3/ موقف د.النعيم من الأستاذ محمود محمد طه/خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2014, 04:38 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 164

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
3/ موقف د.النعيم من الأستاذ محمود محمد طه/خالد الحاج عبدالمحمود

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "يَـand#1648;and#1619;أَيُّهَا and#1649;لَّذِينَ ءَامَنُوand#1619;اand#1759; إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌand#1762; بِنَبَإٍand#1762; فَتَبَيَّنُوand#1619;اand#1759; أَن تُصِيبُواand#1759; قَوْمًand#1762;ا بِجَهَـand#1648;لَةٍand#1762; فَتُصْبِحُواand#1759; عَلَىand#1648; مَا فَعَلْتُمْ نَـand#1648;دِمِينَ"

    جاء بالصفحة الرئيسية لد.النعيم، في التعريف به وبطبيعة نشاطه: "برنامج المنح الدراسية: "عندما غادر السودان عام 1985، اعتقد النعيم أن مهمته الأساسية هي نشر وتطوير الأفكار الأساسية لمرشده الأستاذ محمود محمد طه. وقد بدأ جهده بنشر ترجمة إنجليزية للكتاب الرئيسي لطه (الرسالة الثانية من الإسلام) عام 1987، وشرع في وضع الأطر القانونية وأطر حقوق الإنسان الخاصة بهذه الآلية عبر برنامج منح دراسية مكثف. الغرض المشترك لهذا البرنامج هو مزيج من تطوير فهم ليبرالي حديث للإسلام ...إلخ"
    وأورد موقع جامعة إيموري بتاريخ 29 مايو 2008، خبراً عن محاضرة للنعيم.. وجاء الخبر تحت عنوان: (مفكر إسلامي يدعو إلى حكومات علمانية، والحرية الفردية) وجاء في الخبر "المحاضرة بعنوان "تصور وتطبيق الفكر الإسلامي المتطور: إطار ودعوة للعمل".. استندت بصورة كبيرة إلى كتابات وأفكار رجل الدين السوداني المعتدل محمود محمد طه".
    ومنذ عام 1987 ظل د.النعيم يعمل في نشاط واسع داخل الولايات المتحدة، وفي العديد من مدن العالم، وبتمويل ضخم من حكومة الولايات المتحدة، في إطار ما أسماه " تصور وتطبيق الفكر الإسلامي المتطور".. وهو في جميع نشاطه هذا يعمل بصفته تلميذاً للأستاذ محمود محمد طه، رسالته هي تطوير فكر أستاذه.. واعتقد أنه أصبح واضحاً الآن، أن كل دعوته تقوم على تقديم تصور معاكس لتصور الأستاذ محمود للإسلام ـ معاكس وليس فقط مخالف ـ وباسم التلمذة للأستاذ!!
    هو تصور معاكس لفكر الأستاذ في كل شيء أساسي، من التوحيد، حتى التشريع، والأخلاق، والسياسة والاقتصاد ... إلخ، وحتى المنهاج.
    واضح جداً، أن العمل يقوم على تنظيم، وتخطيط، وتمويل جهات عديدة.. والمباديء الأساسية فيه محددة ابتداءً، ومتروك للنعيم أن يملأ الهيكل بالصورة التي يراها.. ويبدو أن د. النعيم زايد كثيراً، وبالغ في الولاء، حتى أنه ذهب أبعد كثيراً جداً مما هو مطلوب منه، فجعل كل شيء في حياة البشر علمانياً، بما في ذلك الدين!! هذه المبالغة، في تقديري، في النهاية، هي التي سوف تحكم على دوره بالفشل.
    جميع المفارقات لأسس الدين وقيمه، والأخلاق ومباديء الفكر السياسي، التي ينادي بها د. النعيم، هو ينسبها للأستاذ محمود، إما بصورة مباشرة، أو بصفته تلميذاً له، ولكنه يبالغ فيها مبالغة شديدة.. ويعتمد على الكذب المفضوح، الذي من المستحيل أن يصمد لأي اختبار.. فمن السهل جداً الرجوع إلى مصادر دعوة الأستاذ، وهي متوفرة، واكتشاف أن كل ما ينسبه للأستاذ محمود، هو عكس ما يقول به الأستاذ فعلاً.. وهذا ضعف شديد، سيعجل بإنهاء دور د. النعيم.. ويكمل هذا الضعف العداوة الشديدة للأستاذ محمود، البينة، في أقوال د. النعيم عنه.. فلا يمكن، عقلاً، أن تزعم أن الأستاذ محمود هو أستاذك، ثم تعجز عن كبت ضغنك ضده!!
    ثم هنالك الكذب المكشوف جداً، بالصورة التي لا تجوز حتى على طفل.. في ندوة للنعيم قدمت بمنتدى السودان الديمقراطي بواشنطون.. قالت الأستاذة أسماء محمود: "نحن بندعوا إلى دولة قائمة على الإسلام!! قائمة على الإسلام" فرد عليها د.النعيم بقوله "أنا برضو، لأنها الأستاذة برضو اتكلمت عن النقطة دي: برضو بحب أقول أنه مسألة الدولة الدينية وهم!! عبث!! قبيل أنا حاولت أقول الكلام دا: كونو الزول بفتكرها إنها حقيقة، ما بجعلها حقيقة!! هي ما حقيقية!! هي باطل!! هي وهم!! شفتَ زي الطفل البتخيّل إنه في سحّار تحت السرير!! كونو بفتكر إنه في سحار تحت السرير، ما بعني إنه في سحّار تحت السرير!! هو مقتنع جدا، ويمكن يكورك لأمو يناديها: تعالي ولّعي النور، وأقعدي معاي، لأنه في سحار تحت!! دا المسألة زي كدا!! المسألة دي إنه هي ضد الصورة تمام!! وهم!! عبث!! ونحن أي واحد فينا يسكت عن أن يقول دا، مساهم في خلق العبث دا"!! هذا الحديث مباشر عن الأستاذ محمود، وما يدعو له من دولة دينية، فهو قد جاء مباشرةً، في الرد على قول الأستاذة أسماء: "نحن بندعوا إلى دولة قائمة على الإسلام"، وبالطبع هي تتحدث عن دعوة الأستاذ محمود، وتلاميذه.. واضح جداً الانفعال والتوتر الشديد، في رد د. النعيم، فهو قد أخذ يكرر كلمات: وهم ـ باطل ـ عبث!!.. هكذا!! الأستاذ محمود يدعو لباطل وعبث، ووهم، ود. النعيم يدعو للحقيقة!! سبحانك اللهم!! الأستاذ عابث!! ود. النعيم جاد!!
