|
اختطاف السودان بواسطة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ومن ورائه الماسونية العالمية (1)أحمد حموده ح
|
بسم الله الرحمن الرحيم Dr. Ahmed Hamoda H. Fadlalla ([email protected]) مقدمة: عرف الشعب السوداني بعشقه للحرية وتمسكه الفطري بالعدل وأهداب الفضيلة وذلك لطبائع أهله التي يغلب عليها الطبع الريفي واالبدوي حيث يعيش غالب أهل السودان في الأرياف والقرى والبوادي . فلا يري السوداني الأصيل له فضلاً على انسان آخر من خلق الله ولا يري لأي مخلوق فضل عليه مهما علا شأنه. ولذلك يبغض السودانيون الجور والظلم والاستبداد. فلا غرو ان كان للسودانيين قصب السبق في مناهضه نظم الحكم الاستبدادية ابتداءاً بمناهضة المستعمر التركي, حين قامت الثورة المهدية بقيادة الزعيم الروحي الإمام محمد أحمد المهدي . ثم مناهضة الحكم الانجليزى-المصري حتى نال السودان استقلاله وقامت دولة السودان الحديث في منتصف القرن الماضي. ثم كانت ثورة أكتوبر عام 1964 بعد ثمان سنوات على بداية الحكم الوطني حين استبد العسكر بالحكم وظلموا وعطلوا القانون واشعلوا الحرب في جنوب البلاد . ثم كانت ثورة رمضان عام 1985 ضد حكم العسكر الاستبدادي الثاني بقيادة الجنرال جعفر النميري . تمكن السودانيون في كل هذه الملاحم الثورية من ان يقتصوا من الحكام الظالمين ويثأروا لكرامتهم وحريتهم التي اراد المستبدون اهدارها واهانتها . ومنذ ان انتهب الاسلاميون حكم البلاد على إثر انقلاب عسكرى دبرته الجبهة الاسلامية القومية بتواطؤ مع المؤسسة العسكرية – ومن ورائهما التنظيم العالمي للأخوان المسلمين في العام 198 - والشعب السوداني ما فتئء يثور الثورة تلو الثورة لأزاحة الحكم الذي بغضوه أيما بغض بسبب الجور والظلم والاستبداد الذي أذاق الشعب السوداني ما لم يذقه شعب آخر علي يد جلاوذة طغاة العالم وجلادي الشعوب في التاريخ الحديث . يستطيع المرء ان يرصد ويذكر عشرات الثورات والهبات والانتفاضات والاحتجاجات من مختلف فئات الشعب : الشباب والمثقفون والمرأة والعمال والطلاب والجيش والحركات المسلحة في طول البلاد وعرضها لإزاحة هذا الكابوس الذي جثم على صدر الأمة لربع قرن من الزمان قعد بها الي الدرك الأسفل في ذيل الأمم . إلا ان الثورات السودانية في الماضي نجحت في ازاحة النظم الاستبدادية لأن المعركة كانت محصوراة بين ارادة الأمة التي قهرت الحاكم المتسلط المستبد , إذ كانت المعركة معلومة الحدود بين الحاكم الظالم والشعب الذي ثار لرد كرامته واسترداد حريته. معركة السودانيون اليوم مع النظام الجاثم منذ ربع قرن من الزمان تختلف كماً ونوعاً عن الثورات السابقة التي انتصرت فيها ارادة الشعب على الحاكم الظالم . المعركة اليوم هي معركة بين الشعب السوداني والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين ممثلاً في حكومة الخرطوم القائمة الآن , ما جعل المعركة غير متكافئة تماماً , يقف فيها الشعب السوداني وحيداً في مواجهة أحد أعتى وأخطر التنظيمات السرية في العالم . من دواعي القلق الكبير وحظ السودان العاثر ان هذا التنظيم بكل ما