|
من سيخلف القرضاوى ؟/اكرم محمد زكى
|
تناقلت وسائل اعلامية عربية قبل فترة بان هجرة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الاسلامية حماس الى الدوحة والتى حدثت عقب فقدانه مقره فى دمشق نتيجة لانقلابه على الحكومة السورية بعد اندلاع الصراع السورى انما تمت بدافع اخر يزعم انه استعداده لخلافة الشيخ يوسف القرضاوى فى قيادة التنظيم العالمى للاخوان المسلمين حيث يبدو انه قد بدات فعلا الترتيبات لخلافة القرضاوى والذي قارب التسعين من عمره وبدات تتناوب عليه الامراض مما انعكس على نشاطه وحركته وحضوره العلنى بصورة ملحوظة
ترشيح الفيزيائى الفلسطينى المولود عام 1956 جاء حسبما نشر نتيجة لدعم الحكومة القطرية واميرها الراعى الاكبر للتنظيم كاحد المرشحين الاقوياء لخلافة القرضاوى فى قيادة التنظيم العالمى للاخوان المسلمين والذى يبدو للكثيرين انه يختبئ خلف منظومة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين
لكن قائمة التنافس شملت اسماء اخرى ومرشحين اقوياء حيث ذكر ان القرضاوى نفسه يساند ترشيح مساعده فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين التونسى راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة فى تونس المولود فى 1941 والذى درس الزراعة فى جامعة القاهرة ثم حصل على اجازة فى الفلسفة من دمشق وواصل دراسته بعد ذلك فى فرنسا
لكن بقى كل من خالد مشعل و راشد الغنوشى لديهما شيئ من الضعف فى الناحية الدينية والمقدرة الفقهية البحتة التى تدعم قدرة صاحبها على اصدار الفتاوى او الغائها فى كلما يتعلق بدين المسلمين ودنياهم خاصة المسائل السياسية الحساسة وهو الشيئ الذى ينشده ويترقبه جمهور الجماعة واتباعها والكثيرين من المتعاطفين والمحايدين الامر الذى يتحقق بصورة كبيرة فى السعودى نائب القرضاوى فى الاتحاد العلمى لعلماء المسلمين الشيخ سلمان العوده المولود فى 1956 والذى بقدر ما يملك من علم متخصص فى العلوم الاسلامية ايضا يعرف عنه نشاطه الكثيف مع قطاعات واسعة من الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى ويسانده تيار قوى من علماء المسلمين
لكل من هؤلاء المرشحين خبرة سياسية كبيرة وتمرس فى العمل المنظم وعلاقات اقليمية ودولية واسعة بينما هناك كثير من الاسماء التى قد تطرق الباب ولكن بصورة اخف مثل السعوديين محسن العواجى ومحمد العريفى وعايض القرنى والموريتانى محمد حسن ولد الدو والسودانى عصام احمد البشير ولكن الفوز بالمنصب بغض النظر عن المؤهلات العلمية والعملية اصبح يحتاج الى دعم وموافقة جهات معينة ترى بمنظارها ومعيارها مواصفات معينة مطلوبة منها كما يتضح جليا ان قطر قد استطاعت ان تحتفظ بحق الفيتو الوحيد والراى النهائى فى تعيين المرشد العام الجديد لجماعة الاخوان المسلمين - التنظيم العالمى بعد ان استحوذت على كابينة القيادة وخزانات الوقود فى مركبه لكن يبقى الصراع على المنصب يغلى فى مرجل على نار تشتد شيئا فشيئا مع ما يحيط بها من توتر وغليان ويبقى السؤال : كيف سيكون حال التنظيم بعد القرضاوى وفى ظل الحملة الشرسة والحصار من قبل السعودية والامارات والبحرين اضافة الى مصر ويتوقع انضمام الاخرين لمنظومة حظر التنظيم وتحجيمه وخنقه فهل سيصمد ويتماسك مواجها تحدياته الجديدة والمتعاظمة ام سيقع فى اتون الصراعات ويتفكك الى مجموعات متصارعة متناحرة تغرق المنطقة والعالم فى ظلمات بعضها فوق بعض ؟
اللهم الطف بنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|