منذ نهاية الخمسينات صرنا نسمع عن البص النهري الذي سيحل مشكلة المواصلات في العاصمة السودانية . ولقد تعلمنا في درس الجغرافيا ونحن في المدرسة الاولية بواسطة استاذنا نوري موسي نوري ، ان ارخص مواصلات هي المواصلات المائية لانها لاتحتاج لتعبيد طرق وصيانة دائمة . كما لا تحتاج لمد خطوط سكك حديدية .
الانهار في اوربا صغيرة وضيقة . الا انها تستخدم بطريقة كاملة . وناهيك عن نهر السين الدي يشق باريس او الدانوب الذي يعبر كل اوربا وينتهي في البحر الاسود هنالك مئات الانهر الصغيرة وهي مستغلة لدرجة ان الانسان يشفق عل مياه تلك الانهار ويخش علي شواطئها من البلي .
والمصريون يستفيدون من النيل خير منا الف مرة . وفي السودان الكبير 12 نهرا. وملتقي النيلين يعطي فرصة جميلة ومريحة لتسيير بصات نهرية داخل المدينة التي تمددت لعشرات الكيلو مترات . والمدن الكبيرة تحفر الانفاق وتصرف البلايين لتسيير قطارات الانفاق . ونحن عندنا النهران الكبيران . وبسبب الاختناق في ساعات الذروة تأخذ الرحلات القصيرة وقتا طويلا . هذا اذا لم تتوقف حركة السير تماما في حالة الحوادث . والحركة في النيل لاتتوقف بسبب الضيق او الاختناق .
يمكن عمل مراسي عائمة قابلة للحركة في شكل كبك او صندل ، حتي تواكب حركه الفيضان التي لا تزيد عن اربعة اشهر . كما يمكن تسيير رحلات بين المدن والقري القريبة .والترام او سمير لم يكن ينقل الركاب فقط بل ينقل البضائع من الاسكلة التي كانت امام الهيلتون الحالي الي الاسكلة غرب الجامع العتيق في امدرمان . وقديما كان يعول علي النقل النهري والحكومة في كل شئ . ولم تتوفر الاموال للدولة وقتها ولكن هذا الموضوع يمكن ان يكون اكتتابا وسط الشعب او رجال الاعمال . وهذا استثمار جيد وبعائد مضمون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة