|
لانه لا يوجد حاليا ( يحى عبدى ) سودانى . . فهنيئا لعمر البشير !! بقلم اكرم محمد زكى
|
المراهق الأمريكي من أصل صومالي “يحيى عبدي، 16 عاماً” الذي نجا من موت محقق، بعدما قطع رحلة جوية من كاليفورنيا إلى هاواي، يوم 20 إبريل الماضي وهو مختبئ في تجويف عجلة طائرة بوينج 767، على رغم درجات الحرارة التي كانت تحت الصفر، ونقص الأكسجين على ارتفاع 11500 متر هو بالتاكيد يقع تحت تصنيف من نسميهم بالمغامرين او الجريئين او المتهورين والحمقى او بالسودانى القح ضكر وراجل شفت واحيانا ( ود حرام مقرم ) وكثير من الالقاب او الاوصاف التى تصب فى معنى يصف الشخصية و الشخص بانه شجاع مقدام مع انه فى نفس الوقت احمق ومتهور لكنه يصل الى مبتغاه باى طريقة وباى صورة غير مبال بعادات او شرائع او قوانين وضعية او طبيعية او حتى عهود ، لذلك فعندما ينجح فى مغامرته يحصل على مردود ضخم ومكاسب خرافية وبنفس القدر حينما يفشل تكون نهايته بشعة وكارثية !!
فى عام 1969 بعد ان خطط وقرر الشيوعيون الاستيلاء على الحكم توقفوا فى اخر اللحظات حينما ادركوا انه ليس من بينهم مغامر او متهور او راجل شفت او كما وصفوه هم راجل مغفل يقود الانقلاب واخيرا تخيروا بين مزمل غندور وجعفر نميرى فاختاروا الاخير لانه حسبهم اكثر بلادة واقل طموحا وهو الاختيار الذى ذاقوا طعمه علقما وذاقه الشعب وبالا فيما بعد وثبته التاريخ اثما على عنق حزبهم يبقى على مر التاريخ .
جعفر محمد نميرى الشاب المتهور المغامر الشفت قبل التحدى وخاض المغامرة وكانت النتيجة انه استولى على السلطة واعدم الشيوعيين واصبح رئيسا للجمهورية متمتعا بهذا المنصب لمدة 16 عاما . . مثبتا بالفعل انه لم يكن المغفل النافع . . بل المستفيد من حفنة من الحمقى المغفلين !!
بعد عشرين عاما ولان ذاكرة الشعب السودانى متسامحة فلقد قرر الاسلاميون وخططوا للاستيلاء على السلطة فى1989 لكنهم وفى اخر لحظة اكتشفوا انهم الين وانعم واميع من ان يخوضوا هذه التجربة الخشنة فقرروا ان يستعينوا باحد المغامرين الاغبياء ليقتحم لهم القصر ويستولى على الحكم حتى اذا ما تيقنوا من نجاح الانقلاب وتمكنوا من البلاد ، خرج كبيرهم الذى كان مختبئا تمويها فى الحبس ليتسلم السلطة من الاحمق الذى استولى على القصر مقابل ان يبارك فيه ويمنحه صك الغفران ومفتاح الجنة ، لكن البشير طلع اشفت واكبر طموحا مما ظنوا فابقى على نفسه جالسا على كرسى الحكم واستخدمهم واستمتع باستخدامهم واللعب بهم فى مسرحية من اسوا ما عاشته البلاد بل والانسانية جمعاء بما حوت من تقتيل وتشريد واعتقال واضطهاد ونهب لمقدرات الامة وحضارتها وهدم وتشويه لانسانها واخلاقها ودينها . . مثبتا لهم من هو الحمار حقا !!
تستمر المسرحية فى تنوع وللحق لا يكاد المتفرج والمراقب ان يمل الا وياتى مشهد اكثر فكاهة ثم اخر اكثر اثارة فبينما يتحلل سارقوا الملايين ويشكر من تصل فواتير غسيل ملابسهم الى ملايين ويرقى من انشا بنايات انهارت بما فيها قبل ان تستعمل ويثنى على من خطط وهندس لانفصال البلاد ويتغاضى عن من ادخل للبلاد اكبر شحنة فى تاريخ تجارة المخدرات ، يحكم على ########ة بالسجن عشرين عاما بينما يصفع ضابط امن صغير ويهين ويحقر ضابط شرطة عظيم على مراى من الناس دون ان يبت الاخير ببنت شفة وتبقى خلاصة الامر اننا طالما لا يوجد بين ظهرانينا ( يحى عبدى) او حتى مشروع مغامر او منتفض او شفت يقوم بعمل بطولى او متهور يخلص به الشعب من ويلاته نقول لعمر البشير وزوجاته واله وصحبه : هنيئا مريئا لكم السلطة والثروة . . والتهنئة موصولة لعبد الحى يوسف وعصام البشير والكاروري وكمال رزق واولا واخيرا للشيخ حسن الترابى . . . ( شخصا . . ومع صينية اكله الفاخرة . . جمعا )
اللهم الطف بنا وارحمنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|