عادل الباز في خدمة "التمكين": موسى هلال وحوار الطرشان/ شوقي إبراهيم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 08:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2014, 05:48 AM

شوقي إبراهيم عثمان
<aشوقي إبراهيم عثمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 56

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادل الباز في خدمة "التمكين": موسى هلال وحوار الطرشان/ شوقي إبراهيم عثمان

    عادل الباز في خدمة "التمكين": موسى هلال وحوار الطرشان

    لا شك أن رحلة الصحفي المخضرم عادل الباز طويلة وشاقة مع مشوار الصحافة، ولا شك إنه صاحب عقلية إسلامية مستقلة نسبيا، وضد الفساد، ولكن مع الأسف انتهت به الرحلة الشاقة بأن يعتلي قمة صحيفة أصبحت حكومية وهي الرأي العام بعد أن أنسحب منها أصحابها الأصليين آل العتباني، وبعد أن أخذوا حقوقهم المالية!! ما لا يدركه القراء الكرام أن المؤتمر الوطني (الدكتور حسن الترابي – بتعبير آخر أدق) أبتلع صحيفة الرأي العام وهضمها في دائرة التمكين. بل أسوأ ما في الأمر أن صحيفة الرأي العام انتهت لكي تصبح "عشا" لمنسوبي إدارة الإعلام بجهاز الأمن، يُركِّب الواحد منهم ماكينة صحفي حصل عليها من مؤسسة العبيد مروح وعلي شمو!! وهؤلاء "الصحفيون الأمنجية" أصبحوا يمتطون الصحف تخفيفا للعبء المالي وضعف الميزانية التي ربما يعاني من وطأتها جهاز الأمن نفسه، وليس بهدف الرقابة فقط على ما تكتبه الصحف أو أن يذبحنا "الإعلامي الأمنجي" بثقافته السطحية والرديئة.

    بعد هذه المقدمة الضرورية ندخل في صلب الموضوع، ونقول للأستاذ عادل الباز نحن أحرص له وأشفق من أن يمارس أسلوب الطرشان في قضية الأستاذ موسى هلال. كتب الأستاذ عادل الباز في موسى هلال:

    (يقول السيد موسى هلال في الحوار أن مجلسه به شق عسكري ويعلل ذلك بأن أي جسم سياسي ليست له قوة على الأرض لا يأبه –يؤبه - له. يعني ذلك أن السيد هلال ذهب إلى دارفور لتأسيس مليشيا تعمل كأداة ضغط سياسي لكي يتم التفاوض معه حول نقاطه الثماني أو كما قال، له خيارات أخرى. الآن بهذا الحديث ليس أمام الدولة خيارات، فالتفاوض معه وربما قبول شروطه أو أن تواجه خياراته الأخرى التي هي ليس سوى الحرب!!).

    ويتم الأستاذ عادل الباز جميله بنصيحة الأستاذ موسى هلال قائلا: (ويعلم السيد موسى ومن تجاربه الخاصة جدا أن الحرب لا تعالج الأخطاء ولا تنقذ البلاد، بل تعقد أزمتها وتعمقها...الخ).

    صراحة هذه النصيحة الغالية والصادقة من الأستاذ عادل الباز لموسى هلال كان يجب أن يوجهها للدكتور حسن الترابي ووكيله رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الوطني عمر البشير.

    نذكر الأستاذ عادل الباز أن العديد من المراقبين والحادبين على السودان قد لاحظوا منذ التسعينيات أن دولة حسن الدكتور الترابي لا تجلس ولا تناقش ولا تتفاوض إلا مع حملة السلاح، وهذه النقطة يعرفها الأستاذ عادل الباز تماما. أما كافة القوى المدنية (ولا نقٌصد فقط الأحزاب التقليدية!) التي تسمى مجملا بالشعب السوداني، فالشعب السوداني مغيب تماما ولا يسوى لدى الدكتور حسن الترابي شروى نقير!!

    تحقير شعب، وعزله وإلغاء إرادته بمكر - هذه النقطة لم يدرسها السودانيون بشكل أعمق ولم يدركوا مغزاها السياسي والتكتيكي وأثرها السلبي على المدى الطويل، وقد تكون لها أبعاد ومعاني مختلفة، ولكنها جميعا تصح في تفسير عقلية الدكتور حسن الترابي السلفية الإخوانية.

