|
أخيرا انتهت ثورة الشماسة والمساطيل/اكرم محمد زكى
|
بعد ايام دامية وعنيفة هزت أرجاء البلاد وملأت اخبارها الفضائيات والصحف وملا سجالها وشتائمهاومساديرها واشعارها ومقالاتها النارية وتحليلاتها الجريئة القادمة من أنحاء المعمورة أعمدة وصفحات الاسفيريات وانتشت فيها قلوب المغبونين وارتفعت فيها سقوف المطالب وعجت فيها المستشفيات والسجون بارتال الجرحى والمعتقلين وارتقت فيها الى بارئها ارواحا طاهرة لأناس من ابناء هذا الوطن وتعددت فيها قصص البطولات والمجد التى اهتز وتشقق على اثرها نظام الظلم والفساد والنفاق كما احتجبت عنها ايضا الكثير من قصص التى لم تحكى عن ابطال ضربوا وسحلوا دون ان نعرف أسمائهم وآخرين سجنوا وعذبوا دون ان تجرى معهم مقابلات وكثيرون مهروا الثورة بأرواحهم دون ان يزعجوننا او يشعرونا بوجودهم او ذهابهم
انهم هم انفسهم من أوقدوا ثورة مارس ابريل
كنت اراقبهم فى تلكم الليالى ونحن ننتظر الوردية الثانية من المظاهرات . . كيف كانوا يلتحفون بعضهم البعض حامين ظهورهم بحيطان مساجد الخرطوم وبحرى وامدرمان الكبيرة وما ان يتدفئوا يمرقوا من مراقدهم كالسهام يركضون فى شتى الاتجاهات يجر كل منهم جالون او علبة فارغة محدثين مع الأسفلت ضجيجا رهيبا ثم يشعلوا النيران فى الاوراق وقشر القصب مضيئين ليل المكان وهم يصيحون . . وعندما تتحرك كوامر الاحتياط المركزي لقمعهم بعنف لا مثيل له عندها كانت تندلع التظاهرات الليلية الشهيرة والتى كانت عصب انتفاضة مارس ابريل وعلامة نصرها الفارقة . . . لكنهم كانو هم الذين ضحوا بأرواحهم وغادروا دنيانا دون ان ندري من هم لنشكرهم كما لم نتشرف بالاحتفال بقدومهم واصدار شهادات ميلادهم
حينذاك غنينا لهم محاولين على الاقل ان يكون اعترافا وتكريما وإجلالا لهم
واجهنى لو تقدر تواجه يازمان موج الغضب جابهنى لو تقدر تجابه غضبة الشعب الصعب أنا ود بلادى و ود حلال حل ونصب أنا ود بلادى. وأسمى فى ورق الكتابة . . ما انكتب امى ارضك اختى ارضك بيتى عندك بيتى فى نص الدرب أسمى مكتوب فى الارض . . فرشى الارض وغطاي سماك . . استنى نومى مع الهبوب وكتين تهب ماعندى فيك الا الارض عاشق ترابك يا ارض
كان هذا نشيد مذكرات شماسى . . ا . . 1985 . . جماعة الجو الرطب
وكانت سبتمبر هى بداية ثورة جديدة لشماسة ومصاطيل بلادى كما وصفوهم . . بداية لن تعرف لها نهاية حتى النصر
تشترى المجد . . بأغلى ثمن
اللهم ارحم شهدائنا اللهم ارحم شعوبنا
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|