|
الأخوان المسلمون والمأزق!
|
كمة حق حافظ أنقابو
عدد من الدول العربية من بينها المملكة العربية وضعت إسم التنظيم الدولي لجماعة الأخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية، وآخر الدول التي خطت الخطوة هي المملكة العربية السعودية في إشارة واضحة لبعض الدول العربية التي ترعى الجماعة. ووضح الموقف الخليجي جلياً من خلال القمة العربية الأخيرة بالكويت، والأحداث التي شهدتها الكواليس القمة، والانقسام بدا واضحاً حول التعامل مع الأخوان. أخطأ الأخوان المسلمين في مصر بعد فوز الرئيس المعزول محمد مرسي بسعيهم إلى أخونة الدولة المصرية في المدة الوجيزة التي تولى فيها مرسي الرئاسة في خطوات متعجلة للتمكن من مفاصل الدولة التي قضت أكثر من ثلاثين عاماً في نظام حسني مبارك الذي يصنف نظاما علمانياً، كان بامكان أخوان مصر اكمال الدورة الرئاسية والظفر بأخرى اذا ما تأنوا في تنفيذ ما أقعد حكومتهم في مهدها، ومن الصعب أن يكون لهم شأن في مصر بعد الأحداث الأخيرة والصورة التي اتضحت للشارع المصري، وسيطرة وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي الذي أعلن رسميا ترشحه للرئاسة في الانتخابات المقبلة وبدأ بالفعل حملته الانتخابية من خلال الزيارات التي يقوم بها هذه الأيام لعدد من المحافظات والقبول الكبير الذي يحظى به باعتباره صاحب الباع في عزل الرئيس محمد مرسي. أما في الأردن فقد بادر حزب جبهة العمل الإسلامي الذي ينتهج فكر الأخوان المسلمين باجراء حوار غير مشروط مع الحكومة لتجنب سيناريو مصر، وقطع الطريق على الأجواء الاقليمية المتباينة حول الجماعة، وذكرت تقارير صحفية في صحيفة العرب اللندنية عن صدور توجيهات من رئاسة التنظيم الدولي بتهدئة الأنشطة الاحتجاجية بالدول التي لم تشهد توتر والدخول في حوار، في اشارة إلى أن حزب الجبهة الأردني استجاب للتوجيهات. أما في تونس تعتبر حركة النهضة نموذجاً لدى الدول الغربية بعد أن أبحر بالثورة التونسية إلى بر الأمان، وقد حضر عدد من الرؤساء احتفالات البلاد بالدستور الدائم، لكن هناك مخاوف من أن تحتذي النهضة هناك حذو أخوان مصر خاصة بعد لقاء المقرر العام للدستور الحبيب خضر للشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر أحد القادة الروحيين للتنظيم الدولي للأخوان في العاصمة القطرية الدوحة. النماذج التي أوردتها أعلاه باعتبارها الأكثر تأثيراً في المحطيط الاقليمي، والموقف الخليجي الأخير يضع الجماعة وحتى الكيانات المشابهة التي فكت ارتبطاها بالتنظيم الدولي في "مأزق" يجعلها تراجع نهجها إذا ما رغبت في البقاء، وفقاً للمتغيرات جملة، ولم اشير إلى أخوان السودان في المتن باعتبار أنهم أعلنوا عدم ارتباطهم بالتظيم منذ وقت مبكر إلا أن مبادرة الحوار التي طرحت مؤخراً تؤكد أن ثمة علاقة لا زالت قائمة، والسنوات المقبلة حبلى بالكثير للأخوان والمأزق الذي سيجدونه أمامهم.
صحيفة السوداني الخميس 17 أبريل
|
|
|
|
|
|