    أول القائمة صاحب كتاب "معالم في الطريق"، وهو سيد قطب، وله زبائن كثر في السودان، ولم يمر به اسلاموي "عجوز" في شبابه إلا وقد شغف بأفكار هذا الرجل الأمريكي الماسوني، المدعوم وقتها سعوديا بخفية، وقد كفر المجتمعات المسلمة التقليدية الأشعرية، بوصفها مجتمعات كفر وجاهلية!! ولقد خدع سيد قطب وأمثاله هؤلاء الشباب السذج الطيبين وقتها حين لا يستطع سيد قطب تبرير تكفيره للمسلمين، وللمجتمعات المسلمة شرعيا، فأعتمد على أعراض سلبية مثل انحطاطها الاجتماعي الذي طال أمده على يد الاستعمار التركي وبلغ أربع قرون ونصف، وأثر حقبة الاستعمار الحديث ما بعد الحرب العالمية الأولى، إذ تميزت هذه المجتمعات الشعبية بالأمية، وشرب الخمر وممارسة الرذائل.. كل هذه السلبيات لا تكفر المجتمع المسلم. مكانها علوم الاقتصاد، وعلوم الاجتماع والمجتمع الخ، وليس "شرعة بن تيمية التكفيرية"، فالذي لم يفهمه شباب الخمسينات والستينيات أن سيد قطب لعبة بريطانية ماسونية يهودية مدعومة من قبل آل سعود بخفية وهم من يتبنون دين بن تيمية التكفيري. ونحن لا نبالغ في كون سيد قطب ماسوني، أو حسن البنا أو حسن الهضيبي وهما أيضا ماسونيان، فقد قالها ليس خصومهم، بل قالها واحد منهم وهو الدكتور ثروت الخرباوي نقلا عن فطاحل الإخوان المسلمين، منهم على سبيل المثال لا الحصر الراحل محمد الغزالي وقد كتبها في كتبه، وأكدها بعضهم وهم أحياء فيهم بقية من عمر.

    فهل عقل الدكتور حسن الترابي ملوث بأفكار سيد قطب التي تحتقر الشعوب المسلمة وتصفها بالكفر والجاهلية؟

    الجواب نعم. وهي نقطة يخفيها الدكتور حسن الترابي ببراعة وكتب في "جاهلية سيد قطب" منتقدا ولكن ليس تسفيها لأفكار سيد قطب التكفيرية، وإنما منتقدا فجاجة طرح سيد قطب المباشر. فطرح سيد قطب يخلو من "الثعلبة" أي التكتكة. هل دكتور حسن الترابي قطبي؟ قطبية الدكتور حسن الترابي قد يفسرها احتقاره للشعب السوداني، وقد أثبت الترابي إن سلوكه يشي كأنه لا يوجد شعب سوداني في نظره منذ استيلائه على السلطة عام 1989م. وانظر كيف تفسر احتفاء الدكتور حسن الترابي بمن حكموا مصر قبل عام؟ محمد بديع ومحمود عزت الخ، وكيف تفسر دفاعه عن عميل المخابرات الأمريكية محمد مرسي الذي تصعد على أكتاف مصطفى مشهور في بداية الثمانينيات بأمريكا بسرعة الصاروخ؟ هل تعلم أن المجموعة التي حكمت مصر مؤخرا هي على عقيدة وأفكار سيد قطب وهم تلاميذه، ويعتبر المرشد السابق مصطفى مشهور امتدادا نوعيا وحصريا لسيد قطب وقد أنتصر مشهور على المرشد الذي سبقه عمر التلسماني، وكان يبغض القطبيين. ولم يك الإرهابي التكفيري شكري مصطفى الذي ذبح المصريين في السبعينيات ذبحا في فترة مكتب عمر التلمساني سوى إنتاج مصطفى مشهور من حلف ظهر المرشد وكان وهو الداعم له؟

    إحدى الأسباب الأخرى التي تجعل من الدكتور حسن الترابي يحتقر الشعب السوداني إيمانه بتكتيكات ثلاثة:

    1) الدولة، لا الدين!!
    2) الصلاة، لا العقيدة!!
    3) والرسالة، لا محمد!!

    وهو يرجو من هذه المتقابلات تفعيل سياسة التمكين ونمو دولته على أنقاض الدولة السودانية القديمة!! فهو مثلا يعض على "الدولة" بأسنانه من المنظور السياسي ولن يفكها، وواهم من يعتقد أن الدكتور حسن الترابي يترك الدولة للشعب السوداني أو للمعارضة السودانية. لا تقل لي أن عمر البشير يحكم السودان!! هذه أنساها.

