الهجرة من الخطاب التقليدي الى الخطاب الحداثي بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 08:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2013, 07:13 PM

نوري حمدون


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهجرة من الخطاب التقليدي الى الخطاب الحداثي بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان

    = الهجرة من الخطاب التقليدي الى الخطاب الحداثي
    بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان
    = قبل ألف و أربعمائة و أربعة و ثلاثون عاما خرج الرسول (ص) مهاجرا من مكة مسقط رأسه و موطنه الأول الى يثرب المدينة التي يعيش فيها أخواله . كان الرسول قد بدأ دعوة إصلاحية شاملة في مكة يدعمه فيها الوحي الإلهي الذي أطل عبر جبال مكة و الأرض المجدبة التي لا تعرف الزرع و لا الضرع . و لذلك لم يعرف اليأس طريقا الى قلبه و لا الحيرة دربا الى عقله . شكلت الهجرة فتحا جديدا لتلك الدعوة حتى خلنا أنه لولا الهجرة لما كانت الدعوة و لا كان الإسلام . فلقد تهيأت السبل و الظروف و الأسباب للإسلام بسبب الهجرة كي ينمو و يكبر و ينتشر . و بعد ذلك هاجر الإسلام نفسه من الجزيرة العربية الى كل أصقاع الدنيا و لم يعد أحد يتكلم عن الهجرة الجغرافية – من مكان الى مكان . و بسبب ذلك , فإن إستدعاء ذكريات الهجرة الأولى للرسول (ص) يجبرنا أن ننظر الى الهجرة بمنظار جديد .. منظار مختلف .
    = الهجرة المطلوبة اليوم هي هجرة من الخطاب التقليدى الى الخطاب الحداثى . فالإسلام وصل الينا في شكل نصوص أساسية تتمثل في القرآن و أحاديث الرسول (ص) . كما وصل الينا عبر ما كتبه الفقهاء و العلماء الأفاضل على مر العصور . و ما خلفه أولئك الفقهاء و العلماء هو ما نسميه الخطاب التقليدي . و في عصرنا الحالي إبتدأ الناس في البحث من جديد في ذلك التراث و مضاهاته بالنصوص الأساسية , فلعل إعادة النظر تسفر عن أمر جديد . و ما كاد الناس يفرغون من مراجعة الجزء الأول من أجزاء التراث حتى بدأت ملامح أمر جديد بالتكون . و في نهاية المطاف صار بالإمكان الحديث عن فهم آخر لما جاء الينا من روافد التراث المختلفة . و هذا الفهم الجديد هو الذي نسميه الخطاب الحداثي .
    = أمور كثيرة يمكن الحديث عنها و مناقشتها مما ورد في الخطاب التقليدي . و لكننا في هذه السانحة نحب التركيز على أمور ثلاثة .
    = أولا .. الخطاب التقليدي يتحدث عن أن المطلوب هو قيام المجتمعات بتطبيق أحكام الإسلام على الناس كافة عبر سلطة الخلافة . بينما يرى الخطاب الحداثى أن المطلوب هو قيام الفرد بتطبيق أحكام الإسلام على فردانيته عبر سلطة الخليفة الذي هو الفرد الحر القادر المريد . إعادة قراءة التراث أوضحت ان الإسلام إنما هو خطاب للفرد المسلم المؤمن . و يظهر ذلك أولا من خلال تطبيق العبادات صلاة و زكاة و حجا و صياما . إن البعد الجماعي لهذه العبادات هو نتيجة لإلتزام الفرد ( كل فرد ) بواجبه تجاه تطبيق العبادات . و تظهر فردانية الخطاب الإسلامي ثانيا في الموبقات المنهي عنها مثل السكر و السرقة و الزنا و القذف و الحرابة . ففي الخطاب الحداثي فإن المسلم المرتكب لهذه الموبقات هو المعني بالعقوبات المرتبطة بها . فالسكران و السارق و الزاني و القاذف و المحارب هو الذي يندم لإرتكابه تلك الموبقات , و هو الذي يتوب عنها توبة نصوحة , و هو الذي يوبخ نفسه و يطلب معاقبتها بالجلد أو القطع أو النفي من أجل أن تتطهر روحه التي بدأت تستشعر الإيمان . فعقوبة هذه الجرائم مربوطة بإعتراف الجاني . و إلا فإن الشبهات تمنع إقامة الحدود . و أول و أقوى الشبهات مع تلك الموبقات هي إنكار الجاني . و لأجل صعوبة تطبيق الحدود بدون إعتراف الجاني إبتكر الفقهاء و العلماء ما أسموه بالتعزير .. و هو إصطناع عقوبة بديلة لمن لم يثبت في حقه دليل إقامة الحد . التعزير بدعة فقهية لا تعرفها النصوص الأساسية . و من أخذ به فهو كمن إختار شيئا من مواد القانون الروماني أو الفرنسي أو الإنجليزي . التعزير إحدي إبداعات القانون العربي المرتبط بدولة الخلافة . ففي الخطاب التقليدي لابد من وجود سلطة خارج الفرد مثل دولة الخلافة لتجبر الفرد و تكرهه بقوة القانون على تطبيق أحكام الإسلام و ذلك على عكس مراد الإسلام تماما . أما في الخطاب الحداثي فإن الفرد هو الذي يدفع نفسه بنفسه لتطبيق العبادات , و هو الذي يدفعها بنفسه أيضا لتطبيق الحدود , و هو دائما الذي يدفعها لتطبيق كافة مفردات الإسلام . إن الهجرة من الفهم التقليدي للفهم الحداثي هي أهم نتيجة لإحتفالنا بقدوم العام الهجرى الجديد .
