|
12 ما يسمى بـ"مركز الأستاذ محمود" والتمويل الأجنبي/خالد الحاج عبدالمحمود
|
بسم الله الرحمن الرحيم " ذَ and#1648;لِكَ بِأَنَّ and#1649;للَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًand#1773;ا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىand#1648; قَوْمٍ حَتَّىand#1648; يُغَيِّرُواand#1759; مَا بِأَنفُسِهِمْ، وَأَنَّ and#1649;للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " صدق الله العظيم 12 ما يسمى بـ"مركز الأستاذ محمود" والتمويل الأجنبي جماعة البيان، سبق لهم أن أنشأوا، قبل بيانهم هذا، ما أسموه مركز الأستاذ محمود.. وهم يقولون عن المركز أنه "منظمة مجتمع مدني".. والمركز باسم الأستاذ محمود، والأستاذ صاحب دعوة دينية، ومَن أسسوه جمهوريون، وهم تلاميذ الأستاذ محمود.. وهذه هي الصفة التي يعرفهم بها، جميع من يعرفهم.. فهم أصحاب دعوة لبعث الإسلام، وهي دعوة لا تتجزأ، وليس لأصحابها، كجماعة، في مجال العمل العام أي نشاط غير الدعوة.. ولم يحدث في تاريخهم أن انشغلوا بأي شيء سوى دعوتهم.. فهم جماعة دينية لها أفكارها المحددة.. والجمهوريون طوال تاريخهم، لم ينشغلوا عن دعوتهم، بأمور أخرى مثل ما أسموه منظمة مجتمع مدني، أو خلافها.. وهنالك من يقومون بمثل هذا العمل، من بقية السودانيين.. فلا الجمهوريون في حاجة لهذا العمل، ولا العمل في حاجة إليهم.. فالقضية، هي مجرد حيلة للانصراف إلى عمل جانبي، غير الفكرة، لاعتبارات غير اعتبارات الفكرة. اتضح لنا بعد إنشاء المركز أنه يتلقى أموالاً من منظمة أمريكية اسمها الصندوق الوطني للديمقراطية (National Endowment for Democracy).. وكان معظم أعضاء المركز، لا يعرفون ذلك.. ولما علموا استقال عدد من كبارهم من المركز.. ودار جدلٌ حول تلقي التمويل الأجنبي.. وقد كانت الأستاذة أسماء محمود، على رأس المركز، ولا زالت، وهي من أكبر المتحمسين للتمويل الأجنبي، وهي عملياً تتلقى في إطار المركز، التمويل من المنظمة المذكورة، وتصر على عملها هذا. والتمويل يستخدم في العمل للدعوة.. وليس فيه شيئاً يمكن أن نعتبره لمصلحة المحتاجين من أبناء الشعب السوداني.. وقد بيَّنَ هذا الأمر بصورة جلية، عضو المركز الأستاذ عمر أبوالقاسم في الرد على من يبررون تلقي التمويل، بأنه للصالح العام، وجاء قوله: "وهل عندما أقام مركز الأستاذ محمود (ورشة فاخرة في فندق ريجنسي خمسة نجوم) بتاريخ السبت 21 أبريل 2012، هل كانت تلك الورشة في إتجاه دفع غائلة الجوع عن البسطاء الجائعين؟ وتلك الورشة التي دفع فيها مركز الأستاذ للفندق (مقدماً فقط مبلغ 3000 ثلاثة ألف جنيه سوداني) وذلك غير المتأخر.. هل كان الأولى بذلك المبلغ المقدم والمبلغ المتأخر، أولى به الجياع البسطاء الذين هم في شوارع الخرطوم وهم في تلك اللحظة على مرمى حجر من الفندق، أم أولى به عدد ال 50 شخص الذين أكلوا وشربوا وتكيفوا بالهواء البارد بصورة فوق مستوى جياع الشعب السوداني البسطاء.. فوق مستواهم بكثير؟ أم ان برمجة المنظمة الأجنبية الداعمة مالياً لا تسمح للمركز بأن يملك (قراره وحريته).. وبالتالي أصبح أداة في يد الممول الذي أصبح سيد مصيره" والعمل في قيام المركز مرتبط بالنعيم.. وكذلك العمل في التمويل، هو كما سنبين لاحقاً مرتبط بالنعيم!! الحزب: وهذه الجماعة نفسها، تعمل على إنشاء حزب سياسي.. وقد بدأ العمل لهذا الحزب، قبل البيان، ولا يزال العمل جارياً.. وقد اختاروا للحزب اسم (الحزب الجمهوري).. وهم لم يستشيروا فيه الجمهوريين، خارج دائرتهم الصغيرة جداً، ومع ذلك قرروا أن يكونوا هم من يتحدث باسم الجمهوريين ودعوتهم!! ونحن هنا نورد تعليقنا على إنشاء الحزب، كما نشرناه في موقع للجمهوريين ـ الصالون ـ "والنظام ليس فقط نظاما شموليا، وإنما له عداوة شديدة للأستاذ ودعوته، حتى أنه يمنع كتب الأستاذ ويسمح بالكتابة المعارضة له، ويفتح صحافته للإساءة للأستاذ ودعوته، ويمنع الرد، وحتى حق التقاضي غير متوفر، وتقول أسماء، أن المحامين قد نصحوها بألا تتجه للقضاء.. ففكر الأستاذ محمود محظور، في بلده، دون بلدان العالم.. ومع هذا كله قررت الأستاذة أسماء إنشاء حزب يعمل داخل هذا النظام الشمولي، المعادي، ووفقاً لقوانينه التي لا يلتزم بها!!.هل هناك فرصة لأن يوافق هذا النظام على قيام حزب جمهوري؟! حسب الظروف المذكورة، إمكانية الموافقة صفر.. ولكن رغم ذلك، يمكن للنظام أن يوافق، في حالة واحدة، هذه الحالة هي أن يكون قيام الحزب يخدم أغراضه، في تشويه دعوة الأستاذ، حسب تقديره.. مبدئياً، لا يمكن للنظام إعطاء الفكرة الجمهورية أيّ فرصة لأن تنتشر، ولا أظن أنه يمكن أن يكون هنالك خلاف حول هذا الأمر.. ولكن تكتيكياً يمكن للنظام أن يوافق على قيام الحزب، وفي هذه الحالة، لا بد أن يكون للنظام غرض، وهو قطعاً غير السماح للحزب بنشر دعوة الأستاذ.. بل، لا بد أن يكون غرضه، إذا سمح بقيام الحزب، أن يستغل هذا الحزب في العمل لتحقيق أغراضه العدوانية ضد الفكرة.. ولا يوجد أي احتمال خلاف هذا الاحتمال.. قد تقول أسماء وصحبها، أنه في حالة موافقة النظام على قيام الحزب، سيكون للنظام أجندته، ولنا نحن أجندتنا، التي سنعمل على تحقيقها!! فهل هنالك أي احتمال لتنفيذ أجندة، تقوم على المنابر الحرة وإعطاء الفكرة الفرصة للحوار الحر!؟ قطعاً هذا أمر مستحيل.. فالنظام بحكم عداوته، وسلطته وتسلطه، لن يسمح بهذا.. ففي جميع الحالات، إذا قُدِّر للنظام أن يوافق على قيام الحزب الجمهوري، فهو يفعل ذلك وفق حساباته، فإذا رأى أن قيام الحزب يخدم أغراضه، ومن بينها، الأغراض المتعلقة بمعاداة الفكرة فقد يسمح به.. ولا يوجد أي احتمال لأسماء وصحبها أن يفعلوا أي شيء في خدمة الفكرة، الشيء الوحيد الممكن هو الانسحاب. وقد يشترط النظام على أسماء شروطاً معلنة أو غير معلنة، وهذه الشروط بالضرورة ستكون ضد الأستاذ والفكرة.. وأسماء، قطعاً، لن تستطيع خداع النظام، أو الالتفاف حول قوانينه وأساليبه. فقضية إنشاء حزب جمهوري، في جميع الحالات قضية خاسرة. من شروط قيام الحزب، حسب قانون الأحزاب السياسية، أن (لا يقل عدد المؤسسين للحزب السياسي عن الخمسمائة شخص من الرجال والنساء.. وفي حالة أن الحزب يعمل على المستوى القومي يكون المؤسسين من ثلاث ولايات على الأقل..).. بالطبع ليس عند أسماء هذا العدد، ولكنها