|
حديث الساعة ! حديث خاص للفرسان الشجعان فى القوات المسلحة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من المقبول والمعقول تخافوا من الرئيس عمر البشير ولا تخافوا من الله ؟ وهل يجوز أن تطيعوا الرئيس البشير وتعصوا الله؟ ومعلوم أنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ! بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن [ سبحانك لا علم لنآ إلا ما علمتنآ إنك أنت العليم الحكيم ] . { رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } . { رب زدنى علما } . { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } . وددت أن يكون حديث الساعة هذه المرة موجه للزملاء الأعزاء وللأبناء الأوفياء الفرسان الشجعان من القادة والجنود فى القوات المسلحة السودانية الذين قدموا أعظم التضحيات وسجلوا أعظم البطولات والإنتصارات لا يزال إنحياز القوات المسلحة للشعب السودانى فى إنتفاضة رجب / أبريل لحنا سيمفونيا عبقريا يتغنى به الجميع حتى يومنا هذا ثم لأول مرة فى تأريخ الشرق الأوسط وفى إفريقيا التى عرفت بالإنقلابات العسكرية وفى العالم العربى والعالم الإسلامى يلتزم جنرال عسكرى بتسليم السلطة طواعية إلى نظام مدنى ديمقراطى وهذا بالضبط ما قام به المشير عبد الرحمن سوار الذهب وصار مضرب الأمثال بغض النظر عن إختلافنا حول الرجل فلا يجوز أن نغمضه حقه ولا تبخسوا الناس أشيائهم . ونبتدر حديثنا لهم هل أنتم راضون عن فساد وإفساد وإستبداد المشير عمر البشير وبطانته بكرى حسين صالح وعبد الرحيم محمد حسين ؟ هل يسركم ماحدث للبلاد والعباد من ظلم وإضطهاد وإستعباد وإستغلال وإضمحلال ؟ وهل أنتم مقتنعون بفصل الجنوب لأنه أراحكم من الحروب ؟ حسنا ماذا تقولون فى حروب دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ؟ والقاعدة العريضة للقوات المسلحة السودانية هم أبناء الغرب سلاح الهجانة كله من أبناء النوبة ودارفور دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ البسطاء تسيل كل صبح ومساء فى دارفور وفى جنوب كردفان وأنتم تتفرجون صامتون ساكتون إطاعة للأوامر بحجة ملك ظلوم خير من فتنة تدوم لكن أى طاعة هذه والحبيب المصطفى صلعم يقول : { على المرء المسلم السمع والطاعة فى ما أحب وكره مالم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة } صدق الحبيب الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى نعم لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق فكيف تطيعون البشير المخلوق وتعصون الخالق الرازق ؟ وهل من المقبول والمعقول أن تخافوا من الرئيس عمر البشير ولا تخافون الله ؟ عز من قائل : { إياى أحق أن تخاف } { ولا تخشوهم وأخشونى } لا يجوز أن يترك الحاكم الظالم يسرح ويمرح هكذا بل لابد من النصح له وتوجيهه ومحاولة العودة به لما يرضى الله تعالى { إن الإنسان ليطغى أن رآه إستغنى} . مهم جدا أن تنحازوا هذه المرة للشعب الصابر الصامد الذى هو فى أمس الحاجة لحمايتكم ودعمكم لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح خاصة فى حالة الحاكم الظالم والعميل والديكتاتورى الأصيل والكذاب الضليل الحاكم الظالم الذى أفقر شعبه ونهب خيراته اللص الكبير والخطير الذى سرق أموال بلده هو ، و عصابته ، وأشترى ضاحية كافورى له ولعائلته ، وإخوته وبنى فيها أفخم ، وأضخم مسجد فى السودان مسجد النور ، و إقترب رصيده من عشرات المليارات من الدولارات واليورهات والجنيهات بينما بعض الأفاضل يشحدون فى الطرقات . كانوا بالأمس شرفاء أغنياء أعزاء فأذلهم نظام الإنقاذ فصاروا فقراء ضعفاء الحاكم الذى ترك المنكرات فى طول البلاد ، و عرضها حتى صار تلاميذ وتلميذات المدارس الإبتدائية يتعاطون المخدرات والحبوب المنشطات الحاكم الذى يمتهن كرامة شعبه حيث يغتصب الرجال قبل النساء فى بيوت الأشباح التى تقتل الأفراح وتقيم الأتراح . الحاكم الذى يضطهد المواطنين ويستبيح قتل الطلاب المتظاهرين الحاكم الذى سلم البلاد للفساد والمفسدين المستبدين الذين نسوا الدين . الحاكم الذى إعترف بعضمة لسانه أنه قتل الألاف من المواطنين الأبرياء المساكين فى دارفور . أما القتلى فى شرق السودان ، وفى النيل الأزرق ، وفى جبال النوبة هؤلاء لا بواكى لهم خاصة أولاد الغرب دمهم حلال لماذا ؟ { لأن اولاد الغرب ما بسروا القلب } . أيها الفرسان بعد كل هذا ماذا تنتظرون ؟ فتاوى من الشرع والعقل ! حسنا نتكلم قليلا عن الدليل الشرعى ثم العقلى ونبدأ بالدليل الشرعى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } المائدة 45 . { فأحكم بينهم بما أنزل الله } المائدة 48 . { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} النساء 65 . { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } المائدة 50 . { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله } النساء 105 . هنالك مجموعة من الأحاديث فى جواز مخالفة الأمير وعدم إطاعته التى يغفل عنها أو يتجاهلها كثير من عباد السلاطين من سحرة فرعون أصحاب الفتاوى المعلبة والكتب الملونة نستعرض بعض منها على سبيل المثال وليس الحصر : وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلعم : { سيليكم أمراء من بعدى يعرٌفونكم ماتنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فمن أراد ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله } . وعن أبى سعيد الخدرى وأبى هريرة رضى الله عنهما قالا : قال رسول الله صلعم : { ليأتين عليكم أمراء يقربون أشرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منهم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا } . { إسمعوا سيكون عليكم أمراء فلا تعينوهم على ظلمهم ولا تصدقوهم بكذبهم فإنه من أعانهم على ظلمهم وصدقهم على كذبهم فلن يرد على الحوض} { ما إزداد رجل من السلطان قربا إلا إزداد عن الله بعدا ولا كثرت أتباعه إلا كثرت شياطينه ولا كثر ماله إلا إزداد حسابه } { إتقوا أبواب السلطان وحواشيها فإن أقرب الناس منها أبعدهم من الله ومن آثر سلطانا على الله جعل الله الفتنة فى قلبه ظاهرة وباطنة وأذهب عنه الورع وتركه حيران } . أما الدليل العقلى : هذه الأنظمة رأس الحربة للأجنبى فهى عميلة ، وتعتبر الجبهة الأمامية لهذه القوى الغربية الإستعمارية . إن المصطفى صلعم أكد أن الأمة لا تجتمع على ضلال . الدليل العقلى قيام ثورات الربيع العربى ضد الظلم والظلمة ضد الحكام الطواغيت فراعين آخر الزمان الذين ملأوا الأرض ظلما وجورا وفسادا وإستبدادا وإذا كانت الثورة تنحاز إنحيازا تاما لمصالح الأمة ومطالبها وللمستضعفين فيها والجائعين المعدمين المعذبين فإنها لاشك ثورة حق لأن الهدف الأساسى من رسالات السماء إلى الأرض كان ولا يزال تحقيق العدل والقسط وتحطيم الظلم والظالمين المعتدين الذين يلعبون بالدين يقول عز من قائل : { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } . { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط } الحديد 25 والذين يأتلفون مع الظلمة هم ظالمون لأنفسهم فلابد من الثورة على المجتمع الظالم ، والقرية الظالمة وقصة الرجل الذى قتل 99 روح كان ذلك كذلك لأنه كان يعيش فى بيئة ظالمة والظلم ظلمات يوم القيامة . وقصة فرعون وموسى قصة سياسية بالدرجة الأولى فقد كان ظالما وفاسدا وديكتاتورا مستبدا متجبرا ومتكبرا ألم يقل : أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ولهذا نقول : لكل حاكم ظالم لكل فرعون موسى ولكل شاهنشاه خمينى . لهذا نقول يا رجال القوات المسلحة البواسل الأمر واضح إثنان لا ثالث لهما إما الشعب الذى هو أباؤكم وأمهاتكم الذين صرفوا عليكم دم قلبهم علموكم ثم خرجوكم أبطالا فى القوات المسلحة وهم أعمامك وأخوالكم وعماتكم وخالاتكم الذين وقفوا معكم فى الحلوة والمرة وأخوانكم طلاب الجامعات الذين رفضوا الظلم فخرجوا فى المظاهرات فقتلوهم كما تقتل الشياه وإقتحموا حرمهم الجامعى وأشبعوهم قتلا وضربا وحربا . وإما الحاكمون الظالمون الفاسدون المستبدون المتكبرون أصحاب القصور الفخمة والعمارت الضخمة والسيارات الفارهات والحسناوات الطفلات أصحاب الدولارات الذين يتكلمون بالمليارات فمع من أنتم ؟ الأمر بيدكم وغدا سوف تسألون والساكت عن الحق شيطان أخرس وأسأل كل واحد منكم ماذا تقول لربك غدا ؟ أتقول : أنا أحببت الدنيا لهذا كلما إشتهيت إشتريت برغم إنى أعرف أن هنالك أخ لى مريض لا يملك ثمن فاتورة الدواء ناهيك عن شراء قارورة ماء ! وجارى جائع لا يملك حق الفطور والغداء وينام بلا عشاء ! أين عقولكم يا هؤلاء ؟ وأين الوفاء ؟ أسألوا أنفسكم عمر البشير من أين جاء ؟ { نسوا الله فأنساهم أنفسهم } . { وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم . اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه وإرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنباه . هدانا الله إلى سواء السبيل { إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء } . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 7/4/2014
|
|
|
|
|
|