لديه من امكانات ظل يعمل بنشاط ودهاء على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية أفقر فيها الشعب السوداني ######ر فيها امكانات السودان الهائلة لخدمة غاياته وإحكام خططه الجهنمية بعيدة المدى للانقضاض على الشعوب وترويعهم ونسف امنهم في كل المنطقة . لكنه أيضاً من دواعي السرور أن بعض دول المنطقة نجت بأعجوبة من هذا الداء , أو لعلها برأت منه باكراً قبل أن يستفحل ليكون عضالاً . هذا يفسر لماذا لم تنجح ثورات السودان ضد نظام لاستبداد الحالي كما نجحت في السابق لان معركة السودانيين اليوم هي معركة غير متكافئة بين الشعب ونظام حكم يقف وراءه التنظيم العالمي للأخوان المسلمين بكل عتوه وعتاده وبطشه وجبروته كأحد أخطر التنظيمات السرية , ذو ارتباطات وثيقة بالهيئات الماسونية السرية وأجهزة الاستخبارات العالمية ذات المصالح المشبوهة في المنطقة. فلينتبه القائمون على الأمر في المنطقة لهذه الحقيقة . حقيقة التنظيم العالمي للأخوان المسلمسن وارتباطاته بالماسونية والصهيونية العالمية: تنظيم الأخوان المسلمين هو تنظيم سري , وكغيره من التنظيمات السرية العالمية , يحتفظ باسرار لا يعلمها إلا القلة في هرم القيادة , كالمرشد ومعاونوه الأقربون . تشمل هذه الأسرار - على سبيل المثال لا الحصر - طبيعة التنظيم وأهدافه ووسائل عمله وارتباطاته بالجماعات والهيئات السرية الأخرى . في هذا الجزأ من المقال نحاول القاء الضوء على بعض هذه الجوانب السرية في التنظيم بالاعتماد على بعض الكتب والدراسات والكتابات , بعضها لأعضاء كانوا نافذين في الجماعة ثم تركوها بعدما تكشفت لهم الحقائق , وبعضها كتابات لأناس كانوا نافذين في أجهزة الاستخبارات الغربية كتبوا من مذكراتهم ما كانوا جزاً منه وشهوداً عليه في صناعة التنظيم وصياغة أهدافه بعيدة المدى . ثم نتتبع بعض أنشطة الجماعة وأفعالها في المنطقة لبيان الشواهد وتعضيد الحجة في حقيقة ان التنظيم هو صنيعة استخباراتية ذو صلات وطيدة بالصهيونية والماسونبة العالمية وبذلك فهو تنظيم ذو خطر داهم على دول وشعوب المنطقة . ونسبة لاتساع الموضوع وتشعبه وضيق المساحة لاستيفائه في مقال واحد , فسوف نخصص له مقالاً آخر إن شاء الله . نشير هنا اشارات عامة واقتباسات مفتاحية من مصدرين مع ذكرهما لمن يريد الاستزادة . المصدر الأول: شهادة ثروت الخرباوي القيادي السابق وكشف ارتباطات الجماعة بالماسونية العالمية : يقول الخرباوي : "انكببت في فترة من حياتي على القراءة عن الماسونية , وكان مما قرأته أن الأفراد العاديين للماسون لا يعرفون الأسرار العظمى لتنظيمهم العالمي , تلك الأسرار تكون مخفية إلا على الذين يؤتمنون على الحفاظ على سريتها و تكون هي الهيكل الذي يحفظ كيان الماسونية . وعند بحثي في الماسونية استلفت نظري ان التنظيم الماسوني يشبه من حيث البناء التنظيمي جماعة الأخوان , حتى درجات الانتماء للجماعة وطريقة البيعة واسلوبها وعباراتها وجدتها واحدة في التنظيمين !. (صحيفة حريات الالكترونية : 14/1/2014) . يضيف الخرباوي انه وجد في أحد كتب الشيخ محمد الغزالي "ملامح الحق" أن