|
آخر كلمات الشهيد الزبير محمد صالح \ جمال السراج
|
قبل وفاة الزبير محمد صالح بيوم طلب من زوجته الشيخة سلوى أن تجمع أبنائه كلهم على «صينية» الغداء فاجابت الشيخة سلوى بأن ابنائها نيام والبعض الآخر اكتفى بسندوتش.. إلَّا انه لم يقتنع بذلك فقام بجمعهم جميعاً على مائدة الطعام، ودخل مع زوجته في المطبخ وساعدها على تحضير الغداء فاجتمع الشمل لأول مرة. بدأ الشهيد الزبير حديثه موجهاً وموصياً ابنه «مصعب» بأن يهتم باخواته وأمه وأن يكون مطيعاً لها في كل شيء.. ثم قال لزوجته الشيخة سلوى إنه في حالة عدم عودته أن ترحل من بيت الحكومة وتسكن في بيته الخاص وأن لا تأخذ أي أموال من الحكومة. هكذا كان الشهيد الزبير عزيزي القاريء رجل وفياً ومخلصاً وعفيفاً في نفسه كريماً معطاء.. ومن القصص العجيبة التي تحكى عنه وبعد استشهاده وفي أيام «العزاء» لاحظ اخيه أن هناك رجل «مقعداً» يأتي بانتظام ويبكي الشهيد بحرقة وألم شديد.. فقام شقيق الزبير وأعطى المقعد مال ظاناً أنه يحتاج إلى مساعدة إلَّا أن المقعد رفض بقوة وحكى قصته مع الشهيد وقال في ذات يوم من الأيام ذهب إليه في مكتبه طالباً منه المساعدة فقام الحرس بمنعه، وفي اليوم التالي تمكن من مقابلته وحكى له «ظرفه» طلب الشهيد الزبير من سائقه أن يوصله ويعرف موقع منزله جيداً.. بعد ذلك وفي يوم من الأيام فوجيء «المقعد» بوجود الزبير في منزله جالساً مع ابنائه الصغار يلاعبهم بعطف وحنان بعدها استمع جيداً لاحتياجات الرجل المقعد واسرته وقدم لهم مظروفاً كبيراً فيه مال، وأمر له بكشك صغير مع جميع مستلزماته. وأذكر من الاشياء الجميلة التي حدثت لي مع الشيخة سلوى وأنا في المملكة العربية السعودية أنها اتصلت بي فجأة وقالت لي إنها في مدينة جدة مع ابنتها وتسكن في شقة مفروشة وذلك لأنها تريد أن تعمل عملية في إحدى مستشفيات جدة.. اندهشت عزيزي القاريء من هول المفاجأة وسألت نفسي كثيراً، لماذا لا تأتي على نفقة الحكومة السودانية، بسؤالها إذا كانت قد اتصلت بالسفارة السودانية بالرياض فاجابتني بالنفي هنا قمت بالإتصال بصديقي العزيز سعادة السفير السوداني في الرياض «الدرديري» فاخبرته بقصة زوجة الشهيد الزبير واعطيته عنوانها وتلفونها، وشكرني كثيراً على المعلومة، وقام بالواجب معهم وسجل صوت «لوم».. هذا هو الشهيد الزبير عزيزي القاريء وهذه هي أُسرته «المنارة» فليرحمك الله أخي وحبيبي ونسأل الله أن يسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء أمين يا رب العالمين.
أحدث طرفة:- اتصل أحد المسطولين بمكافحة المخدرات ودار الحوار الآتي:- - المسطول: ألو، دي مكافحة المخدرات؟ - المكافحة: أيوا نعم مكافحة المخدرات.. عايز شنو؟ - المسطول: عندكم بنقو؟ - المكافحة: شنو؟؟؟!!!
|
|
|
|
|
|