|
بدون تشريعات رادعة هل ينجح الإتفاق السوداني الأثيوبي الإرتري في محاربة الإتجار بالبشر ....
|
بسم الله الرحمن الرحيم ..... طالعتنا الأنباء قبل يومين عن إتفاق بين السودان وأثيوبيا وأرتريا عن شراكة عسكرية في الحدود بين تلك الدول علي محاربة تلك الظاهرة المؤلمة التي اصابت كل المجتمع في أعماقه من خلال الممارسة التي يمارسها إناس عديمي الضمير والدين والخلق في وجه مجموعات عانت الأمرين في بلادها من قهر وجوع وفقر ، خرجت تلك المجموعات هاربة بالنفس في سبيل أن تجد حياة كريمة في بلاد أخري في تلكم البسيطة الواسعة ، لكن تلك الأنفس وبمجرد دخولها الأراضي السودانية تجد من يتلغفها بقوة السلاح لتصبح رهينة في أيدي مجموعات لا تخاف الله في عباده ، تلك التجارة التي خلقت واقعا اليما في منطقة من أعزوالطف وأجمل مناطق السودان وهي شرق السودان لقد خلقت تلك الممارسة في تلك المنطقة ظروف دينية وإقتصادية وسياسية وأمنية وإجتماعية لم تألفها تلك المنطقة من قبل ، ولو حاولنا المرور علي تلك الظروف نجد أن من يمارس تلك المهنة المشينة هم من الذين لا يتورعون في فعل أي شئ مخالف للدين والشرع وهو القتل في سبيل المال ، يقول أحد الضباط الذين قابلتهم قبل أيام في الخارج إن الذين يمارسون تلك الفعلة هم مجموعات من الرشايدة التي وفدت من دول الجوار وبالذات من القادمين من إرتريا والذين طردهم أسياس وتوطنوا مع ملتهم المتواجدة في السودان وبما أن البلاد مستباحة وبكل سهولة وجدوا الإستيطان في شرق السودان وهم لا يتورعون أبدا في القتل لأن قتل النفس عندهم بسيط في عرف تلك المنطقة ولأن الأنظمة في السودان تحكمها قوانين الغاب والقوة والمال فإن تلك الجماعة اليوم شوكة في خصر شرق السودان من جرأة في خطف الأبرياء في الصحاري والغابات الذين تعودوا الأمن والأمان والرعي بدون أي سلاح ، وبما أن ذلك السلوك الشائن ليس من الرجولة في شئ أن تخطف شخصا أعزل بقوة السلاح وتمارس فيه شكل من اشكال العبودية ، أما من الجانب الإقتصادي بما أن كل المشاريع الزراعية في ولاية كسلا تتاخم الحدود الإرترية والتي في السابق كانت مناطق آمنة ولكن وبممارسة عمليات الخطف لتلك العمالة جعلت من تلك المشاريع مناطق خطرة ويصعب الزراعة فيها وخوف العمالة من العمل في تلك المشاريع أضاع فرص كثيرة لأهلها مما سبب لهم خسائر كبيرة وتركت تلك المشاريع بور تسرح فيها عصابات البشر ، ووجدت كثير من القبائل نفسها في مواجهة معضلة كبيرة من خلال خطف أبنائها وبيعهم إلي العصابات في صحراء سيناء ومطالبة تلك العصابات بمبالغ كبيرة في سبيل فك أسر مخطوفيها من يد تلك العصابات ولقد شعرت بالحزن علي قضية ثلاثة من أبناء البني عامر والذين خطفتهم عصابات الرشايدة وكيف تم بيعهم لعصابات البشر في سيناء والتي أوردتها صحيفة الإنتباهة وكيف أن احدهم مات من التعذيب وهرب الآخر وتم فك الثالث بفدية دفعها أخوه من أجل فك أسره ، أستغرب ردة فعل القبيلة في هذا المسلك كيف تقبلت كل ذلك وبدون أن تكون لها ردة فعل قوية تعيد لها كرامتها في منطقة تعتبر هي الأقدم فيها وتقبلت هذه الممارسة بالكلام فقط في زمن الكل يرفع السلاح في السودان للحصول