    ونذكر الأستاذ عادل الباز مجددا بصحة الحقيقة التاريخية المعاصرة القائمة... وهي، أن الدكتور حسن الترابي وجناحي حزبه (الوطني والشعبي).. لا يتفاوضون إلا فقط مع حملة السلاح، شاء عادل الباز أم أبى!! فعندما يلاحظ أكثر من شخص هذه الظاهرة وقد أقروا بها، فهي إذن حقيقة موضوعية، لا ذاتية!! ولكي لا نطيل، نذكر بطرفة الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، الذي ابتلع نصف بولندة أي أحتلها في الحرب العالمية الثانية، فقال له مستشاروه: قد تغضب بابا الفاتيكان عليك؟ (وبولندة دولة كاثوليكية بالتمام)، فقال لهم ستالين قولته الشهيرة: كم دبابة يمتلك البابا؟

    والمعنى واضح. فجوزيف ستالين لا يحترم الشق المدني لأنه لا يرى فيه خطرا ماحقا، بينما يعوِّل في ميزان حسابه الربح والخسارة على الشق العسكري. وكذلك يعوِّل الدكتور حسن الترابي ليس على الشعب السوداني أو مخاطبته فكريا واحترام إرادته، بل على العسكرة وأجهزة الأمن التي ترعب الشعب لأنه يؤمن بالقوة الباطشة.

    يطبق الدكتور الترابي فلسفة كلا من الماوردي (تـ 450هـ) والحشوي المجدف في ذات الله ابن أبي يعلي الفراء (تـ 458هـ) ومن كلاهما بشكل خاص استولد دكتور السودان كتابه "الأحكام السلطانية" للترابي!! وقلد الترابي هذين الرجلين حتى في العنوان!! ويذكر التاريخ أن بن الفراء الحنبلي المشاغب في تحديه لمعاصره الماوردي كتب كتابه أيضا بعنوان كتاب الماوردي بعد أن أفرغه من رؤية صاحبه الشافعي وحشاه بخرافات ينسبها إلى الحنابلة!! لذا يكون هنالك ثلاث كتب بعنوان: الأحكام السلطانية - للماوردي، ولإبن الفراء ثم للترابي!! من أقوال الماوردي التي تثير التأمل والتفكر قوله: "التعزير هو التأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود" الأحكام السلطانية (ص236). أين سمعت بكلمة التعزيز؟ قطعا في السعودية. ولكنها هي آلية الحكام الجبابرة حين يشرعون جنبا إلى جنب مع الله تعالى، ويوهمون الجمهور المغلوب بجهله هي لله، هي لله!!

    وننقل لك نصا من كتاب هو في غاية الأهمية ويستحق القراءة: "الإمامة الإلهية ونظام الحكم في الإسلام"، للعلامة السيد سامي البدري في رده على شبهات المدعو أحمد الكاتب. ولنرى من يفوز الترابي أم العلامة البدري في الدفاع عن أطروحته في الحكم والحاكمية؟ لو كان الترابي يعقل لترك مسألة الحكم والحاكمية لجمهور المسلمين (الشعب السوداني) لكي يحكم ويمارس إرادته.. ولكنه كتب كتابه "الأحكام السلطانية" في الظلام وليل بهيم، سجن نفسه لكي يخلو إلى "شيطانه" وخرج بكتابه الذي أسماه "الأحكام السلطانية" وأسرع به لإهدائه لأمير الدوحة!! ولنقرأ للسيد سامي البدري النص التالي وهو بعنوان:

    "الطريقة التي توصل الشخص المؤهل إلى موقع الحكم ومصدر سلطة الحاكم".

    (... يرى فقهاء أهل السنة أن الطريقة المشروعة التي توصل الإنسان إلى الحكم وتمنحه السلطة هي البيعة، والأساس في ذلك سنة النبي (صلى الله عليه وآله) مع ملاحظة أن النبي ينص القرآن على ولايته، وهناك من الفقهاء من أعطى مشروعية لما يسمى بالأمر الواقع آو الغلبة، ففي حالة اختلاف الناس وكثرة المتصدين وكون كل متصدي له جماعة بايعته على القتال يكون الحكم شرعا لمن غلب كما في حالة مروان وابنه عبد الملك وغيرهما.