المرشد الثاني حسن الهضيبي كان ماسونياً . ثم "وقعت تحت يدي مقالات كان سيد قطب قد كتبها في جريدة "التاج المصري" ... عرفت أن هذه الجريدة كانت لسان المحفل الماسوني المصري وكانت لا تسمح لأحد أن يكتب فيها من خارج جمعية الماسون . .. الشيخ الغزالي يقول في كتابه ان سيد قطب انحرف بالجماعة وانه قد تم دسه في الجماعة بعد أن عاد من أمريكا مباشرة ... استقدموا في ذات الوقت حسن الهضيبي الماسوني والذي كان غريباً على الجماعة ليتولى قيادتها , وأن "أصابع" هيئات سرية عالمية اخترقت الأخوان المسلمين بحسن الهضيبي وسيد قطب . ... هل قال التاريخ أن حسن الهضيبي وحده هو الذي كان ماسونياً ؟ أو أن سيد قطب ارتبط معهم بصلات وكتب في صحفهم مقالاً بعنوان "ولدت لأكون ماسونياً"؟ لأ . مصطفى السباعي الذي كان مراقب الأخوان في سوريا كان ماسونياً هو الآخر " (المصدر السابق) . يقول الخرباوي في مقام آخريصف تطابق طريقة البيعة في كلا التنظيمين السريين في كتايه "سر المعبد": "فالبيعة لم تكن أبداً محل خلاف بين الأخوان في كل مراحل وجودهم , فهي فكرة وضعها حسن البنا مؤسس الجماعة كبيعة مطلقة تتجاوز حاكم البلاد لمرشد الجماعة وتكون مطلقة بالطاعة العمياء " . ثم يمضي ليقول : "فمن يبايع يدخل في غرفة مظلمة ويجلس على الأرض في مكان فيه منضدة صغيرة أو طبلية , وعلى الطبلية مصحف ومسدس , كرمزان للدين والقوة وتحتهما كلمة "وأعدوا" ... وهي كلمة يجب أن نتساءل بأنه أعدت لمن؟؟؟ خاصة وأن الدعوة الاخوانية كانت تستهدف المسلمين!! (ثروت الخرباوي : هكذا يبايعون المرشد : ندوة المزماة 25/2/2013. جامعة زايد , أبو ظبي). ويشير الخرباوي للتطابق التام في أسلوب البيعة بين تنظيم الأخوان المسلمين والأخوان الماسونيين . يقول : "وقع تحت يدي كتاب اسمه "الأسطورة الماسونية" لكاتب أمريكي اسمه "جي كيني" ... يقول الماسوني جي كيني عندما ذهب يبايع ويلتحق بالمحفل الماسوني : (عندما حضرت اليهم وضعوني في غرفة تحضير ... ومن ثم أعطوني عصبة للعينين , ويتم اجراء الالتزام أو "القسم" عند مذبح في منتصف غرفة المحفل ,ببساطة مجرد طاولة موضوع عليها الانجيل , و أي كتاب مقدس آخر يؤمن به الشخص , وبعد طقس الدخول "القسم" وهوينطبق علي جميع درجات الماسونية , يلقي عليك رئيس المحفل محاضرة ... ) . (صحيفة الراكوبة : المصدر). يتساءل الخرباوي عن هذا التطابق المذهل : هكذا بلا ترتيب وبتصاريف الله يكون الشكل واحداً , وكأنهما توأم افترقا منذ الولادة واجتمعا الآن , أحدهما في أمريكا والآخر في مصر؟؟!! المصدر الثاني: شهادة روبرت درايفوس جنرال الاستخبارات الامريكية المتقاعد وكشف ارتباطات الجماعة بالماسونية العالمية: في كتابه "لعبة الشيطان : كيف ساعدت الولايات المتحده فى فك عقال الاسلام المتطرف هذااستعراض لكتاب "لعبة الشيطان : كيف ساعدت الولايات المتحده فى فك عقال الاسلام المتطرف “Devil’s Game: How the United States Helped Unleash Fundamentalist Islam.” لكاتبه روبرت درايفس , الجنرال المتقاعد فى وكالة الاستخبارات الأمريكيهCIA الذي عمل لفترات طويلة فى