|
دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟ حيدر محمد أحمد النور
|
دمعة علي روح النبي مانديلا عليه السلام .. هل من مانديلا سوداني ؟
ما ارسل الله رسولا ، ولا بعث نبيا الا ليحارب الاستعباد .. وليعزز قيمة الحرية والعدل والسلام في الارض . معظم الانبياء واجهو نظم الفصل العنصري ، فقد واجه النبي ابراهيم ابرتايد النمرود ، وواجه موسي ابرتايد فرعون علي بني اسرائيل . الحرية والتحرير هي غاية انبياء الله ورسله كلهم جميعا جعل الشرك اعظم واكبر الجرائم علي الاطلاق ، لانها عبودية ورق طوعي لغير الله .
الحرية لاتعطي علي جرعات ، فالمرء إما أن يكون حرا أو لايكون حرا . الراحل المقيم نلسون مانديلا
في صبيحة يوم الجمعة وبعد إستيقاظ متأخر وانا افتح نافذة علي التلفاز لاسمع واري ما يدور في العالم من جديد الاخبار كعادتي ، فاذا بجميع القنوات الفضائية تكرر خبر واحد .. هو رحيل المناضل مانديلا ، و انهيال التعازي ، وكيل علي روححه سيلا من المدح والثناء من زعماء العالم ، من الرؤساء ورؤساء الحكومات واقوال بعضهم المؤثرة والمعبرة . وذلك بعد أعلان جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا رحيل الزعيم نيلسون مانديلا ، الذي اصبح أيقونة الحرية في التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا بنضاله ضد نظام الفصل العنصري ( الابرتايد ) .
وتحدث رئيس بلاده جاكوب زوما عن الزعيم الافريقي والعالمي مانديلا الذي رحل عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما .
وذكر ان مانديلا قد ظل يتلقى رعاية صحية مكثفة في منزله لعلاج عدوى في الرئتين ، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في المستشفى ، ويقيني ان الله قد ظل يكتب له الرحيل منذ زمن بعيد ، الا ان الله دائما ما يعيد الروح في جسده ، بعد ان يبتهل شعبه بالدعاء والتبتل اليه فيستجيب الله ، ليستمتع بوجوده حيا شعبه الذي احبه حبا جما ، لشخص عاش من أجل حريتهم ، ومساواتهم ولقي ما لقي .
ان الرئيس جاكوب زوما قد قال في بيان ألقاه في التلفزيون الوطني الجنوب افريقي : إن مانديلا قد "رحل بسلام" وأضاف "خسر شعبنا أعظم أبنائه".
وقال زوما في بيانه "ما جعل مانديلا عظيما هو ما جعله إنسانا . لقد رأينا فيه ما نبحث عنه في أنفسنا".
وأضاف الرئيس زوما في بيانه قائلا "بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين". وكان الزعيم مانديلا الذي دعا شعبه الى التصالح بعد سقوط نظام الفصل العنصري البغيض ، ويحظى باحترام دولي واسع النطاق .
ولم يظهر مانديلا كثيرا في الحياة العامة منذ اعتزاله الحياة السياسية في عام 2004.