    ولا خلاف عند مؤرخي الإسلام أن البيعة التي تمت في عهد الرسول وقامت دولة الرسول على أثرها كانت قد تمت من قبل سبعين شخصا وامرأتين ممثلين عن أهل المدينة وهي بيعة العقبة الثانية المشهورة، وأكد هذا التمثيل استقبال غالبية أهل المدينة للنبي عندما قدم إلى المدينة.

    ثم اختلف فقهاء السنة بعد ذلك هل تنعقد الحكومة ببيعة الواحد والاثنين والخمسة وبعهد الحاكم السابق؟

    قال الماوردي (ت: 450 هـ) في الأحكام السلطانية (2) وأبو يعلى (ت: 458 هـ) في الأحكام السلطانية (الأحكام السلطانية للشيخ أبي يعلى محمد بن الحسن الفراء الحنبلي، ص 117): تنعقد الإمامة باختيار أهل الحلّ والعقد، وبعهد الإمام من قبل. فأمّا انعقادها باختيار أهل الحلّ والعقد، فقد اختلف العلماء في عدد مَن تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتّى:

    فقالت طائفة: لا تنعقد إلاّ بجمهور أهل العقد والحلّ من كلّ بلد ليكون الرضا به عامّاً والتسليم لإمامته إجماعاً، وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر (رضي الله عنه) على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها.

    وقالت طائفة أخرى: اقلّ من تنعقد به منهم الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالاً بأمرين أحدهما: أنّ بيعة أبي بكر (رضي الله عنه) انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثمّ تابعهم الناس فيها، وهم عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجرّاح، واُسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسالم مولى أبي حذيفة (رضي الله عنه). والثاني: أنّ عمر (رضي الله عنه) جعل الشورى في ستة ليعقد لأحدهم برضا الخمسة. وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلّمين من أهل البصرة.

    وقال آخرون من أهل الكوفة: تنعقد بثلاثة يتولاّها أحدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين كما يصحّ عقد النكاح بولىّ وشاهدين.

    وقالت طائفة أخرى: تنعقد بواحد، لانّ العباس قال لعلي رضوان الله عليهما: اُمدد يدك أبايعك، فيقول الناس عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بايع ابن عمّه، فلا يختلف عليك اثنان، ولأنه حكم وحكم واحد نافذ) (الأحكام السلطانية للماوردي ص 76).

    (وأمّا انعقاد الإمامة بعهد من قبله، فهو ممّا انعقد الاجتماع على جوازه ووقع الاتّفاق على صحّته لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما، أحدهما: أنّ أبا بكر (رضي الله عنه) عهد بها إلى عمر (رضي الله عنه) فأثبت المسلمون إمامته بعهده. والثاني: أنّ عمر (رضي الله عنه) عهد بها إلى أهل الشورى... لانّ بيعة عمر (رضي الله عنه) لم تتوقّف على رضا الصحابة، ولانّ الإمام أحقّ بها) (المصدر السابق للماوردي ص 10).
    وقال إمام الحرمين الجويني (ت: 478 هـ) في باب الاختيار وصفته وذكر ما ينعقد به الإمامة من كتاب الارشاد: (إعلموا أنّه لا يشترط في عقد الإمامة الإجماع، بل تنعقد الإمامة وإن لم تجمع الاُمّة على عقدها. والدليل عليه أنّ الإمامة لمّا عقدت لأبي بكر ابتدر لإمضاء أحكام المسلمين، ولم يتأنّ لانتشار الأخبار إلى من نأى من الصحابة في الأقطار، ولم ينكر عليه منكر، ولم يحمله على التريّث حامل. فإذا لم يشترط الإجماع في عقد الإمامة، لم يثبت عدد معدود، ولا حدّ محدود، فالوجه الحكم بأنّ الإمامة تنعقد بعقد واحد من أهل الحلّ والعقد).

    وقال الإمام ابن العربي (ت: 543 هـ) في شرحه لسنن الترمزي: (لا يلزم في عقد البيعة للإمام أن تكون من جميع الأنام، بل يكفي لعقد ذلك اثنان أو واحد).

