المحارب الورع.. د. صديق نورين بقلم: ناصر البهدير

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 12:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2014, 04:28 PM

ناصر البهدير
<aناصر البهدير
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المحارب الورع.. د. صديق نورين بقلم: ناصر البهدير

    عرفته مقاتلاً شرساً عند الصعاب ومهاباً عند النزال وسمحاً في المحن والكُرُوب لا يلين له جانب مهما تكالب عليه أعضاء حزب المؤلفة بطونهم، وهكذا يمضي بإستقامة بيضاء في طريق مناهضته للشمولية إصطفافا مع أحلامه لجعل قيم الحق والعدالة والمساواة هي المعيار الحقيقي لقياس نزاهة الحكم الوطني.
    ومنذ أن التقيته باكراً في مطلع تسعينات القرن الماضي رجل صاحب غيرة في إنتمائه الوطني الخالص، وصاحب نخوة في مواقفه الإنسانية، وصاحب همة في مراقي أمانيه، لا يعرف ميوعة الحلول ولغة الحياد وحيل الفقهاء في التخلص من الحرج، ولا أحابيل المهادنة ورفع المصاحف على الأسنة؛ صنديداً وصلباً ومغواراً في قول الحقيقة والدفاع عنها وهزيمة أبناء الشيطان بما يكفي ليكون في مصاف أبطالنا وشجعاننا.
    رجل من ذهب رغم أنه لا يملك ذهب المعز ولا حسامه.. رجل بسيط وذو عزيمة باهرة وطموح وشغف بالعلم لا تحده حدود، وفي سبيل ذلك الجنوح الذي هو ديدنه في زمن الإنحطاط والفحش العثنوني لم تتقاصر أمامه الإمكانيات والعوائق المادية رغم ظروفه القاهرة والمصاعب التي واجهها وأعتقد منذ سنين نشأته الأولى حتى غادر جامعة الدلنج بدرجة الشرف في تخصص الجغرافيا واللغة الإنجليزية، ومنها إمتطى سلم المجد وحقق أمنياته، ونال تباعاً درجتي الماجستير والدكتواره في وقت وجيز، ولا يزال يركض في مضمار العلم بلا توقف ولا رهق تسنده روح خلاقة ومثابرة، وعائلة كريمة وذكية وصبورة على وعورة الدروب.
    آخر لحظة التقيته فيها عبر الأثير كانت تقريباً أواخر العام المنصرم 2013م.. حدثني بعمق متأصل فيه وقلب رجل شجاع كعادته عن أحواله وأسرته وصغاره وإخوته، وانصرف إلى العنت الذي يلاقيه في بيئة عمله والظروف التي يعيش فيها داخل مدينة النهود حتى وصلت الأمور فيها إلى أن يصب الرصاص على واجهة منزله لإرهابه وإثنائه عن قول الحقيقة والنصح الذي يبذله لإطفاء الحرائق المتقدة والجهد المتفان في عطائه التطوعي والإنساني الثر لإنسان المنطقة بالنهود ولإبناء دارفور بجامعة غرب كردفان من خلال الدعم النفسي والاجتماعي والحقوقي لهم.
    تبادل معي الكثير من الحديث وكان جله حول وحش الإنقاذ الكاسر الذي أحال البلاد إلى فوضى ضاربة ودم مباح، وسط ذلك الصوت الهاديء حيناً والصاخب تارة إنسربت إلى عبارات فهمت منها أنه قد ضاق صدره بالقهر والظلم الذي يفرضه عليه جبابرة الإنقاذ.. ومع ذلك لم يقرر الالتحاق بأهل البندقية بجبل مرة أو في سهول دارفور العديدة ظناً منه أن إنتصاره على الظلم آت لا محالة مهما طال ليله عبر السلمية والعمل العام.
    وما لم أقله لنفسي بأن صديق قد يعتقل رغم خلو سجله من إي التزام بالحركات المسلحة، وما قلته عن حقيقة بأن بلدة النهود والبلاد قاطبة لن تتسع له وأمثاله لأن في أي لحظة من الممكن إغتياله وتصفيته بدواع أمنية واهية.. إذن لا بد له من هجرة ليس هرباً من وجه طفيلية نظام الإنقاذ بل كأستراحة محارب حتى تمر العاصفة الهوجاء التي يواجهها لوحده في ظل ريح عرمرم وسيل متلاطم إنفجر من قاع الجامعة، وهذا ما تسعى إليه السلطات مع ناشط لا تلين له قناة في القضايا العامة.