اننا أمام رحيل رجل صارع نظام عنصري مقنن وعتيد وقائم لقرون من الزمان مصارعة عنيفة ، وقد سجن طويلا الا انه ما ازداد الاقوة وعزيمة واصرارا علي اقتلاع الابرتايد من الجذور ففعل . أحد اخوتي يسمي ( آدم سلونق ) انا اسميه ( آدم عرب ) منذ أكثرمن ثلاثين عاما .. ومنذ كنت صبي غير مميز كان يسميني ( نلسون مانديلا ) ويقولها بطريقة تشعرني انه معتز وفخور ومعجب جدا بصاحب الأسم ألأصلي ، وانا جاهل بصاحب الاسم كل الجهالة ، ولم اسمع ان ناداني الاخ ( آدم سلونق ) باسم طيلة حياتي غير( نلسون مانديلا ) وقد قلده في تسميتي بهذا الاسم كثيرون من الذين كانو يطلقون علي هذا الاسم من اخوة ومعارف ، كنت لا اعلم من هو ( نلسون مانديلا ) ؟ . و كان من ضمن العشرات من القابي ، فقد كان آخرون يسموني ( يوري اندرو بوب ) منذ الصغر ، ولم اعرف الي اليوم والله من هو هذا (اليوري اندرو بوب ) ؟!! . وما زالو يراسلونني بهذا الاسم الذي اجهل حقيقة من هو صاحبه كلية . اما مانديلا فقد عرفت عنه شيئا قليلا بعد ان دخلت الثانوي العالي ، وفي العام 2002 اتصل بي الاستاذ عبدالواحد محمد احمد النور طالبا مني ارسال كتاب نلسون مانديلا ( رحلتي الطويلة من أجل الحرية ) وفورا وعبر البريد السريع ، فبحثتها في مكتبة المامون ، ثم في مكتبة مروي بوك شوب ، ولم اجده الا في الدار السودانية للكتب ، واخذت منها خمسة نسخ لمتكبي ، حيث كنت كتبي ( اعمل بتجارة الكتب ) ، ولي معرفة لصيقة باغلب ارباب المكتبات الكبري ، ولا سيما عمنا الوديع والسمح في المعاملة والبيع والشراء والمرن في التعاملات التجارية الشيخ عبدالرحيم وابناءه ، الذي اعتقد انني ما زلت ادين له ببعض المال ، ومن هناك عرفت من هو مانديلا ؟ .. من خلال كتابه الرائع رحلتي الطويلة من أجل الحرية . انه كتاب يحكي سيرة ومسيرة نبي بلا وحي من السماء ، ورجل صارع طغيان مقنن ، وأقل ما يوصف به كتاب رحلتي الطويلة من أجل الحرية أنه يؤرخ ويروي رحلة نضال وكفاح نيلسون مانديلا ضد التمييزالعنصري .. وأساليب التمييز العنصري .. وحكومة التمييز العنصري .. انه كتاب يحكي بصدق أسطورة نيلسون مانديلا ، التي تتمثل في مدي إيمانه العميق بقضيته وقضية شعبه ، وصلابته في الحق ورضاه بالثمن الغالي الذي دفعه من اجل بلاده .. وبوطنيته وحبه العميق بالحرية .. وتمسكه بمواقفه المشرفة .
يحكي لنا فيه كاتبه مانديلا عن طفولته ، و مراحل دراسته المختلفة تحت بطش وجبروت وقمع السلطه العنصرية لجنوب أفريقيا وتعرضه للمضايقات كباقي أبناء جنسه .
ثم يحكي ويصف فيها إنخراطه في العمل السياسي بصفته شابا محامياً يدافع عن حقوق العامه التي صادرها سلطة ابرتايد البيضان ضد المواطنين السودان في بلاده .
الراحل المقيم نيلسون مانديلا كان أحد أكثر الناس الذين تم سجنهم ، كمعتقل سياسي حيث سجن لمده 27 سنه متواصله لم يتراجع فيها عن قضيه وظل متمسك بها مدافعاً عنها بعناد واصرار .
وكانت النتيجة أن اصبح رئيساً لأول حكومه ديموقراطيه بعد زوال الحكم العنصري البغيض الذي بقى لمده ثلاثة قرون . انه كتاب شيق ورصين بحق للمناضل مانديلا .. كتاب مليئ بالعظات والعبر والدروس والنصائح والحكم .. ويحكي فيها عن مئاسي وآلآم وأحزان وصعاب .. والمعارك السياسية التي خاضوها وانخرطو يها والحركة والحراك .. لرجل عاشسبعة وعشرين عاما من عمره في قبور الحياة ، واقبية ودهاليز السجون ، ثم خرج فيها خروج أسطوري ليصبح أول رئيس أسود لبلاده جنوب أفريقيا . ويكتب دستورها . وهي من أعظم دساتير الارض اليوم .
انها كتاب امتعني حقا وصدقا .. كتاب رحلتي الطويلة من أجل الحرية الذي يروي فيها نبينا الراحل والزعيم الرمز نلسون مانديلا سيرته ومسيرته الذاتية كقائد . وهي وفق تقديراتي سفر قيم جدا ومن اهم المراجع التي يمكننا ان نتعرف من خلالها التعرف علي ملامح تجربة مانديلا النضالية الفذة ، وتمحضت عنها بعد أكثر من نصف قرن من الزمان عن انتصار ارادة جماهير شعب جنوب افريقيا المضطهدة ، وعودة سلطة الاغلبية المضطهدة .
