|
أبو الجهالات العظمى الدكتور حيدر إبراهيم علي بقلم: محمد وقيع الله (11)
|
أبو الجهالات العظمى الدكتور حيدر إبراهيم علي بقلم: محمد وقيع الله (11)
استاء الدكتور حيدر إبراهيم لأني نشرت عنه مقالا من أربعة أجزاء بعنوان (دفاع الدكتور حيدر إبراهيم علي عن الإلحاد). وقال:" سادت ظاهرة المقالات التي تحمل عناوينها أسماء شخصيات يوجه لها المقال. وهذه بدعة مقتبسة من عوالم الحكّامات والهجّائين لجذب الانتباه للشخص المستهدف، وتركيز تنشين (يالركاكة!) رماة الحدق الجدد علي أهم مراكز الأذي والضرر في شخص وروح المستهدف" (يقصد في شخص المستهدف وروحه!). وفي الحقيقة فليست هذه بدعة مستحدثة، لأن كل من يكتب مقالا رَدِيَّا أو نقضيا موجها إلى كاتب أو مفكر بعينه، لابد أن يذكر اسم من يرد عليه في العنوان. فليست هذه بالبدعة إذن ولا بالظاهرة الجديدة كما زعم الدكتور وإنما هي القاعدة في الموضوع. ولست أعرف كبير شيئ عن الحكَّامات، ولا أدري إن كانت فكرة حيدر عنهن صحيحة أم لا، ولذلك لا آخذهن بها، ولا أجزم أنهن موكلات بهجاء الناس كما زعم الدكتور. وأما شعراء الهجاء فأمرهم على خلاف ما ذكر الدكتور الذي يبدو أنه يجهل كل ما يتحدث به وعنه. فقلما يذكر هؤلاء الشعراء أسماء من يهجونهم نكاية فيهم، ويكتفون بالتعريض بهم، تأففا من ذكر أسمائهم! وقد جزع الدكتور حيدر من وضعي اسمه على عنوان مقالي لأني تعمدت ربط اسمه بالإلحاد وكنتُ على حق. ولم أفعل ذلك تجنيا عليه، لأنه كان قد دافع بالفعل دفاعا مستميتا، وإن يك يائسا، عن الإلحاد. ووقف منافحا عن مقترف تلك الخيانة العظمى، في حق نفسه، وحق الإنسانية، وحق الله تعالى، الدكتور محمد أحمد محمود. فلماذا يغضب حيدر إذن إن ذكَّرته - لا عن نسيان - بصنيعه وما اقترفت يداه؟! ولأن الدكتور حيدر لا يكلف نفسه بمطالعة بحث جاد ولا مراجعته فقد طلب: أن يقوم شخص مهتم بمراجعة أرشيف المقالات الصحفية ويعدد لنا كم مرة عنون محجوب محمد صالح أو بشير محمد سعيد مقاله باسم شخص معين، ويقارن عناوينهم بعناوين كتبة عصر الانحطاط خلال شهر واحد ". ولا أدري لمَ لمْ يكلف حيدر نفسه لكي يراجع مقالاته التي خطها بقلمه ليحصي كم من مرة ذكر في عناوينها أسماء أشخاص بأعيانهم. وكم مرة شتم الناس في هذه المقالات شتائم منكرة. ومن جانبنا فقد أحصينا له عددا منها كان آخرها مقاله الذي نرد عليه الآن وعنوانه: (محمود محمد طه والمثقفون: شرف الكتابة ونبل الوفاء). وقد شتم فيه المثقفين والأكاديميين السودانيين شتائم مقذعة. ورأينا له قبل هذا مقالات ذكر في عناوينها أسماء خلق من أهل هذا الزمان، شتمهم شتائم منكرة، ومن هذه المقالات: * عبد الله على إبراهيم بين الصحفنة والأكدمة * أخلاق الصحف الصفراء: الرزيقي/ الانتباهة نموذجا * محمود عبدالعزيز ونظرية الهدر الانساني * أبيل ألير ... ونقض العهود ورأينا له مقالات أخرى ذكر في عناوينها أسماء خلق من أهل هذا الزمان، لم يشتمهم شتائم مقذعة، ولكن شتم خصومهم شتائم منكرة، ومن هذه المقالات: * التيجاني الطيب: مسؤول شيوعي وشيوعي مسؤول * توكل كرمان في عالم جديد شجاع * التجديد والمغايرة عند محمد محمد علي: في الذكري الاربعين وبعد هذا فللقارئ المحترم أن يعجب معنا لتصلب عقل هذا الكاتب غير المحترم، وتجمد وجهه، وبحثه الدائب الذي لا يهدأ عن القش في عيون الآخرين بينما عيناه ملبدتان به! ولا أدري لم اختار الدكتور حيدر اسمي الأستاذين محجوب محمد صالح وبشير