|
دمشقية وأبنوسية.. بينهما حصة عواطف عبد اللطيف
|
دمشقية وأبنوسية.. بينهما حصة عواطف عبد اللطيف • حين أكون حاضرة لفعالية جاءت من عظم همومنا وطموحاتنا العربية تراودني مقولة "الدوحة ستظل عاصمة ابدية للثقافة العربية" التي اطلقها د. حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث صباح افتتاح مشروع الدوحة عاصمة الثقافة العربية العام 2010م .. فشكرا مثنى وثلاث ورباع لتعريشة العرب لاقامتها ليلة من ليالي الشعر والوجد والبوح والعذاب والامل الاخضر ايضا .. وليعذرني القارئ لان الثالوث " الناعم " الذي جلس على منصة الصالون الثقافي ببرج الوزارة امسية الاربعاء المنصرم من الصعب احتواؤه.. ألهب الحضور القاعة تصفيقا حارا تارة .. واندهاشا وصمتا عميقا تارات اخر.. وبعض دموع تدفقت على بغداد الرشيد وسودان الامس قلب افريقيا المنشطر وسوريا التي تئن تحت نيران هوجاء ووجع امرأة عربية وشموخ رجلها الذي كان يأتي على ظهر حصان ابيض.. وكادت الامسية تتحول لمناحة على اوطان تتلظى وشعوب مقهورة في سعيها للحرية والكرامة بدأت " بأرحل " فاذا بها تنزف الدماء رخيصة رخيصة.. وإن عظمت " الخنساء " لبكائها اخوتها شعرا فالدمشقية والابنوسية ابكتا الحضور في ليلة نادرة كما افرحتاهم تماما. • أحسب ان صديقتي القاصة الشاعرة حصة العوضي تملكها نفس شعوري وهي تقدم الامسية " العصية الجميلة " وإن قدر لحكامنا من المحيط للخليج الجلوس في حضرتها للمسوا الوجع واستنكار المهانة .. ولوجدوا العلاج المداوي فقد لخصت الفصيحات هموم الغبش وملح الارض واحلامهم في قرطاسة الشعر وحينما القت د.ابتسام الصمادي قصيدتها حسبت ان قلبها المنفطر على دمشقها تشطر لأدق الجزئيات ليمسح ألم وبقع الدماء ويغمس خبز العيش الحاف بالزعتر الجبلي وحليب " الجهال " ليرتووا ويشبعوا.. • اكتظت القاعة بحضور لامع من عشاق الشعر من سلطنة عمان وليبيا وسوريا والاردن ومصر وبغداد وارتريا والامارات العربية اول من كشف الستارة عن هذه الروضة ومن بلاد سوق عكاظ التي البست هذه الروضة بردتها فشكرا لبعثاتهم الدبلوماسية الذين تقبلوا دعوتي الشخصية لمقاماتهم فجاؤوا بزوجاتهم وفرادى وجماعات متجاوزين البروتوكول وجفاء العلاقات ونسنستها في حين وقف بعض بلدياتنا في خانة " الت والعجن " الذي يصنعونه في بلاد الاغتراب فيجيدون وضع العقبة في المنشار متناسين التصافف لاجل الوطن الغني بانسانه المعطاء في كل فنون الحياة.. البعض يمارس " يا فيها .. يا .... " برغم ذلك نجحت الامسية الشعرية بمقاييس الكم والكيف لانها امسية عربية خالصة بصناعة قطرية أحسنت وفادة شاعرتنا روضة الحاج في صالونها الباهي . • خنساء العرب او لابسة البردة الهبت الصالون المكتظ بالوان الطيف في تمازج انساني شرقه غربه جنوبه شماله جاؤوا اعلاميين وطلبة وكشافة المدرسة السودانية وعشاق للغة العربية مثقفين ومهمومين وروائيين وعازفي وتر ورياضيين. • الشاعرة د.ابتسام أدفقت السؤال المستحيل: " الى سادة الكون وشعب العرب.. يا ايها الليل الملثم بالسواد.. من اين ياتيك المنام وكيف تنطبق الجفون؟ " • لتتناوب معها " الحاج " بتحية للدوحة اختزلتها في بيتين نسجتهما خصيصا كعربون صداقة ورد لجمائل وجهود قطر التي لملمت الجرح العربي ولسلام دارفور وامنها.. ونامل ان تكتمل القصيدة ودارفور الجريحة في امان الله امنا واستقرارا ورخاء، قالت: " شكرا لكفك وهي تمسح ما يسيل من التعب شكرا لكفك التي قد ربتت صدقا على كل المواجع والنصب " • لتلحقها باخريات واخريات ليلتف حولهن الحضور لتوثيق اللحظات الدرر وما انبثقت شمس صباح اليوم التالي إلا وكانت روضة بجامعة قطر على منصة منتدى شعري حواري مع طالبات قسم اللغة العربية واساتذتهن من نقاد وقارضي الشعر .. ومواقع التواصل الاجتماعي كانت خير مرسال للاحبة وللام وللاوطان وللحكام وللشهداء والثكالى وللقمر الذي لا محالة سيشق كبد الظلام ليقول للجبروت " ارحل " قبل ان يلفظك التاريخ. • فشكرا للشاعر فالح العجلان الهاجري مدير ادارة الثقافة والفنون وشكرا للاستاذ محمد عصفور اللذين جعلا لهذه الامسية أن تكون.. وشكرا لسماء الدوحة غطاء من لا غطاء له. عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر • همسة: كصغيرة.. حلمت بان العيد خب.. في يديها حلوتين.. فاستيقظت فرحا.. ولما لم تجد شيئا بكت.. حزنا الحت في البكاء.. يا حلوتي!! وعيد أيامي.. ونومي والمطر.. يا مؤنسي في زحمة الدنيا واحياش السفر "روضة الحاج".
|
|
|
|
|
|