يستعرض مانديلا في هذا الكتاب بأسلوب تحليلي ، تجربته الشخصية ،و المراحل النضالية التي خاضها بنفسه وسانده شعبه .. ضد ساسة التمييز العنصري القائمة على هيمنة البيضان . . وحكي فيها حياته منذ ان كان طفلاً صغيراً ترعرع في القرية . ثم شاباً يافعاً يطلب العلم في الجامعة ثم موظفا يصارع لسد رمق جوعه .
الحرية والتحرير هي غاية انبياء الله ورسله كلهم جميعا
واليوم اذ ننعي احد اكثر الناس في عصرنا الحاضر تاثيرا وقبولا ، و نبيا من الانبياء في ارض الله ، الذي ترك للانسانية ارثا من الحرية والسلام والعيش المشترك حتي ولو لم يوح اليه من الله ، الا وهو النبي العظيم نلسون مانديلا عليه وعلي روححه السلام .
ولكوني قرأت للا إله إلا الله حتي النخاع ، ولقصص وسير ألأنبياء والمرسلين حتي النخاع ، ولتواريخ الامم والملوك والجبابرة والطغاة والفراعنة ، وصراعاتهم ، وجبروتهم ، وقرأت ( للابرتايد ) التمييز العنصري التي مارسوها حتي النخاع . وقرأت لتواريخ الامم والملوك والامبراطوريات حتي النخاع .. وصراع الانبياء مع الطغاة والجبابرة من الملوك والمتألهين والمشركين بالله حتي النخاع .. ولقتال الشعوب والامم المتحضرة والمستقرة ماضيا وحاضرا حتي النخاع .. الا ان الله عز وجل ما ارسل رسولا ، ولا بعث نبيا الا ليكون الناس احرارا ( وانزل معهم الكتاب والميزان يقوم الناس بالقسط ) .. و لتعزيز قيمة الحرية والعدل والسلام في الارض .
نؤكد أنه ما بعث الله نبيا ولا رسولا الا ليدعو الناس ليكونو أحرارا خاضعين لله وحده .. ومن شاء فليكفر بالله نفسه من دون شرك وعبودية للعباد من بشر او شجر او حجر او ثن او قبر أو..او ... ليتحررو من عبادة العباد الي عبادة رب العباد قال تعالي : ( وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم انه لا إله الا انا ) وجعل الشرك اعظم واكبر الجرائم علي الاطلاق لانها عبودية ورق طوعي لغير الله عز وجل .. انها مبدأ الحرية الذي اختل منذ الازل بعبادة العباد والطغاة .. منذ سيدنا نوح عليه السلام الذي أرسله الله بعد ان تعب الناس من عبادة القبور والحجارة والتماثيل والاوثان والسجود والركوع والذبح والنذر لتلك الجمادات ، وخوفهم منهم بانها تضرهم .. او هوسهم ووهمهم وتفاءلهم الخائب بانها تنفعهم .. كودا .. وسواعا .. ويغوث .. ويعوق ..ونسرا .. وغيرها من الاضرحة والقباب والحجارة التي اضلت وعطلت الكثيرين ..
وهكذا كان نضال وتضحية اول الحنفيين وابو الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله بعد ان طغي النمروذ بن كنعان وتجبر علي الناس ، وجرد من نفسه إله لاله بابل ، وعبده الناس من دون الله . ودخل في صراع مع نبي الله ابراهيم .. ان الطاغية النمروذ بن كنعان .. كان أول طاغية ومتجبر وفرعون في الأرض . وكان أحد ملوك الدنيا الأربعة الذين ذكرهم الله في القرآن العظيم ، وهو من الملوك الكافرين والمشركين بالله ، وكان أول من وضع تاج ملك على رأسه ، وادعى الربوبية و ( انه الله نفسه ولا اله غيره ) ، واستمر في ملكه أربعمائة سنة , و طغا وتجبر وعتا عتوا كبيرا .
ولما رأى النمروذ حلما في منامه .. طلع فيه كوكبا في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبق ضوء ، فقال الكهنة والمنجمين في تأويل الحلم انه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه ، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة ومارس ألأبرتايد والتطهير العرقي والابادات الجماعية ( تماما علي غرار ما فعله فرعون موسي حين قتل ابناء بني اسرائيل واستحيي النساء ) ، وولد وترعرع رغم انف النمروذ بن كنعان سيدنا ابراهيم عليه السلام ، في ذلك العام فأخفته والدته حتى كبر . وكما شرح القرآن فان إبراهيم ونمروذ قد تواجها لاظهار الاله الحقيقي الذي يستحق العبادة بعد ان انكر عليه ابراهيم وقال للناس ( دا زول دا كضاب ساكت انسان وما الله والله انتو تعبانين ساكت في عبادته وخوفه ) . وعندما فشل نمروذ في محاججته ، امر بحرق إبراهيم بالنار والتي تحولت على إبراهيم بردا وسلاما .
