|
مقال رقم ( 3 ) مواصلة للمقال السابق من الذى فتن النوبة مع البقارة ؟! تلفون كوكو ابوجلحة
|
بســـــــــم الله الرحـمن الرحـيم
وبه نستعين
القارئ العزيز ، بعد تدريب هذه الأعداد التى تحركنا بها إلى أثيوبيا والتى أربكت نظام الحكم فى الخرطوم قبل وصولها إلى جبال النوبة فقد تم تخريج هذه الدفعة المسماة كوش الجديدة قبل الموعد المحدد لها .. وذلك للمشاركة فى إسقاط حامية الناصر التى أصبحت عصية علي فرع عمليات الجيش الشعبي.. وبالفعل سقطت حامية الناصر فى يناير 1989م.. وزحفنا بهذه القوات عبر مناطق النوير ولانق ،والدينكا أبونق ، وعبر مناطق الشلك تُنجة ، لينتهى بنا المسير فى فارينق . لنحط الرحال فى يدا .. ما أريد أن يفهمه القارئ فى السطور القادمة وهو من الأهمية بمكان وأقولها شهادة لله والتاريخ أننا عندما حط بنا الرحال فى فارينق.. جاء قائد المنطقة العسكرية القائد المناوب دانيال شول أتيم إلى القائد المناوب عبدالعزيز آدم الحلو وطلب من عبدالعزيز آدم الحلو مهاجمة مراحات البقارة المتجمعة حول بحيرة الأبيض... كان هذا فى مارس 1989م وعندما أطلعنا عبدالعزيز الحلو على هذا الطلب.. فكان ردنا له أن هذا الطلب خارج نطاق مهمتنا .. وكما أننا لم نصرف وقتنا الغالى فى حشد وتجنيد وتجميع وتدريب أبناء النوبة من أجل هذه الأهداف الرخيصة ال########ة ، وإن مثل هذا العمل سيغيرنا 360 درجة من أهدافنا السامية النبيلة .. وإن قبلنا طلبه هذا فهذا معناه أننا نكون قد ساعدنا حكومة الصادق المهدى فى إفتراءاتهم علينا بأننا نحارب القبائل ذات الجذور العربية وأننا ضد الإسلام والعروبة وأننا ننهب الماشية.. وهذا سيجعل الأصدقاء من القبائل العربية ينقلبون ضدنا .. وكذلك المستقلين سينقلبون أيضاً بالضرورة ضدنا . والنظرية تقول إسعى لإقتناص مزيد من الأصدقاء والتقليل من الخصوم ..ثم ما هي دوافعنا نحن لحرب المسلمين؟ فقائدنا يوسف كوة مسلم ،وأنت يا عبدالعزيز مسلم ،وإسماعيل خميس جلاب مسلم ،ويونس أبوسدر مسلم ، وجبريل كرمبة مسلم ،ومحمد جمعة مسلم ،وعوض كوكو مسلم ،وتلفون كوكو مسلم ...فمارسنا الضغط علي عبدالعزيز الحلو ومنه تم رفض الطلب .. وعليه بعد ذلك قررنا الزحف نحو جبال النوبة..وقررنا العبور عبر بحيرة الأبيض ليلاً من الناحية الجنوبية الغربية بينما مراحات البقارة حطت من الناحية الشمالية الشرقية للبحيرة..وأمرنا قواتنا بأن يستخدموا ما أمكنهم من التستر في أثناء شرابنا للماء من الناحية الجنوبية للبحيرة وأن لا يحدثوا أي أصوات قد تلفت نظر أصحاب تلك المراحات..وبالفعل نجحنا وعبرنا دون أن يشعر بنا أصحاب هذه المراحات.. عزيزي القارئ بعد كل هذه التحوطات التي قمنا بها من جانبنا وذلك لتفادي تدمير صمام أمان التعايش السلميي الذي بناه الآباء عبر القرون والمتمثل في التحالفات بين النوبة والبقارة ..إلا أن المثل العربي بالدارجي بيقول {المحرش بيقتل أبيه}..فعندما تخطينا وتجاوزنا هذه المراحات وأحطنا الرحال علي بعد أكثر من ثلآثين كيلومتر شمال غرب طروجي حول حفائر نيجيريا وقد قررنا أن نقضي نهارنا بها لنواصل المسير في المساء ..إلا أننا فوجئنا عند الساعة الثانية ظهراً بأصوات طلقات نارية من الإتجاه الجنوبي ..ذلك الإتجاه الذي تسللنا منه لكي لا ندخل في مواجهات مع البقارة.. فقد تُرك لكتيبة الميراوي التي كان يقودها عوض كوكو مسألة التعامل مع هذه النيران بينما وُضعت بقية القوات في حالة الإستعداد .. وبالفعل بعد ساعة من الزمن حسم عوض كوكو الأمر.. وإستولي علي ستة وثلاثين سلاح كلاشنكوف كان من بينها ثلاثة عشر كلاشنكوف خاصة ببعض قواتنا التي شردت منا قبل تحركنا من فارينق الي جبال النوبة..فقد قدرنا عدد هؤلاء المواطنين المسلحين الذين شنوا الهجوم علينا بعدد ثلاثة سرايا..