|
الكنكشة!/حافظ أنقابو
|
خاب ظني في أن يسن الدكتور عبدالرحمن الخضر أدب الاستقالة بعد أن عقد تنويره الاعلامي الأخير لبيرئ نفسه ويتبرأ من موظفي مكتبه أصحاب النفوذ الذين اختلسوا أموالا طائلة من خزينة الدولة، بل وبرر الخضر بأنه لم يأت بالموظفين إلى مكتبه وذكر كيف أتوا اليه بتفصيل ممل.
أضاع الوالي فرصة تاريخية ليكون نموذجاً لغيره من المسؤولين الذين يتمسكون بمناصبهم لآخر نفس رغم الاخفاقات التي تحدث ابان توليهم للمناصب.
نموذج الخضر أعلاه ما هو إلا استمرار لظاهرة الـ"الكنكشة" التي تسيطر على السودانيين في الذين يتولون مناصب سواء كانت في الدولة أم الأحزاب.
وسبقه في مثل هذه الفرص كثيرون من المسؤولين وقادة الأحزاب المعارضة والموالية التي نراها الآن.
الكم الخرافي للأحزاب أغلبه يحمل اسم حزب كبير ويكمل بـ" المسجل، الأصل، الوطني، الإصلاح .. الخ" ما يعني أنها تفرخت من أحزاب كبيرة حتى وصلت قرابة المئة حزب سياسي في حين أن التعداد السكاني للسودان يبلغ "32" مليون نسمة!
الناظر إلى تأريخ الحكم في السودان يجد جميع الرؤساء السودانيين منذ الاستقلال حتى اليوم باستثناء المشير عبدا لرحمن سوار الذهب "كنكشوا" في كرسي القصر إلى أن أزاحتهم رياح الانتفاضات الشعبية وبنادق الانقلابات العسكرية.
الذي يتولى منصبا في السودان يعتقد أنه ولد ليكون في هذا المنصب حتى مماته دون أن يبالي بحق الآخرين في الوصول إلى مقعده هذا.
هناك أسماء الآن في الساحة تتبدل بين المناصب وكأن "حواء السودانية" لم تلد غيرهم، والقارئ لا يحتاج إلى ذكرها.
أزمات السودان القائمة الآن مجملة، سببها "كنكشة" المسنين في المناصب الكبيرة برغم عجزهم عن تقديم حلول.
حل الأزمات القائمة حالياً في تجديد الشخصيات التي ظلت تدير أمر هذا الوطن المنكوب لأكثر من أربعين عاماً.
ورغم أن "الكرسي فراقه حار" لكنه لن يدوم لأحد مهما كان، لذلك ترجل قبل أن تُقال ويذكرك الناس بأنك مُقال.
عزيزي المسؤول "أياً كان منصبك" ترجل عن مكانك واتركه لغيرك من القادرين على تقديم عطاء أكبر من الذي تقدمه و "شكر الله سعيكم"
وإلا سيكون اسمك ضمن الذين ازاحتهم رياح الاقالة والغضب الشعبي العارم الذي ينحدر كالسيل لا يقوى عليه أحد مهما كانت قوته. كلمة حق
حافظ أنقابو
[email protected]
صحيفة السوداني
|
|
|
|
|
|