علي حقوقه وحتي السياسيين في داخل الخرطوم يحاولون ويتصارعون من أجل أن يحصلوا علي حقوق فرضوها علينا بالقوة ، أما الجانب السياسي فإن حكومة الولاية بكل أشكالها حاولت وتحاول إقصاء المجموعات الأصلية وترضية مجموعات أخري مما أضعف مكونات المجموعة الأصلية لأن كثير من الذين توطنوا في شرق السودان لهم جهات خارجية تدعمهم بالمال وهذا المال يتم رشوة الحكومة في الولاية به مما صعب كثيرا علي المكون الأصلي وأضعفه ، أما الجانب الأمني لقد أدخلت تلك المجموعات عصابات كثيرة للبلاد من دول الجوار وتلك الجماعات تمتلك هواتف تتبع لقمر الثريا وشرائح إسرائيلية ومصرية وإثيوبية وإرترية وما الضربات التي يتعرض لها السودان من إسرائيل فإن خلفها تلك المجموعات التي تمتلك سيارات الدفع الرباعي الجديدة والمال والسلاح وقبل أيام سمع الجميع عن قتل العسكريين الذين يتبعون مكافحة التهريب في كسلا والتي راح ضحيتها ثلاثة من العسكريين وراح دمهم هدرا تحت ظل حكومة فاسدة في ولاية كسلا . الإتفاق الثلاثي سوف تقف أمامه كثير من العقبات والتي هي أصلا سوء العلاقات بين إثيوبيا وإرتريا وسوف يدخل ذلك الإتفاق في أزقة تلك الخلافات مما يترك الباب مفتوحا علي مصراعيه في تلك المنطقة المشتركة والتي سوف يمارس فيها عصابات البشر نفس الممارسة ، وبما أن الذين يمارسون تلك الفعلة هم مجموعات من دول الجوار ومن نفس مكونات المجتمع المحلي وحكومة الولاية المتراخية الفاسدة التي ظلت تنهب كل شئ مما أهلكت الزرع والضرع وهنالك كذلك مجموعات من الأمن الفاسد والشرطة وإناس عاديون وجدوا المال السهل في بيع أعضاء الأبرياء ولا يخافون من الله علي تلك الفعلة ، لقد قال لي أحد الأصدقاء هناك ملاحظة وهي إختفاء المجانين المشردين وإختفاء الشماشة من الشوارع في جميع مدن السودان إن دل علي شئ إنما يدل علي خطف هؤلاء الأبرياء من الشوارع والذين لا يسأل عنهم أحد وهم قيمة كبيرة من خلال الأعضاء التي ينزعونها عنهم . إن لم تكن هنالك تشريعات قوية تصاحب تلك الإتفاقية في الدول الثلاث من سن قوانين بالإعدام في الساحات لكل من يتم القبض عليه متلبسا بتلك الفعلة وترك تلك القوانين المتهاونة من سجن وغيره سوف تتبدل المنطقة وتصبح مثل دولة كولمبيا التي أصبح تجار المخدرات هم الذين يديرون الحياة العامة والسياسية والإقتصادية في البلاد مما جعل تدخل الدول الغربية لمساعدة تلك الدولة بعد أن تمددت عصابات المخدرات فيها بشكل غير مسبوق ، والأهم من ذلك أن يتغير سكان تلك المنطقة من أبناء البني عامر والهدندوة من المثالية التي يسيرون فيها حياتهم ويجب عليهم مادامت حكومة الولاية غارقة حتي أذنيها في الفساد ولا تهتم بحماية المواطن يجب عليهم الحصول علي السلاح لحماية عروضهم وأموالهم في منطقة أصبحت مثل الغابة ويجب عليهم البحث عن موازنات مع دول خارجية في سبيل الحصول علي السلاح للدفاع عن أنفسهم وتلك الحكومة في الولاية التي تستحقرهم وتسرق أراضيهم التي ورثوها جدا عن أب لأن العالم لا يحترم الضعيف ونحن في عالم يحترم القوي الذي يمارس الدفاع عن نفسه في ظل منطقة أصبحت غابة والحكومة جزء من هذا الواقع . هاشم محمد علي احمد
|
|
|
|
|
|