    وكان يتحدث معي بصدق وإنفعال ظاهر يتخلل نبرات صوته في نهار كردفاني بارد من داخل جامعة غرب كردفان بأدب وصوت جهور لا يخاف في الحق لومة لائم ولا سيف السلطة ولا جنازيرها ورصاصها الطائش والمستهدف الشرفاء أمثاله.
    ومن حسن حظي مع هذا المناضل الصلب والرقيق والعفيف لا أعرف له قبيلة حتى لحظة الناس هذه.. وإن كنت أعرف أنه إبن كتم بنواح دارفور الوريفة وهذا حظي مع العديد من أبناء بلادي لا أعرف لهم وجهة قبيلة ولا يخطر ببالي دوماً أن أسال عن القبيلة بل أكون مولعاً بالسؤال عن الموطن الجغرافي الذي ينتمي إليه الشخص كما أحب دوماً حين يسألني أحد عن أصلي وقتها أقول بكل فخر واعتزاز بأنني إبن مصنع سكر حلفا الجديدة بشرق السودان الحبيب، وهذا نصيبي الباتع والوافر من الدنيا حيث ترعرعت في بيئة وجدت فيها كل أعراق وطني السودان حتى الأجانب خالطتهم بها.. بيئة لاتعرف فروقات كيمياء العرق واللون.. ولكن أقول لهم موطن أهلي ومسقط رأسهم من قرية الكنيسة بمنطقة القرير التي تقع على ضفة النيل اليسرى بشمال السودان.
    وصديق نورين نوع نادر من الرجال الذين يمكن لك أن تفتخر بصداقتهم وإخوتهم الصادقة وهذه واحدة من حظوظ الدنيا وكيلها القسط حينما تمنحك إنسان صادق وبشوش ورجل أصيل ونظيف اليد واللسان وظريف ورائع ومكافح وذو حس مرهف واحساس شفيف ودافق ومروءة نادرة.
    إنتابني شعوراً صادماً وغامضاً يشبه مرارة العلقم والحنظل في الحلق هذه المرة على غير العادة ولا يشبه صدمتنا الحقيقية في سيئة الذكر؛ الإنقاذ إبنة الزنا الطائفي عندما علمت بخبر إعتقال صديقي الباهي صديق نورين الثوري المتفجر إخلاصاً وعشقاً وافتتاناً بالحبيبة الوطن.. وطفقت في نوبة من الحزن والألم حتى الإعياء والشرود لفترة طويلة من اليوم لمعزتي ومودتي لهذا الإنسان الصادق نقي السريرة، ولم أعد قادراً على مغالبة شجني وقلة حيلتي ووعكتي الطارئة.
    ومثل صديق شمس ترفد الناس بالدفء والحب والخير والماء، ومقامه الرفيع لا يعرفه الأدعياء وحفنة الأيادي الملطخة بدم الأبرياء.. وصديقي صديق المعتقل الآن بداخل حوش سجن الأبيض إنسان بسيط من غير تكلف وتبذل وصاحب الجميع من غير تمنع وعاشق ومتيم بحب هذا البلد الذي ظل يطارده ويقلق منامه ويركله كل صباح في أتون سوء الظن والريبة لا لشيء سوى مقته للضلال والكذب والخيانة والسرقة.
    تذكرت في غمرة حزني رفيقة دربه الإستاذة أميمة على محمد التي يتحدث عنها بإفتخار، وأيضاً إبنه محمد الفاتح وبقية العقد الفريد والنضير الذي يزين جيد كفاحه ويقدح في شرارة نضاله المستعرة ضد حزب المطففين.. ومضيت في سلسلة طويلة من الذكريات عبر السنوات التي جمعتني به وما زال عندي الصديق والصنديد والمغوار الذي يمسك بأكتاف جمر القضية بين يديه دون ضيق وتبرم وخشية من يدٍ مأجورة تطاله.. ولمَّ لا أقدره هو الرجل المتدين على قدر عالٍ من الخلق الرفيع والايمان والورع والأدب الجم، وهو بذات التدين الوسيم وقف ذات يوم مشهود بكل كبرياء وصلابة دون عنف لفظي في قاعة جامعة الدلنج الكبرى وقال بالصوت العالي: يجب ألا يستند دستور رابطة طلاب جامعة الدلنج في تشريعه على الشريعة الإسلامية.. قالها بكل صدق وتجرد خاصة أنه يعرف أن تلك المادة كانت ثغرة سيستغلها الأدعياء ويتسرب عبرها الكذبة لينجرفوا إلى وليمة الخديعة الكبرى وإلى عبادة الصنم الذي صنعه كبارهم الأفاكين ليسرقوا خيرات البلاد حتى تسمق غابات من الأسمنت وبذلك يموت ويتعرى ويجوع ويتشرد ويهاجر الملايين من أبناء الوطن.