الشرق الاوسط , صدر عام 2005. ما نقوم به هنا هو ترجمة نصية لورقة الصحفى الامريكى جيفرى ستانبرج التى تمثل استعراضاً جيداً لهذا المرجع الهام لفهم طبيعة أدوار الحركات الاسلامية فى المنطقة وعلاقاتها بأجهزة الاستخبارات الغربية . (هذه الورقة ترجمها الكاتب , ونشرت في صحيفة حريات الالكترونية). ان وصفات درايفس المعقولة لكبح تقدم اليمين الاسلامى هى مفيدة بلا شك لكن القوة الحقيقة لكتاب "لعبة الشيطان" هو التوثيق الدقيق للتاريخ الذى يوثق لدعم بريطانيا لحركة الاخوان المسلمين , واستجابات الولايات المتحده البلهاء لها , ما يجر العالم بالضبط الى حافة صدام الحضارات "Clash of Civilizations" فى حرب لا نهاية لها طال ما سعت اليها لندن , والتى عادة ما عارضتها الولايات المتحده . حكم بريطانيا الامبريالى Britain’s Imperial Synarchy : على الرغم من أن حركة الاخوان المسلمين بدأت اولاً فى مصر 1928 الا أن جذور دعم بريطانيا للمحافل الماسونية السرية يرجع الى ما وراء ذلك التاريخ بجيلين . تحديدا للربع الاخير من القرن التاسع عشر , فى ذلك الوقت دعمت الاستخبارات البريطانية عمل شخص شيعى مولود فى بلاد فارس يسمى جمال الدين , عرف فيما بعد بجمال الدين الافغانى (1897-1838) . ولكونه ماسونى بريطانى (وفرنسى) وملحد موثوق , قضى الافغانى كل شبابه كعميل للاستخبارات البريطانية يقود التمرد الاسلامى حيثما اتفق ذلك مع الاهداف الامبريالية لبريطانيا . ففى وقفات فى حياته العملية المثيرة عمل كوزير للحربية ورئيس للوزراء فى ايران قبل أن يقوم بانقلاب على اسياده . كان الافغانى مؤسساً لحركة شباب مصر , والتى كانت شبكة من خبراء تضم الجبهات اليعقوبية البريطانية (الماسونية) حول العالم التى شنت الحرب على اعداء بريطانيا الامبرياليين فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر . فى السودان وفى اعقاب الثورة الوطنية التى قادها المهدى وقتل اللورد غردون الحاكم البريطانى , نظم الافغانى ثورة مضادة (اسلامية) لدعم استعادة السيطرة الاستعمارية البريطانية على السودان . وفى ابهى سمات التقليد البندقى Venetian (نسبة الى مدينة البندقية) طور الافغانى فلسفة او مقولة "الاقتصاد فى الحقيقة" Economy of truth اى الحقيقة كأداة للخداع الامبريالى . فقد اتخذ لنفسه اسم الافغانى لاخفاء مولده الفارسى/ الايرانى وجذوره الاسلامية الشيعية حتى يتسنى له خدمة اولياء نعمته البريطانيين على نحو افضل فى المناطق التى يعمل فيها وهى فى الغالب سنية . كما كان يشكك في المنفعة الاجتماعية للدين The social utility of religion . كان يقف خلف الافغانى احد قادة المستشرقين البريطانيين , ادوارد قرانفيل Edward Granville Brown ومتى ما نفذت منه النقود , كان الافغانى ييمم دؤوباً كالنحلة شطر لندن , حيث كان دائما ما يُسعف بالتمويل , دار للطباعة وتسهيلات احرى . كان احد حوارييى الافغانى البارزين ورفيقه فى العمالة للاستخبارات البريطانية هو محمد عبده (1849-1905) . عبده المولود فى مصر أسس جماعة السلفية تحت رعاية القنصل البريطانى فى مصر , ايفلين بارنج (اللورد كرومر) . فى عقد سنوات 1870 أسس الافغانى ومحمد عبده حركة شباب مصر التى قاتلت الوطنيين المصريين العلمانيين . وفى منتصف 1880 انتقل الرجلان الى باريس حيث أسسا مجلة تحت رعاية المحافل الماسونية البريطانية والفرنسية سميت “بالعروة الوثقىBond “Indissoluble .