|
علينا أن نوقف الحرب وإلا سيسلمنا نافع "لعزرائيل" بشير عبدالقادر
|
ما زلنا نصر على أن الموقف الوطني التاريخي المطلوب في هذه المرحلة التاريخية والذي يرتفع لدرجة "فرض العين" يتمثل في إيقاف الحرب والحفاظ على ما تبقى من أرواح السودانيين ودماءهم الطاهرة، وكذلك الحفاظ على إمكانيات الوطن من أن تهدر فيما لا طائل منه. وكنا قد دعونا خلال سلسلة سابقة من المقالات لإعتصام دائم في بداية شارع القصر وراء القصر الجمهوري في الخرطوم، وأقترحنا أسماء كثير من الشخصيات السودانية المعروفة للتناوب في المشاركة في ذلك الإعتصام تحت شعار أوقفوا الحرب أمثال فاطمة أحمد إبراهيم ودكتور الجزولي دفع الله وغيرهم. ومازلنا نصر على ضرورة وقف الحرب وإيصال دعوتنا تلك "للغاشي" و"الماشي" بضرورة التنادي لإيقاف الحرب وبذل كل المساعى الحميدة من أجل ذلك الهدف، بل يحب خروج كل جماهير الشعب السوداني في المدن والقرى والحضر ومشاركتها في إعتصامات سلمية وعدم فك تلك الإعتصامات حتى تضع الحرب أوزارها. وتجيء الإستمرارية في حملتنا في الدعوة للسلم لقناعتنا بأن قادة الطغمة الأنقاذية خلف الستار أو من هم في المقدمة ظاهريا الأن، لايهمهم في كثير أو قليل موت الإنسان السوداني في الحرب ونظريتهم هي من لم يمت بالحرب مات بغيرها !!! ونستدل على ذلك أولاً بقول البشيرفي 21 ديسمبر 2013م، "ان الصيف سيكون الحاسم للتمرد في جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق وسيكون العام القادم عاماً للسلام ....مشيدا بالانتصارات الكبيرة الي تحققها القوات المسلحة في كافة مسارح العمليات مشيرا الي خلو كل الجبال الشرقية بجنوب كردفان من التمرد"، أي إستمرار الحرب حتى الصيف القادم، وثانياً من توقعات البرفسور إبراهيم غندور نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون الحزبية ومساعد رئيس الجمهورية والذي يتوقع في إستراتيجية عقيمة " أن تكون جولة الحوار المقبلة مع قطاع الشمال مختلفة وأكثر إيجابية من سابقتها بفضل الانتصار الذي تحدثه القوات المسلحة على الأرض"، أي أن الأمر جولة قد تتبعها جولات وجولات !!! وهو قول لا يختلف كثيراً عن قول دكتور نافع علي نافع " أن الصيف القادم سيكون الصيف الحار لدحر حملة السلاح والقضاء على أشكال التمرد كافة بالبلاد".. بل يؤكد الإستاذ عثمان ميرغني ما سبق بقوله "أن البروفيسور غندور وللمرة العاشرة. قطع بأنه لن يفاوض الحركة الشعبية قطاع الشمال في أي قضية خارج حدود إقليمي جنوب كردفان، والنيل الأزرق". وتشدد البروفسور يعني أنه لا يهمه كم من الارواح قد تحصدها الحرب حتى تقبل الحركة الشعبية وبقية الأطراف المتحاربة بشروطه للجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول معها لإتفاق سلام !!!. ولكم تمنينا أن تجند وسائل الإعلام كل إمكانياتها المادية والبشرية وتساهم بصورة فعالة في الحملة المنادية بإعادة السلام وإيقاف الحرب، وأن يتركز عمل كل القنوات الإعلامية من إذاعة وتلفزيون وصحف على