|
حال الاسد لما يكبر يا أخوى عبد البارى/اكرم محمد زكى
|
المرارة الشديدة والتى كادت ان ترشح من مقال الصحفي الكبير عبد الباري عطوان على شاشة الكمبيوتر لم تكن تحكي عن الام الرجل وحسرته على ما آلت اليه امور العرب وإذلالهم من قبل امريكا بل ان القارئ يتلمس ان الرجل يبث آلامه بين السطور لما ال اليه حاله اليوم
ففى مقال بعنوان (امريكا تحتقر أصدقائها الأوربيين وتتجسس عليهم فماذا عن حلفائها العرب؟) والمنشور في اسفيرية رأى اليوم والتى يراس عطوان تحريرها أعاد الرجل تاكيداته لرؤيته المعروفة وهى ان امريكا هى مصنع الغدر واصل الخيانة التى لأتعرف عزيزا او حبيبا سوي مصالحها وأنها مع ما تتطلبه مصلحتها حتى لو كان التجسس على حوالى and#1635;and#1637; زعيم عالمى وأنها لا تتوانى عن الغدر بحلفائها وأصدقائها بغض النظر عن لون رئيسها أبيضا كان ام اسود !!ا
كانى به يصف لنا مرارة ما تعرض له من غدر فعبد البارى عطوان ذلك الصحفى الثائر الذى لا يخشى امريكا ولا حلفائها من دول الخليج (قطر لا) اصبح نجم نجوم قناة الجزيرة الذي كنا ننتظر مقابلاته وتعليقاته على احر من الجمر فى شتى المواضوعات التى تهيمن على صنع الاخبار فى اوقات مختلفة - هاقد وصل الان الى مايشبه اخر خط القطار بعد ان وضعته تحالفاته و حساباته امام خيارين اما ان يتنازل عن مهنته و عرشه كرئيس لتحرير صحيفة القدس العربى بلندن وبالتالى عن صفته التى عرفه العالم بها مقابل تعويض دسم او يستعد لتحمل خسائر مادية ضخمة مع خسائر اخرى نسميها فى السودان ميته وخراب ديار فاختار الرجل مشكورا الخيار الاول بعد ان أدرك انه قد استنفذ مهمته وانه لا يواكب المرحلة القادمة حسب حلفائه فقام بتسليم مفاتيح صحيفة القدس العربى الى الصحفية سناءالعالول زوجة الصحفى عبد الوهاب بدرخان
في ثقافتنا السودانية حكم وأمثال جميلة احب دائماً ان استعملها فانا أصنف نهايات المتورطين فى السياسة بشكل خاص فى خيارين : اما ثور تمثلا بالمثل القائل الثور لو وقع تكتر سكاكينه والثور هنا يمثل الصلابه والثبات على المبدا صحيحا كان ام خطا فلكل رأيه لكن يبقى هذا الثور صامدا حتى اذا المت به لحظة ضعف انهال عليه الأعداء من كل صوب منتهزين هذه الحظة للتكالب والإجهاز عليه وحسب رايى الشخصي فانا اعتبر مثلا جمال عبد الناصر ثور ومحمود محمد طه ثور وجون قرنق ثور وادولف هتلر ثور - بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا معهم
هذه الثيران بالقطع ليست من نوع ثور الله فى برسيمه التى تشمل مثلا بعضا من ساستنا الذين انتبهوا بعد and#1634;and#1636;سنة ان مركبهم يغرق فملأوا الدنيا صراخا واحتجاجا وكان دونهم ان يعتذروا عن فشلهم وينسحبوا عن المشهد لاعطاء الفرصة لغيرهم الا انهم وبعقلية ثور الله فى برسيمه والقلم ما بزيل بلم كشفوا عن نواياهم فما كان من طاقم المركب الا ان استخدمهم لسد الثقوب فى المركب المهترئ ليبقى طافيا وليخسروا ترف الحياة علي ظهر المركب او البقاء احياء خارجه
أيضاً تذكرنى فئة تور الله فى برسيمه هذه بصحفى معروف كان يملؤ الحته والدنيا ضجيجا لكنه ولدهشة الجميع سقط سقوطا داويا فى اول اختبار و مقابلة له خارج قواعده تحت ضغط وزخم ثورة سبتمبر وفر من المقابلة تاركا ورائه علامات تعجب عن فضائية يملكها ودش كبير!!and#1633;
اما الخيار الثانى فهو خيار الاسد كما فى المثل الشهير الاسد لما يكبر المرفعين ** يأكل عشاهو او فى رواية اخري الغنماية . . . المهم انه في هذه الحالة يكون الشخص قد استنفذ تماماً وأدى الغرض المطلوب منه مما يتطلب إحلال شخص اخر مكانه بعد إزالته باى سيناريو ومن الأمثلة على هؤلاء أنور السادات وجعفر نميري والقذافى بالاضافة الى موديل معدل شوية وهم الذين يتحللوا من تلقاء انفسهم امثال الترابى والميرغنى والمهدي . . . (يا اخوانا مسئولين من الخير - وين امين حسن عمر!!؟) ا
وعليه أستاذنا فأنى آرى انهم قد جعلو منك أسدا . . . وارى الفجر أتيا بإذن الله
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والأموات
اكرم محمد زكى
ملحوظة**المرفعين لا يعنى بالضرورة الذين يقفزون على الثورات بعد سقوط الشهداء
|
|
|
|
|
|