|
الشرق الأوسط الجديد ..دويلات إسلاميه/ إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
|
الشرق الأوسط الجديد ..دويلات إسلاميه
خاض العرب حرب عام 1948 ضد إسرائيل وخسروها ثم حرب 1956 وكانت هزيمة عسكريه ولكنهم كسبوا معركه سياسيه لوقوف العديد من الدول آنذاك بجانبهم ثم كانت حرب حزيران(يونيو) عام 1967 والتى كسبتها إسرائيل سياسيا وعسكريا حتى أن الرئيس الأمريكى جونسون لم يكن يصدق ماجرى فقد كانت مصر عبد الناصر قد بدأت بالحشودات العسكريه وطرد قوات المراقبه الدوليه وإغلاق مضائق تيران فى وجه الملاحه البحريه لدولة إسرائيل وكسبت إسرائيل أراض لم تكن تحلم بها ومازالت تحتل بعضها حتى اليوم ومن تلك الحرب قرر الغرب أن خارطة الشرق الأوسط الجديد قد بانت معالمها ولكن العرب ظنوا أن تلك المقوله من بنات أفكار إدارة جورج بوش الإبن( وقونداليسا رايس )وشاءت الأقدار أن تأت حرب أكتوبر 1973 وتحطم خط بارليف وترغم الغرب وإسرائيل على التفكير فى إعادة رسم تلك الخارطه .ففى المنطقه ثلاث جيوش عربيه قويه تصنف من أقوى الجيوش فى العالم وتحتل مراتب متقدمه على الدول الأوربيه أو الغربيه إذا إستثنينا الولايات المتحده الأمريكيه وبريطانيا وفرنسا وألمانيا .ولا يمكن الشروع فى بسط تلك الخارطه(الشرق الأوسط الجديد) فى ظل وجود تلك الجيوش (مصر- العراق- سوريا) ولسنا من الذين يروجون لنظرية المؤامره ولكن بتأمل الساحه السياسيه والعربيه على وجه الخصوص يمكن لكل مراقب أن يدرك مايدور ببساطه , فالحرب العراقيه الإيرانيه كانت لتحجيم الدولتين العراق وإيران !! ولم يخف الغرب حتى دعمه لكلا الطرفين حتى يرهقهما ولايدع مجالآ لأحدهما حتى ينتصر على الآخر .وبنهاية تلك الحرب وأيران تلعق جراحها يعود صدام لمراجعة ميزانيته التى هدتها الحرب ويطالب الكويت بمبلغ مالى يختلف حوله الطرفان ويجتاح صدام الكويت تحت تأكيدات غربيه بأنهم لن يتدخلوا فى الأمور الداخليه للدول العربيه ولا نود هنا القول من كان على حق ومن كان على باطل فقط نقول إبتلع صدام الطعم ودخل تلك الحرب تحرير الكويت التى إنتهت بهزيمته وقادته لحبل المشنقه !!ثم جاء مايسمى بالربيع العربى والذى قلت عنه (أنه هو الرحيل العربى وليس الربيع) وإستغل الغرب تلك الثوره لعلمه بتعطش الأنظمه العربيه والمعارضه للدم واليوم نرى الأسلحه الكيميائيه السوريه يتم تفكيكها بعد تدمير الجيش العربى السورى !! وكان أنصار النظام السورى وملالى إيران يرون فى روسيا حليفا وروسيا ماهى إلا وسيط ######## فى (سوق النخاسه )فهى تستخدم الفيتو ضد قرار إدانة ولكنها تهرب عندما تلوح الولايات المتحده بضربه عسكريه عندما يقول أوباما أنه( أمر )أما عندما يصل الأمر لمرحلة تفكيك السلاح الكيميائى فالروس يشيدون بالنظام السورى وكأنهم يشجعونه ويثنون على شجاعته وهو يتقدم نحو حبل المشنقه بثبات !!هل بعد نزع السلاح الكيميائى سيكون من حق بشار البقاء رئيسا لسوريا ؟؟( قالها جون كيرى)إن تعاون النظام السورى الذى أثنوا عليه لن يجعله نظاما يحكم سوريا !!؟؟