كانت هناك بعض الحكايات المتداولة عن السنوات الثلاث التى قضاها الافغانى وعبده فى باريس , تشير الى أنهما كانا على اتصال مباشر مع قداسة البابا St. Yues d’Alveydre الرجل المؤسس "لحركة أثرياء العالم Synarchist "ومن باريس قفل الثنائى راجعين الى لندن . فى عام 1899 بعد سنتين على وفاة الافغانى , نصب اللورد كرومر محمد عبده ليصبح مفتى عام مصر . وفى المقابل أتى محمد عبده بمحمد راشد رضا (1935-1865) وهو رجل سورى هاجر الى مصر ليصير اقرب حواريى محمد عبده . أسس رضا المنظمة التى سوف تكون فيما بعد هى النواة لحركة الاخوان المسلمين :" جمعية الدعوة والارشاد." اصدرت تلك المنظمة الماسونية مجلة باسم "المشكاة" The Lighthouse" التى قدمت الدعم الاسلامى اللازم للحكم الاستعمارى البريطانى فى مصر وذلك بالهجوم على الوطنيين المصريين ووصفهم "بالملحدين والكفرة". فى القاهرة وتحت رعاية بريطانية افتتح رضا معهد الدعوة الاسلامية "الدعوة والارشاد" الذى أتى بالاسلاميين من كل انحاء العالم الاسلامى لتدريبهم على فنون الدعاية والاثارة السياسية Political Agitation . أسس رضا وآخرين من انصار محمد عبده حزب الشعب The People Party والذى كان يبث الدعاية لصالح الحكم الاستعمارى البريطانى . احد خريجى معهد الدعوة والارشاد وهو ايضاً شخصية محورية فى حزب الشعب هو حسن البنا (1949-1906) تسنى للبنا أن يؤسس جماعة الاخوان المسلمين فى 1928 . جماعة الاخوان المسلمين فى الاصل وبلا مواربة هي عبارة عن جبهة للاستخبارات البريطانية . فقد كان المسجد فى الاسماعيلية بمصر والذى كان اول مقر لرئاسة الاخوان المسلمين بنى بواسطة شركة قنال السويس (البريطانية) بالقرب من قاعدة عسكرية بريطانية ابان الحرب العالمية الاولى . وابان الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان المسلمون كفرع اصيل من المؤسسة العسكرية البريطانية . وفى عام 1942 خلق الاخوان المسلمون "الجهاز السرى" وهو عبارة عن تنظيم يضم ميليشيات مسلحة تعمل تحت الارض متخصصة فى الاغتيالات والتجسس . أحد مهندسى اللعبة البريطانية الكبرى فى تحريك الاسلاميين كالدمى ضد الشيوعيين فى الشرق الادنى كان هو د. بيرنارد لويس Bernard Lewis عميل الاستخبارات البريطانية التابع لشعبة العالم العربى ايام الحرب , والذى صاغ فيما بعد عبارة "صدام الحضارات" . يوثق درايفس لمقال هام كتبه لويس عام 1953 بعنوان "الشيوعية والاسلام" والذى عبر فيه عن قناعته في تبنى استراتيجية لدعم الانظمة والحركات الاسلامية اليمينية كسلاح لسد منافذ الاتحاد السوفيتى فى الشرق الادنى . خطة لويس تبناها الأخوان ديولز The Dulles Brothers وهما وزير الخارجية جون فوستر ومدير السى اي ايه CIA آلن , على الرغم من التحفظات التى ابداها