والعجيب في الأمر فهم يفتقرون لأبسط متطلبات القتال وأولها جمع معلومات عن حجم القوة ونوع التسليح والروح المعنوية للقوات المراد هجومها.. فقد فروا مفزوعين فزعاً شديداً ..حتي أنهم بعد هروبهم ووصولهم إلي المنطقة التي أقاموا عليها مراحاتهم قرروا الرحيل فوراً عائدين إلي طروجي أنقولو البرام الحمرة كادقلي، وعندما كانوا منسحبين إنسحاباً غير منظم بطريقة مربكة عبر طروجي قام قائد حامية طروجي أنذاك النقيب/ مكير كوريوم، بقذفهم بقذائف الهاونات..وعندما أصبحوا يصيحون علي أنهم قوات صديقة جاءهم الرد من القوات المسلحة أنكم والأنانيا كلكم قوات غير شرعية...وبفرار هؤلاء المواطنين المسلحين المحرشين بطريقة غير منظمة جفلت مواشيهم من الضأن والماعز والبقر تجاه قوات الجيش الشعبي... والأحياء من هؤلاء المواطنين المسلحين يشهدون علي هذا ...وفي الحقيقة لو كان من بين هؤلاء المواطنين المسلحين من لديه أبسط خبرة في قص وتحليل الآثار وتقدير موقف لما كانوا قد تتبعوا أثرنا ليهجموننا..لأن الخبير كان سيخبرهم ويؤكد لهم أن الأثر الذي تركه {بووت}أي جزم هؤلاء العابرين يدل علي أنهم قوات كثيرة جداً..وكما أنه سيضيف إليهم علي أن هؤلاء العابرين ليسوا بأعدائهم لأنه إن كانوا أعدائهم لهجموهم قبل أن يهجموا هم عليهم..لأن هؤلاء العابرين يكونوا بالضرورة قد أرسلوا قوات إستطلاع وعرفوا بوجودهم ولكنهم عبروا مستخدمين الليل ستاراً لكي لا يعبروا نهاراً حتي لا يستفز ذلك مشاعر بعض المحرضين يكون من الصعب اللسيطرة علي مثل هؤلاء مما قد يترتب عليه نتائج غير مفيدة للطرفين..هذا ما كان يفترض أن يصلوا إلي إستنتاجه لو كان معهم من لديه أبسط دراية في قص الأثر وتحليله وعمل تقديرموقف..
القارئ العزيز إن الذي دفع بهؤلاء المواطنين المسلحين لكي يتتبعوا أثرنا لمسافة تزيد علي ثلاثين كيلومتر ويهجموا علينا ثم يفروا فرار العاجزين علي الثبات هي تلكم الأسلحة التي قسمها عليهم وزير الدفاع اللواء فضل الله برمه ناصر ورئيس الوزراء الصادق المهدي للقيام بمثل هذا العمل الذي قاموا به..فوزير الدفاع فضل الله برمه ناصر ورئيس الوزراء الصادق المهدي بدلاً من أن يقوموا بواجبهم المنوط بهم حسب ما جاء في دستور السودان وحسب القسم الذي أقسموا به علي حماية أرض السودان وشعبه عجزوا عن القيام بذلك وتركوا للمواطن مسئولية الدفاع عن نفسه وأرضه..وكانوا بهذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا..بينما هم في حقيقة الأمر خانوا القسم وزرعوا الفتنة بين النوبة والبقارة...ليس هذا فحسب فالصادق المهدي بهذا إنما يكون قد نسف صمام الأمان الذي كان قد إجتهد جده محمد أحمد المهدي في بنائه مع النوبة..فجده المهدي كان قد إلتجأ إلي ملوك النوبة يطلب منهم التأييد والدعم لمقاتلة الإنجليز ولقد إستجابوا له ونصروه وعزروه ودعاهم للإسلام فإستجابوا له ودخلوا الإسلام .. أنظر كيف كافأ الصادق المهدي النوبة الذين نصروا جده ،فمجموعة الأوهام التي حشد عليها برمه ناصر والصادق المهدي البقارة ضد النوبة في جنوب كردفان كانت في الحقيقة كاذبة عارية تماماً من الصحة ..فنحن لسنا ضد الإسلام ولا ضد أي دين من الأديان السماوية أو الأرضية..ولا نسعي لشن حرب ضد أى قبيلة كانت عربية أو غيرها في جنوب كردفان أو أي ولاية من ولايات السودان ..إنما نحن نعيش مع أخوتنا من قبائل البقارة منذ مئات السنين..وكما أن البقارة أنفسهم سواءً كانوا مسيرية أو حوازمة أو أولاد حميد فهم لم يكونوا أصحاب سلطة في دولة السودان يوم من الأيام ...وبالتالي لم ننكو بأي ظلم إجتماعي أو سياسي علي أيديهم..