خرج الجيش العراقى وأصبح العراق بين تنظيمات سنيه صغيره تتصارع وقدرات شيعيه تحاول الهيمنه مدعومه من إيران وظهرت (داعش) وأظنها حقا (داقس) يمعنى غافل فى العاميه السودانيه!!وسوريا اليوم لها من المليشيات المسماه إسلاميه بعدد محافظاتها ولم يبق من جيشها إلا تلك الكتائب التى تقف بجانب الأسد وأصبح مصيرها ومستقبلها رهين بمستقبل الأسد ولا أراه مشرقا فهو مشرف على الأفول هنا إنتهى الجيشان العراقى والسورى نهايه مأساويه ولم يبق إلا الجيش المصرى رأس الرمح فى حرب العبور تلك الحرب التى أعادت التفكير فى خارطة الشرق الاوسط الجديد المعتمده منذ العام 1967والجيش المصرى يتلقى مساعدات من أمريكا مضمنه فى إتفاقية (كامب ديفيد) وللتاريخ نقول أن الجيش المصرى جيش إحترافى ومنضبط بمستوى عال وله من الخبرات والكفاءات مايجعله رقما لاتخطئه عيون أعدائه قبل أصدقائه ويظن البعض أن المعونات الأمريكيه للجيش المصرى هى (دولارات ) تصب فى خزينته , ولكن الغرب عندما يمنح معونات وكافة الدول الكبرى شرقا وغربا تقدم المعونات( كما ساقية جحا)فهى من البحر وإليه فالمعونه عباره عن دورات تدريبيه لضباط وضباط صف تتم فى أمريكا وتذاكر السفر والعوده على طائرات (البان إم) الأمريكيه وبعض المعدات التى يكون الجيش الأمريكى قد تركها وإنتقل لإستخدام جيل متطور من التكنولوجيا بثلاث مراحل .هذه هى المعونات !!وقد قررت أمريكا أيقافها رغم أنها منصوص عليها فى إتفاقية تعتبر أمريكا هى الراعى والضامن لتلك الإتفاقيه !! مايهمنا هنا هو أن ماتم فى مصر منذ سقوط مبارك يشهد لهذا الجيش بالحياديه والإنضباط ولو كان غير ذلك لحدث مايسمى بالإنحياز الذى حدث لنا فى السودان وسمى أنحياز إعتباطا فهو إنحياز ولكنه كان لمصلحة جماعة !!قلنا كان موقف الجيش المصرى منضبطا وحتى بعد تسلم المعزول مرسى للسلطه كان فى تعاون تام معه ولكن عندما تحركت جموع الشعب المصرى حركة لاتخطئؤها العين وهاجت وماجت وملأت الميادين والشوارع ضد مرسى أعلن الجيش عبر قيادته إمهال الجميع مدة زمنيه للتوصل لحلول حتى يعود الكل لممارسة أعمالهم ولكن عناد الأخوان لم يكن مبررا ومن يظن أن الأمريكان لم يكونوا على علم بماستؤول إليه الأمور هو شخص غير أمين ولا صادق !! نفس اللعبه التى تمت مع صدام تمت إدارتها فى مصر بين معسكر الأخوان والجيش المصرى !! وضع الجيش المصرى فى مواجهة مليشيات الأخوان وكل المليشيات التى تأتمر بأمرهم ومحاولة جر مصر لحرب أهليه أو تدخلات دوليه علما بأن العام الذى قضاه الأخوان فى السلطه حتما وصلوا أو حاولوا الوصول للعديد من الرتب فى هذه المؤسسه الحساسه ضباطا وضباط صف وهم حتما يسعون لإختراقها وشق صف هذا الجيش القوى !!لو قلنا أن الأخوان يقدمون مصلحة مصر وحفظ جيشها من التفكك نكون كمن ينكر ضؤ الشمس فى رابعة النهار (وليس رابعة العدويه) فالأخوان حتما يقدمون الأحتفاظ بالسلطه على كل( شئ!!)وهذه النقطه يعلمها جيدا الأمريكان وإلا لما أعلنوا وقف المعونه تحفيزا للأخوان كى يواصلوا الضغط على الجيش المصرى حتى ينهار أو ينقسم وتذهب ريحه وأى محاولة إنقلاب أو تمرد فى الجيش المصرى ستجر مصر لحرب أهليه وإنفراط لعقد الأمن ويكون الأمن القومى المصرى قد ذهب إلى غير رجعه وينتهى السيناريو يتحطيم الجيوش العربيه القويه الثلاث –مصر –سوريا –والعراق !!!