    وقال الشيخ الفقيه الإمام العلاّمة المحدّث القرطبي (ت: 671 هـ) في المسألة الثامنة في تفسير (إنِّي جاعِلٌ في الأرض خَلِيفة) البقرة / 30، من تفسير سورة البقرة: (فإن عقدها واحد من أهل الحلّ والعقد فذلك ثابت، ويلزم الغير فعله، خلافاً لبعض الناس حيث قال: لا تنعقد إلاّ بجماعة من أهل الحلّ والعقد. ودليلنا أنّ عمر (رضي الله عنه) عقد البيعة لأبي بكر ولم ينكر أحد من الصحابة ذلك، فوجب ألاّ يفتقر إلى عدد يعقدونه كسائر العقود).

    وقال الإمام أبو المعالي: (من انعقدت له الإمامة بعقد واحد فقد لزمت، ولا يجوز خلعه من غير حدث وتغيّر أمر، قال وهذا مجمع عليه). وقال في المسألة الخامسة عشرة من تفسير الآية: (إذا انعقدت الإمامة باتّفاق أهل الحلّ والعقد أو بواحد على ما تقدّم وجب على الناس كافّة مبايعته).

    وقال عضد الدين الايجي (ت: 756 هـ) في المواقف: المقصد الثالث في ما تثبت به الإمامة، ما ملخّصه: أنّها تثبت بالنصّ من الرسول، ومن الإمام السابق بالإجماع، وتثبت ببيعة أهل الحلّ والعقد خلافاً للشيعة. دليلنا ثبوت إمامة أبي بكر (رضي الله عنه) بالبيعة. وقال: إذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة، فاعلم أنّ ذلك لا يفتقر إلى الإجماع، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع، بل الواحد والاثنان من أهل الحلّ والعقد كاف، لعلمنا أنّ الصحابة مع صلابتهم في الدين اكتفوا بذلك كعقد عمر لأبي بكر وعقد عبد الرحمن بن عوف لعثمان، ولم يشترطوا اجتماع مَن في المدينة فضلاً عن إجماع الأمة. هذا ولم ينكر عليهم أحد، وعليه انطوت الأعصار إلى وقتنا هذا.

    ونقل أبو يعلى الفرّاء الحنبلي في الأحكام السلطانية، قول بعضهم: إنّها تثبت بالقهر والغلبة، ولا تفتقر إلى العقد... ومن غلب عليهم بالسيف حتّى صار خليفة وسمّي أمير المؤمنين، فلا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر أن يبيت ولا يراه إماماً برّاً كان أو فاجراً، فهو أمير المؤمنين... وقال في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم: (تكون الجمعة مع من غلب) واحتجّ بأنّ (عبد الله) ابن عمر (بن الخطاب) صلّى بأهل المدينة في زمن الحرّة، وقال: (نحن مع من غلب). انتهى هنا النقل.

    هذا هو رأي علماء السنة الأشعرية ورأي عالم الحشوية بن يعلي القراء في مسألة الحكم!! فهل يختلف الدكتور حسن الترابي عنهم، وما هو هذا الاختلاف؟ لا نعتقد أنه يختلف عنهم في شيء، فالدكتور حسن الترابي في مبدأ أمره مارس "الغلبة" بانقلاب عسكري، برره لاحقا أن بوش الأب لا يرغب في حكمهم (وللسخرية: الذي قد يرفع قمرا في السماء أو يفلق الذرة كإيران!!). ثم فورا مارس الدكتور حسن الترابي الحيلة والخداع فخدع الشعب السوداني بمقولة "الصالح العام"، ولم يكن هذا الصالح العام سوى "التمكين"، لكي يضع يده على عنق الدولة... القضاء، والجيش والشرطة والإعلام!! ثم خدع الدكتور الترابي الشعب السوداني مرة أخرى بمسرحية المفاصلة 1999م لمجابهة الخارج، سرعان ما أكتشف أن المسرحية ما زالت صالحة في الداخل كورقة يخدع بها المعارضة والشعب السوداني، فجلس في كرسي المعارضة!!

    لا شك لديّ أن الدكتور حسن الترابي يكذب بشكل دائم حين يسب العسكرة والعسكريين، وحين يتبرأ من فساد المؤتمر الوطني أي يتبرأ من زرعه وحصاده وكسبه، وحتى تلك التهمة المشهورة أن حركة العدل والمساواة تتبع المؤتمر الشعبي وأن الدكتور المغدور به خليل إبراهيم وتنظيمه صنيعة الدكتور حسن الترابي، لا نجد مفرا من القول هي إشاعة أطلقها الدكتور حسن الترابي نفسه، بل نذهب ابعد من ذلك حين نفترض أن "حزب المؤتمر الشعبي" ليس سوى "التنظيم الخاص" بلافتة حزب لا وجود له عمليا,

