|
مع آية الجهل الحشوي شوقي إبراهيم عثمان (5) بقلم: محمد وقيع الله
|
مع آية الجهل الحشوي شوقي إبراهيم عثمان من يسبُّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فليسبُّني كما يشاء! بقلم: محمد وقيع الله (5)
مدفوعا بنزعته الطائفية المتطرفة وجهله العجيب بكل شئ يتحدث عنه تجرأ الرويفضة الرويبضة شوقي إبراهيم عثمان فزعم أن أول من أنشأ تفسيرا موضوعيا للقرآن الكريم هو محمد باقر الصدر. وذلك في عبارته التي قال فيها:" نشير إلى قضية التفسير التوحيدي، وبالأصح التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، كما حبذه صاحب المنهج الشهيد محمد باقر الصدر. والشهيد هو من أسس منهج التفسير الموضوعي (التوحيدي) للقرآن الكريم عام 1979م، بسلسلة من المحاضرات جُمعت بعد استشهاده في كتاب تحت مسمى (المدرسة القرآنية) ". وبالطبع فهذه معلومة مجافية للصواب. فمن القديم جمع العلماء الآيات التي تخص موضوعا وواحدا وفسروها معا. وهذا مما اهتم به علماء أصول الفقه القدامى فكتبوا في موضوع الأشباه والنظائر. ومنهم الإمام زين الدين بن إبراهيم بن محمد الشهير بابن نجيم الحنفي. والإمام جلال الدين السيوطي الشافعي. وتجد في تراث الفقه أكثر من كتاب يحمل عنوان (الأشباه والنظائر). اتجه فيها الفقهاء اتجاها سديدا لتفسير القرآن عن طريق السنة النبوية. فالقرآن المجيد أشد حاجة إلى السنة في تفسيره من حاجة السنة إلى القرآن في شرحها. وكلاهما وحي من الله تعالى إلا أن السنة أكثر تفصيلا والقرآن أكثر إجمالا. وفي عصور متأخرة قام بعض العلماء بتفسير آيات الأحكام على حدة. وتجد في تراث الفقه الحديث أكثر من كتاب بهذا العنوان. منها كتاب (نيل المرام في أدلة الأحكام) للعلامة اليمني الإمام محمد بن علي الشوكاني. و(نيل المرام من تفسير آيات الأحكام) للعلامة الهندي الإمام صديق حسن خان. و(تفسير آيات الأحكام) للعلامة السوري الإمام محمد بن علي الصابوني. وقد قام الفقهاء بهذا الجهود في تفسير القرآن تفسيرا موضوعيا من دون جلبة أو لفت أنظار أو ادعاء ريادة. ولم يجابهوا علماء التفسير القدامى ولا سخفوهم ولا استهزأوا بجهودهم في تفسير آي القرآن الكريم حسب المنهج التجزيئي المعروف. وذلك لأنهم كانوا علماء وفقهاء كبار بحق. وكانوا يعترفون بأن المنهج الأصح لتفسير القرآن الحكيم هو المنهج التجزيئي الذي يفسر آي القرآن الكريم آية فآية حسب ترتيب المصحف العثماني. فقد تفرقت معاني القرآن وتنجمت لحكمة سامية تكشف عن شمولية الدين الإسلامي واحتوائه على جميع قضايا الدنيا والآخرة. فبتسلسلٍ وانسجامٍ فريدٍ تتنقَّل آي القرآن الكريم من حديث عن معجزة الخلق، إلى حديث عن الاقتصاد، إلى حديث عن صفات الله تعالى، إلى حديث عن الزواج أو الطلاق، إلى حديث في تاريخ الرسل، إلى حديث عن الآخرة. وعلى هذا الترسل تتالى وتتناغم آي القرآن الحكيم. ولذلك تجد القرآن الكريم كتابا فريد النسج لا يمل مطالعه وتاليه ومتدبره من إدمان النظر فيه. وهذا ما لا يتاح لأي كتاب آخر إذ سرعان ما يدبُّ الملل من النظر إلى الكتب المرتبة ترتيبا موضوعيا. أي التي تحتوي على موضوع واحد أو موضوعات قليلة لا تتعداها إلى غيرها. وقد زعم الرويفضة شوقي أنه سيفيدنا بنموذج من كتاب الصدر عن التفسير الموضوعي فقال: " ولتقريب أفكار الشهيد، نشرح أولا لفظة (الصالحات)، ونسأل القارئ الكريم ماذا تعني (الصالحات) أي ماذا يعني (العمل الصالح). إذ لا يذكر الله تعالى (المؤمنين) وإلا قرن إلى الإيمان العمل الصالح (الذين آمنوا وعملوا الصالحات). فهل الصالحات محصورة في الصدقة للفقراء، وكأن يتكفل أحدهم بتكلفة عملية جراحية لفقير، أو إعالة يتيم الخ؟ هذا هو غالب التصور الذي قبع في أّذهاننا جميع المسلمين لقرون!! وهو تصور محدود!! بل قاصر. ولكن الشهيد الصدر فسر (العمل الصالح) تفسيرا علميا، تفسيرا عقلانيا وتاريخانيا (تاريخانيا هذه أنت لم تفهم معناها بعد أن التقطتها أو تقممتها بالأحرى من أدبيات اليساريين الذين يتحدثون عما يسمونه بنظرية موت المؤلف وانفتاح كتابه للتأويل حسب العصر التاريخي الذي يقرأ فيه. وبمعنى آخر فليس هنالك معنى محدد للنص ويمكنك أن تقرأ أي نص وتفهمه كما تشاء لا كما شاء المؤلف!)