    وعندما جهر الطالب صديق وقتها بمداخلته الحاسمة غير المتوقعة والتي قلبت كل الموازين وهزت أركان حوش الجامعة وأحالت أعاليها إلى سافلها، إختلط حابل أطواق الارهابيين بنابل عزيمة الطلاب الشرفاء الذين مرغوا جيش الحركة الإسلامية بجامعة الدلنج درساً ينم عن وعي وموقف ثابت وأصيل.
    وتفرقت العصبة الترابية ولاذت بالفرار إلى ناحية البيت الأحمر المشهور بجوار مباني جامعة الدلنج، وانتهى الأمر بهروبهم الكبير في معركة الأطواق والمطاوي بقيادة كبيرهم طوق الله المسلول كما وصفه بكل سخرية أحد ظرفاء الجامعة.. وقد اعتدوا على الطالب محمود المحقق وولوا أدبارهم هاربين إلى جهات مختلفة كان من بينها بيت فاخر مبني من الطوب الأحمر تستأجره دولة المشروع الحضاري ممثلة في المؤتمر البطني جنوب أسوار جامعة الدلنج شمال معهد الدلنج العريق.
    وصديق صاحب وسامة وطلاقة وعزيمة وجهارة ثورية ناصعة ونعم الأخ الذي تعرفت عليه ونعم الصديق الذي تشرفت بعشرته وصحبته ونعم الإنسان المسؤول الذي لا يتعدى على حدود الآخرين ويتوغل في مساحات لا يمتلكها.. ونمذوج مثله لا بد أن تلفظه عصابات الجهل والمال وتلحقه سياط السلطة وتفزعه وتفجعه بلا رحمة كما تفعل وفعلت ولا تزال مع معظم الشعب السوداني الذي إبتلى بصهد شطحاتها ونفوذها وآلتها العسكرية الغاشمة. والإنقاذ إعتادت على محاولات تهشيم الذات الإنسانية وقهرها وطمرها حتى يخلو الوطن للصوصها لنهب ما تبقى من السودان الذي ما هان علينا أن نراه ضعيفاً ومستلباً بين فكى الذئاب الجائعة.
    وملابسات إعتقال صديق نورين مبذولة على الأسافير وكما سردتها رفيقة دربه الأستاذة أميمة علي مع بعض البيانات الصادرة عن الكيانات الأخرى التي إهتمت بقضيته وأبرزتها في وسائل الإعلام.. ولكن هنا نورد منها بعض المهم والخلاصة.
    جاء إعتقال الدكتور صديق نورين الأستاذ بجامعة غرب كردفان والمشرف علي رابطة طand#65276;ب دارفور الكبري بالجامعة بعد تربص به طويلاً بدأ منذ وطد سلطته الأكاديمية بالجامعة وشق طريق التزامه المهني الحصين بعيداً عن الرعاع والطفيلية والجهلاء والغوغاء والعوام الذين يتوكؤون حناجرهم وأياديهم وبطونهم والمؤمنون حقاً بأن أرزاقهم تجري على صراط الفهلوة ومهنة الموت والتجسس والخيانة.. وقد إعتقلته الأجهزة الأمنية بولاية غرب كردفان يوم الخميس الموافق 16 يناير 2014م، بمدينة النهود علي خلفية تقدم طand#65276;ب دارفور بالجامعة باستقاand#65275;ت جماعية بسبب تقاعس مدير الجامعة في فتح تحقيق مع إدارة الجامعة بسبب استهدافها لطand#65276;ب دارفور.