    وهذا يعني ضمن ما يعني، أن الانتماء لمنظمات المثليين والمثليات، ومشاركتهم مناسباتهم، والإشادة بممارساتهم الإنحلالية، وكتابة مقدمات للكتب التي تصور هذه الممارسات ...إلخ، كل هذا ليس بعبث.. ولكن دعوة الأستاذ محمود لإقامة الدين، والدولة الدينية، ومكارم الأخلاق هما العبث والوهم والباطل.
    الدعوة للقيم والعفة وهم، والدفاع عن الإنحلال الخلقي وتبريره، بما في ذلك المثلية، هو الحق والجد!!
    كان يمكن للنعيم أن يقول ما قاله، دون تكرار كلمات عبث ـ وهم ـ باطل، ولكن شدة غيظه حالت دون ذلك، فلم يستطع السيطرة على انفعاله.. وهذا، معلوم ومفهوم.. فأهل الظلام، لا يطيقون أهل الحق والخير.. فقديماً قيل: " أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ".. ود. النعيم يحرض الأخرين، بأن يدينوا الداعين إلى الدولة الإسلامية، فهو يقول: "أي واحد فينا يسكت عن أن يقول دا، مساهم في خلق العبث دا" يا أهل الأرض عامة، والجمهوريين خاصة.. د. النعيم يدعوكم إلى عدم الصمت عن عبث الدعوة للدولة الإسلامية.. فمن يصمت هو "مساهم في خلق العبث دا"!! فعليكم أن تقوموا بما هو عليه من جد ومن حق، وأياكم والسكوت عن المطالبة بحقوق الإنسان.. فاللمثليين حقوقهم، التي لا ينبغي السكوت عنها، ولا بد من العمل (الجاد) لنصرتهم بنيل حقوقهم!!
    أنظروا إلى مَثَل (السحار) الذي ضربه، في أمر جاد وخطير، مثل أمر الدين والدولة الدينية.. والمثل يعني، أن مثل الأستاذ محمود والجمهوريين، في قولهم بالدولة الإسلامية، هو مثل الطفل الذي يختبئ تحت السرير، خوف السحار.. فهذا الطفل "هو مقتنع جداً، ويمكن أن يكورك لأمو يناديها: تعالي ولعي النور، وأقعدي معاي لأنو في سحار تحت".. السحار تحت السرير، هو الدولة الإسلامية.. والطفل في المثل، هو الأستاذ محمود والجمهوريون.. ولكن من هي الأم التي يناديها الطفل!؟ لا أدري!! ربما هو د.النعيم الذي يضيء النور، ويزيل الوهم والعبث!!
    وفي نفس الندوة زعم د. النعيم أن الدولة الدينية كذبة، ومن يقول بوجود دولة دينية كاذب.. وهو يعلم أن الأستاذ محمود يقول بالدولة الدينية.. وعلى ذلك، هو لا يتورع بوصف الأستاذ بالكذب!! وهو يعلم بالتجربة الطويلة، والمعاشة، أن الكذب في حق الأستاذ أمر مستحيل، ولكنه لما مرد هو على الكذب، بالصورة التي رأينا، يستفزه الصدق عند غيره، فيعمل على أن يسقط عليهم كذبه.
    ولماذا من يقول بالدولة الإسلامية يوصف بالكذب، والوهم، والعبث ...إلخ!؟ قطعاً لا يوجد أي سبب موضوعي.. فالدولة الدينية واقع لا ينكره إنسان طبيعي.. ود. النعيم نفسه قبل الولايات المتحدة ودولاراتها، كان يقول بالدولة الدينية.. بل يقول دولة مسلمة!! فهو مثلاً، في كتاب (نحو تطوير التشريع الإسلامي) قال: "لقد كان عليه الصلاة والسلام ـ وفق المعيار الدستوري ـ هو الحاكم البشر الأصل، ومؤسس الدولة الإسلامية" ص(113).. وذكر الدول المسلمة في عدة مواقع، وقال عن الخميني في إيران: "الأمر الأشد مدعاة للقلق هو أن يقوم زعيم دولة مسلمة، هو الأمام الخميني في إيران بدعوة المسلمين إلى مطاردة وإغتيال مواطن دولة أخرى" ص(23).. أكثر من ذلك، قال: "فكما قال فضل الرحمن (بحق) الصعوبة أمام العلماني الحقيقي في (العالم الإسلامي) هي اضطراره الى إثبات المستحيل، وهو أن محمداً حين يسلك مسلك المشرّع أو الزعيم السياسي، إنما يسلك مسلكاً علمانياً خارج نطاق الدين" ص(76).. فما كان يراه مستحيلاً، هو الآن يتبناه.. ويقول دولة المدينة، سياسة وليست دين!! ثم ذهب إلى ما ذهب إليه عن الحديث عن العبث، والوهم والكذب!!
    وقال في هذا الكتاب، عن القوانين الإسلامية: "وفي اعتقادي أنه من الأفضل أن نقوم بتقييم القانون العام في الشريعة والتجربة التاريخية وتطبيقها، وأن نسعى إلى وضع مباديء إسلامية بديلة للشريعة في القانون العام تطبق في عصرنا الحديث. وهذا هو الهدف من هذا الكتاب" ص(76).. هذا كله تركه، وذهب إلى عكسه، وأخذ يشتم من يقولون ما كان يقول به!!
    دولة الإسلام ـ دولة القرآن ـ التي يدعو لها الأستاذ محمود، ويبشر بها، ويقول أنه قد أظلنا عهدها، هي دولة الإنسان، التي فيها ينزع الضغن من الصدور، ويعيش فيها جميع سكان الأرض، أخواناً متحابين.. وفيها، تتحقق المساواة، ويرفع الظلم، ويتحقق العدل، وتنهزم الرأسمالية، وكل شرورها.. ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد، وتصبح السجدة خير من الدنيا وما فيها.. ويسود السلام، ليس بين البشر فقط، وإنما في البيئة جميعها، فيتعايش الذئب والحمل، والحية والطفل الرضيع، وحتى شجر الشوك، يفقد شوكه، لعدم الحاجة إليه!! كل هذا الوهم والعبث ـ حسب معايير د. النعيم ـ مما يبشر به الأستاذ محمود، ونحن نؤمن به، وننتظر أن يحدث ـ في جيلنا نحن ـ يا دكتور النعيم!! وهذا أمر يصعب على العلماني ـ وهي عبارة لا يدركها إلا بعض الجمهوريين.. وهذا الموعود يتحقق: عندما تملأ الأرض ظلماً وجوراً، وهو قد حدث أو كاد.. فمن الناس من يضع نفسه في كفة الظلم، فيعجل بالوقت، وهو لا يعلم، ومنهم من يضع نفسه في كفة العدل الموعود، فينصره في نفسه، ريثما ينتصر في الأرض، وهؤلاء هم الذين ينتظرون (الوقت).. فأما د. النعيم، فهو ليس (وقتجياً)، كما يقول.. ولو جاء المسيح اليوم، فلن يحل مشكلته إلا إذا حلها بنفسه!! فهو يترفع عن كل ما قيل مما يعتبره وهماً، وعبثاً، وكذباً!! وأكثر الأشياء، وهماً وعبثاً، عند د. النعيم، القول بالعدل، والمساواة، ونصرة المستضعفين، فهي أشياء غير ممكنة، والقول بها يستفزه، فيقول: "لا يمكن لأي مؤسسة بشرية أن تحقّق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين، وهذا هو خطأ جوهري في زعم الدولة الدينية.. هنالك من يدّعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد والغرض والهوى، وأنا (عبدالله أحمد النعيم) أقولُ من يزعم هذا إما مضللٌ لنفسه، أو مخادعٌ للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة" الحلقة الأولى نص رقم (4)..من يدعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد والغرض، وأنها تقوم على المساواة ونصرة المستضعفين، هو الأستاذ محمود محمد طه، ولا أحد غيره.. وهو القائل في إهداء كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) ما نصه: "إلى أكبر من استضعف في الأرض ولا يزال.. إلى النساء.. ثم إلى سواد الرجال، وإلى الأطفال.. بشراكم اليوم!! فإن موعود الله قد أظلكم (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة، ونجعلهم الوارثين)".. د.النعيم يعلم كل ذلك.. فالأستاذ محمود عنده: "إما مضلل لنفسه، أو مخادع للناس"!! وهذا الحكم القاسي، مرجعيته، والدليل على صحته هو "أنا عبدالله أحمد النعيم أقول"!! فالله تعالى، عندما بشر بنصرة المستضعفين في الآية المذكورة، هو لا يعرف طبيعة النفس البشرية، ولكن د. النعيم يعرف، وبحكم معرفته يحكم "لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة"!!.. وعلينا أن نتذكر، مبدأ د. النعيم الأساسي، عن الطبيعة البشرية والذي يقول فيه: "الصراع الإنساني والاختلاف هي الصفة اللازمة للطبيعة البشرية، وستبقى كذلك حتى يوم القيامة"!! الحلقة الأولى نص رقم (73).
    د.النعيم إنسان عملي ـ براغماتي ـ لا تشغله الدعوة الدينية، فهي عنده مجرد وهم، وانتظارها عبث.. فبدل (جنة الأرض) التي يبشر بها الإسلام، ويقول الأستاذ محمود أن وقتها قد أظل، د. النعيم يعمل على أن يقيم جنته الآن.. فالجنة عنده موجودة ـ هي التيار الرئيسي للحياة الأمريكية.. لذلك هو يدعو له، فهو الذي يمثل الإسلام، حسب (المنظور التاريخي).
    المنهاج والأخلاق:
    سئل د. النعيم، في محاضرة منتدى السودان الديمقراطي "ما هو المنهاج الذي يمكن بموجبه تغيير أخلاق الناس بالمستوى المثالي في السودان؟".. أجاب د. النعيم "أنا ما بفتكر "طبعا دا سؤال اتكرر، وحصلت ليهو الإشارة.. أنا ما بفتكر بأنه نحن بنحتاج نتبع منهج واحد لتغيير الأخلاق!! لكن بنحتاج لنتفق أنه تغيير الأخلاق ضروري!! بعد داك كل واحد فينا يأخد منهجو للتغيير!! يعني المسألة ما أفتكر نحن خطنا، أن نكون عندنا وحدة في المنهج: أنه لا بد هو المنهج دا، ومافي غيره!! وأنه لا بد كل زول يلتزمو!! أنا ما بفتكر بأنه أنا، كتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، بأنه دا موقفي، ولا دعوتي"!! أنظر كيف زج بالأستاذ!! أولاً هو قرر أن المنهج الواحد غير ضروري، وبعد ذلك ينسب هذا للأستاذ محمود، بأن جعل ما قاله، قاله بصفته تلميذاً للأستاذ محمود!! ولم يورد أي نص للأستاذ محمود، يبني عليه زعمه هذا!!
    وقطعاً قول د. النعيم هذا، هو خلاف ما يقول به الأستاذ محمود.. فالأستاذ داعي لمنهج واحد، ولا منهج غيره.. ودعوته هذه لكل البشرية.. هذا المنهج هو "طريق محمد" صلى الله عليه وسلم.. وقد صدر كتاب تحت هذا الاسم منذ 1966 ود. النعيم يعلمه تماماً.. والشعار في هذا الكتاب، "بتقليد محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها".. وهذا الكتاب يبشر بدولة القرآن _ التي ينكرها د.النعيم _ ويجعل السبيل الوحيد لها هو (طريق محمد) فيقول: "ان دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا محمدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله".. لاحظ الأستاذ يقول: أن دولة القرآن "ليس عنها مندوحة".. ود. النعيم يقول عنها أنها مستحيلة.. وهذا هو مدى الاختلاف بين الأستاذ محمود ود.النعيم.. والأستاذ يقول: "إلا إذا جعلوا محمداً وحده أمامهم".. "وحده".
    ويقول الأستاذ محمود، من نفس الكتاب: "إلى الراغبين في الله، السالكين إليه، من جميع الطرق ومن جميع الملل.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم بعث الله محمدا داعيا إليه ومرشداً ومسلكاً في طريقه. وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلا طريق محمد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم.
    ونحن نسوق الحديث هنا إلى الناس بوجه عام، وإلى المسلمين بوجه خاص، وإلى أصحاب الطرق والمتطرقين من المسلمين بوجه أخص".. لاحظ "وقد انغلقت اليوم بتلك الاستدارة الزمانية جميع الطرق التي كانت فيما مضى واسلة إلى الله، وموصلة إليه، إلا طريق محمد.. فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم".. ويقول الأستاذ من نفس الكتاب: "إننا قد استيقنا من أنه بتقليـد محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها" وختم بقوله: "يا أهل القرآن، لستم على شئ، حتى تقيموا القرآن. وإقامة القرآن كإقامة الصلاة، علم، وعمل بمقتضى العلم. وأول الأمر في الاقامتين، إتباع بإحسان، وبتجويد لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، وأقام الصلاة، وهدى إلى ذلك البصائر والأبصار، إنه سميع مجيب".
