|
لن نتخلي عن بلادنا لاحد كتب صلاح الباشا
|
* صحيح ان كل من قابلته من اهلي واصدقائي بالخرطوم وجدته محبطا مما يجري .. ليس في السياسة فحسب .. بل في مسالة سبل كسب العيش وتعقيدات الاقتصاد والمصاعب التي قصمت ظهر البشر في السودان . * ولكن وفي تقديري الشخصي .. ان علي شعبنا ان يتفاءل بالخير لننله. . فالله لطيف بعباده . * وفي تقديري ايضا ان ما يعرف بالقوي السياسية ومن مختلف التيارات ليس لديها حلولا سحرية للنهضة .. نهضة الاقتصاد السوداني .. وذلك بسبب ان حكم الاسلام السياسي قد خطط مبكرا علي عدم اتاحة الفرصة للحريات السياسية لتلك القوي حتي لاتتمدد مواعين الديمقراطية داخل الاحزاب حتي الطائفية منها .. لان الحركة الاسلامية اصلا تعدادها محدود للغاية بسبب اعتمادها التام علي تجنيد المجاميع الطلابية في داخليات الجامعات .. وبالذات طلاب الريف .. لان الجذب بتوظيف الشعارات الدينية يكون قويا .. ولكن حين اتيحت الفرصة للحركة الاسلامية بالسيطرة علي مفاصل الدولة كووووولها ... فانها فشلت .. ثم افسدت .. ثم تقزمت وتشظت وتشتت ايدي سبا . * ونتاجا لكل ما جري فان الامر يتطلب التفكير الخلاق لاحتواء اثار شطحات اهل الاسلام السياسي بكافة الطرق لان هذا الوطن من السهولة الحفاظ عليه من التفلتات الامنية التي يخافها الناس منذ الان . * وصحيح جدا كما قلنا كثيرا من قبل ان كثافة الضغط والرعب علي حركة الجماهير ستولد عدة انفجارات حتي من حركة المجتمع المدني .. دعك عن الحراك والقتال العسكري في ولايات الاطراف مثلما يجري حاليا .. وبالتالي ان عضوية المؤتمر الوطني ليست لديها لوحدها القدرات علي خلق سلام دائم او الصبر علي حروب اهلية طويلة المدي .. مما يعرض الوطن كله لاهتزازات لا يمكن احتواء اثارها .. خاصة وان المكون القبلي قد ضرب مفاصل البلاد في مقتل * اذن ... فان كتابات المهمومين بامر الوطن عبر الاسافير والمواقع المختلفة وقد انحصرت كلها او معظمها في تبيان اخفاقات النظام وتكرار كشف ملفات الفساد .. وتبيان الممتلكات الخاصة لدي المسؤولين حتي حفظ الشعب السوداني عن بكرة ابيه تلك الملفات واسماء اصحابها داخل السودان وخارجه .. فان تلك الكتابات حتي اللحظة تنحصر في تكرار اهمية قيام حكم انتقالي يمهد لانتخابات شفافة بعد فترة الانتقال التي يتم الاتفاق عليها ... * ولكن .. لماذا لم يتطرق احد الي خطة ما يحري من ازالة الوطن كله من الوجود .. ولنا ان نلاحظ كميات السلاح والتمويل اللوجستي للطرفين ( الجيش الحكومي وجيوش الحركات ) .. مع ملاحظة عدم قدرة اي طرف من هزيمة الاخر لان الخطة المبرمجة دوليا تريد انهاك الطرفين استعدادا لمسلسل التقسيم القادم عبر المفاوضات التي سوف تشبه سيناريو نايفاشا تماما.. ولنا فيما يجري الان في افريقيا الوسطي عظة وعبرة حيث يتم اجتثاث العنصر المسلم تماما في ذلك البلد وباشراف جمهورية الحريات .. فرنسا. * لذلك فاننا كلنا قد توقفت قدراتنا عن اكتشاف طرق وخطط استراتيحية لكيفية حل الازمة السودانية ... حيث توقفنا في محطة بذل الجهد في النقد اليومي فقط .. ومنا من يتداخل بالكتابة علي اي مقال بالسخرية والشتيمة للدرجة التي يخجل منها هو شخصيا حين يصيبه الجبن من مهر مداخلته باسمه الحقيقي و التي تكون في الغالب مداخلة قبيحة تصيب القاريء بالاشمئزاز .. وبالتالي لا يساعد بهذا الفهم في ايجاد الحلول لاي مشكل يتم تناوله. . فهو لا يكتب .. بل ينتظر جهد الاخرين .. ثم ينفث سمومه المحبطة .. ليشعر يعدها براحة نفسية ظانا بانه قد نال مجدا وحقق بطولة. * والحالة كهذه .. وفرص الاسهام السياسي قد انحصرت بين مثلث الشعبي والوطني وما بينهما من قوي نظامية .. علينا ان نتيح الفرصة بكافة الطرق لكل حركات القتال ومنظمات العمل المدني والحزبي للجلوس بعيدا عن اي وساطات افريقية او ايقادية وخاصة من اصدقاء الايقاد الاوربيين الذين اشرفوا علي مباحثات نايفاشا من قبل وخرجوا باتفاقية مزقت الجنوب والشمال معا ... فهل نعي الدرس ام نترك امر البلاد للوطتي والشعبي بالرغم من استهلاك قدراتهما وتوقف ابداعهما السياسي بعد خيبة تجربة الانقاذ الواضحة الملامح وباعتراف عرابها ... ولك الله يا بلادي .. يا اجمل بلاد الدنيا .
|
|
|
|
|
|