الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع الديني في السودان وتأثيراته علي البلدان الإفريقية – (1)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 08:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2014, 09:41 PM

الهادي محمد الأمين


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع الديني في السودان وتأثيراته علي البلدان الإفريقية – (1)

    حادث مجزرة الثورة مدخلا :
    الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع الديني في السودان وتأثيراته علي البلدان الإفريقية – (1) -
    الخرطوم : إعداد : الهادي محمد الأمين
    في مثل هذه الايام من العام 1994م وقبل 20 عاما من الآن وقعت أحداث دامية في مسجد الشيخ أبوزيد محمد حمزة القيادي التاريخي في جماعة أنصار السنة المحمدية فيما عرف بحادثة الثورة الحارة الأولي بأم درمان وقتل خلال الهجوم المسلح الذي نفذه محمد عبد الله عبد الرحمن الخليفي وأعوانه – 16 قتيلا وجرح قرابة الـ20 من المصلين وكانت الحادثة هي الأولي من نوعها ذات الطابع الديني وتعد عملا إرهابيا بكل المقاييس واليوم وبعد مرور 20 عاما لا زال المشهد الديني والخارطة الدعوية في السودان تعاني من ممارسات وأعمال عنيفة يقوم بها المتطرفون – رغم أن السودان – ظل سجله وعبر تاريخه الطويل خاليا من حوادث التطرف والعنف الديني والإرهاب وبدا أن الحوادث التي وقعت بالبلاد في فترات ومراحل متتالية لها إمتدادات وارتباطات إقليمية ودولية وأن الشأن المحلي الديني عبر هذه الوقائع ظل موصولا بالبعد الخارجي – خاصة حادثة تفجيرات خلية السلمة 2007م ومقتل الدبلوماسي الأمريكي والموظف بوكالة المعونة الأمريكية (اليوسيد) مطلع العام 2008م ثم الصراع الذي بدأ يلقي بظلاله وذيوله علي الساحة السودانية مثل الصراع (السني – الشيعي) والمواجهات التي وقعت بين (السلفيين) وبعض (طوائف الطرق الصوفية) ثم أخيرا كشف السلطات الأمنية لخلية جهادية تضم أكثر من 30 شابا من عناصر السلفية الجهادية تقوم بالتدريب العسكري والإعداد للهجرة للقتال في بعض البلدان التي يدور فيها قتال له تداعيات ومضاعفات ذات أبعاد إقليمية ودولية مثل الصراع والمعارك الدائرة في الصومال – مالي وسوريا ...
    تحاول هذه السلسلة من الحلقات تناول واستعراض مراحل الصراع الديني في السودان والظروف المحلية والعالمية الحديثة التي نشأ فيها وتأثير ذلك علي السلام والأمن الإجتماعيين ومهددات التعايش الديني والتسامح – خاصة وأن قضية الإرهاب لم تعد شأنا محليا يخص كل دولة بل همّا تشترك فيه غالبية الدول والبلدان بل وتوجد إتفاقيات تعاون وتنسيق مشترك بين بعض الدول لمكافحة ومحاربة الإرهاب كواحد من المخاطر والمهددات والتحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية علي حد سواء ...
    ومدخل هذه الدراسة هو الوقوف علي حادثة مسجد الشيخ ابوزيد بالثورة الحارة الأولي بأم درمان التي مرت عليها – وتحديدا في يوم 4 فبراير 1994م – 20 عاما بالتمام والكمال لتكون ذكراها العشرين مدخلا ومنفذا لتناول الصراع الديني بالبلاد وتأثيراته علي بعض البلدان الإفريقية والعربية ومدي ارتباطه بعلاقات السودان الخارجية – خاصة دول الخليج العربي – أوربا والولايات المتحدة الأمريكية ...