    فهل فهم الأستاذ عادل الباز لم أسس الأستاذ موسى هلال جناحا مسلحا كي يدعم مجموعته السياسية؟

    لأن الدكتور حسن الترابي لا يرغب أن يشاركه أحد في دولته التي أصطادها عبر الغلبة. ثم أعتذر لفعلته القذرة لكي ينال ثقة الشعب السوداني مجددا، هكذا هو بفضل خدعة الاعتذار يجلس مع المعارضة!! بينما رئيس الجمهورية عمر البشير ليس سوى سكرتير يعمل بالوكالة للدكتور حسن الترابي والتنظيم الخاص. ويكفي أن تقرأ للمستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا -التي هزت عرش الإخوان المسلمين في مصر- لكي تفهم. وحكت القصة التالية: رفض محمد مرسي أن يقسم اليمين الدستورية أما كاميرات الفضائيات المصرية والعالمية أي عبر البث الحي، فكانت أزمة مع المحكمة الدستورية!! أنتظر كافة القضاة والمستشارين في صالة جانبية، بينما "رئيس الجمهورية" في صالة أخرى لوحده يزرعها جيئة وذهابا و "يلعلع" بالموبايل ـ تقول المستشارة: قطعا.. يتحدث مع محمد بديع!! فهل كان "السكرتير" محمد مرسي يستطيع أن يتصرف مستقلا عن إرادة مكتب الإرشاد؟ وهكذا عمر البشير أيضا ليس سوى سكرتير للترابي!! هنالك العديد من الأدلة التي تشير إلى ذلك، منها حين تتأمل خطابات رئيس الجمهورية حول سورية وحول الموقف الدولي من قطر كونها راعية للإرهاب الدولي، تلاحظ أن البشير يقرأ أو يقول "رأي غيره" وليس رأيه الشخصي أو قناعته كفرد. أي يقرأ خطابا أعده له "عقل جمعي" للجماعة لا يرتقي إلى عقل فردي بصفته رئيسا لجمهورية ما كامل الصلاحية. فالعقل السليم والفطرة السليمة لدى أي فرد، كائنا من كان، يحتمان رفض المؤامرة الخليجية والغربية في ذبح شعب سورية وتمزيق الدولة السورية.

    وليس فقط الأستاذ موسى هلال، بل ربما غيره أيضا. إذ يمكن المراهنة على أية مجموعة سياسية لها أجندة وطنية ربما قد ترفع راية السلاح مستقبلا في وجه مجموعة قليلة حاكمة تخاتل وتمارس الخداع على الشعب السوداني. وليسأل الأستاذ عادل الباز نفسه لماذا يرفع مكتب الإرشاد المصري السلاح على الجميع جيشا وشعبا، وكان في الإمكان أن يعتبر مكتب الإرشاد بالمقطم إنهم خسروا جولة سياسية؟ هل يحل لتنظيم حسن البنا رفع السلاح في وجه الشعب، أي شعب، بينما لا يحل لموسى هلال أو لمناوي رفع السلاح في وجه حكومة أو دولة يرفضها الشعب السوداني؟ ولكن التيار المصري فضل الانتحار بفضل الغرور بقوة المال والسلاح والتحالف مع الأمريكي والإسرائيلي، ثم انكشاف لعبتهم في عام واحد أثناء عملية التمكين والرغبة في تدمير الدولة المصرية القديمة.

    لا يواجه اليوم الأخوان المسلمين صراعا مع حكومة، بل يواجهون الشعب المصري بكامله، وبسقوط التنظيم المصري الماسوني العتيد سقط الإسلام السياسي في الإقليم بكامله. وقد يبدر سؤال هنا: من الذي يعادي الإسلام السياسي؟ ما قاله مأمون فندي المصري الأمريكي صاحب مركز الدراسات Afendi Associates الذي يعمل في خدمة التطبيع مع إسرائيل، بصحبة عادل درويش وإبراهيم قنصوة والسيدة كوهين، قد فهمه الوصي على صحافة التمكين العبيد مروح فهما خاطئا. من يعادي الآن الإسلام السياسي الإرهابي هي الشعوب حقا وليست أمريكا!! وهذا العداء سيغدو حلفا دوليا قاطرته طهران ودمشق وموسكو وبقية دول البريكس الخ وستجر دمشق السعودية وقطر إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية.

