|
إختفاء الرغيف في الفيحاء وبالصفوف في الحاج يوسف!! بقلم: د. ابوبكر يوسف إبراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: «هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ» ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: د. ابوبكر يوسف إبراهيم إختفاء الرغيف في الفيحاء وبالصفوف في الحاج يوسف!! سبحان الله – عدنا والعود هذه المرة ليس أحمد – عدنا إلى أيام الصفوف التي ورثاها من حكومة الإمام الحبيب في حقبة الديمقراطية الثالثة، ويبدو أننا نعتز بما نتوارثه مهما كان سيئاً أو كان قيماً ، فهو ميراث، والميراث تراث، ويبدو أننا من المؤمنين بأننا يجب لا نفرط به أبداً لأنه أصبح جزء من الثقافة المتوارثة!! ، هذه المقدمة هي لنقل معاناة سكان حي الفيحاء بالحاج يوسف أمس الإثنين ي، والذين لم يجدوا رغيفاً واحداً لغذائهم سواء في مخبز أو بقالة!!، إذ كنت في زيارةٍ لأرحامٍ لي وتصادف وقت والجبة المتعارف عليها حالياً - والتي لا هي وجبة فطار ولا هي الغداء - أي أنها كرخصة المسافر بجمع الصلاة!!
فأصروا علىّ لتناول هذه الوجبة المسخ، و كما نعلم لقد طلّق الناس الفطار لضيق ذات اليد وإلتهاب الأسعار - فحولوا الفطور والغداء إلى وجبة يحين وقت تناولها بين الثانية عشر ظهراً والثانية بعد الظهر ، ولهذا اصبحت وجبةً مسخ أو تأدباً سمِّها " هجين!!، المهم عاد قريبي رب الأسرة خالي الوفاض وبخفي حنين بعد أن أهرق ليترين أو ثلاثة من البنزين - وما أدراك ما البنزين وسعره المولع نار – وذلك في بحثه الدؤوب عن الرغيف، يعني ميتة وخراب ديار!!،
ما علينا، خرجت من منزل أرحامي جائعاً وأن حسير ، وبعد أن تظاهرت لهم بأن لا يهتموا لأمر تناولي الوجبة الهجين ، وعليهن أن يواصلوا السعي بالضرب في أرض الله، ومناكبها الواسعة بحثاً عن ضالتهم، علماً أنه فقط بالأمس القريب قام الوالي بحضور ندوة في الساحة الخضراء من أجل تحسين وتطوير الرغيف، ولا أدري إن كانت الندوة من أجل تطوير صنعة ونوعية الرغيف أو إختفائه!! توجهت إلى المايقوما المزدلفة لزيارة بعض الأقارب، وهالني ما رأيت من إصطفاف الناس أمام المخابز للحصول على الخبز!!
وحقيقة تصيبني أنتكاريا حينما تزمع الحكومة لعقد مؤتمر أو ندوة أو ورشة عمل لتطوير أمر ما، فيصيبني الهلع بأن كارثة ما ستحل على رؤوسنا حال إنعقاد أي من هذه المناشط، وأنها مقدمة لمصيبة سوداء، فحال رفع الدعم طمأننا المسئولين بأنه لا مساس بسعر عدد الأرغفة ولا وزنها، وكيفية أن الولاية ستتحمل كلفة توفير " المعالجات"!!
عضو البرلمان السيد هجو قسم السيد أفجعنا ونشر الذعر في قلوبنا بأن مخزون القمح لن يكفي غير (25)يوماً فقط، وإنبرت الصحافة هلوعةً جزوعة بحثاً عن صحة تصريحه ، فضربت في الأرض متيمننة في مناكبها تارةً نحو الولاية وتارةً بإتجاه وزارة التجارة وأخيراً أفرحتنا بأن هناك خلط في تصريح السيد هاش، رغم عدم إقتناعها ولكن خبر طشاش يفرح خيرٌ من تأكيد حديث السيد هجو فتصبح الفرحة الطشاش ، عماء وغم !!
حملت لنا الأنباء أن والي الخرطوم إجتمع مع إتحاد أصحاب المخابز وبحث معهم كيفية الاتفاق على عدد الأرغفة وسعرها وكما ورد في متن الخبر أيضاً تعبير الوزن (المناسب)، وتعبير ( المناسب) مطاطة وحمالة أوزان، ولا أدري هل المقصود زيادة وزنه أم تخفيضه ؟!!، فإن كان تخفيضاً فهل هناك أصغر من هذا الحجم غير حجم كحك العيد؟!!
ولم يكتفِ المسئولين عن التصريحات المفجعة، فتفاجأنا بتصريح مفاده أن مياه ولاية الخرطوم ستستورد ( جمركة خبيثة) أي الدفع المقدم، وأتمنى أن أعرف من هو سعيد الحظ الذي رسى هليه عطاء التوريد!! ، لأنه ليس من المنطق أن نستورد عدادات جمرة خبيثة وأن إستهلاك المياه يسدد مع الكهرباءولا يسمح لك بشرائها حتى مقدماً ما لم تسدد قيمة إستهلاك الكهرباء!!
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل تسرب خبر فجيعة أخري، ستنزل على رؤوسنا وهو رفع سعر الكهرباء التي تولد كهرومائياً من مياه وخزانات الأنهار التي حبانا الله بها، فلا ديزل ولا مازوت ولا غاز تحتاجه هذه التوربينات لتعمل!!
ما زاد وغطى هو أن الأستاذعلى محمود وزير المالية لم يقدر ويكتفِ بما وقع وسيقع على رؤوس عباد الله الغلابة فبشرهم بإنفاذ حزمة من حزمه المفجعة فأطلق عليها( الحزمة الثالثة) والرجل صادق فيما ذهب إليه والدليل نه لم يخفِ حتى موعد تنفيذها الذي سيكون في أبريل من عام 2014!! فيا أيها المواطن المغلوب على أمرك "بِلْ راسك عشان يحلوقولك"!!
سؤال بريء للمسئولين ياخوانا شرق النيل دي تابعة لهذه الولاية أم لتمبكتو؟! .. بالله يا أخوانا لو عاوزين تعملوا حاجة أعملوها بالمكشوف، بلاش كل هذه المقدمات التي لا تشي بخير!!.. كتلوك ولا جوك جوك!! .. نفذوها وخلونا نرتاح.. والفينا مكفينا!!
اللهم لا إعتراض في حكمك .. اللهم أرفع عنا البلاء والغلاء و حَكِّم فينا العقلاء حتى لا يسومنا غير هم سوء العذاب!!
وعوافي..
|
|
|
|
|
|