    = ثانيا .. الخطاب التقليدي يتحدث عن أن المطلوب هو تأكيد الأفضلية المطلقة للمسلم على غير المسلم . و المسلم في الخطاب التقليدي هو المؤمن برسالة الرسول محمد (ص) . بينما المسلم في الخطاب الحداثي هو من أسلم وجهه لله و عمل عملا صالحا . و نصوص القرآن تتحدث عن إسلام ابراهيم و موسى و عيسى قبل محمد (ص) . الآية تقول أن الذين آمنوا و الذين هادوا و النصارى و الصابئين , من عمل منهم عملا صالحا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون . فالأفضلية في الخطاب التقليدي هي لمن عمل عملا صالحا .. حيث أن الإيمان بالله مقره القلوب التي لا يستطيع الإطلاع على مكنونها إلا أصحابها على الأرض و إلا الله في عليائه . فالأفضلية في الخطاب الحداثي هى لمن يعمل العمل الصالح بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو ثقافته . و لأن العمل الصالح هو الإسلام , فهو أيضا الدين الذي قال عنه القرآن أنه الإسلام .
    = ثالثا .. الخطاب التقليدي يتحدث عن أفضلية الرجل على المرأة في كثير من المجالات . إلا أن الخطاب الحداثي لا يعرف إلا مجالا واحدا يتفوق فيه الرجل على المرأة و هو ( العضلات ) . و لكن في المقابل فالخطاب الحداثي يعرف مجالا واحدا ايضا تتفوق فيه المرأة على الرجل لإنفرادها به و هو ( الولادة ) . و تأسيسا على أفضلية الرجل في الخطاب التقليدي خرج الفقهاء و العلماء بأفهام غير حقيقية لكثير من نصوص القرآن . فأولا .. اعتبروا أن التعدد في الزواج حق مطلق للرجل يأتيه أنا شاء دون ضابط أو قانون . بينما الخطاب الحداثي يعتبر التعدد وضعا إستثنائيا , و مع ذلك فلا يجب أن يتم بدون ضوابط . و لأن الأصل في المؤسسة الزوجية هو التوافق و التراضي كان لابد من وجود موافقة الزوجة الأولى لإتمام التعدد . و من أجل ضمان التوزيع العادل للحقوق و الواجبات في تلك المؤسسة التي تضم الزوج و الزوجات و الأطفال فالأنسب أن لا يتم التعدد إلا عبر المحكمة . و ثانيا .. دعموا أفضلية الرجل على المرأة بالقول أنه هو الذي يهجر في المضاجع و هو الذي يضرب ضربا غير مبرح . و لكن الخطاب الحداثي عندما يؤكد على نظرية الهجر و الضرب فإنه يذكر أنها نظرية مرتبطة بالمرأة الناشز التي هي الزوجة الغير طبيعية . و يجب قبل اللجوء الى الضرب إثبات أن الزوجة قد صارت ناشزا حتى لا يعد الضرب عدوانا على الزوجة . فالمعروف أن نصوص الإسلام كافة تحرم العدوان على الآخر بكل أشكاله و قالت ان من يعتدى فإن الله لا يحب المعتدين . و قد أثبتت أضابير المحاكم أن الكثير من النساء قد تعرضن للضرب ظلما و عدوانا نتيجة للفهم العقيم لحق الرجل في ضرب زوجته الطبيعية حين حكم عليها منفردا بأنها ( ناشز ) . و عليه فالخطاب الحداثي يضبط إستخدام حق الضرب بضابط المحكمة التي هى الجهة الوحيدة لإثبات النشوز . و ثالثا .. يتحدث الخطاب التقليدي عن عدم وجود التساوى في الحقوق و الواجبات في الإسلام بين الرجل و المرأة . فالرجل هو الأكثر حقوقا و الأكثر واجبات على السواء . و يدعمون هذا الفهم بالقول أن للذكر مثل حظ الأنثيين في مسألة الميراث . بينما الخطاب الحداثي يؤكد على أن القرآن قد جعل للذكر فقط مثل حظ الأنثى في غالبية مسائل الميراث . لقد أعطى القرآن الثمن و السدس و الثلث و الربع للرجل بالتساوي مع المرأة في معظم مسائل الميراث . و هذا جعل الخطاب الحداثي يؤكد على أن نصيب الذكر المضاعف لا يتحقق إلا في حالة الإخوة الوارثين . فالحالة الغالبة هي التي تشكل القانون .. و الغالب هنا هو التساوى في الحقوق في مسائل الميراث .. و هذا يؤكد تساوى الرجل و المرأة الأصيل في الحقوق و الواجبات تماما كما جاء في أدبيات العصر الحديث مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان .
    = إن إعادة قراءة التراث في نصوصه الأساسية و الفرعية قد أثبتت أن الإسلام لا يتعارض مع مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان . و إن التعارض المزعوم إنما يلتمس وجوده في أذهان أصحابه الفقهاء و العلماء في العصر القديم و الحديث على السواء . و عليه فإن الخطاب الحداثي عندما يستصحب أفكار الحداثة مثل الديمقراطية و حقوق الإنسان فإنه يقوم بالهجرة المطلوبة اليوم بعد عصور عديدة ساد فيها الخطاب التقليدى الذي لا نرغب في أن نحاكمه أو ندينه .. إننا على العكس نعتقد أنه و إن جانب الصواب في كثير من القضايا إلا أنه قد كان حسن النية .
    = الهجرة من الخطاب التقليدي الى الخطاب الحداثي
    بقلم / نوري حمدون – الأبيض - السودان























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de