    تحولات متسارعة في المنطقة :
    = حدثان علي المستوي الدولي أربكا الوضع في العالمين العربي والإسلامي بل وحتي داخل القارة الإفريقية وكانت لهما تداعيات ومضاعفات سالبة أثرّت علي جملة الاوضاع بالوطن العربي وأقصد بالحدثين :
    (نهاية مرحلة الجهاد الأفغاني وحرب الخليج الثانية) فبحدوثهما وقع ما يشبه الإنقلاب الفكري والمنهجي في الذهنية الإسلامية سواء كانت (إخوانية) أو (سلفية) أو (حركة إسلامية) فيما بعد ....
    فبنهاية حقبة الجهاد الأفغاني حدث (فراغ) أو (فاقد جهادي) وكان التساؤل الدائر في أذهان المجاهدين أو الأفغان العرب (ثم ماذا بعد) ؟ و (ما هي الوجهة أو القبلة الثانية) ؟ ..
    الكثيرون لم يستطيعوا الإجابة علي هذا التساؤل الحائر والحرج في ذات الوقت وكيف للطاقات والقدرات الشبابية المليئة بالحماس والحيوية والنشاط والفاعلية أن تذهب سدي أو هدرا أو لا تجد لها منفذا أو متنفسا ؟ هنا بدأت تلوح ملامح ومعالم إنسان جهادي قاتل لسنوات عديدة واصبح عاشقا للبندقية تكون ورهن حياته ونفسه لقتال من يسمونهم بـ(الغزاة الكفار) ووضع روحه علي كفه أو كفنه !!
    كان الإحباط باديا بعد التقاتل والتدابر الذي وقع بين المجاهدين أنفسهم بقياداتهم الرمزية التي كانت تشكل المثال والقدوة والنموذج كـ(الشيخ برهان الدين رباني – صبغة الله مجددي – عبد رب الرسول سيّاف- قلب الدين حكمتيار – جميل الرحمن بن عبد المنان – أحمد شاه مسعود) والقائمة تطول ...
    = والسؤال هنا : أين ذهب كسب هؤلاء وأين هي منجزاتهم بعد نهاية الجهاد ضد السوفيت ؟ تفككت أفغانستان ووجه المجاهدون سلاحهم لبعضهم البعض بعد أن كان مصوبا نحو صدور خصومهم ومناوئيهم من القوي اليسارية الغازية التي احتلت ديار الافغان ..
    أمّا شركاء الجهاد من الدول الإسلامية الأخري الذن نفروا لأرض القتال استجابة وتلبية لنداء الشيخ عبد الله عزام فيما عرف وقتها بـ(مأسدة العرب) 1988م فقد تفرقوا بين دول العالم لأن مشروعهم كان الجهاد لطرد جيوش الإتحاد السوفيتي أما بعد تحرير أفغانستان فقد كان السؤال إمّا مؤجلا في أذهانهم أو لم يكن موجودا بالكلية الأمر الذي جعلهم في مواجهة واقع جديد لم يتحسبوا له أصلا أم لم يتخيلوا وجوده لكي يحاصرهم لاحقا كهاجس أو حلم وكابوس مزعج في ليك دامس ومظلم !!
    = أمّا الجزء الثاني من الحدث فهو يتعلق بوقوع حرب الخليج الثانية 1991م في أعقاب اجتياح الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للكويت ودخوله لأراضيها وتدميرها ونزوح سكانها للدول المجاورة وكان نصيب السعودية من هؤلاء كنصيب الأسد أعداد غفيرة تدفقت وتدافعت نحو المملكة ولجأت للإستقرار هناك كفترة انتقالية ريثما تعود الاوضاع لطبيعتها و(طبيعتها) هنا تعني باختصار إيجاد حل حاسم لردع صدام حسين أو طرد قواته وتحرير الكويت وبدا انّ دول الخليج العربي لم تكن مستعدة للدخول في مغامرة أو مواجهة مباشرة أو حرب مع العراق وكان البديل والحل جاهزا وهو استدعاء قوات حلف الاطلسي والجيوش الغربية لتحارب بالوكالة ونيابة عن المبعدين والمطرودين من أهل الكويت وكانت السعودية هي صاحبة المبادرة والمبادأة لضرب صدام حسين عبر القوات الأجنبية ولأن الامر كان عسيرا علي الهضم وصعب القبول عند البعض كان لابد من روشتة فقهية وفتوي شرعية تجوّز وتبيح ضرورة الإستعانة بالقوات (الكافرة) لطرد المحتل العراقي ...
