|
الى اهل و اصحاب الشهيد على ابكر موسى : هل تسمحون !؟/اكرم محمد زكى
|
بينما بدا خيار بقاء الرئيس البشير على كرسى الحكم يتلاشى تماما رغم الجهود الجبارة التى بذلها مؤخرا لتوطيد حكمه وترسيخ السلطات بيده و بايدى افراد اسرته ومحسوبيه وكان اخرها التغييرات الواسعة التى شملت قيادات قوات الشرطة قبل يومين ، بدا صوت الامر الواقع يعلوا شيئا فشيئا معلنا ان الاوضاع الحالية تؤكد ان الرئيس البشير اصبح يشكل عبئا ثقيلا يجثم على صدر الجميع ، ولاول مرة منذ عقود تتفق جميع الاطراف ، حكومة بحكامها واصلاحييها ، مؤتمرها الوطنى وشعبيها ، ميليشياتها وجيشها وامنها ونظامييها ، المتشددين والصوفيه ، المعارضة بحركاتها وجبهاتها وطائفيتها واحزابها وتنظيماتها ومنظمات المجتمع المدنى وكافة قطاعات الشعب داخل البلاد والملايين من ابناء السودان المغتربين والمهاجرين ، كل هذه الفئات اصبح وجود عمر البشير كرئيس للجمهورية يشكل عليها خصما محرجا و مكلفا فى عيشها ومعاشها ، بقائها وتقدمها وجودها وتواجدها ، قيمتها وكرامتها .
هذا على الصعيد الداخلى ، اما على الصعيدين الاقليمى والدولى و فى ظل مناخ متوتر يعم المنطقة والعالم الان و تسوده رياح العصف بكلما يمت الى تنظيم الاخوان المسلمين بصلة فقد بدات الدول تبتعد مهرولة بعيدا عن السودان بعدما ادركت ان التفاعلات التى نتجت عن طبيخ الاسلاميين فيه وحبك الاكاذيب والمؤامرات وصناعة الفساد لعشرات السنين قد نفذت منها الان رائحة نتنة وتصاعدت معها ادخنة داكنة مما يشير و يؤكد ان الانفجار الكبير على بعد ايام معدودة و يبقى البشير هو فتيل الاشتعال فى نظر هذه الدول بالرغم من انها قد عقدت العزم واصدرت الحكم بازالة نظام الانقاذ ، حكما واجب النفاذ وغير قابل للاستئناف .
ان عمر البشير بما يبثه من الكذب والتفاق والقبلية والعنصرية والتشرذم والتعصب المرير والضعف المشهود والسقوط المريع فى تفهم وتفعيل مبادئ الانسانية والمواطنة والسلم والعدل وحقوق الانسان وبنهمه وهلعه على السلطة والمال وحرصه على اهدار الارواح وتشريد البسطاء وتقسيم البلاد وما اصبح يحمله من تهم وجهها له المجتمع الدولى ولاعضاء حكومته وعنجهيته وكذبه فى الرد والتفاعل مع هذا المجتمع اثبت بما لا يدع مجالا للشك ان هذا الرئيس ومن معه من الانقاذيين والاسلاميين يستحقون ان يحاكموا امام محاكم البشرية والتاريخ العادلة اليوم وليس غدا .
اما دولة قطر فهى فى موقف لا تحسد عليه بعد الحصار الخليجى والتململ الدولى والفشل المصرى والخيانة السودانية حيث بدات اركان الحكم فيها تتجرع عصارة خيانة اخوان السودان لها بعد ان افتضح امر فسادهم ونهبهم للاموال واقتتالهم على الجاه والسلطان والملذات لذلك يستدل بان تعليمات قطر الجديدة هى وجوب ان يعود اسلاميين السودان سيرتهم الاولى موحدين فى حزب واحد وان يتحدوا ويجروا من خلفهم الطائفية والعنصرية والجيش والميليشيات وان يبايعوا بيعة جديدة حتى اذا ما تاكد امير بلاد قطر واميرهم من حقيقة وصحة هذا الامر يعود ويضخ عليهم ما يسدون به رمقهم دون بذخ هذه المرة فانه لا يلدغ امير دوحة من خرطوم مرتين
ولكن
هل يسمح ابناء هذا الشعب من اهل واصدقاء شهداء سبتمبر ومن جيوش اصحاب عريس الشهداء على ابكر موسى للبراغيث ان تعيد ترتيب نفسها ؟ كلا والله فعريسنا مازال يتجمل ويستعد للقاء والسماوات تزينت لاستقباله ونحن جميعنا قررنا ان نودعه وداعا ليس باقل مما ودع به القرشى فى اكتوبر 1964 ولا رفاقه فى مارس وابريل 1985 ولا من هم قبلهم ممن عطروا صفحات تاريخ الشعوب :
قوموا الى ثورتكم يرحمنا و يرحمكم الله
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون
اللهم ارحم شهدائنا ورحمنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|