    وقامت القوة الأمنية بإعتقاله من داخل مستشفى التأمين بمدينة النهود ولاية غرب كردفان حيث كان بصحبة إبنه المريض، هذا وقد تم ترحيله بعدها إلى سجن في مدينة الفولة ومن ثم إلى سجن مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان.
    وقال عبد الرافع محمد علي أمين عام رابطة طand#65276;ب درافور الكبرى بجامعة غرب كردفان في بيان الرابطة، إن طand#65276;ب دارفور سبق وأن تقدموا باستقاand#65275;ت جماعية لمدير الجامعة بسبب عدم فتح تحقيق مع بعض أفراد من إدارة الجامعة شاركوا في إستهداف أبناء دارفور في أحداث متعددة بالجامعة، بالإضافة إلى عدم السماح لهم بالتسجيل عبر عمادة الطand#65276;ب بدل إتحاد الطand#65276;ب.
    وكشف عبد الرافع بأن مدير الجامعة وفي أخر اجتماع له بالرابطة وبحضور الدكتور صديق نورين المشرف علي الرابطة وعدهم بحل الأمر وحدد لهم اجتماع يوم الخميس نفسه، ولكنهم فوجئوا الخميس بإعتقال الدكتور صديق علي خلفية مطالب الرابطة.
    وفي ذات السياق حسب راديو دبنقا قاطع (450) طالب وطالبة من أبناء دارفور بجامعة غرب كردفان بمدينة النهود بولاية غرب كردفان الأحد الموافق 19 يناير 2014م الأمتحانات بسبب عدم تلبية مطالبهم التي سبق وتقدموا بها إلى إدارة الجامعة المتعلقة بتحقيق الأمن والاستقرار لطلاب دارفور، ومحاسبة أفراد من الإدارة واتحاد الطلبة الذين شاركوا في الأحداث التي إستهدفت طلاب دارفور بالجامعة، بالإضافة إلى إطلاق سراح الدكتور صديق نورين المشرف علي رابطة طلاب دارفور.
    سبق وقد أعلن والي غرب كردفان اللواء أحمد خميس في أكتوبر 2013 تطبيق قانون الطوارئ في الولاية، هذا وتشهد جامعة غرب كردفان إحتجاج متصاعد بين طلاب ولايات دارفور وإدارة الجامعة.
    حتى هذه اللحظة مازالت سلطات ولاية شمال كردفان تحتجز الدكتور صديق نورين علي المحاضر بجامعة غرب كردفان رغم صدور قرار رئيس الجمهورية بإطلاق سراح المعتقلين، وقد قامت أسرته بالإتصال بجهاز الأمن والمخابرات في مدينة الفولة فأوضحوا لهم أنه غير محتجز لديهم، وأنه في سجن الأبيض بطرف الشرطة، لأنه معتقل بحسب قانون الطوارئ المعلن في الولاية.
    وقالت الأسرة: "إن الدكتور صديق نورين يدفع يومياً (80) جنيهاً لسلطات سجن الأبيض، وذلك للسماح له بالتواجد بعنبر السجن والنوم على سرير، وإلا سوف يٌحوَّل مع المحكومين العاديين، وطالبت الأسرة السلطات الأمنية بإطلاق سراحه أو تقديمه للمحاكمة".
    هذه هى الوقائع الرسمية لملابسات إعتقال دكتور صديق نورين من داخل مدينة النهود بولاية غرب كردفان التي تنبئ بهجرته قريباً بعد فك أسره إلى إي دولة محترمة تحتضنه بكل سهولة وهذا ما ظلت تمارسه طغمة الجبهة الإسلامية مع كل الوطنيين الشرفاء الذين لم يتوافقوا مع مشروعها الخاسر ولم يتقبلوا نتف عطائها ودنانيرها المعدودة.
    أي عسف هذا تتمترس خلفه العصبة؟ وإلى متى ذلك الطغيان والشطط في خصومة لم تكن محل واقعة يوما ما مما يروح ضحيتها أبرياء سلكوا طرق النضال السلمي وحملوا الورود في ظل صراعهم الدؤوب بين الحق والباطل.. صديق حتما سيعود إلى آل بيته مطوق بأكاليل الفخار والصمود والسؤدد ولن ينكسر مهما تفنن غرباء الوطن في تعذيبه وغالوا في سجنه وكما سيعود الوطن معزز ومكرم من براثن سطوة أولياء البارود والمتنطعين وأصحاب الغرة الداكنة؛ وشم الدجل.