محمد سعيد وحدهما من بين كتاب صحيفة (الأيام) الشمطاء الفاجرة، التي ذوَى عودها مع الأيام، وقد كانت على الأيام شجرة ذات ثمرٍ عُقام وسُمٍّ زُؤام؟! وكانت منبرا للسخرية من كل ما له صلة بالإسلام أو الفكر الإسلامي أو الدستور الإسلامي. وكان كتابها الشيوعيون أكثر الناس سبابا واشتطاطا في السباب. ولعل الدكتور يتذكر منهم صاحب اليوميات إبراهيم عبد القيوم، وصاحب الكاريكتيرات عز الدين، الذي كم فجر في الخصومة وهو يتناول خصومه السياسيين، وعلى رأسهم الإمام الهادي، ومحمد صالح عمر، ومهدي إبراهيم، رحمهم الله. وصورهم في صور استهزائية ممسخرة وطلب من أوباش الناس القبض عليهم أحياءً أو أمواتا. وكما برَّأ الدكتور حيدر صحيفة (الأيام) من داء السفاهة والسباب فإنه جرؤ أيضا على تبرئة نفسه من داء السفاهة والسباب. مع أنه هو لا يكاد يبدأ مقالا من مقالاته ولا يكاد يختم مقالا من مقالاته إلا بالسفاهة والسباب. وقد رأينا كيف بدأ مقاله هذا الذي نرد عليه بالسفاهة والسباب. ولننظر الآن كيف ختم مقاله هذا الذي نرد عليه بالسفاهة والسباب. ففي خاتمته ذكر أن كتاب الصحف السودانية أصبحوا مطالبين:" بتسليم المقال كل صباح مثال (يقصد مثل!) بائعات اللقيمات أمام المدارس قديما ". ولو كان هؤلاء الكتاب الذين يقصدهم كتابا يساريين حداثيين تنويريين مثله لما اضَّغن عليهم من سويداء فؤاده. ولكنهم لما كانوا غير يساريين فقد انفجر تيار حقده عليهم من أعماقه. وشتمهم قائلا إن كتاباتهم:" تقوم علي الإساءة، ونبش أعراض الناس، وتشويه سمعتهم ". ووصفهم بالخسة وغياب الورع. واتهمهم بالسعي لـ :" كسب المال والشهرة بغض النظر عن الوسيلة ". وقال إن الحطيئة والفرزدق كانا أشرف منهم وأقل ضررا. وقال إن الكثيرين منهم يذكِّرونه:" بسائقي التاكسي المصريين، فالواحد منهم يسب أباك وأمك بأقذع الألفاظ وهو لا يعرفك، فقط لأنك قطعت الشارع أمامه أو دفعت له ما رآه قليلا ". وليس كل سائقي التاكسي في مصر ولا أكثرهم كما زعم. فإن من الظلم أن يعمم عليهم القول بجرائر قلائل منهم. ثم وصف حيدر كتاب الصحف السودانية: بالسادية المحيِّرة والانتشاء بانتقاء عبارات السب والتقليل من قيمة الآخرين. ووصفهم بأنهم:" حفنة من المعقدين، والطواويس، والحواة المعتوهين ". ولا ندري كيف يكون الحاوي (وهو الساحر الماهر الذي يبهر الناس ويخلب ألبابهم) معتوها؟! اللهم إلا إن كان حيدر يرصف ألفاظه بدون أن يتدبر معانيها فتخونه لغته عندذاك؟! وقال إن كتاب الصحف السودانية امتهنوا تزييف الوعي واستباحة الشعب وإذلاله. ثم وصف الصحف السودانية بأنها أمست:" صحف الفضائح والسباب". وعاد فوصف الكتاب الصحفيين السودانيين بالسرقة لأنهم اختطفوا صفحات الصحف من الكتاب اليساريين الذين كانوا إلى قرب حولين انفرطا يسيطرون عليها بصورة شبه متكاملة. وقد صرف حيدر بين افتتاحه البذئ لمقاله البذئ وبين هذه الوصلة الختامية البذيئة من الردح والسباب البذئ كثيرا من السباب البذئ. ولكن يبدو أن مشكلة هذا الشخص تكمن في أنه لا يرى فيما يقوله من السباب سبابا! ويحسب أن كل ما طفح به بيانه في المقدمة والخاتمة وما بينهما إن هو إلا فيض من عفيف القول وأطهره وأشرفه وأحسنه. وكما لايرى البعير عوج عنقه .. لا يرى حيدر إبراهيم تعوج قلمه!
(وسنبقى في انتظار الجزء الثاني من مقال الدكتور حيدر لنصل القول بإذن الله تعالى وعونه في الرد على ما قد يوحي إلى حيدر شيطانه وهو شيطان مريد)
|
|
|
|
|
|