    فما يقوله د.النعيم، هو نفي لدعوة الأستاذ من أساسها ـ المنهج.. فالأستاذ يدعو إلى وحدة المنهج، عكس ما يقول د. النعيم، في زعمه "يعني المسألة ما افتكر نحن خطأ، أن نكون عندنا وحدة في المنهج: أنه لا بد هو المنهج دا، ومافي غيرو!! وأنه لا بد كل زول يلتزموا".. هذا القول هو عكس الفكرة تماماً.. فالأستاذ محمود يقول: أن طريق محمد هو المنهج ولا منهج غيره، ومن يريد فكرته، لا بد أن يلتزم هذا المنهج.. دعوة الأستاذ محمود لطريق محمد صلى الله عليه وسلم، والجمهوري، تلميذ الأستاذ محمود، هو من يلتزم طريق محمد وحده، عقيدة وعملاً.. والجمهوري، جمهوري بقدر هذا الالتزام.. ومن لا يلتزم الطريق هو ليس بجمهوري، حتى يلتزمه.. وموقف د. النعيم الذي ورد في النص، هو موقف المفارق لدعوة الأستاذ محمود في جوهرها، والعامل على نقيضها.. فمن ليس على طريق محمد ليس بجمهوري.. فقول د. النعيم: "كل زول يأخذ منهجو"، هذه دعوة د. النعيم الذاتية النسبوية، وهي نقيض دعوة الأستاذ، وعمل لهدمها.. فهو أساساً يدعو إلى المنطق المدني، ويترك المنطق الديني.. ويقع ضمن دعوته هذه الدعوة لترك المنهج الديني (طريق محمد).
    ومن نفس المحاضرة، يدعو د.النعيم للاختلاف، ويزعم أن الاتفاق لن يحصل، فيقول: "الاختلاف نسبه أصلي في الحياة!! ودي مسألة الفردية".. اختلاف النوع، لا وجود له، فالأصل هو الوحدة، والاتفاق.. فالفردية تقوم على اختلاف الدرجة، داخل الإطار الواحد للإسلام.
    ود.النعيم في الواقع، يرى أن منهج الأستاذ محمود كله، قاصر، وينبغي تعديله، أو إيجاد البديل له.. فهو يقول: "أخيرا، يجب أن أقرر إنه بالرغم من أن منهج طه به قصور، إلا أنني أعتقد أنه يمكن على الأقل أن يكون مفيدا كإطار أولي لحوار داخلي، يمكن أن يستمر لإيجاد مناهج إصلاح إسلامي أخرى تتمّم ، أو تحل محل ، منهج طه!!" أنت تقول المنهج الواحد غير ضروري.. وتستبعد منهج الأستاذ بالذات، وتدعوا إلى حوار لإيجاد منهج أو مناهج بديلة.. وقد حددت أن كل إنسان يختار منهجه، فقولك هذا، ودعوتك للحوار، أمر لا معنى له، طالما أنك أصلاً ترفض الوحدة، وترى أنها غير ممكنة.. وأنت بقولك هذا تجعل المناهج كلها، يمكن أن تكون صحيحة، إلا منهج الأستاذ القاصر.. واضح جداً، أن غرضك، فقط هو صرف الناس عن المنهج الذي يدعو له الأستاذ (طريق محمد صلى الله عليه وسلم).. وأنت عملياً تقدم البديل للمنهج الذي يدعو له الأستاذ.. وبديلك يقوم على رفض الدين بصورة مبدئية، وفي جميع أسسه ومبادئه.. فلا يمكن أن يقال عن بديلك هذا أنه تتمة لمنهح الأستاذ محمود، لأنه يناقضه، وليست له أي علاقة به، لا من قريب ولا من بعيد!! وطالما أن هذا هو موقفك، من دعوة الأستاذ محمود، فمن الطبيعي ألا تنسب نفسك لها، ولا تنسب دعوتك لها.. ولكنك تفعل!! وما ذلك إلا لأنك موظف من قبل أعداء الدعوة، لهدمها من الداخل، كما تريد ويريدون!! ولكن هيهات!! فكيدك هذا، وكيدهم، هو رد عليكم، ولن ينالكم منه إلا الخزي والعار.
    عن الأخلاق، جاء في ندوة منتدى السودان الديمقراطي يونيو 2011 العجيبة قول د. النعيم: " الأستاذة شذى قالت هل تتصور أن الدين هو مصدر الأخلاق الوحيد؟؟ لا!! الدين ما هو المصدر الوحيد للأخلاق!! وفي الحقيقة ممارسات دينية هي أضعف من أي مستوى أخلاقي الزول ممكن يقوله.. بيهو.. بنجدها موجودة في تاريخنا ونحن كمسلمين.. في تاريخنا نحن كسودانيين.." ويقول: "أن النبي يقول أنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق معناها الأخلاق موجودة قبل الدين"!!
    وضع ولتر ستيس، في كتابه (العقل والدين)، توضيحاً شافياً، لنوعين من الأخلاق: الأخلاق الموضوعية والأخلاق الذاتية.. أما الأخلاق الموضوعية، فهي التي تقوم على أن الكون نظام أخلاقي، وتجيء من خارج البشر ـ من الله أو سلطة خارجية.. أما الأخلاق الذاتية، فتقوم على أن الكون ليس له نظاماً أخلاقياً، وأن الأخلاق تقوم على رغبة البشر.. الأخلاق في الدين تقوم على تحويل الهوى، من الذاتية إلى ما يأمر به الله، ولو كان مخالفاً للهوى.. يقول المعصوم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواهُ تبعاً لما جئت به".