وذلك في قوله ( قالو حرقوه وانصرو آلهتكم ان كنتم فاعين ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم ، وأرادو به كيدا فجعلناهم ألأخسرين ) .
وقوله تعالي حكاية عن المتجبر النمروذ وجداله مع النبي ابراهيم : and#64831;أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَand#64830;
وصارعه النبي ابراهيم وناضله ونازله الحجة بالحجة ، حتي أزال نظام أبرتايد النمروذ بن كنعان . وعذب الله النمروذ ببعوضة دحل بانفه واستقر في راسه وعذبه عذابا اليما حتي مات .
والقصة معروفة .
وشبيه بقصة سيدنا ابراهيم كان ظهور النبي موسي عليه السلام بعد ان طغي فرعون للناس وتجبر ، وعلا في الارض ومارس ( الابرتايد ) الشديد علي بني اسرائيل ، واستخدمهم في شق الترع وبناء الاهرامات والصروح والاعمال الشاقة واذلهم واضطهدهم ، وقال ( انا ربكم الاعلي ) و ( ما علمت لكم من إله غيري ) ، وارتكب جريمة الابادة الجماعية والتطهير العرقي بحق بني اسرائيل ، وسامهم سوء العذاب ذبحا للابناء واستحياءا للنساء . أما النبي عيسي عليه السلام فقد كان متسامحا شامخا ، وقد اتخذه النصاري هو وامه الهين من دون الله ، بعد ان اتي بمعجزات ، تحدي فيها الاطباء كلهم وذلك باحياء الموتي باذن الله ومعالجة الاكمه والابصرص بان الله ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفح فيها فيكون طيرا باذن الله ، ومع ولادته الذي كان نفخ من روح الله علي امه مريم قالو انه ابن الله الوحيد ارسل اليهم . واتهم النبي ابراهيم وموسي وأخاه هارون وبني اسرائيل عموما ، بانهم ساحران يريدان تقويض نظامه ونظام قومه ( ألأقباط ) الذين شاركوه في التفرقة العنصرية ( والابرتايد ) السياسي بقوله كما حكي الله علي لسان فرعون : ( ان هذان لساحران يريدان ان يخرجاكم من ارضكم بسحرهم ويذهبا بطريقتكم المثلي ) . وذلك بعد ان انهزم السحرة كلهم اجمعين حين القي موسي عصاه وتلقف افكهم ، واتجه صوب فرعون واخافه واستغاث بموسي لينقذه من ان يبتلعه العصا ، آمن السحرة برب العالمين رب موسي وهارون . وتصارعو صراعا سياسيا وفكريا عنيفا ومريرا حتي انهزم نظام ابرتايد الاقباط في مصر ، بقيادة فرعون وهامان وقومه وجنودهما ، وسحقو العنصرية ، والفصل التي مورس بحق بني اسرائيل واغرق الله فرعون وهامان وجنودهما في البحر الاحمر ، وانتصر موسي وهارون علي الفرعون ونظامه . وهي مبنية في سورة القصص وغيرها في قوله : طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْنَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون6 )
أما اعظم زعماء الحرية نبيا محمد صلي الله سيد الاحرار ورحيم رحماء الكون ، ومتسامح متسامحيهم الذي قال عنه الزعيم الذي تحدي الاروبيين وقال لهم كاذبون كل الناس يولدون احرارا ، والحرية ليست حكرا علي الاروبيين المهاتما غاندي عن نبيا : ( لمحمد قلوب الملايين من البشر ) ، والذي بعثه الله في ام القري ومن حولها ، ليحرر قريش والعرب من عبادة ابو جهل وغيره من اكابر مجرمي مكة من قومه واصنامهم ، فضرب وعذب واهين فانزل الله له ملك الجبال ليبيد هؤلاء المجرمين جماعيا ويطهرهم عرقيا كما طهرالله قوم نوح وقوم عاد وقوم لوط وقوم صالح .. وقال نبينا محمد ( ص ) قولة