|
اللا مبدئية السياسية في مجموعة الطيب زين العابدين! محمد وقيع الله (3)
|
اللا مبدئية السياسية في مجموعة الطيب زين العابدين! محمد وقيع الله (3) رأينا أثناء تعقبنا لإفادات البروفسور الطيب زين العابدين وتصريحاته التي جاءت في سياق إجاباته عن أسئلة المحررة اليسارية عفراء فتح الرحمن، والتي نشرتها صحيفة (الجريدة) بتاريخ الحادي عشر من هذا الشهر، أنه قد تبرأ من الدكتور غازي صلاح الدين وجمعه، ولم يكد يجد لهم فيما اقترفوه من الفعائل السياسية عذرا. ولننظر الآن كيف نظر البروفسور إلى جماعة ما يسمى بالجبهة الثورية بالعطف الكثيف الذي ما شابه إلا عتب طفيف. ثم لننظر كيف كاد البروفسور أن يجد لهذه الجماعة فيما اقترفته ولا تزال تقترفه من جرائم الإرهاب والإرعاب تبريرا وعذرا. فقد سألته المحررة المتلهفة لجرِّه باتجاه الجبهة الثورية قائلة: " هل بدأتم الاتصال بالجبهة الثورية والحركات المسلحة كجزء من الواقع الآني؟ ". وأجابها قائلا:" شوفي إنتي تفكيرك ده زي عقلية المعارضة السودانية الكل همها إسقاط النظام. وبالطبع أقوى الأطراف مقدرة على إسقاط النظام الجبهة الثورية، لكن نحن بالنسبة لينا العنف ما حبابو. وكونك تبدأ حواراتك في كيف يحكم السودان مع حاملي السلاح هذا مدعاة لتصنيفك خصوصا في عهد حكومة متسلبطة زي حقت الإنقاذ دي. لكن في وقت من الأوقات من أجل تحقيق سلام شامل لابد من إجراء حوار مع الحركات المسلحة. وبعدين إذا في زول حمل السلاح ده بيفضي الى نتيجة أنه صاحب غبينة شديدة. ونحن نعترف بأنهم مهمشون ووقعت عليهم مظالم عديدة. وإذا وجدت طريقة لتحقيق مطالبهم بغير السلاح سيفعلونها. عموما نحن في الوقت الراهن لم نصل الحركات المسلحة. وفي الوقت الراهن خلينا نبدأ بعشيرتك الأقربين ". وفي هذه الإجابة المركبة العديد من المغالطات المركبة. ودعنا نبدأ بالأخيرة لأنها أقرب وأغرب! فمن عشيرة البروفسور الأقربين جماعة المؤتمر الوطني التي عاش مع رهط من قياداتها وكوادرها وأفرادها من عمره سنين عددا. ومن عشيرته الأقربين جماعة المؤتمر الشعبي التي عاش مع رهط من قياداتها وكوادرها وأفرادها من عمره سنين عددا. ومن عشيرته الأقربين جماعة غازي صلاح الدين، أيا كان اسمها، والتي عاش مع رهط من قياداتها وكوادرها القليلة وأفرادها القليلين من عمره سنين عددا. فلماذا لا يبدأ بهؤلاء العشائر الأقربين؟! أم أن عشائره الأقربين أصبحوا في آخر دهره هم اليساريون؟! ولهذا أمسى يتقرب منهم ويتودد إليهم ونخشى أن يتغزل بهم غدا! ومن المغالطات التي احتوت عليها إجابة البروفسور زعمه أنه لا يرحب بالعنف الذي تمارسه الجبهة الثورية. وقد تلطف فسماه عنفا فقط (لأن من العنف ما هو قانوني زي عنف جماعة كرة القدم والدافوري .. فلا تثريب عليهم إذن!) وتوقف البروفسور دون أن ينعت ممارسات الجبهة الثورية على أنها إرهاب أو إجرام. ودون أن يصفها بلغة الإسلام على أنهاعمليات إفساد في الأرض وإسراف في القتل. وقد جعل البروفسور برزخا صغيرا بينه وبين أهل العنف، ليس كراهة في العنف (الذي لم يتجرأ على إدانته بلفظ قوي!)، وإنما خوفا من بطش الإنقاذ القوي! فالذي همه وأزعجه هو:" كونك تبدأ حواراتك في كيف يحكم السودان مع حاملي السلاح هذا مدعاة لتصنيفك خصوصا في عهد حكومة متسلبطة زي حقت الإنقاذ دي ". فهو يريد فقط أن يتجنب هذه التهمة الغليظة التي ألقت بمن ألصقت بهم في السجن، وعلى رأسهم السنوسي ثم الكودة! وعلى النهج الذي مرَدَ عليه البروفسور في التودد إلى اليساريين وطليعتهم العسكرية المسماة الجبهة الثورية حاول أن يجد لهم الأعذار فقال إنهم أصحاب:" غبينة شديدة. ونحن نعترف بأنهم مهمشون ووقعت عليهم مظالم عديدة ". فكأنه يبرر استخدامهم العنف بأنهم مهمشون وأنه قد وقعت عليهم مظالم عديدة. فما هي المظالم العديدة التي وقعت على الشيوعي الشمالي المتمرد ياسر عرمان وقومه مثلا؟! وما هي المظالم العديدة التي وقعت على الشيوعي الشرقي المتمرد مالك عقار وقومه مثلا؟! وما هي المظالم العديدة التي وقعت على الشيوعي الغربي المتمرد عبد العزيز الحلو وقومه مثلا؟! وعن أي قضايا ظلم يدافع هؤلاء الظلمة القتلة؟! وبالمقابل فما هي المظالم التاريخية التي لم تقع على أهل شمال السودان ووسطه ووقعت على غيرهم؟! وهنا أخشى أن اقول إن البروفسور قد سقط، وكذلك سقطت حركته، في أسر شعارات حركة التمرد الشيوعية ودعاياتها التي روجت مصطلح التهميش، حتى أصبح سائغا استخدامه بلا عناء تدبر عند أناس كثيرين كنا نحسبهم عقلاء! ومُرَكَّب آخر من مغالطة البروفسور المركَّبة ظهر في إجابته عن سؤال المحررة اليسارية الناشئة التي تستعبطه، فقال عن جماعة الجبهة الثورية:" إذا وجدت طريقة لتحقيق مطالبهم بغير السلاح سيفعلونها ". وهنا يتضح أن حسن ظن البروفسور بهؤلاء المتمردين في الجبهة الثورية الشيوعية كبير جد كبير. فبعد أن وجد لهم العذر، أو بعض العذر، أو شبه العذر، في حملهم السلاح وممارستهم الإرهاب، عاد وزاد حسن ظنه فيهم درجة أخرى، فقال إنهم سيتجهون إلى سماع صوت العقل عندما يصدر عنه! وقد استخدم البروفسور حرف السين من أجل تأكيد مزعمه. ولم يستخدم حرف احتمال وجرٍّ، لا يجرّ إلا نكرة .. وهو رُبَّ. ولم يستخدم حرفا من حروف التمنِّي والترَجِّي .. مثل ليتَ ولعلَّ! ولم يقدم دليلا مقنعا على أن تنظيم الجبهة الثورية سيصغي إلى صوت العقل، ويلغي خطة القتال، ويلقي سلاحه، ويتبع المنهج الذي تدعو إليه حركة التغيير في الحوار العقلاني السلمي.
|
|
|
|
|
|