    بالطبع إعتقال صديق لا ينفصل عن ما جرى ويجري الآن من ظلامات وحرق وتقتيل وسبي واغتصاب على الهوية والموارد لأعظم شعب مسالم ببلادي يقطن في أقليم دارفور علاوة على المحرقة التي وقعت فيها البلد برمتها في أتون الفوضى الخلاقة التي صنعها النظام توطيداً لسلطته في المركز فقط بعد أن حاقت به اللعنة والفشل في حكم البلاد كلها.
    والإنقاذ لا تزال سادرة في غيها ولا تدري عواقب ما تفعله من ضرر لهذا الوطن العزيز المنحدر إلى الهاوية وإلى حافة الضياع والتمزق والإنشطار.
    وأمثال دكتور صديق أعتصموا بقلمهم السلمي فقط يقدمون الوعى عن طواعية ولم يمتشقوا السلاح وبهذا ربما تغريه ظروف الإعتقال بحمل السلاح فيما بعد.. فمن يا ترى الخاسر.. الإنقاذ أم الوطن!؟ وخسارة الوطن فادحة لا تعوض لطالما الحواكير معطلة والمسارات مغلقة والموت مجاناً في كل بيت دارفوري بفعل الخطايا التي إرتكبها كل أهل الإنقاذ.
    وحتما ستتلقفه الحركات وإن كانت قناعات صديق أن يمضي في محاريب السلمية ووسامته الفكرية كحال أهل دارفور الذين أضحوا ضحايا في غفلة من ضمير الوطن.. وباتوا يتوسدون المنافي والمهاجر والملاجيء في كل أرجاء بلاد العالم وينتظرون طحين الإعانات بعد ترف حياة طيبة بين خيرات أراضيهم المبسوطة.
    وشاء حظهم التعيس شئنا أم أبينا أن يكونوا مشتتون ولاجئون هرباً من جحيم لظى الإنقاذ اللعينة وويلات الطغاة وعصابات الدم المغروسة في كل حاكورة ومسار.. وصديق واحد من مئات الآلاف الذين طحنتهم الحرب القذرة التي لا يد لهم فيها ولا وناقة، وصاروا مطية لأحلام عضيرة توطنت في قلوب خونة باعوا الوطن بنقود بخسة.
    ودعوات صديق المظلوم ورفيقة دربه وأطفاله الزغب وأهله وعشيرته وأصدقائه ستمضي إلى الأعالي ليس بينها وبين الله حجاب.. وستكون قصاص لكل الذين ظلموه في داخل الجامعة أو خارجها أو في المركز المكتظ بالمردة والسحرة والسفلة الذين سولت لهم أنفسهم ظلمه وإغتيابه ووضعه في الحبس منذ مطلع العام الحالي 2014م.
    وصديق أراد أن يعيش وسط أسرته وأهله في داره العامرة بالكرم والمحبة والعلم مرفوع الجبين وفي مناخ معافئ يوفر له الحرية والكرامة والشفافية والعلاج والكساء والمسكن بعيداً عن القهر والعنف والتلفيق وسياسة تكميم الأفواه والإلهاء والتجويع.
    وسيعود صديق عبر ذات الكلمة التي نطقها من قبل وسينطقها مراراً وتكراراً في وجه الطغاة وسيدهم الإمام الجائر كحق مكتسب له ولأبناء أهله ووطنه الكبير وهى شمسه ودليله ومصباحه الذي ينير له الطريق في وجه سلالة النبت الشيطاني الذين تسلقوا ذرى الوطن وأفقروه.
    لا أدري متى يكتفي هؤلاء الجوعى من نهش الوطن؟ هل إضطرتهم غائلة الجوع أم أن في الأمر حكمة لا نعلمها؟ ولكن ما نعلمه أن كل هؤلاء القتلة والنصابين خرجوا من صلب الهامش الذي يلفظونه الآن بدفعه للتشظي والحريق... من كل أصقاع الفقراء الممتدة في تلك الأزمنة البعيدة، حضروا وصعدوا، وتلببوا وانتعلوا نار العداء، وارتدوا جلباب القبح، وسراويل الكراهية، ونتفوا عثانينهم بذات الطريقة التي جزوا بها أشجار قيم الوطن العالية ودحروها.