الرئيس آيزنهاور وبعض كبار المختصين بشؤون الشرق الاوسط من رجال الـCIA مثل مايلز كويلاند الذى كان اول حلقات الوصل بين الـCIA وجمال عبد الناصر . فى العام 1953 , بعد ظهور مقال لويس بقليل , نظم الاخوان دويلز لقاءاً فى البيت الابيض بين الرئيس وسعيد رمضان . كان رمضان فى وضع مريح , حيث جاء الى الولايات المتحده لحضور مؤتمر حول الاسلام فى جامعة برنستون . كان كثير من المشاركين فى المؤتمر هم من المسؤولين التابعين لجماعة الاخوان المسلمين من جميع مناطق العالم العربى . على الرغم من موقف الولايات المتحدة المتردد والمتناقض حيال عبد الناصر , لم يكن ثمة شك عند رئيس وزراء بريطانيا انتونى ادن بأن الرئيس المصرى يمثل تهديداً ويجب ابعاده . وبحلول عام 1954 قام جورج يونج وهو من كبار ضباط الاستخبارات البريطانية MI6 الموجود فى مصر , بتنفيذ الأوامر التي صدرت اليه من ادن باغتيال عبد الناصر . حسب تقارير MI6 , لجأ يونج سرياً للاستعانة بجماعة الاخوان المسلمين للقيام بالمهمة . وبمنتصف ذلك العام , نشبت حرب واسعة النطاق بين عبد الناصر وجماعة الاخوان المسلمين , قُتل فيها آلاف وفى النهاية اجبر الاخوان على الهرب كلاجئين الى السعودية والاردن ودول عربية آخرى تابعة للمعسكر البريطانى او المعسكر الانجلو-امريكى . تبنَى الولايات المتحده للعبة "الاسلام" البريطانية وصفها ضابط استخبارات الـCIA المتقاعد روبرت باير فى كتابه الذى ظهر اخيراً بعنوان مضاجعة الشيطان "Sleeping with the Devil" . نجد فى جعبة هذه السياسة هذا السر الخبيث فى واشنطن: " البيت الابيض ينظر للأخوان بانهم حليف اخرس , سلاح سرى ضد (ماذا؟) الشيوعية؟" . هذان المصدران يوثقان بما لا يدع مجالاً للشك في حقيقة أن التنظيم العالمي لجماعة الأخوان المسلمين هو صنيعة الاستخبارات الغربية قصد به صانعوه ضرب الحركة الوطنية الناهضة وإيقاف عجلة التقدم وإجهاض مشروع الدولة الوطبية في المنطقة العربية والاسلامية . فالخرباوي كان أحد اعضاء التنظيم المؤمنين به عرف أسراره وخباياه , قادته وطنيته وبصيرته المتفتحه للبحث في حقيقة التنظيم وأسراره – تلك الحقيقة والأسرار التي كانت ولا تزال مغيَبة عن عامة جموع الأخوان , يعلمها فقط المرشد وخاصته المقربون . روبرت درايفوس يمثل أحد جنرالات الاستخبارات الامريكية المتقاعدين , عمل في الشرق الأوسط لفترات طويلة ضمن ممن كانوا شهوداً على غرس بذرة الجماعة على أيدي استخباراتهم يعرفون خباياها وخفاياها والأهداف الامبريالية وراء تعهدها بالرعاية الكاملة حتي يومنا هذا . نعرض في الجزء الثاني من هذا المقال كيف امتدت يد الجماعة , ومن ورائها الصهيونية والماسونية العالمية الى السودان , حيث تم اختطافه على مدى ربع قرن من الزمان , عمل فيها ما هو مرسوم له بالضبط من قبل صانعيه : تحديداً ضرب الحركة الوطنية , تعطيل النمو وكبح تطور البلاد , حتى إجهاض مشروع الدولة الوطنية في السودان , وهو ما نراه ماثلاً أمامنا اليوم . د. أحمد حموده حامد [email protected] الاثنين 19 ربيع أول 1435ه الموافق 20 يناير 2014م
|
|
|
|
|
|