ما بين الوثبة و الفساد و عودة الترابي.. بقلم اسماعيل عبد الله

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 09:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2014, 03:06 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 755

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين الوثبة و الفساد و عودة الترابي.. بقلم اسماعيل عبد الله

    عندما كانت المفاصلة بين تياري القصر و المنشية قبل خمسة عشر عاماً ذكر عراب النظام آنذاك و صرح بأن الفساد و التجاوز في المال العام قد بلغ بضع في المائة و لم يحدد تلك البضع كعادته في الطريقة الفلسفية و التضمينية التي اعتاد عليها واصبحت صفة ملازمة له في حله وترحاله , الكثيرون يحللون و يرجعون اسباب تلك المفاصلة الى الصراع حول السلطة و بعضهم ارجعها الى فتنة المال خاصة وان تلك الفترة ظهرت فيها ثروة بترولية بكميات مهولة , الشاهد في الصراع الذي بدأ منذ تلك اللحظة يرى ان الدافع الاكبر في اختلاف دعاة المشروع الرسالي حسب زعمهم هو المال و ليس غيره , و مازال المال هو المحرك الرئيس للصراعات في القطر السوداني , خرج الزعيم القبلي موسى هلال قبل اشهر من منظومة الحكم و كان السبب هو المال , خرج مني اركو مناوي من القصر الرئاسي من قبل بعد ان نضب المعين الذي خصص له ولجماعته من عائدات البترول , نيفاشا اضخم حدث في السودان في مدخل الالفية الثالثة كان محركها الاساس شركات البترول العالمية التي لها مصلحة كبيرة في استقرار الاوضاع في طرفي القطر , قتل احد ابطال سلام نيفاشا جراء تجاذبات شركات البترول حول مآلات الفائدة المتنافس حولها من قبل حكومات الدول الغربية مع الدول الشرق اسيوية , وكما هو معلوم ان شركة شيفرون كانت صاحبة الامتياز في بدأ عملية استخراج الذهب الاسود , وهي شركة امريكية لا تسمح بأن يقطف مجهودها الصينيون المنافسون الحقيقيون لاقتصاديات الولايات المتحدة الامريكية , المال اسبابه ومسبباته مرتبطة بمعادلات محلية و اقليمية و عالمية , الكل يلعب على هذه المعادلات حتى تعود عليه مخرجات اللعبة بالفائدة.
    انها لعنة الذهب الاسود في بلاد فقيرة و ذات كثافة سكانية كبيرة و بها منظومة حكم اجندتها غير وطنية , فعندما تكون اولوية الصرف موجهة لدعم انشطة حزبية في دول أخرى هنا يكون الفساد و تبديد مال الشعب لرفاهية حفنة صغيرة من الشعب مسيطرة على مقدراته, ما هي مصلحة شعب السودان في ذهاب امواله لمساندة جبهة الانقاذ الجزائرية و زعيمها على بلحاج؟ , عندما يكون الشغل الشاغل للنظام الحاكم في السودان هو تغيير الانظمة في دول مثل ارتريا و تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان تضيع مصلحة الشعب و تذهب بنود صرفه الخاصة بخدمات الصحة والتعليم الى شراء السلاح و السيارات ذات الدفع الرباعي الداعمة لمليشيات يقودها طامحون في الوصول الى كرسي الحكم في تلك البلدان , ما ذنب دافع الضريبة محمد احمد المسكين المجبي منه مال الزكاة الذي بني به صرح كبير في جنوب الخرطوم يفوق بيوت مال المسلمين في عهد بني امية , السودان غني و ثري ثراء لاتحده حدود لكن ولحظه العاثر أسائت أنظمة الحكم عملية ادارة الانفاق و المحاسبة و التدقيق فتفشت المحسوبية وكل امراض التخلف الاقتصادي , وكل الخلافات التي نشبت بين مكونات نظام الحكم في السودان منذ يونيو 89 كانت تدور حول امور ومواضيع لم تمس حاجة المواطن على الاطلاق , المفاصلة الشهيرة بين التيارين الشهيرين للانقاذ و عودة اللحمة بينهما في برنامج الوثبة الاخير لا ناقة لمحمد احمد فيها ولا جمل , فبعض التسريبات تحدثت حول السبب الجوهري لعودة الترابي الى جماعته عراباً لها للمرحلة القادمة وقالت انها ضرورة املتها عليهم المنظومة العالمية للحراك الاسلامي وفي هذه الحالة ايضاً يجد محمد احمد نفسه تائهاً في مغارة لا يعرف متى يصل الى نهايتها.
    كثيراً ما سمعنا عن الاجندة الوطنية التي تحدث عنها الامام الصادق المهدي , فاليسمح لنا السيد الامام ان نستعير هذا المصطلح لتصاغ تحت مسماه اجنده وطنية عميقة يسهم في وضعها الجميع تأميناً وحفظاً لمصلحة الوطن العليا والخروج من عنق الزجاجة , هذه الاجندة يجب ان تستبعد كل مشروع او تنظيم او مبادرة او جماعة لا يرتبط طرحها الاصلاحي او السياسي او الوفاقي بالوطن والمواطن السوداني داخل حدود البلاد المعروفة , وان لا ترتبط هذه المشروعات باجندات دينية وعرقية وجهوية وخارجية , حتى هذه الدعوة للحوار التي طرحتها حكومة البشير في هذه الايام لن تثمر لانها مرتبطة باجندة اقليمية لا تخدم الهم الوطني في شيء وليست نتاج ارادة وطنية داخلية حقيقية متجردة, وكذلك تجد هشاشة الاجسام السياسية المتوالية مع نظام البشير و تلك التي في الضفة المناوئة جعلت من العسير الوصول الى موقف توافقي من شأنه ان يؤدي الى رؤية ايجابية تأخذ البلاد الى الحل الشامل.
    وكما قيل عن المفاجأة التي تم الترويج لها قبيل خطاب الوثبة بان المفاجأة في المفاجأة وكانوا يقصدون بها حضور الترابي للخطاب الاندغامي , فظهور المهندس الاساس في بنيان هذا البلاء قد جاء على سبيل المقولة الشائعة في الشارع السوداني (يحلها الشربكه), فهل يستطيع حسن الترابي حلحلة القضية التي كان هو من ارسى اعمدة تمكنها من شعب السودان الفقير الى ربه؟ , تحريك ملفات فساد رموز الانقاذ ليس كافياً لبسط الوفاق الوطني الشامل , ان تحقيق و محاسبة و محاكمة هؤلاء الرموز في قضايا فسادهم لن تكون صكاً للغفران لاولئك الانقاذيين الذين يودون ان يقوموا بدور المُخلِّص حتى يظهروا في ثوب اهل الفضيلة ليكون لهم دور في سودان ما بعد الخلاص , ان ذاكرة الشعب السوداني تلتصق بها صورة قاتمة عن جميع الاسلاميين الذين نفذوا انقلاب يونيو المشئوم واولئك الذين باركوه و دعموه تضليلاً , لن تمحى هذه الصورة عن نفوس هذه الشعوب السودانية المغلوب على امرها كما انه لن تسمح ذات القلوب النقية باعادة انتاج المأساة مرة أخرى لانها لم يخطر على خيالها ان هذا الطاعون سيمكث ويقيم في جسدها ربع قرن من الزمان.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de