    والأخلاق عند د. النعيم، تستبعد المرجعية الدينية، وقد أوردنا قوله الذي يدعو فيه إلى عدم الرجوع إلى مرجعية الدين، في الأمور الأخلاقية، حتى في السلوك الجنسي.. وهو داعي للأخلاق الذاتية والنسبوية، وقد سبق أن أوردنا له قوله: "النظرة المستبصرة للنسبوية الأخلاقية قد ساهمت مساهمة إيجابية في نشر التفاهم بين الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل وروح التسامح والتعاون بين الناس في العالم. وباختصار فإن النسبوية الأخلاقية تعني أن (الأحكام تنبني على التجربة، والتجربة يفسرها كل شخص حسب تربيته أو تربيتها الثقافية" الحلقة الثانية نص رقم (12).. ويقول: "وعليه فإن النسبويين الأخلاقيين يعارضون ادعاءات وجود صنف واحد مطلق من الأخلاق، أي أن هناك قيم أخلاقية مطلقة وثابتة يمكن على هداها الحكم بصحة أو خطأ ممارسات أو قيم بعينها للثقافات المختلفة".. الحلقة الثانية نص رقم (16).. فعندما لا توجد أخلاق عامة ثابتة، ولا معيار خارجي للأخلاق، وتكون الأخلاق ذاتية، تصبح هنالك فوضى عارمة في الأخلاق.. ويصبح إتباع الهوى هو المعيار.. فيؤدي ذلك إلى انهيار أخلاقي شامل.. هذا هو أخطر جانب في الغزو الثقافي الغربي، وهو أكثر فعالية في صرف المسلمين عن دينهم، ولذلك يعول عليه الغرب تعويلاً كبيراً، ويستعمل أمثال د. النعيم، في الفلسفة له، وتبريره.. هذا الجانب لا حافظ فيه إلا الله.. وهو يشكل الخطر الأساسي.
    الأخلاق في بداياتها، لا يمكن أن تقوم إلا بحافز الثواب والعقاب، فالإنسان بطبعه لا يفعل أمراً، ولا يترك، إلا بحوافز الكسب والخسارة.. ود. النعيم يبعد هذا الحافز بإبعاده المرجعية الدينية، وبتقريره الذي يزعم فيه بأن الثواب والعقاب في الأديان، صنعها البشر.. والحد الأدنى من الأخلاق هو مرتبة الحلال بيّن، والحرام بيّن.. وحتى هذا د. النعيم يتجاوزه.
    الفكرة الجمهورية، دعوة للتخلق بأخلاق الله، الواردة في القرآن.. وفيها ـ الفكرة الجمهورية ـ لا يمكن للإنسان أن يكون مجرد كيان، بغير الإيمان بالله!! والإنسانية هي القيمة الأخلاقية التي تميز بها الإنسان عن الحيوان، وعن الملك.. الأخلاق هي حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.. والأساس في الحرية الفردية، هو دائماً أن تختار الله!! فالأخلاق هي التي جعلت الإنسان إنساناً، الإيمان أصل فيها، وهو أصل يصحبها في جميع مراقيها، وهي تنطلق من الحرية المحدودة، إلى الحرية المطلقة.
    النكوص عن الأخلاق والحرية، هو نكوص عن الإنسانية، نحو الحيوانية، وهذا ما يدعو له د.النعيم، في معارضة لما يدعو له الأستاذ محمود.. الأستاذ يدعو للتسامي في الأخلاق، وفق منهج مرسوم، يقوم على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وفقه يتسامى الإنسان، في تحقيق إنسانيته، بتساميه في التخلق بأخلاق الله الواردة في القرآن.. يقول المعصوم: "تخلقوا بأخلاق الله أن ربي على سراط مستقيم".. فالإنسان، إنسان بقدر تحقيقه لهذه الأخلاق.. أما د. النعيم فيدعو للنصول عن الحد الأدنى للأخلاق.. ففي حين أن دعوة الأستاذ محمود تقوم على التسامي في مجالات تحقيق الإنسانية، تقوم دعوة د. النعيم على النكوص نحو الحيوانية.. فدعوة الأستاذ دعوة تطورية، ودعوة د. النعيم دعوة تسفلية، تقوم على الرجوع نحو مراحل من الحيوانية خلفها الإنسان منذ أمد بعيد!!
    شخصية د. النعيم، تقوم على عكس ما يدعو له الأستاذ محمود، في موضوع جوهري جداً، من المواضيع السيكولوجية، هو موضوع (الأنا) أو (النرجسية)، كما هو عند علماء النفس.. يقول الأستاذ محمود: "في المعاملة: (لا إله إلا أنت)، تعني العمل من أجل الآخرين.. فإن (أنت) هنا تعني (صاحبك الآخر)، وإبتداءً من زوجتك وإنتهاءً بابسط الأحياء، والأشياء، في بيئتك.. فليكن شعارك (العمل للغير) قل (أنت) دائماً، ولا تقل (أنا) أبداً.. أنت دائماً".
    وهذا على العكس تماماً، لما عليه د. النعيم.. فهو يقول (أنا) دائماً، ولا يقول (أنت) أبداً.. وهذا في أخطر الأمور.. فعنده ما يراه هو، دائماً هو الواقع والحق، وإن خالف البداهة وخالف كل البشر!! فالصحيح ما يراه هو صحيحاً، مهما كان خطأه.. والواقعي ما يراه هو واقعي، مهما تناقض مع الواقع الفعلي، واختلف مع الآخرين.. عبارة "أنا عبدالله أحمد النعيم أقول" ليست مجرد عبارة، وإنما هي مفتاح شخصيته.. فذاته عنده مرجعية كل شيء.. وهي وحدها، المرجعية الموثوق بها.. وهذا هو السبب الأساسي للذاتية في تفكيره، كما أنه السبب الأساسي في رفضه للخارج.. كما رأينا عندما تناولنا حديثه عن (المسيح).. فهو صاحب نرجسية متطرفة.. فهو متمركز في ذاته، بصورة تجعل من الصعب عليه رؤية الآخر، أو الخارج، إلا من خلال ذاته!!.. من أهم الخصائص السلبية للنرجسية، والتي تبدو واضحة في شخصية د. النعيم، ولها الأثر الأكبر على تفكيره، نقص الإهتمام بالخارج، يقول إيرك فروم عن هذه الظاهرة: "إن نقص الاهتمام الأصيل بالعالم الخارجي، يشكل سمة مشتركة بين كل أشكال النرجسية".. هذه السمة عند د. النعيم، متطرفة جداً، حتى أنه يرفض الخارج بصورةٍ أساسية، وهذا ما رأيناه في حديثه عن المسيح.. فعنده، لا يوجد مسيح خارجي، وإنما المسيح داخل كل فرد.. وهو بهذا يرفض كل ما ورد عن المسيح، في الأديان المختلفة، ويتعامل معه كأن لم يكن!! وهذه الظاهرة هي أيضاً مما يؤكد الذاتية عند د. النعيم فهو مثلاً يقول عن إسلامه، أنه ليس إسلام عامة المسلمين، وإنما هو إسلامه الخاص الذاتي.. وعنده هذا هو الوضع الطبيعي عند كل البشر.. والمجتمع عنده غير موجود، على اعتبار أنه خارج، وهكذا في جميع القضايا الأساسية، والنقطة الثانية الخاصة بالمعنى السلبي للنرجسية عند د. النعيم، هي تشوه الحكم المنطقي، وقد قال عنها فروم: "يعتبر تشوه الحكم المنطقي أشد نتائج التعلق النرجسي خطراً.. إذ يتم اعتبار موضوع التعلق النرجسي أمراً ثميناً (جيداً، جميلاً، حكيماً ...إلخ)، ذلك ليس على أساس حكم قيمة موضوعي، بل لكونه أنا أو لي.. وهنا يكون حكم القيمة النرجسي حكماً مسبقاً أو منحرفاً.. ويبرر هذا الحكم المسبق عادة بشكل أو بآخر..".. هذه الظاهرة، أكثر الظواهر وضوحاً عند د. النعيم، وعند غيره من النرجسيين.. فالمعيار الأساسي، هو الذات وملحقاتها، فكل ما لها، وما يتبع لها، هو دائماً أفضل من غيره، لا لأي اعتبار، إلا لاعتبار أنه ذاته أو ملحق بذاته.. ثم يأتي التبرير، ليعطي صورة زائفة من المنطق، تحاول أن تجعل الحكم الذاتي مقبولاً، أو مبرراً عند الآخرين.