المساهمة في إشاعة ثقافة السلام وكراهية الحرب وإظهار مضارها والمآسي الإنسانية التي تترتب عليها مطلع كل يوم من "قتل وتشريد وترويع المواطنين ونهب وتدمير وحرق ممتلكاتهم". بدل عن ذلك نجد من بيدهم مثل تلك الإمكانيات الإعلامية يسخرونها لمصالحهم الشخصية "البيدو القلم ما بكتب نفسه شقي" ومنهم الصحافي حسين خوجلي الذي شغل الناس في الفترة الاخيرة بإظهار نفسه بمظهر بطولي كناقد وناقم على حكومة البشير والنظام، وهو الذي أمضى حياته وخاصة الأربعة وعشرين عام الأخيرة يتنعم ويتقلب في الخير والنعيم الدنيوي من وراء طغمة الإنقاذ لدرجة أن يتملك قناة تلفزيونية هي قناة أم درمان، ثم يأتي ليقول "لا لقينا دينا لا لقينا بلدنا لا لقينا إقتصادنا"، بل حتى أن ضمير الجمع في قوله السابق يدل على روحه الإنقاذية فمن المؤكد أنه أقرب لأن يتكلم بإسم بعض الاسلاميين الإنقاذيين الناقمين من أن يتحدث بإسم الشعب السوداني. وكبداية للتكفير عن ما أغترفه الإسلاميون الإنقاذيون في حق الشعب السوداني من مآسي، كان يمكن أن يسخر من تلك القناة منبر للدعوة للسلام وإطفاء نيران تلك الحروب التي أشعلوها وجعلوها إستراتيجية لدولتهم الإنقاذية، نجده يشغل نفسه ويلهي الشعب بإيجاد متنفس نقدي صغير لهم كنوع من تفريغ الضيق، ويتشاغل في فلسفات وتنظير عقيم أقرب لأن يكون حكاوي "الحبوبات" التي "يهدهدن" بها الأطفال لإنامتهم، من أن تكون معالجات حقيقة للوضع المتأزم الذي يعيشه ما تبقى من السودان كدولة وكوطن !!! ولكن "دمع ألحِنْ بيقيف ودمع النفع سريف". وكذلك نجد من بين أؤليك الذين يمكن أن تصل كلمتهم للحكام وقد تجد لها آذان صاغية لديهم وكذلك لدى الشعب السوداني، الوزير السابق والشيخ "البروفسور" عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي ولكنه بدلاً من أن يوظف تلك الإمكانيات التي حباه الله بها وتوفرت له ومن حوله في التنفير من الحرب وإشاعة السلام تجده يشغل نفسه بعقد الزيجات لأبناء الوزراء والمسؤولين، فيزوج أبن وزير سابق لإبنة شخصية نافذة وقيادية، ثم تراه " يدق الطبول ويحرق البخور" ويتفرغ لمدح نائب الرئيس السابق الإستاذ علي عثمان طه، وكيف أن "اختيار النائب الأول لرئيس علي عثمان محمد طه التنحي إنفاذاً لقرارات حزبه بإفساح المجال للآخرين،هو موقف أصيل" !!!. ولا يفتح الله عليه بكلمة للدعوة لوقف الحرب وكأن الأمر ليس ذا أهمية !!!، بل يذهب ليشارك في لقاءات وندوات مثل ندوة تطبيقات المرابحة ويقول "نسعى لتجاوز حالة الاختلال التي يعانيها اقتصادنا القومى حالياً" .