    = هذه الفتوي أو الاجتهاد الفقهي السعودي الذي وجد ارتياحا في الاوساط السلفية بعدد من دول العالم العربي والإسلامي بجانب الدوائر الشرعية الرسمية بالسعودية كهيئة كبار العلماء والمفتي العام وإدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد بجانب الموقف المؤيد للتنظيم العالمي للأخوان المسلمين منح هؤلاء صك الشرعية للقيادة السياسية والعسكرية لرد العدوان الأمر الذي أحدث ردة فعل حادة وغاضبة من قبل بعض العلماء الآخرين داخل وخارج السعودية ...
    وقوع السودان في الحزام الجهادي :
    فحرب الخليج الثانية ونهاية حقبة الجهاد الأفغاني كحدثين شكلا وفتحا الأبواب نحو مرحلة جديدة أحدثت ربكة وهزة عنيفة في العقلية الإسلامية ...
    وكان السودان واقعا تحت تأثير هذين الحدثين بشكل مباشر وقوي أدي لانقلاب في الطاولة التي كانت موضوعة في رمال وتلال متحركة ..
    = من تداعيات حرب الخليج الثانية – بعد الإشارة – إلي انها زعزعت قناعات الكثيرين وأحدثت هزة عنيفة في المفاهيم والذهنية كانت هناك جوانب أخري خلفتها الحرب ممثلة في تدفق كثير من الأسر السودانية نحو بلدهم السودان بعد نهاية رحلة اغترابهم بدول المهجر خاصة من دولتي الامارات العربية المتحدة والسعودية فبعض هذه الأسر كانت ذات خلفية وجذور دينية أقرب لمنهج الحركة الإسلامية السودانية الرافضة لمبدأ التدخل الخارجي والأجنبي بالخليج العربي فكّلفها هذا الموقف ثمنا باهظا تمثّل في إبعاد وترحيل تلك الأسر للسودان بصورة نهائية وبعض طلابها فيما بعد كوّنوا وكانوا رصيدا جماهيريا للسلفية الجهادية لاحقا وكان يطلق عليهم (طلاب الشهادة العربية) يضاف لذلك قرار إبعاد وترحيل دعاة غير مرغوب في وجودهم بتلك الدول منهم علي سبيل المثال الشيخين (عبد الحي يوسف) من الإمارات و(محمد عبد الكريم) فإذا كان التلاميذ الذين ولدوا وترعرعوا وتربوا في دول الخليج أصبحوا رصيدا للسلفية الجهادية فان الشيخين المبعدين شكلا المرجعية الفكرية لمدرسة جديدة في ساحة العمل الدعوي (لا هي أنصار سنة ولا أخوان مسلمين ) !!
    = فهذان الشيخان أصبح لهما حواريين وتلاميذ وطلاب بأعداد غفيرة يتحلقون حولهما وبعد أن كانت السلفية وحتي العام 1990م حصريا علي أنصار السنة وأجنحتها (جمعية الكتاب والسنة الخيرية – جماعة الصافية) التي يتبع شيوخها منهج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ اليمني مقبل بن هادي الوادعي واتسعت فيما بعد لتستوعب وافدين وقلدمين جدد باتساع المنظومة السلفية بحلقات جديدة ومتعددة وبدا ظاهرا للعيان أن تأثر السودان بما يجري في دول الخليج – خاصة السعودية – أكثر من تأثر البلاد بما يجري داخل مصر رغم قرب الثانية جغرافيا ما عدا جماعات التكفير والهجرة التي وفدت من مصر ..