    أما السمة الثالثة، فهي عدم قبول الفشل، وعدم قبول النقد.. يقول فروم: "كلما ازدادت شدة النرجسية كلما قل تقبل الشخص النرجسي لحقيقة فشله، أو لأي نقد من قبل الآخرين.. وسيشعر فقط بغضب شديد عند ظهور أي سلوك مهين من قبل شخص آخر بإتجاهه، أو اعتقاده بأن الآخرين أكثر حساسية وجهلاً، من قدرتهم على اطلاق حكم مناسب عليه".
    د. النعيم يعارض الأستاذ محمود في كل شيء، وبصورة انفعالية، تنم على ما ينطوي عليه من غبن ضد الأستاذ محمود.. فإذا قال الأستاذ عن السودانيين: "أن الله قد حفظ عليهم أصائل الطباع" فإن هذا القول يستفز د. النعيم، فيقول عكسه، أن السودانيين لا يكادون يكونون، في مستوى الكرامة، والفطرة المفطور عليها كافة البشر.. فهو يقول: "السودان، الخرطة النحن بنعرفه دي ما ها حقيقة موضوعية، ولا نزلت من السماء، ولا مقدسة.. في ظروف سياسية محددة شكلت السودان البنعرفو حالياً" الحلقة الثانية نص رقم (62).. ويقول في رد على الأستاذ والجمهوريين: "الناس المتعلقين بالسودان حقو يعرفو إنو السودان جاء نتيجة قرار استعماري.. قوة استعمارية وحدت مناطق مختلفة.. وهي شكلت الوحدة السياسية للاطار المعين، وأجزاء الأقاليم المعينة، بكل الجماعات البشرية، وبكل المناشط الاقتصادية فيه.." الحلقة الثانية نص رقم (63).. لا أدري لماذا هو موتور بهذا القدر!؟
    على كلٍ، ما أوردناه عن د. النعيم، هو مبلغ علمه، ومبلغ الخير عنده.. وهو كله ظلام في ظلام، وهو نموذج لجنود الشر.. وقمة شره، وخلاصته، هي نفيه للدين جملة وتفصيلاً، وأكثر ما يدل على هذا قوله، أو هرطقته كما يقول، والتي جاء فيها: "كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير(الهرطقي) أن الدين علماني...إلخ".. فهو بهذا يغيب الأديان السماوية تماماً.. ويحكم على جميع الأنبياء والمرسلين، بأنهم أنبياء كذبة، لم يأتوا بشيء من الله، وإنما من عند أنفسهم.. محمد صلى الله عليه وسلم، لم يأت بالقرآن من عند الله، وإنما هو صناعة بشرية.. وهذا يعني أن المعصوم عنده، غير معصوم، وإنما هو يكذب على الله، إذ يقول أن الله أوحى له من عنده كلاماً، وأن القرآن هو كلام الله.. فالقرآن عند النعيم ليس كلام الله، وإنما هو صناعة بشرية.. وكل ما هو وارد فيه من أوامر ونواهي وتكاليف، هي صناعة بشرية.. فالله تعالى لم يأمر بالصلاة، ولا الصوم ...إلخ وإنما البشر هو من أمر بها.
    هذا تكفير لجميع الأنبياء والمرسلين، فهو قد حكم عليهم جميعاً، بأنهم يفترون على الله، وينسبون له ما لم يقل به أو يأمر به.. وبالطبع قوله هذا هو حكم على جميع أتباع الأنبياء والمرسلين، من لدن آدم وإلى محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، بالضلال والكفر والإفتراء على الله.
    الخلاصة هي أنه لا يوجد عند د. النعيم، أي دين سماوي موحى به من الله، ولن يوجد، كل الأمر صناعة بشرية، وعلمانية، لا فرق بينه وبين أي ثقافة.
    هذه هي قمة الظلم والإظلام.. وكما رأينا د. النعيم عند نفسه صاحب رسالة.. ورسالته هذه تقوم على نفي جميع رسالات السماء.. ود. النعيم في رسالته هذه، لا يمكن أن يكون إلا من الأنبياء الكذبة، الذين قال عنهم السيد المسيح: "أحذروا الأنبياء الكذبة!! قالوا: كيف نعرفهم؟؟ قال: بثمارهم تعرفونهم".. فد. النعيم يحكم على جميع الأنبياء والمرسلين، بمن فيهم سيدهم وخاتمهم، بأنهم أنبياء كذبة!! وحكمه هذا دليل قاطع على أنه هو النبي الكاذب، وقد رأينا ثماره وبها حكمنا "فالشجرة الخبيثة لا تستطيع أن تثمر ثمراً طيباً".. ولم نجد في ثماره إلا ما هو خبيث.
    أصبحت المعادلة واضحة جداً: إما دين د. النعيم ـ إسلام د. النعيم.. أو دين الأنبياء والمرسلين ـ أو إسلامهم.. فمن يختار د. النعيم بالضرورة هو يختار إبعاد الأنبياء والمرسلين.. ومن يختار الأنبياء والمرسلين هو بالضرورة يختار إبعاد د. النعيم، ودينه.. فالاثنان لا يجتمعان.
