|
الساسة والعسكر - الصراع الرهيب بين الاسلاميين/ اكرم محمد زكى
|
هل الرئيس عمر البشير على علم ودراية كاملة بكل ما يدور فى البلادمن تطور ومشاريع وخطط مستقبلية ومشاريع وحلول لمشاكل البلاد والتحديات المتوقعة ؟ الاجابة على هذا السؤال نعم باكثر من 90% لان فى مصلحة الجميع ان يظهروا انجازاتهم ويعرضوا افكارهم ويوروا الرئيس مواهبهم وابداعاتهم لينالوا قربه ويجنوا رضاه
اما الرئيس فهو كذلك يحب الحاء (حنعمل وحننفذ وحنتخطى و حنتجاوز وحنهزم و حنبنى) لذلك الرئيس يلم حواليه المستشارين والمنظراتية الذين يحسنون الهروب الى الامام او انه يعرف ما يريد وما هؤلاء المستشارين الا مراكز لاغراض الترضيات السياسية وان الرئيس يسمع كلامهم باليمين ويخرجه بالشمال لان لديه البدائل او ان نشاء نسميهم الثقات
طيب هل الرئيس على علم ودراية كاملة بكل مايدور فى البلاد من ازمات ومشاكل وتجاوزات وجرائم وفساد وتوجه نحو مصير مظلم وهوة اقتصادية فى ظل انعدام الامن والامان وشظف العيش حيث اصبح السواد الاعظم من الشعب يعيش تحت خط الفقر وانهيار التعليم والخدمات الصحية وتلاشي ما كان يعرف بالخدمة المدنية ؟ ا
ما هو الدليل بان الرئيس يعلم بكل صغيرة وكبيرة ويسمع تقارير الامن اليومية ويقرا الصحف قبل الرقابة ويحضر قنوات غير القنوات السودانية ويقرا حريات وسودانيز اون لاين والراكوبة وسودانايل والاعلام المفتوح - غير ما يعد له من وجبات اخبارية منتقاة وهل يسمح له وقته المتبقى بعد الاجتماع الى بطانته ومستشاريه للمغامرة والنزول الى الشارع او الدخول فى النت والابحار فى معلوماته؟!ا
لكن من يمنعه عن ذلك . . من هذا الذى هو اقوى من الرئيس . . من الذى يتحكم فى مزاج وقرار الرئيس . . من هو الذى يمسك عليه ذلة ويستطيع ان يودى الرئيس فى ستين دهية اذا خرج عن الخط المرسوم ؟ ! . . هل هناك شخص اخر بهذه القوة ؟! . . للاجابة على هذه الاسئلة يجب اخذ المعطيات والحقائق التالية فى الحسبان
and#1633;- لم تتغير الوجوه والاسماء للمتنفذين فى الدولة حتى وان قد حدث تبادل فى الكراسى ، لكن من هم ثقات الرئيس لم يتغيروا منذ ليل الانقلاب وحتى اللحظة هم الذين يرسلهم الرئيس ليفيدوه بالتقارير ولا يقر باى حدث او تقرير الا بعد ان يعطوه اشارة رفقاء السلاح الخضراء
and#1634;- لم يتغير اصحاب المؤتمر الوطنى وان تسابقوا على المناصب والغنائم لكنهم احتفظوا بنفس الانانية والتنافس الخفى فيما بينهم وعندما بدا لهم انهم قضوا على كل اعدائهم فشلوا فى التخلى عن عادات التامر وافشال الاخرين فاصبحوا يمارسوها فيما بينهم بينما بقى ايمانهم الاول انه لا بد من الجيش ان اردنا الوصول والبقاء فى الحكم ! ! ا
and#1635;- برغم اجتهاد المجتهدين وكذب المكذبين ومكر الماكرين واغراء وارهاب الدين اكدت الايام وما زالت ان العلاقة بين الاسلامويين السياسيين وزوجاتهم وعشيرتهم - مع الاسلامويين العسكريين وزوجاتهم وعشيرتهم - كالعلاقة بين الماء والزيت يبقيان مع بعضهما لكن لا يختلطان ابدا وكل من سولت له نفسه التحذلق واللعب على كيمياء هذه المعادلة يكون مصيره الحتمى هو مصير الترابى وغازي
الصراع القادم الان والذى بدات بوادره فى الخروج من تحت رماد ظل هادئا ياكل بعضه فى صمت دام and#1634;and#1636; عاما صراع حرص جميع اطرافه على ان يصرفوا الناس عنه ، يضللوا الباحثين والمراقبين عن علاماته وروائحه ذلكم هو الصراع ما بين الماء والزيت . . الان ندرك ان كل من الطرفين كان يعتقد انه استغل الاخر للوصول الى الحكم وانه كان ينوى فى اللحظة المناسبة ان يتغدى بهذا الاخر قبل ان يتعشى به لكن ازدحمت الاجندات وطال العمل بقانون انا وابن عمى على الغريب وكبرت الاطماع فى ان يهجم اى منهم على الاخر هجوما قاتلا يجنى فيه الفائز كل الغنائم واكبرها تحميل المهزوم الميت المسئولية عن كل الفشل والاخفاق والفساد . . كيف لا والاخر ميت لا يستطيع الكلام !!and#1633;
والان فى معسكر الاسلامويين - من هم فى السلطة او المعارضة او حتى من المغردين من بلاد العالم البعيدة نطرح سؤالا ظلوا يتحاشونه طويلا : هل نجح السياسيين فى تفكيك العسكريين بعد استغلالهم واذابتهم فى البوتقة التى يتحكمون فيها ام ان العسكريين كانوا اكثر براجماتية فنجحوا فى مجاراة كبر السياسيين وخداعهم ثم الركوب على ظهورهم لخوض المعارك وقد انتهت صلاحية السياسيين الان لانهم لاينظرون تحت اقدامهم
هل المرحلة القادمة تحتم الطلاق بين الماء والزيت ؟! من يتجسس على من ؟! من يلعب مع القوى الاقليمية - قطرمثلا - ومن يلعب مع القوى العالمية مثل امريكا وايران ؟!ا
ان من يلبس نظارات هذا السياق مثل السيدين ، يستطيع ان يشاهد اقوى افلام ال ثري دى بعنوان الصراع الخفى بين الجناح السياسي والجناح العسكرى للاسلامويين فى السودان
اللهم الطف بشعبنا واجعل كيدهم فى نحرهم
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|