واشنطون تعلق نشاطها القنصلي والدبلوماسي في جنوب السودان والسفيرة تغادر في حماية المارينز www.sudandailypress.net محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية اتخذت الولايات المتحدة الامريكية خطوات تحوطية لتأمين رعاياها وافراد بعثتها الدبلوماسية العاملة في جنوب السودان خلال ال 48 ساعة الاخيرة بعد ان نصحت مواطنيها الذين يحملون جنسيتها واغلبهم من اصول سودانية بالمغادرة الفورية لمدينة جوبا عاصمة الدولة الجنوبية وباقي المدن الاخري التي تشهد عمليات قتال متصاعد بين قوات الرئيس الحالي سلفاكير ميارديت ونائبه السابق الدكتور رياك مشار. وكانت السلطات الامريكية قد نصحت رعاياها في جنوب السودان باتخاذ اعلي درجات الحذر والحيطة اثناء مغادرة منازلهم في الطريق الي المكان الذي تتواجد فيه بعض الطائرات التجارية التي من المفترض ان تقلهم الي اقرب دول الجوار المتاخمة لجنوب السودان. وكانت السلطات الامريكية قد اتخذت من العاصمة واشنطون عددا من القرارات في هذا الصدد من اهمها تعليق نشاطها القنصلي والدبلوماسي في عاصمة الجنوب جوبا علي ان تكتفي بالاتصالات من علي البعد لمتابعة الموقف المتدهور هناك وكانت وكالات الانباء قد تناقلت منذ ظهر امس صور ومشاهد تظهر فيها السفيرة الامريكية في جنوب السودان وهي محاطة بافراد من قوات المارينز الذين تم ارسالهم لتأمين المرافق الامريكية وتأمين عملية اجلاء الشخصيات الهامة في البعثة الدبلوماسية الامريكية وذلك أثناء سيرها نحو طائرة خاصة هبطت في ممر خاص في مكان ما من منطقة مدينة جوبا في طريقها الي بلادها. المشهد الذي صاحب عملية الاجلاءوألتامين يعكس حجم الذعر الذي ساد الدوائر الامريكية الرسمية بسبب الموقف الأمني المتدهور في الدولة الجنوبية واتساع رقعة القتال وتدهور الموقف الامني علي الارض في ظل مجهودات تقودها دول ومنظمات دولية من بينها الولايات المتحدة من أجل التوصل الي اتفاق لوقف اطلاق النار ومشروع سلام دائم بين الاطراف الجنوبية المتقاتلة من خلال محادثات رسمية بدأت أمس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية قصدت من هذه الاجراءات التحوطية المشددة في حماية موظفيها ورعاياها وتعليق نشاطها القتصلي والدبلوماسي ان لاتترك ألامر للصدفة والاحتمالات بطريقة تكرر ماحدث للسفير الامريكي في ليبيا في العام الماضي عندما راح ضحية هجوم نفذته جماعات اسلامية متشددة علي خلفية فيلم يحتوي علي اساءة للرسول الكريم انتجته جماعة مصرية من المسيحيين المغمورين وسدد ثمنه السفير المعروف باعتدالة واحترامه للاخرين بشهادة كل من يعرفة من الليبيين. ومن المعروف ان الولايات المتحدة الامريكية من الدول التي رعت ودعمت العملية الانفصالية في جنوب السودان باجماع من ادارتها الحالية والسابقة من جمهوريين وديمقراطيين الي جانب دول وكيانات اوروبية وكنسية اخري من الذين تسرعوا في تقييم قضية جنوب السودان وأعماهم الانحياز الاعمي من التقدير السليم للموقف لقضية جنوب السودان والحرب الاهلية المستمرة منذ عقود طويلة بين الحكومات المركزية في الخرطوم وحركات المتمردين في فترات تخللتها مجهودات جادة وصادقة من بعض قوي الوسط واليسار السوداني المدعومة من اغلبية السودانيين لتحقيق السلام والحل الديمقراطي السلمي لقضية الجنوب. ومن المعروف ان نفس القضية كانت احد الاسباب الرئيسية لسقوط النظام الحكم العسكري الاول الذي قاده الفريق ابراهبم عبود 1958 – 1964 كما عجلت بسقوط نظام المشير جعفر نميري بسبب تقسيم جنوب السودان واندلاع القتال مجددا عام 1983. كما كانت قضية جنوب السودان السبب الرئيسي في قيام الجبهة القومية الاسلامية السودانية عام 1989 بقيادة زعيمها الدكتور حسن الترابي بتنفيذ انقلاب عسكري بقيادة العميد حينها عمر حسن البشير الرئيس الحالي للسودان الشمالي وهو الانقلاب الذي اتي علي خلفية الخطوات التنفيذية لاتفاق السلام الذي وقعه الزعيم السوداني المعروف محمد عثمان الميرغني والزعيم الجنوبي المتمرد حينها الدكتور جون قرنق المعروف بميوله الوحدوية وحرصة علي حل مشكلة جنوب السودان في اطار السودان الموحد ولكنه قتل في حادث تحيط به الشكوك والريب بعد سقوط طائرته في منطقة جبلية وعرة ويعتقد الكثيرون بانه قد دفع حياته ثمنا لمواقفه الوحدوية في حادث مدبر باحكام شديد ومما يدلل علي صحة هذه الفرضية التطورات التي حدثت بعد مقتله واسراع المجموعة الانفصالية الجنوبية بتقسيم البلاد بعد عملية استفتاء تمت في مناخات انفعالية. التطورات الجارية في جنوب السودان يسدد ثمنها ملايين الابرياء الذين لم يجدوا الحماية او الاهتمام من المجموعات الحاكمة بعد الانفصال وقيام دولة من قبائل متنافرة..الدول الغربية الكبري وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وكل الجهات والمنظمات التي دعمت تقسيم السودان عليها ان لاتكتفي بعبارات الرثاء والمجاملة والشجب والادانة للذي يحدث في ذلك الجزء من الدولة السودانية القومية القديمة وعليهم ان يتحملوا المسؤولية الادبية والاخلاقية عما صنعوه بايديهم وهم الذين تقوم دولهم علي تعددية قديمة تطورت عبر التاريخ الي دول وكيانات قومية فلماذا يكون السودان هو الاستثناء؟.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة