قصة (فيل) الوالي وتسمم عمر البشير عبد المنعم سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2014, 03:42 PM

عبد المنعم سليمان(بيجو)


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة (فيل) الوالي وتسمم عمر البشير عبد المنعم سليمان

    عانيت أشد المعاناة كي أكتب هذا المقال واحترت من أين أبدأ وبمن ؟ هل أبدأ بفساد عمر البشير وزوجته وأشقائه ؟ أم بعلي عثمان ومجموعة الأقطان ؟ هل أكتب عن فساد والي الخرطوم السابق ، أم الحالي ؟ هل أبدأ بوالي سنار أم بوالي القضارف ؟ هل أكتب عن غندور أم عن الضفدع أمين حسن عمر ؟

    لكل مقال أزمة كما قال الصحفي الكبير "مصطفى أمين" ، ولكني إعترف بأن هذا المقال تجاوز حد الأزمة لأن الفساد في بلادنا تجاوز حد كونه ظاهرة حتى صار مبدأ . وهنا يكمن أس البلاء والشقاء في بلادنا .

    ظللت في حيرتي هذه حتى توكلت في نهاية الأمر وقررت أن أحسم أمرها على الطريقة الفارسية ، وللإيرانيين طريقة عجيبة ولطيفة في حسم الأمور المتشابهات ، تُسمى بـ (فال حافظ) نسبة لشاعرهم الكبير حافظ الشيرازي ، حيث يقوم الشخص (المُحتار) - مثلي - بفتح عشوائي لصفحة من ديوان الشيرازي ، ثم يقرأ أول بيت شعر في الصفحة التي إختارها ، وما يتحدث عنه بيت الشعر يكون هو فأله وحظه في ذلك اليوم .

    وعلى تلك الطريقة حسمت أمري ، حيث كتبت على (قوقل) : (فساد السلطة الحاكمة في السودان) ثم توكلت ونقرت ، فإختار لي أول خمسة مواضيع ، كانت كلها تتحدث عن فضيحة عبد الرحمن الخضر.

    (1)

    حمدت الله على خيار الكتابة عن فساد وفضيحة "الخضر" لما فيها من ترويح للنفس ومتعة تكسر الكآبة والملل ، وذلك لما تضمنته من كوميديا مصاحبة تجعل أسنانك تصطك ثم تسقط من الضحك ، وبالطبع لن يكون آخر فصول الكوميديا ذلك الإعلان الصحفي الشهير "المبرئ للذمة" من رفقاء الوالي إلى صلاة الصبح ، الذي شهدوا فيه أن (والينا) يحضر إلى المسجد قبل أن يتبين لرعيته الخيط الأبيض من الفجر، ولايغادره مهرولاً بل يقف يحادث الناس ويتبسط مع الجميع !بسط الله والينا (الحرامي) المتبسط . (آمين).

    لكن ولكي تعم حالة الانبساط هذه ، دعونا نسبق رفقاء الوالي إلى صلاتي المغرب والعشاء حتى لا يخرجوا إلينا بإعلان آخر ، ونذكرهم بوالٍ (من السلف) ألا وهو "الحجاج بن يوسف الثقفي" الذي لم يكن يرتاد صلاة الصبح وحسب ، بل كان مرابطاً بصحن المسجد كل الأوقات يجلس بين جهابذة علماء القرآن والحديث والفقة والسيرة من الصحابة والتابعين أمثال أنس بن مالك ، عبد الله بن عباس ، و سعيد بن المسيب ، وحسن أولئك رفيقا ، حتى حفظ القران كله ، وأصبح عالماً بالقرآن والحديث لا يشق له غبار ولا يغيم له نهار، ومع ذلك لم يردعه ذلك ، فقطع آلاف الرؤوس المعارضة ، وأزهق مثلها من الأرواح البريئة.

    (2)

    تحكي رواية الكاتب البوسني الكبير "إيفو اندريتش" الموسومة بـ (فيل الوالي) ، والتي دلني عليها كاتبي المفضل الساخر الكبير"بلال فضل" ، عن بلدة بوسنية اختبرت أشكالا وألواناً من ظلم الولاة ، لكنها تحصنت بالصبر والإحتمال ، حتى تولى أمرها والٍ جديد سبقته إليها سمعته السيئة . ولما وصلها بصحبة (فيله) ، اعتبر سكان البلدة الفيل هواية غريبة لواليهم الجديد ، ولم يظنوا رغم خبرتهم الكبيرة في التعامل مع الطغاة إن (الفيل) ليس إلاّ وسيلة قمع جديدة منه ، فكان الفيل يسير يومياً بشوارع البلدة يعيث فسادا وتكسيراً وتحطمياً وينشر الفزع في نفوس أهل البلدة ، ولا يجرؤ أحد على زجر (فيل الوالي).

    الحاكم المغتر بقوته لم يدرك أن ما ظنه وسيلة لفرض مظاهر الطاعة تحول إلى وسيلة لصناعة الكراهية ، فقد قرر أهل البلدة أن يعلنوا تمردهم بعد أن (طفح كيل) بالوالي والفيل، فاجتمعوا وخططوا لقتل الفيل ، وفجأة تحول الناس البسطاء المسالمين الذين لم يفكروا من قبل في العنف إلى خبراء في التخطيط للشر ، فشرعوا في فكرة تسميم (الفيل) ، لكن قبل أن ينفذوا الفكرة هبطت عليهم عدالة السماء بأن قرر الحاكم عزل الوالي فمات الأخير كمدا جراء صدمته ، ولم يلبث أن لحق به (فيله) فسقط ميتاً هو الآخر.

    (4)

    الكارثة ، أن المصيبة التي حاقت ببلادنا ليس لها مثيل في كل القصص والروايات ، ولم يخطر على بال أعظم روائي في العالم أن يكتب مثلها ، مصيبتنا تفوق العبقرية والخيال ويجل عنها الوصف ، فهي غير محصورة في الوالي ولا في أفياله المتخصصة في هدم وتكسير الأسواق ومطاردة الفقراء ، بل في الحاكم الفاسد نفسه ، وفي أسرته وعشيرته وبطانته وقضاءه ووكلاء نياباته ، ووزراءه وفي كل أركان حكمه.

    لذلك ما لم تتوحد الجهود لإسقاط هذا الحاكم الفاسد ونظامه ، فإن أي محاولة لتسميم (فيل الوالي) أوعزل صاحبه ، لا تعدو أكثر من كونها إطالة لأمد الفساد والمفسدين ، فلا تضيعوا جهودكم في تفاهات عبد الرحمن الخضر وأفياله الصغيرة وهيا نسمم (عمر البشير) .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de