ويصبح الجو ملائما لإعلان الخلافه الإسلاميه فى دولة العراق والشام .ثم الأكراد !والعديد من القوميات فى العالمين العربى والإسلامى تسعى لشق الصف ففى المغرب العربى نجد الأمازيق والطوارق غيرهم من الرحل الذين كانوا يرحلون عبر العديد من البلدان صاروا اليوم يسعون للإستقرار وتكوين محميات ومليشيات عسكريه ولاننسى البوليساريو والصحراء المغربيه تلك القصه المنسيه التى تحركها جهات معينه فى أزمنه معينه , بهذه الطريقه سيتم تمزيق البلدان العربيه خاصه والإسلاميه عامه فلا نسى مايجرى فى مالى والنيجر وفى نيجريا من جماعة (بوكو حرام) وحتما سيأت يوم نجد فيه كل محافظه أصبحت خلافة إسلاميه مستقله عن الأخرى ومستغله بفتح التاء والغين – من قبل الغرب !! وكل من تمرد سيتم تسليط أقرب خلافة تجاوره لتقوم بتأديبه !! ويتم نهب كل الثروات بل ويمكن شراء مقاطعات بواسطة أثرياء من الغرب تكون لها الحرمه والإستقلاليه كمواقع القواعد العسكريه وأى مساس بتلك الممتلكات يجعل الغرب يحرك آلته العسكريه لحماية مصالحه ومصالح مواطنيه وبهذا الأسلوب نعود لعهود الوصايه !! فلا يمكن لدويلات يقودها هوس وجهل وتخلف أن تبنى حضاره أو تمتلك ناصية العلوم التكنولوجيه لتقف ندا قويا فى وجه الحضاره الغربيه حربا أو سلما !!! وقارة أفريقيا وشبه الجزيره العربيه ذات الشعوب الإسلاميه التى تعيش الجهل والتخلف والأميه نجد شعوبها اليوم تهرب هروبا فى هجره غير شرعيه لأوربا مما يعنى بأن تلك البلاد أصبحت الحياه فيها جحيما لايطاق !! فلو تكفل الغرب بمنح الجنسيه لأؤلئك المهاجرين غير الشرعيين وقام بتكوين جيش منهم لتمكن من غزو هاتين القارتين !!!لهذا تظل كل الإحتمالات مفتوحه ولكن الأرجح هو بقاء دويلات إسلاميه متناحره صغيره ويبقى الغرب محركا لهذه الدمى حسب مصالحه ... وما حدث ويحدث أمامنا من تحولات وتبدلات يدعم ماذكرناه .فالسودان مثلا تم فيه فصل جنوبه عن شماله بمباركه ودعم غربى حتى تبقى الدوله الإسلاميه المزعومه ولم تخيب هذه الدوله ظن الغرب فيها فى خدمة أهدافه فهى لم تكتف بفصل الجنوب بل ذهبت لأبعد من ذلك بتقليص مساحتها فيما يسمى( بمثلث حمدى )الذى إستبعد دارفور والبحر الأحمر وجبال النوبه وأجزاء من الشرق ليصبح السودان أربع دول أو خمسا !! وفى فلسطين كانت إسرائيل تصطاد قادة حماس قبل البدء فى تنفيذ هذا المخطط (الرنتيسى والشيخ ياسين المقعد) ولكنها اليوم رغم الحصار المزعوم يتحرك (مشعل) من سوريا ويدخل قطاع غزه ويخرج وبمقدور إسرائيل التعرض له ولكنها لاتفعل لماذا؟؟!!ورغم الحصار تستمر الحكومه (المقاله) من أين يأتيها الدعم ؟؟؟هذه الدويلات تكفى الغرب شر المتطرفه فبدلا من اللجؤ للدول الغربيه يصبح من السهل إنتقالهم بين هذه الدويلات ويديرون تفجيراتهم وإنتحاراتهم بينهم ويكتفى الغرب بالشجب والإدانه وتكون شعوبه بمأمن عن هذه الغوغاء وتلك الهمجيه .
إسماعيل البشارى زين العابدين حسين
|
|
|
|
|
|