|
تفاؤل حذر بشأن مباحثات نووي إيران بجنيف طه يوسف حسن . جنيف
|
تفاؤل حذر بشأن مباحثات نووي إيران بجنيف
طه يوسف حسن . جنيف
دخلت المباحثات بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا (مجموعة 5+1) وإيران إلى مرحلة صعبة ومعقدة يتطرق فيها طرفا المفاوضات إلى التفاصيل التي وردت في الإطار المتفق عليه في جولة المفاوضات الماضية، في محاولة للخروج من سنوات المواجهة العشر بين الجانبين. وتركز مباحثات هذه الجولة التي بدأت فعلياً أمس الخميس على الإطار التفاوضي الذي وضعه طرفا المفاوضات في المباحثات السابقة، وفي حال الوصول إلى تفاهم مشترك بين المجموعة الدولية وطهران سيتم التوقيع على اتفاق مبدئي لمدة ستة أشهر لبناء الثقة بين الطرفين، ومن ثم وضع اتفاق دائم يسدل الستار على أحد أكثر الملفات الدولية تعقيدا.
وتطالب القوى العظمى بضمانات إيرانية لوقف برنامجها النووي ووضع منشآتها النووية تحت الرقابة الدولية خاصة منشأة أراك. ويسعى المفاوضون الغربيون إلى الحصول على المزيد من التنازلات الإيرانية عبر تعليق تخصيب اليورانيوم وتحويل المخزن منه إلى صورة الأوكسيد، وشحن اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران لفحصه والتأكد من صلاحية استخدامه لأغراض عسكرية أو سلمية.
في المقابل تطالب إيران القوى الدولية بالاعتراف بحقها في امتلاك الطاقة النووية لأغراض مدنية سلمية، وتسعى من خلال هذه المفاوضات لتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وألمح المفاوضون الإيرانيون إلى أن حدود تنازلات طهران تقف عند تخفيض نسبة التخصيب من 20% إلى 3.5% والسماح بعمليات التفتيش الدولية لبعض المنشآت النووية، واعتبروا نقل اليورانيوم المخصب إلى خارج الأراضي الإيرانية ووقف عمليات التخصيب "خطاً أحمر". وقال الصحفي والكاتب الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط كرستيان شينو إن مجموعة 5+1 دخلت هذه الجولة من المفاوضات بعد أن وحدت أجندتها ومطالبها التفاوضية، وأوضح أن المجموعة اتفقت على تكليف مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالتفاوض نيابة عنهم وذلك تفاديا لما حدث في المفاوضات السابقة حين عرضت فرنسا رأيا مغايراً ومختلفاً عن بقية الدول الغربية.
ويرى شينو أن الوفد الفرنسي -الذي رفع سقف المطالب في المباحثات الماضية- يعمل الآن بتنسيق وتوافق مع بقية المجموعة الدولية من الأجل الوصول إلى تسوية سياسية. وعن المطالب الفرنسية التي أوصلت المفاوضات إلى طريق مسدود في الجولة الماضية من المفاوضات مطلع نوفمبر الجاري، قال شينو إن "فرنسا لم تمثل الصوت الإسرائيلي في تلك المفاوضات، ولكنها أرادت أن تنتزع ضمانات قوية من إيران من شأنها أن تبدد قلق دول المنطقة ودول الخليج وإسرائيل خاصة". وأثناء المحادثات الأخيرة اقتربت الدول الكبرى في مجموعة 5+1 من إبرام اتفاق مع إيران يهدف إلى إزالة الشكوك الدولية بشأن سعي طهران إلى اقتناء السلاح النووي، وبموجبه تحصل إيران على تخفيف لبعض العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. وتعثرت جولة المفاوضات الماضية التي انعقدت في مطلع هذا الشهر بسبب حذف اعتراف صريح بحق إيران في تخصيب اليورانيوم في نص المسودة، ومطالبة الوفد الفرنسي بإغلاق مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل والذي يخشى أنه قد يستخدم في صنع بلوتونيوم من الدرجة اللازمة لصنع القنابل. وتحدث مراقبون في جنيف عن إمكانية الوصول إلى اتفاق خلال هذه الجولة من المباحثات، وأكدوا أن تصلب الآراء وتمسك كل طرف برأيه قد يؤدي إلى فشل هذه المباحثات ويعيد الملف النووي الإيراني إلى حالة الجمود التي كان عليها قبل سنوات.
المصدر الجزيرة نت
|
|
|
|
|
|