    ألا تراودهم وهم في نزقهم المقيت فكرة التوبة والتخلص من ذلك العار والخزي الذي الحقوه بالوطن وبالإنسان السوداني يوم أن مرغوا أنفه وداسوا ودعسوا عليها في الداخل والخارج بكل جلافة ووقاحة ونزالة وعنصرية فظة جففوا بها حلق وبطن النيل والغابة والجبل والصحراء وقتلوا بها كل مشاريعنا الوطنية الصبية وشردوا بها خير شعب نبيل وصاحب سجايا الكرم والعلائق الاجتماعية النادرة بل قضوا عليه بضربة موجعة وجعلوه هائماً ومكباً على وجهه يجوب صحاري العالم ليعمرها في استراليا وأمريكا وفي بلاد أوربا والخليج العربي وفي أحراش وأدغال أفريقيا.
    إن السقم المصابة به الإنقاذ يصعب علاجه ومستعصي أكثر ما تتصور جندها الوالغة في أحلام اليقظة والآفاق الواطئة والمعتمة لا يمكن لهم أن يتجاوزوا عتبة ضحالتهم وفأسهم الأرعن وحبل أفكارهم القصير.
    هزني حتى النخاع العسف المتواصل نحو أبناء دارفور في كل المحافل دون سبب جنوه سوى دفاعهم المستميت عن أقليمهم الغارق في فوضى صهيل خيول الجنجويد وأسواق السلاح.
    ولكن نقول للجميع لن نفقد الأمل بالخروج من حكم المستبد الفاسد وثلة الأشرار التي تحكمت في كل مفاصل البلد وعاثت فيه الخراب وأشعلت فيه فتايل الحرب وبددت ثروات هائلة لا تقدر بثمن وشتت شمل القبائل في مماحكات الحروب والإقتال التي تجري بلا طائل سوى صب المزيد من الزيت على نار الإحن وما تبقى من علائق حتى يصفو كرسي السلطان لزمرة الاقطاعيين الجدد.
    يعلم الجميع في داخل الوطن وخارجه، أن الإدعاء بحكم الشريعة الإسلامية الغائبة حقيقة على أرض الواقع، ليس أكثر من قناع يتخفى وراءه اللصوص الممسكون بمقاليد الأمور في سائر مناحي دولاب الدولة.
    وفي وسط هذه اللجج تضيع الحقوق والواجبات وتوجه الإتهامات الجائرة وتغيب المحاكمات العادلة وسلطة القضاء النزيه ويسرح ويمرح صغار قطاع الطرق وأصحاب الرشاوى، ولذا ليس بمستغرب أن يسجن دكتور صديق نورين علي عبد الرحمن، الأستاذ المساعد بدرجة دكتوراة بجامعة غرب كردفان، المتزوج والأب لأربعة أطفال دون توجيه إية إتهامات له.
    يذكر أن د. صديق نورين علي عبد الرحمن من مواليد مدينة الفاشر في العام 1972م، وحائز على الدرجة العلمية: دكتوراه الفلسفة في علم الجغرافيا الطبيعية "جيومورفولوجي" مايو 2007م.
    وتلقى صديق نورين دراسته الابتدائية في مدرسة كتم الشرقية المختلطة، ثم المتوسطة في مدرسة كتم الشمالية بنين، والثانوية العليا في مدرسة دارفور الثانوية بنين بالفاشر.
    ونال درجة البكالريوس بجامعة الدلنج – الادآب والتربية تخصص جغرافيا/ انجليزي في العام 1997م. وحصل على درجة الدبلوم العالي بجامعة النيلين في إدارة البيئة والموارد الطبيعية – قسم الجغرافيا بكلية الدراسات العليا 1998م. وفي العام 2000 نال درجة الماجستير بجامعة النيلين – ماجستير في الجغرافيا – كلية الدراسات العليا. وفي العام 2007م حاز على درجة الدكتوراه من جامعة النيلين في كلية الدراسات العليا – دكتوراه الفلسفة في الجغرافيا.
    ولقد عمل الدكتور صديق متعاوناً في العديد من الجامعات والهيئات: على سبيل المثال جامعة أمدرمان الإسلامية – كلية التربية بنين وبنات 2003م، وجامعة الدلنج – كلية العلوم – منذ العام 2010، وعمل في وظيفة مدير نظم المعلومات الجغرافية للتعداد السكاني الخامس بولاية جنوب كردفان 2007م.