اتجهت إلى حل المشكلة بالأصدقاء.. وفي هذه الحالة، سيكون الأصدقاء أغلبية، فينبغي أن يسمى الحزب، حزب أصدقاء الجمهوريين!!. وموضوع الأصدقاء هذا، تصور الأستاذة أسماء، ولكن من حيث قانون الأحزاب (تكون عضوية الحزب مفتوحة لكل سوداني يلتزم بأهداف الحزب ومبادئه).. فكل سوداني من حقه الانتماء للحزب، لمجرد قوله أنه ملتزم بأهداف الحزب.. وهذا حق قانوني.. أعلم أن أسماء تزعم بأنها احتاطت لهذا الأمر، بطلب تزكية لمن يتقدمون، ولا أدري أطلب التزكية هذا قانوني أم لا.. ولكنه على كلٍ، بمعايير الفكرة، حيلة، ترفضها الفكرة، والأستاذ يقول: (ما بنحتال لأمرنا هذا بأي حيلة..) ولكن، كل موضوع أسماء، هل فيه شيء غير الحيل؟ الغريب جداً، أن الأستاذة أسماء، قبل حوالي العام فقط، كانت رافضة لموضوع الحزب هذا.. فقد تمت مناقشة هذا الأمر، وذكرت أنها مكتفية بالمركز!! فما الذى جدَّ!؟ هل فشلت تجربة المركز، ولذلك رجعت إلى موضوع الحزب الذي كانت تعارضه!؟ وإذا فشل المركز، فموضوع الحزب أكبر وأخطر، ولا بد له من الفشل.. والوضع الطبيعي أن يُستفاد من التجربة، ولا يتم تكرارها.. ولكن رغبة الزعامة عند أسماء، مستولية، بالصورة التي لا تترك في عقلها مساحة لغيرها، ولا حتى لتدبر الأمر بروية" إنتهى الإقتباس من الصالون وقد مارس المركز نشاطه، ومن ضمن هذا النشاط الدعوة للفكرة، من خلال المحاضرات والندوات، وطباعة كتب الأستاذ محمود!! وفي أقوال د.القراي أعلاه، هو يشترط للتمويل الأجنبي، حتى يكون مقبولاً، ألا يُستخدم في الدعوة للفكرة.. وهو يعلم تماماً أن هذا الشرط غير قائم، لأن التمويل فعلاً يستخدم للدعوة للفكرة!! وقد كشف هذا الموضوع بوضوح، الأخ عمر أبوالقاسم في أقواله التي أوردنا طرفاً منها عاليه.. فلو تعاملنا بمنطق د.القراي، يكون تمويل المركز خطئاً ولا يجوز.. فهو قد قال: "ولكن لا يجوز لهم كجمهوريين، أن يدعوا إلى فكرتهم، ثم يقبلوا تمويلاً أجنبياً".. هذا حسب منطق القراي، أما الأستاذ محمود، فالتمويل الأجنبي عنده مرفوض من حيث الدين ومن حيث السياسة، ومن حيث الوطنية!! فالأستاذ عنده "ما من شك أنو أي إنسان يتمول من الخارج، يمكن ان يكون خائن تواً!! ويمكن أن يحاسب على عمله دا!! ولا يمكن لإنسان أن يكون ولاؤه لجهتين".. والأستاذ يسميه رشوة!! راجع أقوال الأستاذ. قضيتي الأساسية، ليست هي التمويل، وإنما هي الحديث باسم الأستاذ محمود، والانتماء إلى دعوته، مع مخالفته!! هذا أمر في الدين لا مكان له.. ولكن د.النعيم لا يخالف الأستاذ فحسب، وإنما هو يناقضه، وفي جميع الأساسيات!! ومع ذلك، هو يزعم أنه تلميذ للأستاذ محمود، في أقواله وفي أمور الحياة العامة!! وجماعة البيان ـ وهم أنفسهم جماعة المركز، يؤيدون د.