، حين فسر القوانين المحركة للتاريخ تفسيرا قرآنيا لم يسبقه إليه أحد، إذ وسع من مفهوم (عمل الصالحات)، وقرن سنن الله كيف تعمل على الكل المؤمن والكافر، المسلم والمسيحي لا فرق، ولهذا تفوق الغربيون المسيحيون على المسلمين. لقد شمل تفسيره المنهجي التوحيدي فهم سنن الله وكيفية التعامل معها، والاستفادة منها لتطوير المسلمين والإنسانية سواء على كافة الأوجه. فالإنتاج الفكري والعملي البشري والتصاعدي من اختراعات (يا للركاكة التعبيرية!) هو في سياق واحد لسنن الله وذخيرة صالحة لمعرفة الله. ويدخل في ذلك فريدريك هيجل وكارل ماركس!!". ولست على يقين من أن الصدر قد قال هذا القول أو قصد هذا المعنى الذي نسبه إليه تابعه الرويبضة شوقي. وذلك لأني قرأت هذا الكتاب قبل ثلاثين عاما ولا أذكر أن قد ورد فيه هذا القول أو قُصد به إلى هذا المعنى. وليس الكتاب معي في ظرفي الراهن ولا عندي رغبة في الرجوع إليه مجددا. ولذا سأتعامل مع هذا الكلام المنسوب إلى الصدر ببعض حذر. وأقول وبالله التوفيق إن هنالك فرق بين الأعمال الصالحات وسنن الله تعالى. ودعنا نشرح المصطلح الثاني فهو يعني الأنساق التي تقع بها أقدار الله تعالى. فمن هذه الأنساق التاريخية التي تحدث عنها القرآن الكريم أسباب كفر الملأ برسلهم، ومجموعة العوامل التي تؤدي سقوط الأمم. فهل تعد هذه من الأعمال الصالحات؟! كلا! وقد كذب الرويبضة الرويفضة شوقي ذو التخليط الشنيع الذي ليس أشنع منه إلا جهله الفظيع. وأما قوله الذي زعم أنه اشتقه من قول الصدر:" فالإنتاج الفكري والعملي البشري والتصاعدي من اختراعات هو في سياق واحد لسنن الله وذخيرة صالحة لمعرفة الله. ويدخل في ذلك فريدريك هيجل وكارل ماركس!!". فهذا يعني أن الإلحاد يعد من الأعمال الصالحات. فالمعروف عن كل من هذين الفيلسوفين أنه كان ملحدا. وأنه قد أسس فلسفته على الإلحاد. وقد كان هيجل أشد بواحا وعتوا في إلحاده من ماركس. لأنه تحدث عن إلحاده بصراحة شديدة في نصوص كثيرة من نصوصه التأسيسية بينما تعرض ماركس عرضا لمبدأ الإلحاد وإن كان قد استبطنه وأسس فلسفته عليه. فكيف يستقيم على اي أساس فكري ودعك من أساس من التفسير الموضوعي للقرآن الكريم أن يحشر هذا الملحدان العتيدان اللذان قادا البشرية إلى ارتكاب أبشع المجازر بفكرهما الجدلي الذي مجد الصراع واعتبره أداة مثلى لتطور الجنس البشري؟! وهذا الشخص الذي يعتبر أفكار هيجل الصراعية العنصرية وأفكار ماركس الصراعية الطبقية أعمالا صالحة يسيئ إلى الدكتور غازي صلاح الدين أبلغ إساءة عندما يتحدث عنه في هذا المضمار وفي هذا المسار. فقد قال الرويبضة ذو الإرجاف: " إذن الحزب الجديد الذي أسسه الدكتور غازي، وأخوته (يقصد إخوته!) الكرام، وطبقا للنظام الأساسي للحزب الجديد الذي قرأته بتمعن، بالمجموع هو عمل صالح يدخل في نطاق (عمل الصالحات)" واستنتج الرويفضة:" أن سؤال وقيع الله للدكتور غازي: هل ينسق حزب غازي صلاح الدين مع الجبهة الثورية؟ فضلا عن التأليب الضمني، يشير إلى أن صاحب السؤال لديه هوى كأن (هل المقصود بأن؟!) يظل واقع السودان السياسي الاجتماعي الممزق كما هو، آيلا نحو المزيد من التمزق، وكأن قدر السودانيين أن يحكمهم (يقصد تحكمهم!) قلة منفردة، غير موهوبة ". وإذن فقد أصدر هذا الذي تدبر موضوعات القرآن الكريم، وتعرف على سنن الله تعالى في الأنفس والآفاق، واستوعب القوانين المحركة لسير التاريخ البشري، بعد أن اطلع على الأعمال التأسيسية لكل من هيجل وماركس، حكمه في حزب غازي صلاح الدين، وقال إنه من جملة الأعمال الصالحات. وإنه حزب النهضة القريب من حزب الروافض المسمى حزب الله. وهكذا أحاط الرويفضة شوفي حزب الدكتور غازي صلاح الدين بمزيد من الشبهات.
|
|
|
|
|
|