    = غير ان السلفية الجهادية أو التيار السلفي الجهادي حديثا كان نابعا ووافدا من جهة المشرق العربي لا الشمال الجغرافي رغم تأثير المصريين غير المباشر في صعود ونمو الحركة الجهادية فإن كثيرا من رموز الجهاد التي برزت في المشهد والساحة الدولية كان للمصريين الدور الأكبر في تسخين الميدان والظهور في صندوق القتال ومسارح العمليات ...
    = وبدأ الاتجاه الناقد لسياسات السعودية الرسمية يتسع بصورة أفقية ورأسية اكتسحت الشارع السعودي وسيطرت التوجهات الجديدة علي أجهزة الإعلام وكان من أبرز رموزها وقتها الشيخ الدكتور/ سفر بن عبد الرحمن الحوالي وآخرين كالشيخ سلمان العودة وعائض القرني شكلوا ما يشبه المعارضة للنظام القائم في المملكة بينما ظهر تيار أقرب للمدرسة الليبرالية يقوده من الخارج الناشط السعودي الدكتور محمد المسعري غير أن قوة التأثير ظهرت في اللونية الجديدة التي زاوجت أو قل مازجت بين المنهج السلفي (معتقدا والتزاما) والإخواني من ناحية (الخط الحركي والتنظيم الدقيق وسرعة الإيقاع) بالإضافة إلي الاهتمام بما يجري في المحيط الدولي وتكثيف الإنتشار السياسي علي حساب الخط الدعوي وخصوم هذا الخط ممثلين في السلفية التقليدية وصفوا ووصموا هذه المدرسة بما اصطلح علي تسميته تجاوزا بـ(السرورية) أو (القطبية) ومن تطرفوا في المسمي سارعوا باطلاق ألفاظ وعبارات أخري مثل (خوارج العصر) وأول من أطلقها هو الشيخ الألباني - بينما رد المتهمون التحية بأخري ووصفوا من سمّوهم بـ(السرورية) بـ(الجامية) أو (المرجئة) ...
    = ظهور بعض الشيوخ الشباب وقتها علي خشبة المسرح الدعوي السعودي مثل الشيخ عائض القرني – سلمان بن فهد العودة وناصر العمر كلونية جديدة أو صيحة في ساحة الدعوة أصبحت أكثر تقدمية من السلفية الأخري فظهرت سلفية تقليدية معروفة بانحيازها للسلطة الحاكمة وسلفية حديثة وعصرية أكثر تطورا واستنارة كانت تقف في خندق المعارضة بل وأدخل بعض عناصرها السجون وأودعوا المعتقلات وكانوا ضيوفا ونزلاء علي الزنازين ردحا طويلا من الزمان وبعض المراقبين اشاروا إلي أن هذا الحراك الجديد كان يقف وراءه الشيخ محمد سرور نايف زين العابدين ولهذا جاءت تسمية المدرسة الجديدة منسوبة له رغم نفيه المتكرر بعدم وجود تنظيم سروري (سري أو علني) – (عسكري أو سلمي) ...!!
    = طبعا هذا الصراع بين الجانبين (التقليدي والحديث) بدأ العراك والمناجزة والمنابذة من السعودية بين الأخوانجية المتأثرين بالمسحة والصبغة والغطاء السلفي وخصومهم من المدرسة الناقدة لهم التي كانت منطلقة من المدينة المنورة ويقف علي قيادتها الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ولها فروع في الشام بقيادة الشيخ حسن بن علي عبد الحميد الأثري الحلبي وكذلك في اليمن برمزية الشيخ مقبل بن هادي الوادعي وهؤلاء يسمون بأهل الحديث نظرا لتمسكهم بالحديث النبوي الشريف وعلومه ومصطلحه في مقابل ما اصطلح علي تسميته بخط التفريط والتوسعة والانفتاح والمرونة الذي كان يقوده طلاب وخريجو مدرسة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرئاسة (الرياض) أو فرع الجامعة بالجنوب في (ابها) .. نواصل
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de