|
(د. النعيم وجائزة (المعلم العالم)-1/خالد الحاج عبدالمحمود
|
بسم الله الرحمن الرحيم " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ" صدق الله العظيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم " وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا" صدق الله العظيم
1/ د.النعيم وجائزة (العالم المعلم) جاء بموقع الصالون، خبر نيل د.النعيم للجائزة المذكورة للعام 2014.. وأعقب ورود الخبر، شُكر د.النعيم لمن بادر بنشر الخبر، وجاء في هذا الشُكر قوله: "جزيل شكرى وامتنانى لاخى الحبيب عبدالله لمبادرته بنشر خبر نعمة الله على باختيارى بواسطة عموم اساتذة جامعة امرى لجائزة "العالم- المعلم" لعام 2.14 (Scholar/Teacher Award)" وقد فرحت بعض الدوائر (النعيمية) بهذه الجائزة، وعبرت عن فرحها بصورة، تصور الجائزة كنصر للنعيم.. ونحن سنورد صورة لنموذج، لقول من أشاد بنيل الجائزة. وحتى تتضح الصورة، نحن نورد هنا، حديثاً موجزاً عن الجائزة، والجهات المانحة لها.. ثم نورد تلخيصاً لعمل النعيم الذي أهله لهذه الجائزة. اسم الجائزة: University Scholar/Teacher)).. الجائزة ممنوحة من مجلس التعليم العالي التابع للكنيسة الميثودية، وهي تقدم هذه الجائزة على أساس سنوي إلى عضو من أعضاء هيئة تدريس جامعة ايموري يكون قد تميز كأفضل مدرس، وأظهر اهتماماً استثنائياً بطلبته، وقدم مساهمات بارزة وكبيرة في الحياة الأكاديمية بالجامعة.. وقد نال الجائزة، قبل د.النعيم منذ1981- 33 أستاذاً، من مختلف الكليات.. وقد ورد كشف باسمائهم في الموقع.. نال الجائزة مثلاً عام 2013 Leslie Harris من Emory College.. وعام 2012 نالها Sarah B. Freeman من School of Nursing.. أما أول من نال الجائزة فهو: William A. Beardslee من School of Theology.. د.النعيم في نيل الجائزة هو رقم 34 وكما رأينا، أن د.النعيم اعتبر الجائزة من نعمة الله عليه!! وسنرى هل هي نعمة أم نقمة!! والآن لنتحدث عن الجهة المناحة.
الكنيسة الميثودية (Methodist Church): جاء في تعريف الكنيسة من ويكيبيديا: (هي كنيسة قامت على أساس الحركة الإصلاحية التي قادها في أكسفورد عام 1729 تشارلز وجون ويزلي محاولين فيها إحياء كنيسة إنجلترا).. وهي ثاني أكبر كنيسة بروتستانتية.. أتباعها حوالي 80 مليون في أمريكا وحدها.. أهم تعاليمها تتلخص في: 1- الناس جميعا أموات بالخطيئة. 2- لا يمكن الحكم على الناس إلا من واقع إيمانهم فقط. 3- الإيمان ينتج قداسة داخلية وخارجية. وعن هدف الكنيسة جاء ما نصه: "هدف الكنيسة الميثودية، حسبما هو وارد في موقع كنيسة سانت جيمس التابعة للكنيسة الميثودية: تجنيد حواريين للمسيح من أجل تغيير العالم" The mission of the United Methodist Church is to "Make Disciples of Jesus Christ for the transformation of the world." (Matthew 28: 18-20 and Matthew 22: 36-40) This mission is achieved through vital congregations that equip and empower people to be Disciples of Jesus Christ in their homes and communities around the world. الرابط: http://www.stjames-umchurch.org/ عمل د.النعيم: ما هو عمل النعيم، الذي أهله لنيل الجائزة.. ربما عدد كبير من الذين يعرفون د.