|
خذوا الحكمة من القيادة التشادية
|
لبيت دعوة كريمة من السيد / وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة لتناول طعام العشاء علي شرف الوفد التشادي الذي يزور البلاد هذه الايام بقيادة الجنرال محمد علي عبدالله الامين العام للحزب الحاكم في تشاد وقد لبي الدعوة عدد كبير من قيادات دارفور في الخرطوم , حيث أستمتعنا بامسية طيبة علي ضفاف النيل الازرق في حياض نادى النفط واميز ما في هذا اللقاء التلاحم والود مابين الشعبين الشقيقين فكما قال الجنرال بصدق أنه لو لبس الجلابية السودانية وتكور بالعمامة لم يستطيع أحد أن يميزه عن السودانين وكذلك بالمثل للسوداني في تشاد ,هذا اللقاء لولا رسميته الذي حاول منظميه أن يضفوه عليه لكانت حوارا شعبيا يقوي من العلاقات بين الشعبين ,تحدث الجنرال بعربي أنجمينا فان كان مظهر الكلام ليس جميلا فان جوهره كان ثمينا تحدث الجنرال عن العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وضرورة تطويرها مناديا بتجاوز الحدود التي رسمها الاستعمار دون ارادة الشعبين وفي تقديري فأن أهم ما تناوله الجنرال في حديثه القصير هو الحوار الوطني الذي تم في بلاده وكان ثمرته التوافق والتفاهم بين القوي السياسية فقد توافق أكثر من مائة واربعين حزبا في البلاد علي الثوابت الوطنية وكان ذلك مدعاة للاستقرار الذي تشهده تشاد والتنمية التي أنداحت في طول البلاد وعرضها وضرب مثلا لهذا التوافق بان أرسال القوات التشادية الي كل من أفريقيا الوسطي ومالي تم بالتشاور والتوافق مع كل القوي السياسية في البلاد و كانت رسالة قوية للسودانيين وكأنه يقول أياكم أعني! وناشد الجنرال السودانيين الي أغتنام فرصة الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية للتوافق علي الثوابت الوطنية ,المفضي الي أن تضع الحرب أوزارها ويعم الأستقرار والتوجه نحو التنمية هذه اللمحة البارعة من الضيف التشادي جعلني أفكر مثني وثلاث واضرب أخماسا في أسداس لماذا فشلت قيادتنا السياسية فيما نجحت فيه القيادة التشادية مع أن حكومة الانقاذ في الخرطوم هي السابقة علي حكومة الانقاذ في تشاد ، و التباين ذاته في البلدين ,وكذلك الاقتتال الداخلي الذي ابتلي به البلدان وربما أشد في تشاد حتي أن بعض الدول المجاورة لتشاد تعتقد جازمة بان الله سبحانه وتعالي خلق تشاد(للدواس)ورغم كل ذلك أدركت القيادة السياسية أن لا خلاص ولا خروج من هذه الازمات الا بالتوافق الوطني وبالفعل تمكنت تشاد تجاوز كل معضلاتها السابقة وانطلقت للبناء والتنمية بينما نحن أيادي سبا يقتل بعضنا بعضا .. ويقصي بعضنا بعضا حتي تمزقت البلاد وفقدنا جزءا عزيزا منها ونخشى أن نمزق ما بقي من السودان , أتيحت لنا فرصا كثيرة للتوافق حتي بعد انفصال الجنوب ########ناها بقلة بصيرة حكامنا وطمعهم في الاستحواذ علي كامل السلطة والثروة في البلاد ودفعنا ثمنا غاليا, غياب الأمن وبؤس المعيشة واهدار الكرامة وهلمجرا ...حتي الحوار الأخير الذي بادر به رئيس الجمهورية ما زال يراوح مكانه وانخفض سقف التوقعات بالاجراءات البائسة التي أقدمت عليها السلطة والتي أطاحت بقرارات الرئيس في بسط الحريات الصحفية وأطلاق النشاط السياسي المفتوح لكل القوي السياسية واطلاق سراح المعتقلين السياسين ,عاد التضييق علي القوي السياسية ومصادرة الصحف وأيقافها بحجة أنها تهدد الامن القومي وتذهب بهيبة الدولة أما الاعتقالات السياسية فقد عادت بقوة وشملت هذه المرة كبار القادة السياسين الامام الصادق المهدي والسيد أبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني , الأمام الصادق كان راس الرمح في الحوار فمنذ 2001 صبر علي الحوار وحتي بعد سجنه الاخير ظل يردد أنه لا بديل للحوار الا الحوار السلمي ...هل تريد الحكومة أن تطلق رصاصة الرحمة علي الحوار الذي لم يبدا بعد؟ هل يستطيع أخونا كمال عمر الامين السياسي للمؤتمر الشعبي واحد دعاة التمسك بالحوار حتي لو تم أعتقال كل القيادات السياسية بما فيهم الشيخ حسن الترابي ؟ هل يستطيع بث الروح في حلقوم الحوار ؟ وأي حوارهذا الذي يفتح السجون ويزج بالقادة فيها لا لشئي الا لمجرد راي قيل للمصلحة العامة و كيف يتواصل الحوار والطرف الاصيل فيه يقدم رجلا ويؤخر أخري و مع من نتحاور!! في فهمنا المتواضع ليس الحوار من اجل الحوار ولا من أجل طنق الحنك ولا هو غاية ولكنه وسيلة لحلحلة قضايانا الشائكة والاتفاق علي رؤية واضحة نلتف حولها ونسعي لانفاذها لخير البلاد والعباد لنعيش كما يعيش الشعوب الحرة أما ما يسمي بالحوار و الذي يكتنفه الهرج والمرج فلا يزيدنا الا خبالا وأحتقانا وشقاقا , ليس عيبا أن نأخذ الحكمة من القيادة التشادية فالحكمة ضالة المؤمن !!! بارود صندل رجب -المحامي
|
|
|
|
|
|