|
انت فى الرئاسة منتخبا وانا فى المعارضة مختبئا
|
بقدر ما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنت وصعاب والام فى رحلته المضنية للدعوة لدين الله الا انه لم يلجا ابدا للكذب كوسيلة لتحقيق بعض المكاسب او للنجاة من بعض المصاعب وبقى كما كان يعرف قبل الاسلام بالصادق الامين واستمر كذلك بعد الرسالة الصادق الصدوق لاينطق لسانه الكريم الا الصدق والحق ولا حتى مع الد اعداءه . بابى انت وامى يا سيدى وشفيعى صلى الله عليك وسلم
مقولة عراب الانقاذ حسن الترابى الشهيرة (ارسلته الى القصر رئيسا وذهبت الى السجن حبيسا) وما تبعها من نهج ميكيافيلى صبغ ثورة الانقاذ بلون ورائحة غريبة على الشعب السودانى الطيب النية و المتسامح لدرجة تعطيل الذاكرة فكان كل ما امعنوا فى ايذاءه تشكك فى ذلك واوجد لهم العذر, كيف لا وهم بعملون باسم الدين ويمكنون شرع الله اذن اكيد الغلط منه لانهم افهم وادرى بامور الدين والتجديد وحينما راحت الحروب تتخطف فلذات اكبادهم هلل الرجال وزغردت النساء بما قدموا من شهداء فى سبيل الله وحينما بدا التدهور ينخر فى المدارس والمستشفيات ونواحى الحياة تقبلوا ذلك باعتباره تحد للغرب وامريكا التى دنا عذابها , حتى حينما بدات تفوح بعض روائح الفساد كان الشعب يستحى ظنا منه ان الرائحة لابد ان تكون منبعثة من احد الثقوب فى جواربه المختبئة داخل حذائه البالى المشبع بالورنيش
وبعدما استقر الحال ودانت الاوضاع وطاب المقام بالانقاذيين وبداوا بالادلاء بتصريحات المأخوذين بزهو السلطة والجاه من مثل (ارسلته الى القصر رئيسا وانا الى السجن حبيسا) , او ان الشهداء كانوا فطائس وان اجراءات الصالح العام كانت للتمكين وباختصار ان كل الانقاذ كده على بعضها عبارة عن كاميرا خفية سخيفة مخيفة لتمكين الذين قالوا انها لتمكين الدين !!ا
اصيب الشعب بصدمة عنيفة فلم يكن فى اسوا كوابيسه ان يقوم بعض من ابناءه بكل هذا الكذب والفساد و النفاق و التقتيل بل و العبث بالمقدسات والشراء بايات الله ثمنا قليلا والدهشة تعلوا وجهه ولسان حاله يقول: لماذا ومن اجل ماذا ؟!ا
الان بدأوا مناورة جديدة بجولة من الصراعات والمفاصلات واصوات التلاسن والتلاعن تملا الاجواء لتغطى غلى صوت زمجرة الغضب التى بدأت تنفجر من صدر الشعب تبعها تحشيد الحشود وتجييش الجيوش لضرب المعارضة لكن لا احد يدرى اية معارضة يعنون ؟ تلك التى فى النيل الازرق ام جبال التوبة ام دارفور وربما ابو حمد او الخرطوم او ربما اذا ارادوا فى النهاية التخلص من جيوش المرتزقة بعد ان تسجل اقصى ازعاج ورعب زجوا بها فى حرب فى ابيى او حتى فى حلايب !!ا
لقد بدا الشعب الان يتوقع سيناريوهات غير متوقعة من حكومة الممثلين البارعين والكذابين المحترفين والمنافقين الذين لا يرف لهم جفن وذلك حتى لايصاب بصدمة اخري ومزيد من الاحباط يقوض معنوياته ويعيق حراكه المستمر واصراره المتصاعد على ازالتهم لذا لن يتفاجا الشعب اذا عاد وانضم الاصلاحيين المنشقين او انشق الافساديين المنضمين لانهم جميعا فى النهاية من حزب الانقاذ !ا
غدا قد يخبرنا عرابهم الكبير الترابى انه قال لعمر البشير (عند المفاصلة) ايضا وامعانا فى خداع الشعب : اذهب انت وابقى فى الرئاسة منتخبا وسانشق انا واذهب الى المعارضة مختبئا وياريت كمان لو تحرش لينا الخال الرئاسي يملا - ها ها - يملا الدنيا صياحا - ها ها (ضحكة الترابى التهكمية المشهورة) !ا -
اللهم انك لا تحب الفساد ولا ان يمكن دينك بالفساد ولا ان يقرن دينك بالفساد اللهم الطف بنا اللهم ارحم شهدائنا اللهم ارحم شعوبنا
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|