    إن دعوة د. النعيم، كلها ظلم وظلام، وهي تقع في إطار ملء الأرض ظلماً وجوراً.. فهو من أكثر من ينطبق عليهم قول السيد المسيح: "إذا كان النور الذي فيك ظلام، فالظلام كم يكون!؟"
    د. النعيم يدعو إلى إبعاد المنطق الديني، وإبعاد الله عن كل شيء.. والأستاذ محمود يدعو إلى إرجاع كل شيء لله وحده.. فإما الأستاذ محمود، أو د. النعيم، لا مجال للجمع بينهما.. الجمع بينهما مستحيل.. فمن يختار أحدهما، هو بالضرورة يبعد الآخر.. وخلاف ذلك هو محض تمحك، وإلتواء.
    الأستاذ محمود بالنسبة لد.النعيم مجرد وسيلة لدنياه: الشهرة والمال.. وهو حتى لا يحترم هذه الوسيلة، ولو في حدود أنها سبب ما هو فيه من الدنيا.. الأمر على العكس من ذلك، هو يعمل عملاً متصلاً، في تشويه دعوة الأستاذ، وينسب له كل ما هو قبيح من ضلالاته هو، وينعته بالكثير من العبارات المسيئة مثل: عبث، وهم، باطل، كذب، ضلال.. فهو يسقط على الأستاذ محمود عيوبه هو، وفي انفعال، شأن المغبون.. وهو قد قال: "أما في حالتي أنا فقد حرصت على مواصلة البحث في الأمور التي تهمني كمسلم وتلميذ للأستاذ محمود محمد طه، وأرى أن واجبي المباشر هو الإستفادة للدرجة القصوى الممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل والدعم للبحث العلمي" الحلقة الثانية نص رقم (60).. وقد رأينا إسلامه، وتلمذته للأستاذ محمود، ورأينا بحثه العلمي.. فالنص اعتراف ملتوي على أنه يعمل على تشويه الإسلام، وتشويه الأستاذ ودعوته، وقد بينا هذا التشويه ـ وعلى هذا يتلقى التمويل والدعم، ويعتبر هذا واجبه المباشر!! قطعاً هو لا يعمل من أجل دين، فالأمر المحسوم عنده أن الدين علماني.. وعلماني تعني، فيما تعني، أنه متعلق بالدنيا وحسب.
    أن التناقض الأساسي، بين الأستاذ محمود، ود.النعيم، هو في المجالين الأساسيين: التوحيد والأخلاق.. وهما معاً يمثلان الدين.. ففي حين أن دعوة الأستاذ محمود تقوم على عقيدة التوحيد، والأساس فيها "لا إله إلا الله"، وهي تعني: لا فاعل لكبير الأشياء ولا صغيرها إلا الله.. الله وحده هو المتفرد بالفاعلية في الوجود، فلا شيء يدخل في الوجود إلا بإذنه، ولا شيء في الوجود يفعل إلا بإذنه "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـand#1648;كِنَّ and#1649;للَّهَ رَمَىand#1648;".. فهنالك دائماً الفاعل الحقيقي، وهو الله.. والفاعل المباشر، وهو نحن والأسباب الظاهرية.. وفعل الفاعل المباشر محاط به من قبل الفاعل الحقيقي.. يقول تعالى: "وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ and#1649;للَّهُ رَبُّ and#1649;لْعَـand#1648;لَمِينَ".. هذا هو التوحيد في مستوى وحدة الفاعل.
    مقابل هذا، د.النعيم عنده، نحن البشر من يفعل أو يترك.. والله تعالى، لا يفعل إلا من خلال قوانين الطبيعة، فهي التي تَحكُمه، وليس هو الذي يَحكُمها.. وفي هذا الإطار، هو يزعم أنه، حتى الدين نفسه علماني وصناعة بشرية.. وأنه ـ د.النعيم ـ صاحب إرادة، حتى في مجيء المسيح نفسه.. والتدخل الروحي يحصل من خلال الإنسان، وليس من خارج الإنسان.. وأنه هو صاحب دور في التدخل الروحي.. وعند د.النعيم، ينبغي إبعاد المرجعية الدينية.. وحتى الحلال والحرام، بما في ذلك مجال السلوك الجنسي، يجب أن لا تُرد إلى المرجعية الدينية.. يجب ألا نحلل الأشياء لأن الله حللها، كما يجب ألا نُحرم الأشياء لأن الله حرمها!!
    وعنده كما يقول: "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله"!! قوله هذا يجعل الأديان السماوية كلها باطلة، وليست من الله.. وحتى في المستقبل، لن يكون هنالك دين من الله ، طالما أن كل ما يدخل في الفهم البشري ليس منزلاً من الله.
    وبسبب هذا التناقض الأساسي، يستحيل عقلاً الجمع بين الأستاذ محمود ود.النعيم.. فالتناقض بين الأستاذ محمود ود.النعيم، هو في كل شيء.
    لا بد من وقفة خاصة، مع الجانب الأخلاقي، الذي يتعلق بالجنس.. فهو أهم الجوانب، وأكثرها حساسيةً.. وهو الجانب الذي يعول عليه الغرب كثيراً، في غزوه الثقافي.. ويستخدم د. النعيم وأمثاله في هذا الغزو.. فمفارقات د. النعيم في هذا الجانب، من الناحية العملية، هي الأخطر، والأكثر مفارقة لقيم الدين، ومناقضة لما يدعو له الأستاذ محمود.. ود.النعيم يعتبر المثلية من حقوق الإنسان الأساسية، ويكافح بشدة لنيل المثليين حقوقهم المزعومة.. فهذا الصنيع هو من أكبر وأوضح جوانب دعوته في الإنحدار نحو الحيوانية، التحلل من جميع القيم الإنسانية.. هذا، في حين أن الإسلام يشدد، أكثر ما يشدد، على المحرمات الجنسية.. وهذا الجانب في الإسلام، عند الأستاذ محمود، أكثر الجوانب المُشَدد فيها.. ففيه حتى زنا النظر محرم.. فالعين تزني وزناها النظر.. والأستاذ يدعو للعفة التامة، وهي تعني إلا تكون هنالك خطيئة حتى في الخاطر.. ويبشر بهذه العفة التامة حيث يقول: "سيجئ وقت، قريبا، إن شاء الله، تكون فيه العفة، والصون، أمرا ثابتا في صدور النساء، والرجال.. ويكون جميع النساء، إلا امرأة واحدة، لدى كل رجل، كأنهن أخواته، أو أمه.. فلا تتحرك فيه رغبة جنسية لإحداهن، على الإطلاق.. ومثل هذا يقال عن المرأة بين الرجال، إلا رجلا واحدا، هو زوجها .. فكأن التحريم الشرعي اليوم في الدوائر المحرمة هو مقدمة لتلك الحالة التي يصحب مجيئها مجيء الموعود الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .. وحالة العفة هذه هي من ضمن العدل الذي ستملأ به الأرض يومئذ ."