عظيمة.. قول الاحرار ذوي البصر والبصيرة الثاقبة " اسال الله ان يخرج من اصلابهم من يعبدون الله ولا يشركون به شيئا " . واتذكر مقولة فرعون الامة المحمدية ( ابوجهل )الذي ظل مستمسكا بعبوديته وعبادته للحجارة ، ورافضا الحرية والانعتاق حتي آخر لحظة في حياته حين استهزي بقاتله وقال له لقد ساخرا ومستعليا عرقيا ودينيا ( ارتقيت مرتقا صعبا ياروعي الغنم ) ، قال عنه سيدنا رسول الله ان فرعوني أشد من فرعون موسي ان فرعون موسي لما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله الا الي آمنت به بنوي اسرائيل وانا ) اراد الحرية.. اما ابو جهل فقد مات مصرا علي العبودية . وللنبي ( ص ) اقوال لاتحصي في نبذ العنصرية والابرتايد الذي كان يمارس بين احابه كبلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي ، وخطبه ولا سيما خطبته في حجة الوداع . ولاهمية كلمة الحرية لا إله الا الله وجوهر الديانات كلها الذي اذهب الي ان الله ما ارسل الانبياء الا للحرية .. هو ان النبي محمد ( ص ) ظل 13 عاما يدعو للا اله الا الله من جملة ثلاثة وعشرين عاما لم يفرض الله لهم صلاة ولا صياما ولا زكاة ولاحج ، ورغم ايماني بقوله سبحانه وتعالي : ( ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوي القلوب ) ، وان الشعائر والفرائض من صلاة وصيام وحج وزكاة فرائض واركان لدين الله الاسلامي ، الا ان الجوهرهو لا اله الا الله من فشل فيها عذبه الله ، ومن نجح فيها وبحقها دون ان يعبد العبد بشيئ دخل الجنة فورا .. او كان تحت مشيئة الله ان شاء عذبه قليلا .. وان شاء عفا عنه ودخل الجنة فورا . واثبات ان لا اله الا الله كلمة الحرية هو جوهر الديانات ادلتها لا تحصي ، بل احل الله لنا مع من سماهم الله مسلمين من اهل الكتاب واتباع الانبياء السابقين ذبائححهم والحوار معهم و.. و.. وقد عاني الانبياء والمرسلين كلهم اجمعين معاناة تاريخية منذ صغرهم ايتاما وفقراء وعاشو فقراء ومعدومين وشردو في الارض . وصدق الصادق المصدوق حين قال اشد الناس بلاءا الانبياء فالامثل .. فالامثل . ومنهم النبي مانديلا الذي شرد وعذب وسجن واضطهد وصمد كما صمدو ، وانتصر وترك ارثا وفكرا ورؤية وطريق ومنهجا كما تركو . ولشريك الراحل المقيم نلسون مانديلا في الوطن والانسانية والقيم والمثل الشيح احمد ديدات رحمه الله واسكنه فسيح الجنات بجنب النبي محمد ص ارث ضخم ، وتراث عظيم في الحوار بين الاديان ، وكما انجب جنوب الافريقيا المليئ بالرموز مانديلا الذي حزن العالم اجمع لرحيله ، فانه انجب ايضا المسلم الذي ترك مكتبة ضخمة والاستاذ في الحوار والمناظرة بين الاديان الشيخ احمد ديدات ، بجانب الاسقف ديزمون توتو الذي كان ريسا للجنة الحقيقة والمصالحة الفريدة والناجحة والناجعة جدا في تضميد جراحات الشعب الواحد المثخنة في جنوب افريقيا ، وتاكيدي يوم توقيع اتفاقية نيفاشا واليوم ان جنوب السودان ما انفصلت عن الوطن الام الا لغياب الحقيقة والمصالحة الوطنية ، لانها تطبيب للخواطر وجبر لها ، وتطييب للنفوس ، وقد كان للدكتور جون قرنق سحر وبريق وكاريزما لايقل عن كريزما نيلسون مانديلا ، وهكذا للاستاذ علي عثمان محمد طه لولا المعارك التي تدور رحاها بدارفور اليوم .