    لم يفهم مروح أن الحكي الذي يروجه اللص إردوغان عن مؤامرة خارجية ضد حكومته هو ضرب من الضراط العثماني، فأردوغان نفسه لص كبير ويمثل الكمبرادورية التركية وحارس أمين للاستثمارات الأمريكية اليهودية في تركيا ربطا بالبترودولار المتحالف مع الامبريالية العالمية. وتركيا نفسها حفرة للفساد فكيف بالله تصير مثالا للمسلمين؟ فقصة ميدان تقسيم لا تختلف عن وضع اليد على الممتلكات العامة كما ينهب رجال الدكتور حسن الترابي الأراضي والأوقاف في الخرطوم!! والدليل على قولنا هذا أن الذي قلب الطاولة على أردوغان هو الزعيم الإسلامي فتح الله جولن وليس "العلمانيون" - وهو مصطلح سقيم يستخدمه العبيد مروح بغباء كملزمة لوظيفته الصحفية، روجت له السعودية وتنظيم الإخوان منذ ثمانين عاما مقابل لفظة "إسلامي" التي لن تجد لها أثرا في كتب تراث المسلمين!! ما لا يستطيع العبيد مروح قوله طبقا لوظيفته والتي يقبض منها معاشه أن الذي يساعد "الإسلام السياسي الإرهابي" هي واشنطون وتل أبيب والعواصم الغربية – وطبعا السعودية وقطر!! هكذا كتب روبرت فسك في الأندبيندنت أم نصدق معهد واطسون البريطاني اليهودي؟ أدخل هنا:

    http://tahrirnews.com/news/view.aspx?cdate=26122013andid=4421f...4a-b25d-c6e3a8b9f5ad

    كيف يمكن للعبيد مروح أن يفسر لقرائه عناق تنظيم الإخوان المسلمين مع عتاة السلفية الوهابية المجرمة من قاعدة ومشتقاتها في زعزعة الأمن المصري وتحويل سيناء إلى محرقة لحرق الجيش المصري لصالح إسرائيل؟ أم يرغب أن يوهمنا أنهم "جهاديون" مثل شمائل النور؟ في تقديرنا، يمكن إزالة تنظيم الأخوان المسلمين ببذل قليل من الثقافة والوعي وقطع التمويل الخارجي، بينما الأخطر هي الوهابية السلفية التي تدعمها السعودية وقطر ودول الغرب خاصة بريطانيا. قال الرئيس بشار الأسد: (إن خطر الفكر الوهابي بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب، وان الشعب السوري وبعض شعوب المنطقة باتت تعي خطورة هذا الفكر الإرهابي ويجب على الجميع المساهمة في مواجهته واستئصاله من جذوره).

    الأستاذ عادل الباز بدلا من محاربة الفكر الإرهابي السلفي، إخواني أو وهابي، لم يتكرم علينا بخبر واحد عن الاستفتاء الدستوري الذي يأخذ حقه في مصر، وقد تحولت مصر حقا إلى عرس.. فرح له كل الشرفاء!! إذا كان الأستاذ الباز يظن نفسه حرا مستقلا كرئيس تحرير، فلماذا تغاضى عن هذا الحدث المصري الكبير؟ وحين تجمع خبر استقالة رئيس مفوضية الانتخابات عبد الله أحمد عبد الله مع ما كتبه الأستاذ محمد لطيف عن خبر الصحفي شوقي عبد العظيم – وما كتبه عن مرتشي حزب الأمة مختار الأصم الذي قطعا يعدونه للجولة القادمة، نستغرب كون الأستاذ عادل الباز يستنكر على موسى هلال رفع السلاح!! وأين؟ في نفس النسخة والعدد من صحيفته، أليس هذا سلوك الطرشان؟

    هل الدكتور حسن الترابي وجناحا حزبه يعدون العدة لتزوير الانتخابات القادمة؟ اللهم نعم، هذا متوقع – مختار الأصم جاهز. فالدكتور حسن الترابي لا يحتقر الشعب السوداني فحسب، بل أيضا يحتقر ولا يؤمن بديمقراطية الصناديق التي قد تزيل قبضة يده من عنق الدولة. هل يرفع الشعب السوداني السلاح في وجه الترابي وحزبه؟ وإن لم يفعل؟ هذا هو السؤال. وليس السؤال لماذا يرفع موسى هلال السلاح.

    شوقي إبراهيم عثمان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de