النعيم يعتقدون أنه، مجرد أستاذ قانون، كما كان حاله وهو أستاذ بجامعة الخرطوم.. وهؤلاء يقوم بذهنهم أن الجائزة أكاديمية بحتة، بحكم طبيعة عمل النعيم.. وهذا خطأ، فالنعيم ليس مجرد أستاذ جامعي لمادة القانون. حسب التعريف الذي جاء في الصفحة الرئيسية لد.النعيم، جاء التعريف به كما يلي: "بروفيسور عبدالله أحمد النعيم (من السودان) يدرس القانون في جامعة ايموري، وهو مفكر إسلامي وناشط حقوق إنسان مشهور عالميا. وهو يقوم بتدريس كورسات في حقوق الإنسان، والأديان وحقوق الإنسان، والقانون الإسلامي والقانون الجنائي". طبيعة العمل: عن طبيعة العمل جاء بالموقع المذكور: "هناك اتجاهان رئيسيان لعمل النعيم، وكلاهما نابعان من تجاربه الشخصية كمسلم من شمال السودان، يكافح من أجل التوفيق والمصالحة بين عقيدته الإسلامية والتزامه العالمي واحترامه لحقوق الإنسان. أولا: هو يسعى لترويج هدفين مترابطين، هما الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية والتطبيق العملي الفعال لمعايير الحقوق العالمية للإنسان"
برنامج المنح الدراسية: تحت هذا العنوان جاء القول: "عندما غادر السودان عام 1985، اعتقد النعيم أن مهمته الأساسية هي نشر وتطوير الأفكار الأساسية لمرشده الأستاذ محمود محمد طه. وقد بدأ جهده بنشر ترجمة إنجليزية للكتاب الرئيسي لطه (الرسالة الثانية من الإسلام) عام 1987، وشرع في وضع الأطر القانونية وأطر حقوق الإنسان الخاصة بهذه الآلية عبر برنامج منح دراسية مكثف. الغرض المشترك لهذا البرنامج هو مزيج من تطوير فهم ليبرالي حديث للإسلام وترويج إجماع مشترك وشامل حول عالمية حقوق الإنسان عبر مختلف الثقافات والمجتمعات في العالم (انظر السيرة الذاتية المرفقة وقائمة الإصدارات). الأساس النظري لهذا المشروع الدراسي الذي يتكون من شقين يمكن تلخيصه كالتالي: المنهج الشامل للإصلاح الإسلامي لدى "طه" يقوم على فكرة أن القرآن والأحاديث النبوية لا يمكن فهمهما إلا في إطار تاريخي معين. وحيث أن ذلك الإطار قد تغير بصورة حادة في المجتمعات الإسلامية في الوقت الراهن، فإن العديد من نواحي القانون العام المعروف باسم الشريعة (النظام القانوني في الإسلام) يجب أن يعاد تفسيرها لتظل مواكبة أو قابلة للتطبيق اليوم. وقد استند النعيم مبدئيا على هذا الإطار الفكري لاستحداث إعادة تفسير مطور للشريعة يكون متسقا مع معايير وأسس الحقوق العالمية للإنسان، حسبما ذكر في كتابه "نحو تطوير التشريع" (طبعة 1990). وفي ذات الوقت بدأ النعيم في التعرف على نواح أخرى ذات سياق ثقافي وظرفي ذو صلة بعالمية حقوق الإنسان. ومن ثم بدأ في استحداث أسلوب حوار داخلي في إطار الثقافات وفيما بينها من أجل تحقيق إجماع على عالمية حقوق الإنسان. وقد بدأ هذا الاتجاه أولا في كتابه الذي شارك في تأليفه مع فرانسيس دينق بعنوان: حقوق الإنسان في أفريقيا: رؤى في التمازج الثقافي (1990). وقد طور وطبق لاحقا اتجاهه هذا في كتابه: حقوق الإنسان في ثقافات متعددة: السعي نحو الإجماع (1992). وقد خصص معظم منحه في العقد الماضي لتأطير وتطوير هذين المفهومين: تحديث الشريعة، وتحقيق الإجماع الثقافي حول حقوق الإنسان." العمل الدعوي: النعيم ليس مجرد أستاذ جامعي، وإنما هو صاحب عمل دعوي يمول رسمياً!! عن هذا الموضوع، جاء من الموقع المذكور: "الأسلوب الثاني في عمل النعيم، وهو الدعوة إلى إحداث التغيير الاجتماعي، يعود إلى عمله مع حركة الإصلاح الإسلامي لطه منذ عام 1968." وذكر الموقع، عدة مشروعات للنعيم، منها مثلاً: (1) التحول الثقافي وحقوق الإنسان في أفريقيا وهو مشروع يهدف إلى إزالة العوائق الثقافية والدينية في وجه مشاركة النساء في سبع دول (2) مشروع دراسة عالمية لتطبيقات قانون الأحوال الشخصية في الإسلام (3) مشروع زمالة في مجال الإسلام وحقوق الإنسان." المشروع الحالي: تحت هذا العنوان جاء: (المشروع الحالي لبروفيسور النعيم تحت عنوان "مستقبل الشريعة" يركز على سعي المجتمعات الإسلامية للتصالح والتعايش الإيجابي مع الظروف المحلية والعالمية التي تكتنفها. وأحد الجوانب المحورية لعملية التعايش هذه يستند إلى الأبعاد الدستورية والقانونية لتجارب المجتمعات الإسلامية في فترة ما بعد الاستعمار، خصوصا العلاقة بين الإسلام والدولة والمجتمع. الغاية الأساسية للمشروع هي كيفية ضمان الفصل المؤسسي بين الشريعة والدولة).."فكرة المشروع تقترح أن الفصل بين الدين والدولة والاحتفاظ بالعلاقة العضوية بين الإسلام والسياسة والتفاعل الاجتماعي لا يمكن أن يتحقق إلا بالممارسة الفعلية عبر الزمن، ولا يتم ذلك بصورة تامة عبر التحليل النظري فقط". هذه صورة من عمل النعيم.. وهو عمل لا يمكن أن يقال عنه أنه عمل أكاديمي لأستاذ جامعي.. والعمل ضخم جداً، وتُصرف عليه أموال هائلة، مصحوبة بدعاية واسعة، هي الأخرى مصروف عليها بسخاء.. والعمل في جملته، وفي تفاصيله يدور حول الإسلام!! الإسلام الذي يتحدث عنه النعيم.. وقد وضحنا بصورةٍ مستفيضة أنه نقيض الإسلام، ونقيض الفكرة الجمهورية.. وغرضه الأساسي، محاربة الفكرة الجمهورية خاصة والإسلام عامة، لذلك هو يجد كل هذا الإهتمام والمتابعة، والصرف عليه. قال د.النعيم: "أنا أدرس القانون الإسلامي، على الأقل لعدة سنوات"!! فما هو القانون الإسلامي، بل ما هو الإسلام عند أستاذ القانون هذا!؟ الإسلام والقانون الإسلامي: د.النعيم يدرس الإسلام والقانون الإسلامي بجامعة إيموري، مركز دراسات القانون والدين.. وهذا في حد ذاته أمر عجيب لماذا قبلت الجامعة مثل هذه الدراسة!؟ في سؤال لد.النعيم: ما هو شعورك وأنت تدخل وجة نظر إسلامية إلى المركز؟ أجاب: "بالطبع أنا جئتُ للمركز في منتصف التسعينات، عام 1995 تحديدا. وفي البداية لم تكن المشاكل الراهنة المتعلقة بمواجهة الإرهاب العالمي، وتوابعه، قد حاقت بنا.. على الأقل ليس بتلك الدرجة من الفظاعة. وبالتالي الموضوع في البداية كان مجرد حب استطلاع، وإبداء مشاعر الود بسبيل الفهم. ولكن عندما تطورت الأحداث العالمية لتجعل المسائل أكثر إلحاحا، وشعرت أيضا كيف يتجاوب المركز عبر توفير مزيد من التسهيلات، ومزيد من الإمكانيات، باتجاه التلاقح المشترك للفهم، وأصبحت لدينا مشاريع، يتشارك بموجبها كبار الزملاء سمنارا لدورة دراسية، نقدم من خلاله أعمالنا ونحصل على المعلومات بخصوص ذلك، من بعضنا البعض.. أعتقد أن تلك كانت بداية المسألة".. كانت تلك البداية، وواضح أنها بداية سياسية وليست