    هذا هو العدل في هذا الجانب، هذا في حين أن العدل، في مستوى المناصفة، عند د.النعيم مستحيل!!
    من المستحيل، حسب أفكار د. النعيم الأساسية، الجمع بينه وبين الأديان السماوية.. وهو يلغيها بصورةٍ مبدئية، تجعل وجودها عنده غير وارد.. فإما الأديان السماوية أو النعيم.
    وكذلك الحال، بالطبع بالنسبة للإسلام كدين سماوي موحى به من الله، وبالنسبة لدعوة الأستاذ محمود، كدعوة إسلامية.. فمن المستحيل الجمع بين الإسلام والفكرة الجمهورية من جانب، ود. النعيم من الجانب الآخر.. فالجمع بين النقيضين في وقتٍ واحد أمر مستحيل.. وعليه من ينسب نفسه للإسلام، ولدعوة الأستاذ محمود، هو بالضرورة ضد د. النعيم.. ومن ينسب نفسه للنعيم، هو بالضرورة ضد الإسلام وضد الفكرة الجمهورية.
    من المستحيل قبول دعوة د. النعيم من منطلق فكري، لأنها لا تقوم على أي فكرة إيجابية يمكن أن تكون مقنعة.. والأكثر إستحالة قبول دعوة د. النعيم من منطلق ديني، خصوصاً الإسلام والفكرة الجمهورية، لأنها نقيضهما، وتعمل على هدم أساسيتهما بصورة لا يمكن المغالطة حولها.. وعليه من يقبل دعوة د. النعيم، هو يقبلها لاعتبارات غير الفكر وغير الدين.. بل هو يقبلها على حساب فكره ودينه!! ومع ذلك هنالك من يقول أنه يوافق د. النعيم في دعوته!! وهؤلاء يرفضون رفضاً باتاً الحوار حول مقولةٍ واحدة من مقولات د. النعيم، الأمر الذي يؤكد بصورةٍ قاطعة، أن قبولهم لدعوة د. النعيم لا علاقة له بالفكر ولا بالدين.. وقد كتبنا في هذا الأمر كثيراً.. وسنتعرض له في هذه المساهمة بوضوح شديد.
    لو وجدت في نفسي ذرة احترام لعمل د. النعيم هذا، لاعتبرت نفسي منافقاً، خائناً لله ورسوله، ولمرشدي، ولعامة المسلمين، وأصحاب الأديان، وللإنسانية كافة.
    لا كنت، إذا احترمته، وهو يسيء للأستاذ محمود ويشوهه كل هذا التشويه!! ماذا أريد منه!؟ وماذا عنده ليعطيه غير الشر وسوء المنقلب!!
    لا يؤيد د. النعيم إلا مخدوع، أو من هو مثله.. فالأرواح جنود مجندة، ما تشابه منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف.
    احترامك لد.النعيم يعني، بصورة لا لبس فيها، عدم احترام الأستاذ محمود، وقبول إسائته وتشويهه!!
    خلاصة الأمر أن موقف د.النعيم من الأستاذ محمود هو موقف عداء وكيد.. وهو عداء، يذهب فيه د. النعيم إلى تشويه دعوة الأستاذ محمود، تشويهاً شاملاً يشمل كل أساسياتها، ويصورها بعكس ما يقول الأستاذ.. ثم هو يتاجر بهذا العمل، ويتقرب به إلى أعداء الإسلام، في الغرب، فيتلقى الأموال الطائلة والرعاية الواسعة.. وقد جرى هذا الصنيع من د. النعيم لفترة طويلة وشمل مناطق عديدة من دول العالم.. وطوال هذا الوقت، كان يخدع الجمهوريين، ويظهر لهم نفسه، بمظهر الداعية للفكرة، كما هي عند صاحبها ـ وقد ذهب د. النعيم، في هذا الأمر، مذهباً تجاوز فيه كل حد معقول.. فمن أجل إرضاء الغرب، زعم أن الدين نفسه صناعة بشرية وعلماني، ولا توجد فيه دولة، ولا تشريع جماعي، ولا تقنين للشريعة، سواء أن كانت شريعة التطوير، أو الشريعة السلفية!! فهو يقول للغرب، عن الإسلام، وعن الفكرة الجمهورية، ما يتصور أنهم يريدونه.. وكل هذا العمل، كان، ولا يزال يجري في خبث شديد!! فهو يزعم أنه تلميذ الأستاذ محمود، ثم يعمل على تشويهه بالصورة التي رأينا!!
    بل أن موقف د. النعيم من الأستاذ محمود، يقوم على حقد ظاهر، عجز هو عن إخفائه.. فإلى جانب التشويه، يكيل د. النعيم السباب والشتائم للأستاذ محمود، ويحاول في نفس الوقت الظهور للجمهوريين، بأنه يقدس الأستاذ محمود، فهو دائماً، أمام الجمهوريين يقول (سيدي الأستاذ)، في صورة من النفاق لا يوجد ما يبررها.
    ومع كل هذا يسعى د.النعيم، إلى زرع الفتنة، والخلاف بين الجمهوريين.. ويعمل على تجنيد زملاء له، من الجمهوريين، يؤيدونه، ويعملون على تبرير مسلكه العدواني.. وهو يستعين على ذلك، بمال الغرب وبالتلميع السياسي، والأكاديمي الذي يعينه عليه الغرب وهو قطعاً، لن يستطيع أن يستميل إليه إلا عبيد الدنيا، الذين يقبلون في سبيل مطامعهم الدنيوية، أن يشاركوا في تشويه الإسلام، والفكرة الجمهورية، والإساءة للأستاذ محمود، ورغم أن هؤلاء عددهم قليل جداً إلا أن موقفهم محير جداً، ولا يمكن تبريره.. والعجيب في أمرهم أنهم يؤيدون د. النعيم، ويتحالفون معه ويرفضون رفضاً تاماً، الدخول في أي حوار، حول أقواله.. وقد سبق أن تعرضنا لهؤلاء، وسنتعرض لهم هنا أيضاً.

    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 2/5/2014م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de