|
مفاجات البشير والواقع المرير/اكرم محمد زكى
|
الروايات التى تم تداولها عما دار فى القصر الجمهورى من صراع وجدال نتجت عنه التنحيات الاخيرة لديناصورات الانقاذ متعددة وكثيرة لكن استوقفتنى احداها لاننى وجدتها اخطرها وهى التى تحكى بان البشير كان يستمع للجدال والصراخ الدائر بين على عثمان ونافع على حتى اذا وصل الصراع اوجه بدا الاثنان يحيكون المؤامرات لبعضهما البعض ثم يرسلون الرسائل والتحذيرات للرئيس بان كل منهما يشكل خطرا على الانقاذ تبعه تهديد من كليهما بانهما سينسحبان من الانقاذ اذا اختار الرئيس الطرف الاخر اى ان على عثمان خير الرئيس بينه وبين نافع بينما فعل نافع الشيء نفسه
على اثر ذلك اجتمع الرئيس البشير بالرجلين واخبرهما بالمفاجاة الكبرى الا وهى انه قرر الامتثال للمصلحة العليا للانقاذ وعليه قرر وحفاظا عليهل ان يتنحى هو على ان يبفى الرجلان فى القصر ليديرا دفة البلاد
كان اهذا القرار وقع الصاعقة على الرجلين الذان يدركان تماما ان خروج البشير يعنى ببساطة شديدة نهاية المولد والنعيم بينما تركهم الرجل الى خلوته المزعومة وهو ينظر من تحت نظارته مبتسما ابتسامة طالما راها عند كبير الثعالب الذى علمهم السحر لكنه لم يذق حلاوتها كما يذوقها الان
كما توقع البشير رد عليه كلا الرجلين بعد ان تشاوروا وتفاكروا كل مع حزبه بان بقاءه هو الاولوية القصوى للانقاذ فرد عليهم البشير ان له شروط ان هم اصروا على بقاءه فوافقوا على شروطه التى كانت خروجهم جميعا من الساحة السياسية كحل عادل يرضى جميع الاطراف
يبدو ان هذه اللعبة نالت اعجاب وشغف الرئيس الذى بنى عليها مفاجاته الداوية القادمة والتى وجد فيها الاجابة والحل لجميع مشاكله واولها تجنب المحكمة الدولية وثانيها احراج المعارضة والمجتمع الدولى وثالثها كسب شعبى جارف واخرها تسويق تبرئة نفسه امام الله والشعب والتاريخ
مفاجاة الرئيس هى: يا ايها المعارضون اتفقوا على شخصية تدير البلا وانا ساتنحى واسلمها الحكم فورا!!!؟
والان نرى الاحزاب الطائفية ومعظم المعارضين بل والمفكرين والصحفيين ودول الجوار وحتى بعض صناع السياسة العالمية قد بداوا فى اطلاق رسائل وردود افعال اخشى ان تكون مقدمة للمطالبة ببقاء الرئيس البشير تحت اى اتفاق حفاظا على ما تبقى من الدولة التى لا جيش لها ولا مال ويحيط بها الطامعين والغاضبين من كل صوب فى ظل اتفاق الجميع على شيء واحد وهو : تغييب الشعب واقصاءه
اللهم الطف بنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|