    أما في جانب العمل الإداري بجامعة غرب كردفان، تقلد منصب نائب مدير مركز الحاسوب 2000م، ورئيس قسم العلوم الانسانية بكلية التربية مكلف 2004م، ورئيس ومؤسس السكرتير الأكاديمي بكلية التربية – أساس 2004م، ومدير ومؤسس مركز نظم المعلومات الجغرافية منذ 2009م.
    وفي العمل التطوعي والجمعيات؛ عمل كعضو لجنة أسبوع إصحاح البيئة - نظافة مدينة النهود 2002م، وعضو الجمعية السودانية لحماية البيئة (الرئاسة) منذ العام 1997م، وعضو جمعية الجغرافيين العرب الإلكترونية، وعضو جمعية وسام التربوية الإلكترونية، وعضو الجمعية التونسية للاعلام الجغرافي الرقمي 2011م، وعضو المنظمة الأوروعربية للجيوماتيك 2011م، ورئيس مكتب Geotunis بالسودان 2012م، وعضو الأمانة العامة للمنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء 2012م.
    وفي مجال اللجان العلمية الخارجية تقلد عدد من المناصب: عضو ومحكم المجلس العلمي لجيوتونس النسخة السابعة 2012-2013م، وعضو ومحكم المجلس العلمي للمنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء – المؤتمر العلمي الثاني - تركيا 2012م، ورئيس مشروع إعداد الخارطة الطبوغرافية لمدينة النهود 2011م، ورئيس مشروع إعداد الخريطة الأثرية لمنطقة شمال ووسط وغرب النهود 2011م، وعضو لجنة تقييم خارجي لمناهج قسم الجغرافيا بكلية التربية الأنموذج جامعة كردفان 2013م.
    ونال دكتور صديق نورين عدد من الدورات وورش العمل مثل دورة ترقية أداء أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السودانية 2003م، ودورة نظم المعلومات الجغرافية 1/2، هيئة الاستشعار عن بعد 2003م، ودورة نظم المعلومات الجغرافية الاساسية 1/2، هيئة الاستشعار عن بعد 2005م، ودورة نظم المعلومات الجغرافية المتقدمة1/2، هيئة الاستشعار عن بعد 2011م، والدورة الأساسية الأولى للمشرفيين الأكادميين - جامعة السودان 2005م، وورشة دولية بعنوان: تقييم وإدارة المخاطر الطبيعية باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية - تونس 2011م، ودورة تطبيقية دولية بعنوان: مهارت العرض الفعال تونس 2011م، وورشة دولية بعنوان: الخرائط عبر الواب Web Mapping تونس 2011م.
    وفي مجال الإشراف والمناقشة: يعمل كمناقشاً "ممتحناً" داخلياً لعدد من رسائل الماجستير (المصدر: كلية الدراسات العليا جامعة غرب كردفان، وكما يشرف على عدد من رسائل الماجستير قيد المناقشة (المصدر نفسه)، ومشرف متعاون لطلاب الدراسات العليا – جامعة كردفان.
    وشارك د. صديق نورين في المؤتمرات العلمية بالأوراق مثل مؤتمر جيوتونس السادس: هيدرولوجية وادي كتم باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، تونس 2011م، ومؤتمر مصادر المياه الأول بالشرق الأوسط وحوض النيل – المنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء: التقنيات التقليدية لحصاد المياه والمشكلات البيئية الناتجة عنها بمدينة النهود، بالجامعة الأردنية –الأردن 2012م، ومؤتمر مصادر المياه الأول بالشرق الأوسط وحوض النيل – المنظمة الأوروعربية لأبحاث المياه والبيئة والصحراء: تجارب حصاد المياه بشمال دارفور نموذج محلية السلام مشترك، بالجامعة الأردنية – الأردن 2012م، والمؤتمر الثاني للمنظمة الأوروعربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء: ظاهرة الحرائق المنزلية بمدينة غبيش الأسباب والحلول– تركيا 2012م، والمؤتمر الدولي الثاني لجيولوجيا الصحراء: موارد الطاقة المعدنية والمائية (ورقة بعنوان: التعدين التقليدي للذهب منطقة فوجا – شمال كردفان - السودان)- جامعة قاصدي مرباح ورقلة – الجزائر 3-5 ديسمبر 2012م، والمؤتمر الدولي السابع للجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي (ظاهرة امتداد التصحر بولاية شمال كردفان - السودان) 8- 12 أبريل 2013م، تونس الحمامات، منشورة، والندوة الدولية الوطنية حول: دينامية المجالات المحلية والتنمية الترابية، (الاستخدام الزراعي لتربة حوض وادي كتم – السودان – شمال درافور "دراسة جيومورفولوجية تنموية") جامعة محمد الخامس – الرباط، وفي كلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة القاضي عياض/ مراكش، أيام 18- 20 أبريل 2013م، كما قدم ورقة علمية باسم مورفولوجية مساجد مدينة النهود، دراسة عمرانية تحليلة، العدد السادس مجلة جامعة غرب كردفان 2012م.