النعيم، ويزعمون أن ما يدعو له هو فهم للفكرة الجمهورية!! وعندما نورد لهم أقوال النعيم، ونطلب منهم أن يبينوا لنا، كيف تتفق هذه الأقوال مع الفكرة، أو مع الإسلام، أو حتى مع الأديان السماوية، بصورة عامة، لا يجيبون!! النعيم تورط فيما تورط فيه، فما بال هؤلاء!!.. كانت البداية، بإظهار الحرص على العمل العام، في نشر الفكرة.. وكانوا يعادون بقية الأخوان بسبب ما يزعمون من تخاذلهم عن العمل العام في نشر الفكرة.. تحوَّل هذا العمل إلى إنشاء مركز، قالوا عنه منظمة مجتمع مدني.. ثم جاءت محاولة قيام حزب سياسي، وهي لا زالت قائمة.. وأخيراً تمخض العمل كله، في ترك الفكرة، وتبني العلمانية، في مستوى فصل الدين عن الدولة!! والطبيعي أن يكون الحزب، المزمع قيامه حزباً علمانياً، حتى ولو زعموا له خلاف ذلك، فهم قد أعلنوا تركهم للفكرة مؤقتاً وتبني العلمانية في معنى فصل الدين عن الدولة.. فما هو الغرض من هذا الحزب!؟ حسب البيان الغرض هو قيام المنابر الحرة، والحوار للوصول للفكرة الأمثل، والتي يتفقون عليها مع الآخرين.. وهذه، قطعاً بحكم أنهم أقلية قليلة جداً، لن تكون الفكرة.. وقبل ذلك هم أساساً في بيانهم اتجهوا إلى تبني العلمانية مؤقتاً.. أضف إلى ذلك أن العمل تحت سلطة الإنقاذ لا يمكن أن يسمح لهم بنشر الفكرة.. فالأمر الواضح جداً أن الحزب المزمع قيامه لن يعمل في نشر الفكرة، ورغم ذلك أسموه "الحزب الجمهوري".. أنا شخصياً، أكاد أجزم بأنهم لا يستطيعون الحديث في أي شئ خارج الفكرة، ولذلك هم سيتحدثون عن الجانب السياسي في الفكرة في إطار علماني، منبت الصلة بأصله الديني.. مثلاً، في تقديري، سيتحدثون عن الدستور والاشتراكية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وقضية المرآة، وما شابه.. وسوف يغيِّبون عن حديثهم التأصيل الديني، الذي تقوم عليه الفكرة، ويرفضه نظام الإنقاذ.. ومع ذلك سيزعمون أنهم يعملون على نشر الفكرة، في مغالطة، لمحاججة الجمهوريين.. بمعنى آخر هم سيتبنون إزدواجية الخطاب، التي يقوم عليها عمل مرشدهم النعيم.. هل سيتحدث الحزب في منابره عن ضرورة إسقاط نظام الإنقاذ!؟ هل سيتناول القضايا التي يتحدثونها الآن عن فساد النظام، وبيوت الأشباح ... إلخ!؟ وبالطبع هنالك قضية التمويل، فهم يزعمون أن تمويل الحزب سوف يكون من الأعضاء.. والأعضاء أغلبيتهم الساحقة من غير الجمهوريين.. وفي كل الأحوال لا تستطيع العضوية أن تمول نشاط الحزب.. وطالما أنهم أصحاب سابقة في التمويل الأجنبي، فمن الطبيعي أن يواصلوا عملهم فيه، حتى لو كان نظام قيام الأحزاب يمنع ذلك!! إما أن يكون جماعة الحزب يخدعون الإنقاذ، أو الإنقاذ هو الذي يخدعهم!! وفي الحالتين: إذا كان جماعة الحزب خادعين أو مخدوعين، فإن الضرر يقع عليهم مسلم وتلميذ للأستاذ محمود: قال د.النعيم أنه كمسلم، وتلميذ للأستاذ محمود، واجبه المباشر هو الإستفادة بالدرجة القصوى والممكنة من الإمكانيات المتاحة في التمويل.. ولكن ما هو واجب الممولين وهم غير مسلمين!؟ بل هم أصحاب خصومة مع الإسلام فلماذا يمولون بحوث في نشر الإسلام، وبسخاء كما يقول النعيم!؟ من المؤكد أن دافعهم، لا يمكن ان يكون الحرص على نشر الإسلام.. هذا أمر مستبعد جداً، ولا يمكن أن يكون هناك خلاف حوله.. بقى أن نفترض أنهم غافلون، ومغفلون.. فلنفترض هذا جدلاً.. ما هو الإسلام عند النعيم، الذي يدفع المانحون مثلاً، مائة ألف دولار، فقط من أجل الترويج لكتاب واحد من كتب النعيم حول هذا الإسلام!؟ هنالك حد أدنى، متفق عليه من قبل جميع المسلمين، وهو أن الإسلام دين سماوي، جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، كرسول لله، يوحى إليه بواسطة الملك جبريل.. والقرآن ـ كتاب الإسلام ـ هو كلام الله الموحى به نصاً ومعنى إلى رسوله.. دون هذا الحد، لا يوجد إسلام.. فهل إسلام النعيم، الذي يحرص على التمويل من أجله، يتوفر على هذا الحد الأدنى!؟ يقول النعيم: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان".. فإسلامه إسلام ذاتي، ومن حيث المبدأ، فعنده لا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك.. وهذا اختلاف جوهري، مع كل أصحاب الأديان السماوية.. فالدين، دائماً خطاب لأمة، وليس لأفراد.. وإسلامه هذا الذاتي، هل يستوفي الحد الأدنى، الذي ذكرناه، ويقوم على أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من الله، والقرآن كلام الله!؟ قطعاً لا!! اسمعه يقول: "كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة"!! فالدين عند النعيم "صناعة بشرية".. وهذا مبني على فلسفته في الواسطة البشرية!! الأمر المبعد هو الله!! إسلام النعيم هذا، لا علاقة له بالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة له بدعوة الأستاذ محمود لبعث الإسلام، بإحياء السنة.. بل هو في الجوهر، نقيضها.. وهذا ينطبق على جميع الأساسيات في الإسلام.. فالشريعة الإسلامية، عند النعيم، صناعة بشرية.. ولا توجد دولة في الإسلام ولا في دعوة الأستاذ محمود.. والمرجعية يجب ألا تكون دينية، وإنما يجب أن تكون "المنطق المدني".. والشريعة الإسلامية لم تكن أساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساساً له، وأي سياسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية.. ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين.. والإسلام يتكيَّف مع الظروف التي يجدها، ولا يعمل على تغييرها.. دولة المدينة دولة سياسية وليست دينية.. وأيّاً كان شكل الدولة الذي يأخذ به المسلمون من أجل خدمة تلك الأغراض الحيوية، فسيكون مفهوماً بشرياً بالضرورة، والذي بدوره سيكون علمانياً "أي مادياً بشرياً" وليس إسلامياً مقدساً.. وبالنسبة لتطور القيم الإنسانية، أقول أن القيم الإنسانية هي ما يحدده كل فرد لنفسه نسبة لتفكيره وغرضه. إلى آخر هرطقات النعيم.. المهم إسلام النعيم، هو نقيض الإسلام الذي جاء به محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو نقيض ما يدعو له الأستاذ محمود من بعث هذا الإسلام في مستوى الأصول.. ومن هذا يتضح أن أصحاب التمويل ليسوا غافلين، ولا مغفلين.. فهم يعرفون ما يريدون من تمويلهم، وإسلام النعيم يحقق لهم ما يريدون.. والنعيم ليس غافلاً، ولا مغفلاً في حدود معرفة ما يراد منه.. فهو يعرف تماماً ما يريده أصحاب التمويل، ويعمل على تحقيقه لهم، وفي بعض الحالات، بأكثر مما يطلبون!! فلم يبق إلا أن يكون الغافل والمغفل هو نحن!! أو هكذا يفترض النعيم. لقد ذهب النعيم، في ضلالاته، إلى المدى الذي ذهب إليه، ولكن ما بال هؤلاء الذين يؤيدونه، ويدافعون عن طرحه، بل ويتحالفون معه، ويقدمونه للشعب السوداني كمنقذ!؟ خالد الحاج عبدالمحمود رفاعة في 26/1/2014
|
|
|
|
|
|