وهكذا كان نضال شرفاء البشرية من العالمين والاحرار .. منذ قيام سايروس العظيم بعمل ثوري عظيم جدا بعد غزوه لبابل وفتححه واعلن ان جميع العبيد اصبحو احرارا .. واطلق سراححهم . واعلن ان البشر لهم حق الحرية في ان يختارو دياناتهم بحرية بغض النظر عن مكان انتمائهم . وقام بتسجيل كلماته في لوحة ( صحيفة ) عرف باسطوانة سيروس ، وكان بمثابة الميلاد الاول لحقوق الانسان . وانتشرت افكاره بسرعة الصاروخ في اليونان والهند وروما وبقية العالم .
وهكذا هدد حرية وامبراطوريات اروبا الجنرال نابليون بونابورت والعالم حينما اعلن نفسه امبراطور العالم ، واشعل الحروب المجنونة ، وكاد ان ينجح في السيطرة علي اروبا ومعظم العالم ، لولا تحالف جيوش اروبا ضده وحاربوه وهزموه .. وتشكل العديد من الحقوق والحريات المنصوصة في وثيقة في اروبا فقط لاغيرها .
وغزو الشعوب الاخري واستعمرو الدول ، وسلبو حق الشعوب في التحرر والانعتاق .. في ان تصارع وتتحرر من المستعمر الاروبي .. الا بعد ان اعلن الفتي الهندي يومها ( المهاتما غاندي ) ان الناس كلهم جميعا متساوون في الحقوق ويولدون أحرارا .. والحرية وحقوق الانسان ليست حكرا علي الاروبيين وحدهم و ( الاروبيين كضابين ) كل الناس احرار وسواسيا وقرر ان كفي يعني كفي ( ايناف اذا ايناف ) .
وكان حقوق الانسان المدنية منها والسياسية نقطة ساخنة في امريكا وتحررو بفضل جهود ابراهام لنكلولن والدكتور مارتن لوثر كينج تاب ان انتصرت ، وفي البيت الابيض اليوم اوباما الكيني او السوداني الاصل .
وهكذا في كل العالم وقد اندلعت حربين عالميين ظالمتين ، ومات فيها اكر من 90 مليون انسان . واجتمع شعوب كوكب الارض كلهم جميعا وكان لكل فكر مختلف بعض الشيئ عن ألآخر ، وولد حقوق الانسان او ما يطلق عليها ( الاعلان العالمي لحقوق الانسان ) تحت اشراف ( الينور روزفيلت ) ، وتم اتفاق الجميع علي تلك الوثيقة والمبادئ التي حوتها الوثيقة . نختم الحديث بان ايقونة الحرية النبي مانديلا قد ترك لنا ارثا وتاريخا واثرا يمكن ان نبني بها السودان وطنا يسع الجميع ، ويتعايش علي ارضه الجميع ، ومن هنا نلقي الكرة بقوة في ملعب البشير واركان نظامه وكل تنظيمه وجنده وجنجويده . وآن ألأوان ان ننزع نحن السودانيين كلنا جميعا في قلوبنا ألأحقاد والضغائن .. وان ننحني من أجل القضية الوطنية .. ان نتحرر من طغيان الثأر والانتقام في نفوسنا .. فنحن اليوم في السودان بحاجة اليوم لتلك القيم ..فالوحدة الوطنية خط أحمر يجب أن لا نفرط فيها ، حتي ولو جعله الحاكمون قربان لبقاءهم علي الكرسي . وان نعالج الدمار والخراب والفوضي بحوار وطني شفاف وصادق وأمين .. فقد عجزنا حتي ألآن في إدارة حوار شفاف وصادق وشريف وجدي .
ان الراحل مانديلا كان زعيما فذا .. وكان له حزبه المتماسك ( حزب المؤتمر الوطني الافريقي .. والوضع العالمي ساعده .. وفوق ذلك كان له رؤية ثاقبة .. وفكر وفهم عميق للاوضاع . ونحن في السودان وفي حركة / جيش تحرير السودان التي نتزعمها ، وفي تنظيم النشطاء الشباب التي أقودها ، نستطيع وبجدارة ان نبي السودان بلدا راسخا وعتيدا ووطنا شامخا ، للجميع دون تمييز وتفرقة عنصرية او قبلية اوجهوية او لونية ، طالما لنا ارث نلسون مانديلا ، ولنا ما له من عمق شعبي وتنظيم .
حيدر محمد أحمد النور [email protected]
|
|
|
|
|
|