أكاديمية!! ثم تطور الموضوع ليصبح موضوعاً إستراتيجياً، تقوم عليه حرب الولايات المتحدة، والغرب عموماً ضد الإسلام، ووفقاً للدراسة التي قدمتها موسسة (راند) بعد الإستعانة بالعديد من الوزارات، والمؤسسات، وأجهزة الأمن.. وأصبح عمل النعيم الرسمي، يقع ضمن تنفيذ هذه السياسة.. ويلقى الدعم المالي، والمعنوي، من كل المؤسسات ذات الإختصاص.. وقد كانت الجامعات منذ البداية طرفاً فيما توصلت إليه مؤسسة (راند).. فجامعة إموري، مركز دراسات القانون والدين، يقومان بدورهما في هذا الصدد، ويوظفان النعيم وغيره في هذا العمل. ما هو القانون الإسلامي الذي يدرسه د.النعيم؟ لقد أوردنا للنعيم أقوال مستفيضة، عبر الزمن، يقرر فيها أنه لا توجد دولة إسلامية، ومن المستحيل أن توجد.. والأمر أساساً خطأ في المفهوم.. فعلى ذلك من المؤكد، عند النعيم، لا يوجد أي قانون إسلامي على مستوى الدولة، طالما أنه لا توجد دولة، ولا يمكن أن توجد.. إذن ما هو القانون الإسلامي الذي يدرسه!؟ هل قانون الأحوال الشخصية!؟ حتى هذا عنده غير موجود!! إسمعه يقول: "المسألة كلها بدعة!! يعني مسألة الأحوال الشخصية: بدعة!! استعمارية!! لم تأتِ في المنطقة الإسلامية قبل الاستعمار.. واحتفظنا بيها بعد الاستعمار.. عشان كدا أنا بقول أنه قانون الأسرة قانون علماني، مثل غيرو من كل القوانين الأخرى.. ما هو إسلامي!! مافي قانون إسلامي!! ولا يمكن أن يكون"!!.. "مافي قانون إسلامي!! ولا يمكن أن يكون"!! وفي نفس الوقت هو أستاذ قانون إسلامي!! وعلى هذا الإبداع، والتمييز العظيم، هو ينال المنح التشجيعية.. يقول د.النعيم عن مهنته، وما يدرسه: "في الواقع في كليات القانون الأمريكية، حيث أدرس أنا كورساً في هذا، أسميه: القانون الإسلامي!!ولكن هناك.. هذا مضلل للغاية، نظراً لأن المُسمى (القانون الإسلامي)، ليست ترجمة دقيقة لمصطلح الشريعة.. الشريعة هي النظام المعياري المتكامل للمسلمين"!!.. فالنعيم يعتبر تسمية ما يدرسه هو بـ (القانون الإسلامي) أمر مضلل للغاية!! وذلك لأنه يزعم أنه لا يوجد قانون في الإسلام.. وحتى الشريعة نفسها لا يمكن أن تقنن، وفي الواقع هذا التحريف في الإسلام، هو ما يُدرسه النعيم، ويأخذ عليه أجره، وينال عليه الجوائز!! ما هو موقف النعيم من الإسلام نفسه؟؟ في الوقت الذي فيه كل نشاطه الجم والواسع يدور حول الإسلام، هو يقرر بوضوح، أنه لا يوجد شيء متماسك أسمه الإسلام!! إسمعه يقول: "أعتقد أن صياغة السؤال بهذه الطريقة باطلة من حيث المفهوم، نظراً لأن السؤال يفترض أن هنالك شيء قابل للتعريف، ومتماسك اسمه "الإسلام"، يمكن مقارنته بتعريف ثابت وراسخ لحقوق الإنسان" الحلقة الثانية نص رقم (1).. ويقول: "أصر وأؤكد أنه لا أحد _مسلم أو غير مسلم_ يمكنه أن يعرّف بصورة محددة، وشاملة، الإسلام" الحلقة الثانية نص رقم (2).. فأستاذ القانون الإسلامي، يقرر بصورة قاطعة، أنه لا توجد دولة إسلامية، ولا قانون إسلامي، ولا حتى بالنسبة للأحوال الشخصية.. وهو يرفض مجرد وجود شيء متماسك اسمه الإسلام!! أكثر من ذلك السيد رئيس برنامج دراسات القانون الإسلامي المقارن، يرى أن الدين علماني ومن صنع البشر!! وقد سبق أن أوردنا له قوله: "كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة.. فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعهما، من قبل البشر". الحلقة الثانية نص رقم (5). نتذكر ما أوردناه أعلاه عن عمله "فهو يقوم بتدريس كورسات في حقوق الإنسان، والأديان، والقانون الإسلامي".. "هو يسعى لترويج هدفين مترابطين، هما الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية والتطبيق العملي الفعال لمعايير الحقوق العالمية للإنسان".. كل هذه المواضيع هي شيء واحد.. هي قضايا مختلفة، منظور إليها بمنظور واحد هو "الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية".. والإسلام والشرعية الثقافية حسب النعيم، شيء واحد، كلاهما علماني وصناعة بشرية، ويمكن إعادة صنعهما.. فعمل النعيم الرسمي، في جامعته، هو إعادة صناعة الإسلام، وفق الطلب الأمريكي، والمعايير الأمريكية.. ووفق المبدأ الأساسي (المنظور التاريخي) فإسلام النعيم، ليس الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولا الإسلام الذي يدعو له الأستاذ محمود محمد طه ـ وإن كان يستعمل اسميهما ـ وإنما هو إسلام النعيم، المتفرد، الذاتي النسبوي.. وهذا بديهي لأنه حسب د.النعيم، لا يوجد شيء اسمه الإسلام، وإنما الإسلام هو ما يصنعه الفرد، فهو قد قال: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان" الحلقة الثانية نص رقم (9).. ويقول: "وأحب أن أعلن أن موقفي في ذلك هو أننا كلنا نسبويون" الحلقة الثانية نص رقم (11).. هذا هو جوهر دعوة د. النعيم: الذاتية النسبوية.. وهذا هو مفهوم الإسلام الليبرالي.. وكل عمله الواسع جداً، والممول تمويلاً سخياً، يدور حول هذا المحور: ذاتية ونسبوية الدين والأخلاق.. والحصيلة النهائية هي: لا دين، ولا أخلاق، خارج إطار النسبوية الذاتية.. فدينك هو ما تقرره أنت لنفسك.. وأخلاقك هي ما تقرره أنت لنفسك من القيم.. وكلاهما، دائماً علماني ودنيوي.. هذا هو الإسلام الأمريكي، الذي يدعو له النعيم أو قل تدعو له الرأسمالية العالمية من خلال النعيم، وآخرين.. فعملياً، ليس للنعيم في الأمر شيء، هو مجرد بوق يُنفخ فيه، ويتلقى نظير هذا النفخ الأموال الطائلة، والجوائز والتلميع. ليست الكنيسة غبية، إذ تسمح بأن ينال جائزتها داعية إسلامي، يعمل في تدريس الدين الإسلامي، والقانون الإسلامي، وليست الجامعة غبية.. ولا النعيم غبي، بالمعنى الدنيوي ـ معنى عقل المعاش ـ كل منهم، يعرف ما يقوم به، ولماذا يقوم به.. وقد عبَّر النعيم عن ذلك بصورة واضحة، ودقيقة، وقد أوردنا حديثه عن تمويل منظمات المجتمع المدني.. فهو يقول مثلاً: "فى الحقيقة هو سيناريو متفق عليه - منظمات التمويل ومنظمات العمل المدنى كأنهم متآمرين من غير خطاب واضح ((انتا تقول كده وانا اقول كده، انتا تعمل كده وانا اعمل كده، عشان نحس اننا عملنا حاجة وفى الحقيقة احنا عارفين انهم عارفين اننا عارفين اننا ما عملنا حاجة" ويقول أيضاً: "ومقياس عملك هنا ومرجعيتك هنا قائمة على مرجعية الممول، ومثل هذا العمل يخلق ديمومة للتبعية ويقدم لها التبرير.. الجهات التى تقوم بتمويلك تقوم به من اجل ان تعمل عمل لا يمس هيكلية الظلم، هيكلية انتهاك الحقوق"
خالد الحاج عبدالمحمود رفاعة في 24/ 4/2014
|
|
|
|
|
|