بل إنما نحن النوبة والمسيرية والحوازمة وأولاد حميد وكنانة وحمر وكواهلة وبرقو وبرنو وبرتي وفلاتة في جنوب كردفان نعاني جميعاً من ظلم نظام السلطة المركزية في الخرطوم وعندما إستجبنا لنداء الحركة الشعبية لرفع السلاح ضد المركز لم نستجب لأن لدينا عداوات مع هذه القبائل والتاريخ يشهد بذلك وإنما إستجبنا بأسرع ما يمكن وذلك نسبة لحجم الظلم الإجتماعي الكبير المهين الواقع علي النوبة علي وجه الخصوص..فالأعمال المهينة لكرامة الإنسان لم تكن واقعة علي قبائل البقارة..هذا هو الدافع الأساس الذي كان بالضرورة سيدفع أي إبن نوبي حر يجري في عروقه الدم النوبي أن يستجيب لنداء رفع السلاح من أجل رفع الظلم والإذلال والإهانة عن كاهل النوبة ..فأنا أؤكد علي أننا نحن النوبة لم نرفع السلاح ضد البقارة مسيرية حوازمة وبقية القبائل التي ذكرتها من قبل فهؤلاء كلهم شعوب عاشت معنا منذ مئات السنين ولهم من الحقوق ما للنوبة ،ولا يوجد كائن من كان ليمنعهم من حقوق المواطنة لأن لدينا دماء تجري في عروقنا سوياً ولدينا معهم قضايا مصيرية مشتركة ونحن لسنا حرباً علي الإسلام فكثير من أبناء وبنات النوبة يدينون بدين الإسلام ..ومن لم يتخذ الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين..وإن كانت لنا نحن أبناء النوبة قضايا فقضايانا مع نظام الحكم الظالم في الخرطوم وليس مع المواطنين في كردفان أو أي ولاية من ولايات السودان..وإن ما صرح به زعيم الأنصار ورئيس حزب الاُمة الصادق المهدي فهو حديث لا يحرَك فينا نحن واطئي جمرة المعاناة والقتل والترويع والترهيب والتشريد بواسطة قوات ما يُسمي بقوات حميتي التشادي الجنسية شعرة واحدة ..لأنه حديث نفاق..لماذا لأن الإمام الصادق المهدي هو المهندس الذي وضع حجر الأساس الذي بُني عليه تأسيس مثل هذه القوات التي تعمل خارج نطاق وزارة الدفاع وخارج إطار قوات الشعب المسلحة وخارج دستور السودان..فكيف للصادق اليوم أن يحاول تبرئة نفسه من سوء عمل هذه القوات..فأنا أقول للصادق أن البناء الذي وضع هو حجر أساسه في عام 1986م قد وصل علاه الي تسع طوابق..1ـ تسليح رعاة الماشية..2ـ تسليح أصحاب الماشية..3ـ تسليح المواطنين القادرين علي حمل السلاح في مناطق التماس في جنوب كردفان..4ـإنشاء قوات المراحيل..5ـ إعلان الجهاد ضد شعب النوبة {المجاهدون} 6ـ الدفاع الشعبي..7ـ الشرطة الشعبية..8ـ قوات الجنجويد في دارفور..9ـ مرتزقة ما تُسمى بالدعم السريع الغازية المستجلبة من موريتانيا،مالي،السنغال،نيجيريا،النيجر،وتشاد...فلقد واصل الترابي والبشير في إكمال البناء الذي بدأه الإمام الصادق المهدي..عليه فإن الفظائع التي ترتكبها هذه القوات التي يقودها التشادي الجنسية حميتي من قتل ونهب وإغتصاب وترهيب وترويع وتشريد فإن مسئوليتها ليس للبشير وحده ،وإنما فضل الله برمة ناصر والصادق المهدي وحسن عبدالله الترابي فهم شركاء معه...وذلك حسب ما جاء في الحديث ( من إستن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة..ومن إستن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة..) ( فبإي آلاء ربكما تكذبان..) (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً.. ) ولكني لا أرى علامات التوبة هذه عليهم..فلقد إلتقيت بفضل الله برمة ناصر على هامش إحدى الورش المقامة في مركز الدراسات الإستراجية عن الحكم الرشيد عن جنوب كردفان فى عام 2008م،فحكى لى بأن النوبة يتهمونه بتوزيع وتقسيم السلاح علي القبائل العربية في جنوب كردفان في عهده عندما كان هو وزيراً للدفاع..وأنه تحاور مع يوسف كوة مكى في لندن وأخبر كوة أن هذه التهمة غير صحيحة ولا يوجد دليل يدعم زعم من يروجون لهذه التهمة..ولكنى لم أخض معه في نقاش حول صحة ذلك من عدمه لأن المكان كان لتناول قضايا أخرى... ،،،،،،،،،،،،،،
و نواصل فى المقال القادم،،،،،،،،
|
|
|
|
|
|