|
قوارب الموت .!/حسن الطيب
|
أثارت حادثة غرق اللبنانيين في بحر "سيانجور" بين إندونيسيا وجزيرة كريسماس الأسترالية مسألة الهجرة غير الشرعية وأسبابها ودوافعها على المستويين الإقليمي والدولي ودور شبكات التهريب عبر الحدود التي تنتشر في العديد من البلدان، وتستغل حاجة الناس والشباب بشكل خاص إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، عبر دفعهم وتشجيعهم على الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر التي يقوم بها سماسرة البشر وتجار الموت. ورغم المأساة الانسانية التي حلت بركاب ما سمي بالعبارة الاندونيسية، ظهرت مأساة أخرى تتمثل بوجود العشرات من اللبنانيين الذين تمكنوا من الوصول الى أستراليا عبر اندونيسيا، لكن السلطات أبعدتهم الى جزيرة مانوس التي تسمى بغينيا الجديدة حيث يواجهون شظف العيش ويعانون من أمراض مختلفة، وتم احتجازهم في معسكرات خاصة. فاللبنانيين ليس وحدهم فقبلهم انتشل نحو 130 جثة لمهاجرين أفارقة غير شرعيين قبالة ساحل لامبيروزا الإيطالية القريبة من صقلية، في واحدة من المآسي التي شهدتها الإنسانية في العام 2013 وفي مقدونيا اعتقلت السلطات عصابة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا الغربية، وقد اختبأ جزائري في محرك باخرة من أجل الوصول إلى إسبانيا ، وغرق ايضاً 23 مهاجراً سودانياً في نهر توراسي في منطقة موروكي في إقليم بابوا الإندونيسي. فالهجرة غير الشرعية قد إتخذت خلال السنوات الأخيرة بعداً جديداَ وخطيراً تحولت بموجبه من مغامرات فردية لتحسين أوضاع المهاجرين أو إضطرارية هرباً من الحروب والنزاعات المسلحة والمجاعات إلى نشاط منظم تديره شبكات تشرف على تهريبهم نظير أموال طائلة وإستغلال غير إنساني لوضعهم غير الشرعي ، أي أصبحت ضرباً من ضروب الإتجار بالبشر. ورصدت السلطات الاسترالية حتى الآن في العام الحالي اكثر من 50 قاربا تقل اكثر من أربعة آلاف من طالبي اللجوء ، ولإيقاف قوارب الموت هذه قررت أستراليا فتح باب الهجرة إلى أراضيها، من خلال عرض تسهيلات كبيرة على الأجانب، لتجذبهم إليها، خصوصًا من حمل منهم شهادات اختصاص وخبرة في نحو 600 مهنة، واعدة المتقدم بأن تطأ قدماه أرض الأحلام خلال 12 شهرًا .
|
|
|
|
|
|