|
ماذا نقول للبشير بعد and#1634;and#1637; عاماً من التدميرand#1632;and#1632;!/ حسن الطيب
|
للأسف لا نعرف كيف نختلف في السودان، نعرف أن نكيل التهم لبعضنا البعض، لكن أن نتحاور حيال قضايانا التي نختلف حولها، فإن الحوار مفقود، وهو ما دفع أطرافاً عدة للغلو في أفكارها، والتطرف في خطواتها، وفي غالب الأحيان الأنظمة السودانية المؤدلجة هي من يتحمل مسؤولية ذلك، ويدفع الشعب والوطن ثمناً باهظاً جراء هذا التباعد القائم بين الجانبين (النظام والشعب). مصير السودان اليوم اشبه ما يكون بمصير الجزائر التي كتب فيها الكاتب الجزائري زرواق نصير قائلا، وتؤشر حالة الاستقطاب السياسي الفائض في كل الوسائط الإعلامية وفضاءات التواصل الاجتماعي، على أن الجزائر وصلت نظريا إلى نهاية الطريق الواحد والوحيد الذي مشته منذ الاستقلال، وأن عليها بداية طريق جديد وهي تقف على مفترق طرق وقد تهيأت عمليا لاستقبال مرحلة جديدة تحدد فيها وجهتها وتحسم خياراتها عن طريق إشراك كل القوى السياسية والفكرية والاجتماعية بالتوافق والتفاهم.فقد بات ضروريا طي صفحة حكم "أقلية" ثقافية/فكرية/إيديولوجية تستمد وجودها من السيطرة على مقدرات الدولة، وتتغلغل في مفاصلها، وتعتمد خطابا معاديا للثقافة والفكر السائدين في المجتمع، حتى وإن أسهمت بعض "مراكز القوة" في نظام الحكم في الدفع نحو "الحراك" الاجتماعي السياسي وتغذيته بالعمل لصالح طرف بعينه على حساب طرف آخر في محاولة لقلب المشهد، لتعيد إنتاج وفرض نفسها من جديد. اذن لا مفر من ضرورة التغيير والانتقال إلى مرحلة جديدة لأسباب موضوعية منها: - تحول النظام إلى "عبء ثقيل" على الدولة التي أصابها الترهل والركود بسبب غيبوبته الفكرية عن حقيقة الأوضاع وعدم قدرته على استيعاب الواقع وقراءة المستقبل والاكتفاء بتدوير الوجوه السياسية والتنفيذية نفسها منذ عقدين تقريبا دون تجديد. التراخي في احتواء بؤر التوترات الاجتماعية ذات المخاطر العالية (مشكلات الجنوب ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ) سياسيا واجتماعيا واقتصاديا والاعتماد على الحلول الأمنية. عجز النظام -كما الأحزاب- عن إنتاج كفاءات جديدة، والاكتفاء بتدوير الوجوه نفسها دون تجديد، مع غياب معارضة قوية تمارس دورها في التمايز مع السلطة لا التماهي معها. لا أحد يملك الحق في جرّ الدولة إلى منطق "هذا أو الطوفان"،فالسودان فعلا تقف على مفترق طرق ولا مفر لها من اختيار وجهتها وتحديد مسارها، ولها من التجارب الخاصة، وحولها من التجارب القائمة ما يغني عن المغامرة، وللجميع الفرصة كاملة في التوافق على برنامج الحد الأدنى لرسم معالم المرحلة القادمة. من استقراء التاريخ أن الأزمة الوطنية الراهنة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد، فلا بد أن تبلغ في النهاية إلى مآل محدد بالحوار، أو بالانقلاب، أو بالانتفاضة. القوى الغالبة متفقة على إقصاء خيار الانقلاب، رغم أنه وارد كما قد رأينا خلال الفترة الماضية! فإذا لم يستجيب النظام لمقتضيات الحوار، ستنفجر انتفاضة الجماهير، حسب دروس التاريخ، سلمية كانت أو مدعومة بعمل مسلح، وقد تفشل أكثر من مرة، لكنها ستنتصر حتماً في نهاية المطاف مهما بلغ حجم التضحيات. واخيراً، اخطات عندما كتبت مبادرة البشير وثيقة كبرى لحل مشاكل السودان فالافضل هو ماذا نقول للبشير بعد and#1634;and#1637; عاماً من التدميرand#1632;and#1632;!يقول المولي عز وجل : {يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}(البقرة:208).
|
|
|
|
|
|