|
الظعينة د. محمد احمد عثمان
|
الظعينة د. محمد احمد عثمان الظعينة هي الحركة الإسلامية المُنتهكة نحروها أم إنتحرت؟! أم نَحرها من نَحروا ثم أنتَحروا أم تناحروا أم نُحروا؟! ألا كيف التفّرُقَ يا ظعينة سيبقى الرَبعُ بعدكُمُ خَلاءاً ويسِبرُ ركبُكم سرّ الليالي قَطعَت رواحِلُكم قِفاراً ستبقى دارُ هجرتِكم مَلاذاً ويبقى الرهطُ بعدكِ يا ظعينة وأن مساكِناً أضحت قِفاراً وأن مبادِئاً يَنِعت قِطافاً يموتُ السردُ بعدك يا ظعينة نسجنا الغزلَ للأوطانِ عزماً وكنا أمةً شمخت وصالت وكنا دولةً تختالُ تِيهاً وكنا سلةَ الإنتاجِ خُبزاً وكان الشرعُ للمالِ زكاةً وكان المالُ للرحمنِ بَيعاً
كنزنا المالَ حتى فاضَ سُحتاً خُذى منا لترضِى يا ظعينة غدونا مثل أصحابِ الرقيمِ وصرنا لا نبالى بالرزاياَ رفعنا رايةً زَبداً جُفاءاً وكنا قد تنطّعنا وجُرنا وكنا حُجةً في الدينِ نَصاً وكنا للقوامَةِ نهجَ قِسطٍ وكنا من دماءِ القومِ سَلمٌ وكنا من يُجيرُ طريدَ ظُلمٍ قهرنا كل رأيٍ مستنيرٍ نحرنا من أرادوا منا عِتقاً أبحنا القتلَ حتى لا نبالي ونشربُ من دماءِ بني أبينا نُفاخِرُ بالعُروضِ وقد هَتكنا أقالَ (الشيخُ) عروتَنا فدالت وكان (الشيخُ) يهدمُ ما بَنينا يُقّولِبَ كل يومٍ فينا فِقهاً والشورى يَهدِمَ عُدواناً و مألُكّةً عبدنا المالَ والنزواتِ حتى أذلّ الحرصُ أعناقَ الرجالِ فمن كتبوا مُذكرةً بعشْرٍ وكانوا استأسدوا (بالشيخ) غدراً وكان الظنُ أن (الشيخَ) مّدٌ أرادوا عِليةً في القومِ بَأساً وظلوا رائجين لكلِ إفكٍ وكانوا في تَبرّجهم قِحاحاً وكانوا عُصبةً غَصبت وعاثت وكانوا مثلَ تيسٍ مُستعارٍ وكانوا أيقظوا فِتَناً نِياماً غَنِموا البلادَ تَوارثوها كَلالةً لَفظوا المكارِمَ لا أبا لَهُموا فيا (كَشّةً) دَكّت لِئاماً للهِ دَرّكِ في استِئصالِ شأفَتِهم وواتِرة“ تُلاحِقُ وِترَ أخرى ووازرةً زَرتَها وِزرُ أخرى أيا طُرطُبةً شَبِقت وحالت أماطَ البطشُ سوءَتَهم فبانت وأنقصَ الظلمُ من أوطانِنا طرفاً باعوا إلى الأحباشِ ماءَ وجُوهِهم ألا أوبى إلينَا يا ظعينة فإنى وإن قُطِعت شِمالى ألا عودي إلينا يا ظعينة فإن تَنابِلاً سَلِطوا علينا فطوبى يا ابنه الاقوامِ فعودى بعد بَينِكِ يا ظعينة بحد السيفِ عودى يا ظعينة ألا هُبي عواصِفَ يا ظعينة أزالَ اللهُ عثرتَنا فعُدنا و قمنا نحملُ الأشواقَ فِكراً سأُقسِمُ بالشهيدِ وكل حُرٍ فإن رحيَلكم أضحى يقينا ونربأُ أن نكون موّدِعينا وتصطلمَ المضارِبُ والحُجونا تمرُ بها رياحُ الصيفِ هونا ويبقى الوجدُ في النفسِ دَفينا قُصاةً هائمينَ وهامِدينا صارت تلوحُ ولا تَبينا باتت هشيماً ذارياتِ ودونا وتَترى قصةُ المُتشاكسينا فقاضَ الغزلَ كيدُ الناكِثينا فصرنا عارَ (إنقاذٍ) مُهينا فبات الذلُ يفجعُنا سنينا فصرنا سُبّةَ المتسولينا فصار مناجِعاً للمُترفينا فصرنا باللُعاعِ مُتاجرينا
و بات الناسُ عَوزى قاتِرينا وشدى الحبلَ منا أوثِقينا تُزاوِرُنا الشموسُ مُزّملينا لأنا بالخطايا مُنَمّطينا وبتنا بالنفاقِ مُدّججينا وصرنا للضلالِ مُرّوجينا فصرنا بالجِدالِ مُدّلِسينا فأصبحنا غُلاةً مُبلِسينا فصرنا للدماءِ سافِكينا فأسلمنا الطرائِدَ ظالِمينا وصار السجنُ مأوى للمِئينا ونادَوا بالحياةِ مُهّلِلينا بَعقدٍ أو بشرعٍ أو بدِينا شيخاً وطفلاً أو جَنينا وجنداً للفسادِ مُنافحينا وضاعَ الشرعُ منا يا ظعينة وكنا في أنامِلهِ عَجينا ويَكتِفُنا وقد تَلّ الجَبينا ويَفرِضَ الفَرمانَ تَلقِيناً و تدجِينا عكفنا للعساكرِ ساجدينا وأمسى الحرُ مِلكاً باليمينا تولَوا بالرؤوسِِ مُنكّسينا فزالوا مثل كلِ الغابرينا يحيي أنفساً ويصونَ دينا فرُدوا نحو أسفلِ سافلينا دجاجِلةً وبُهتاناً مُبينا فقصفَ التوتِ يكشفُ لايصونا تراموا الخبثَ وأنتابوا مُجونا أحلوا فُسقَ مُأتَفِكٍ لعينا عصفت بهم نحو الحضيضِ أُتونا عادوا بها نحو الوراءِ قُرونا غَمطوا اليتيمَ و اسغَبوا مِسكينا أودت بهم من مارِدٍ وقَرينا وليقصمَ اللهُ من خَسِئوا مَلاعينا يَدُكُ الحقُ زَهْقَ الواترينا بمنطقِ آفةِ المتنّطِعينا كأُنثى الدُبِ تَسفِدَ كي تَكونا وبات الناسُ منهم مُبتلونا ضاعت حلايبُ قبل فصلِ جنوبِنا بسدِ إكسومٍ يهددُ نيلَنا وفكى القيدَ منا حررينا لوصلِكِ لا أُبالى باليمينا و رُدي البؤسَ عنا مّتِعِينا و كانوا أهل سُوءٍ مُخبِتينا إنا لا نكِلُ ولا نَلينا وصُبى الكأسَ إنا ظامِئونا لتشفي صدرَ قومٍ مؤمنينا أبيدي نخمة الحِقدِ الدَفينا و عاد الركبُ مرفوعَ الجبينا دُعاةً بالنفوسِ مُجاهدينا موّدة بيننا ألا نهونا
|
|
|
|
|
|