالبية ما يقول, خصوصاً قول المدعو الشيخ الامين عمر الامين في خطبة الجمعة قبل يومين وبمسجد أقامه داخل مسيده بود البنا بأمدرمان- أن الرئيس السوداني عمر البشير هو راعي القراَن الكريم وظل سنوات سنداً وعضداً لأهل القبلة.. لا يا شيخنا.. هل ما يقوله ويفعله السفاح في السودان مطابقاً بالشرع الحنيف؟! والشارع السوداني يشبه ما يتلفظ به الشيخ بالمفتي" السندروم" الافتائي, وهذا" سندروم" ظاهره الشكروالمدح, وباطنه" الفتنة والمغالبة والمحاباة", إنه" سندروم البارانويا", الذي تظهر مؤشراته الأولية في صورة أعراض هلوسة وخرَاف, ليتطور الي علامات ضعف في سلامة التفكير والقول, وعجز في الاختيار بين المجاهرة بالحق او مجاراة المتنطحين القتلة الارهابية, ونعلم والاَخرون أمثالنا أن مرد ذلك هو"التغييب" الكامل عن مجريات الواقع, والانقياد وراء جنون وأفعال" الميليشيات" الاخوانية, ليُفضي بك اَخيراً نحو القفز في فضاءات لا علاقة لها بالاسلام ولا بمصلحة السودانيين..أقول لك يا شيخنا: تعالي الي أمر الله به والي رسول صلي الله وسلم, في" الصدق والامانة والشهادة الحق والحكم بالعدل" حتي نحكم يفعله السفاح في السودان حتي تقول له راعي الاسلام!!.. فهل نسيت يا شيخنا قول الله سبحانه وتعالي في سورة(هود/18): " ومن أظلم ممن افتري علي الله كذباً, أولئك يعرضون علي ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم ألا لعنة الله علي الظالمين".. السودانيون سئموا هرتلة" الإفتاء" ومدح" سفاكي الدماء", سئموا اعوجاج الاسلوب الممزوج بالرياء, وانحياز علماء الدين لسياسيين عديمي الوفاء والاخلاق والدفاع عن جماعات شرعنت القتل والاغتصاب والدماروالتعذيب والاعتقال من يقول لهم" لا" وحللت الفساد واكل المال العام والارهاب علي الدولة, وسئموا تشويهكم المتعمد- أيها الشيخ المسن- للمواطن الوطني الخادم للسودان والشهداء, المواطن المدفع عن حقوق الابرياء والرجالات والنساء, والرافض لفشل السودان ودماره, ليس يكون راعياً عن الاسلام؟.. ما الذي حركك- أيها الشيخ- في يوم الجمعة المباركة, لتخرج واصفاً في خطبة صلاة الجمعة أن يكون السفاح البشير راعي القراَن الكريم, هل نسيت بانه مطلوب لدي محكمة جنائية دولية بسبب قتل 300 سوداني من دارفور, بأنه قول" فاضح وبامتياز", لا من الناحية القانونية ولا من الناحية الشرعية ولا من الناحية الانسانية؟!!..أليس خطبتك هوتأكيد عن براءة السفاح وتعاطفك مع هؤلاء القتلة واستحسان ما يفعلون في السودان؟.. نعم ان ما يردده السودانيون وكل العالم الانساني والحر ان السفاح البشير متورط حتي شدفيه وأخمص قدميه, فيما يجري من عمليات ابادة جماعية والفساد المستشري في السودان.. أتريد السودانيين أن يصدقوك ويكذبوك ما يرون وكل يوم يعيشون.. أتريدنا- أيها الشيخ- أن نكذب ما نري علي اعيننا يومياً من قتل مؤسف ومقيت, وما تناقلته وكالات الانباء الدولية, وما صرحت به دوائر صنع القرار التي تمتلك من الاقمار الاصطناعية التتبعية ما يكفيها للجزم بأن نظام المؤتمر الوطني هو نظام ابادة جماعية؟!! أم السفاح عمر البشير ليس رئيس هذا النظام؟.. وكيف أن تصمت وتسكت عما جري و يجري في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق, لماذا لم تكشف هذه الجرائم اللعينة وتخرج وتنطق بان السفاح هو راعي هذا الدين الحنيف؟!!.. ثم لماذا لم تتلفظ بكلمة واحدة ولو مبطنة, مستنكراً ما جري ويجري من الفساد داخل امدرمان, نهيك عن السودان, إذا صرت متعاطياً للسياسة بامتياز, ومنحازاً بجلاء لمشرب" الخوان المفلسين" دون سواهم؟.. الغريب أن سيادة الشيخ انتهج سياسة المدح دون معرفة مدلولاتها الدقيقة, كل ذلك محاولة منه لتثبيط همم من يقفون له بالمرصاد, ويكشفون مخططاته السلطوية, ويفسدون برامجه الاخوانية, التي اعتاد أن يوزع قراطيسها في شكل خطبة الجمعة للمصلين.. لقد ذهل العلماء والمثقفون والحقوقيون والجامعيون ثم ابتسموا ليضحكوا من قول الشيخ الامين عمر الامين غير المبرر للسفاح عمر البشير.. ونتسأل من الشيخ ان بيوت الله هي للعبادة وقول ما يرضي الله سبحانه وتعالي أم دور للإعلام السياسي ومدح الحكام الظالمين؟.. لكن هيهات هيهات, فالعشم في تحقيق ذلك الهدف المبطن, كعشم إبليس وذريته في الجنة, والتاريخ يكتب دون توقف, وذاكرته ستعيد التذكير بفصوله متي حان وقتها, وطاب العيش فيها للوطنيين فقط.. ونختم بقول الله سبحانه وتعالي في سورة( الذاريات/59): " فإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون".. ليحفظ الله السودان..
(عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 06-15-2014, 02:23 PM)
|
|
|
|
|
|