    وكما أنجز عدد من المشاركات والمؤلفات الادارية والمناهج مثل: لائحة مركز نظم المعلومات الجغرافية، واستراتيجية مركز نظم المعلومات الجغرافية، وبرنامج مقرر الدبلوم العالي في الجغرافيا، ومشروع محمية طبيعية بالأضية، ومشروع متحف أثري/ إسلامي بالنهود، وبرنامج الدبلوم العالي للجغرافيا، ومشروع دورات تدريبية لمعلمي مادة الجغرافيا بمرحلتي الأساس والثانوي.
    وكما له سجل حافل في مجال العمل العام من خلال تقديمه للعديد من الندوات والمحاضرات العامة مثل محاضرة الاحتباس الحراري الآثار والحلول بجامعة غرب كردفان القاعة الكبرى – 17/10/2009م، ومحاضرة الاحتفال بالسودان عام 2009 عاما للفلك بعنوان أبعاد الفضاء الكوني - القاعة الكبري بجامعة غرب كردفان، 9 يوليو 2009م، وندوة الاحتفال بالسودان عاما للفلك بعنوان الكوكيب TC3 2008 ونيزك المحطة 6 بنادي السلام بمدينة النهود 10 يوليو 2009م، ومحاضرة التلوث البيئي لأكياس النايلون، مدينة غبيش مدرسة غبيش الثانوية بنات،12/8/2009م، ومحاضرة الاستخدام المفرط للغابات بمنطقة غبيش، مسجد غبيش العتيق، الجمعة عقب صلاة الجمعة، 14/8/2009م، ومحاضرة التلوث الصحي بمدينة النهود وكيفية معالجته بنادي السلام في يوم الخميس 12/3/2011م، ومحاضرة كيفية التخطيط لتنفيذ مخطط نظافة بيئية بالمجمعات السكنية والصحية، نادي السلام في 3/4/2012م.
    وقدم دكتور صديق نورين ورقة علمية، شارك بها في العديد من المؤتمرات والورش العلمية في الداخل والخارج، حول ظاهرة امتداد التصحر بمحلية النهود –شمال كردفان، والتي هدفت للتعرف على ظاهرة التصحر ودرجاتها المختلفة، وأثرها على المنطقة التي غطتها. وتأتي أهمية الدراسة في أن الظاهرة أصبحت تشكل عائق طبيعي وبيئي في المنطقة، وأن السعي لمعرفة حجمها والحلول الممكنة لها.
    وتتمحور مشكلة الدراسة حول امتداد وتوسع الظاهرة بالمنطقة، وأنها غطت مساحات كانت مستغلة للزراعة وأصبحت غير مستغلة بسبب التربات الرملية الفقيرة. لذا فاصبحت من المخاطر البيئية بالمنطقة وستؤدي ذلك لقلة المنتجات الغذائية. بينما افترضت الدراسة أن ما دار حول استغلال الإنسان للموارد الطبيعية (النبات والتربة والماء) بصورة غير مرشدة.
    ودكتور صديق لمن لا يعرفه؛ إنسان مهموم بقضايا الوطن وعلى نحو خاص بإقتلاع حكومة الجبهة الإسلامية الجاثمة على صدر الوطن من جذورها.
    وهذه بمثابة دعوة للناشطين في المنظمات المحلية والدولية وكذلك الأحزاب السياسية في مجال حقوق الإنسان والعاملين في مجال الصحافة للضغط على سلطة الإنقاذ لإطلاق سراحه فوراً.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de