وفي خطبة الجمعة 20 ديسمبر2013م، لا يجد ما ينتقده سوى إحتفالات راس السنة والكريسماس وما تخلفه من أطفال مجهولي الهوية، وكيف "أن وقوع هذه المسغبة - الجوع- مع المظاهر الشاذة لبعض أبناء الغنى والسعة واليسار يستفز هؤلاء - طلاب وطالبات الجامعات الاتين من الولايات- ويقودهم إلى الخطئية وإلى الحرام" !!! هل يعني ذلك أن طلاب وطالبات الولايات هم الذين يفعلون الخطئية والحرام بالخرطوم !!! ألا يعد هذا عنصرية جهوية من باب "أحشف وسؤ كيل" !!! يا شيخهم وساحرهم بحديثك الديني السلس وحكاياتك الشيقة، هل بلغك إن أبسط أضرار الحرب "إصابة طالب أساس أثناء خروجه صباحاً إلى المدرسة بشمال كردفان بدانة"، ثم ألا تعتقد بأن الدعوة لوقف الحرب والمحافظة على أرواح السودانيين هو أولى بالحديث في خطبتك عن اليوم العالمي للتضامن الاسلامي" !!!. أما الاحزاب السياسية وما تسميه الإنقاذ بالأحزاب الكبيرة كحزب الأمة أو حزب الإتحادي الديمقراطي بكل مسمياته أو ما يسميه البعض ب"أحزاب الفكة" فهي مشغولة عن الحرب الدائرة في النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان ودارفور بإقتسام ما تبقى من بقايا كعكة الحقائب الوزارية، فنجد حزب الأمة يقدم رجل ويؤخر أخرى بشأن المشاركة في الحكومة الجديدة والأمام الصادق المهدي "مشغول" ما بين تسلم جائزة قوسي للسلام في الفلبين وتقديم ميثاقه أو ميثاق أهل القبلة في المؤتمر العالمي للوسطية بتونس وكيف أن "ميثاقه يشتمل على اتفاق اقتصادي وأمني يمنع العدوان ويلتزم بحسن الجوار وفض النزاعات عبر آليات قضائية متفق عليها بجانب الالتزام الكامل بتحريم أسلحة الدمار الشامل باعتبارها لا أخلاقية" وهو يبخل بجهوده هذه أو على الاصح يفشل في تقديم ميثاق لحل النزاعات ووقف الحرب في بلده رغم أنه "رئيس مجلس الحكماء العربي لحل النزاعات" !!! وحزب الإتحادي مشغول بالسؤال هل يبدل الوزراء الدكتور أحمد بلال عثمان وإشراقة محمود ومحمد يوسف الدقير أم لا !!! وأما ما يسمى بالمعارضة أو قوى الإجماع الوطني فيكفي ما نسب إلى كمال عمر للدلالة على ضحالة فكر بعض الساسة في بلادنا في قوله "... أن أكثر المتضررين من الإطاحة - بالحكومة السابقة- الحاج آدم يوسف الذي اسر الرئيس لبعض معاونية بانه "مأسورة" كبيرة، رغم ان البشير كان متفائلا به لوضع حد للحرب الدائرة بدارفور الأ انه اثبت فشله" !!! و قوله هو ما يسمى "فشّ غبينته وبنى مدينته" لأن الحاج ادم كان نائب الرئيس وكان الرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي مكان الإستاذ كمال عمر ولكنه إنسلخ عنهم و"باع القضية" وأصبح النائب الثاني للبشير !!! وفي نفس الإطار فأننا ندعو كل من حمل السلاح أو يهم بحمل السلاح مثل الجبهة الثورية وغيرها من الحركات ببذل كل الجهود للوصول لإتفاقية توقف الحرب ومن ذلك القبول بالوسطاء و"في الصلح خير". إذن لك الله يا وطني ليس هناك من يهمه وقف الحرب ويسعى لذلك وخاصة السياسيين لأنهم فهموا أن إستمرار الحرب يعني المد في عمر الإنقاذ، إذن دعونا كمواطنين ومنظمات مجتمع مدني ونقابات وإتحادات ننجح في التنادي للسلام وإيقاف الحرب ومن ثم إجبار الأطراف المتحاربة على قبول التفاوض و تفعيله على أرض الواقع وإلا سيصدق قول صاحب لحس الكوع، والذي قيل أنه " مبدع في حرق فشفاش المعارضه"، وخاصة عندما قال "صفرنا العداد ومن بعدنا سيصفر العداد حداشر سنة ثم نسلمها لعزرائيل". [email protected]
|
|
|
|
|
|