|
من كتاب { من الإنقلابى البشير أم الترابى ؟ } 16 بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر ا
|
بسم الله الرحمن الرحيم من كتاب { من الإنقلابى البشير أم الترابى ؟ } 16 بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن { ربى أشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى } { ربى زدنى علما } { يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } هكذا حال قيادات الجبهة الإسلامية ، وقيادات الإنقاذ حسبوا أنفسهم من الذكاء والدهاء بل هم الفطناء الذين يستطيعون أن يخدعوا العالم عندما نفذوا إنقلابهم وحقا وصدقا نجحوا فى التمويه ن والتضليل ، والخداع فقد ضللوا المخابرات الإمريكية { } السى أى أيه وهى أعتى مخابرات فى العالم فلم تكشف الإنقلاب ،ولم تعرف شيئا عن هوية منفذيه برغم طول خبرتها وتجربتها ، وحداثة تقنية أجهزتها فإذا فشلت المخابرات الأمريكية عن معرفة كنه الإنقلاب الحديث فى السودان فمن باب أولى أن تفشل المخابرات المصرية فى إكتشاف الإنقلاب الإسلامى برغم إنها كانت تهيأ الأجواء والمسرح السودانى لإنقلاب عسكرى بقيادة صغار الضباط يخضع لها بالولاء والوفاء ، ولهذا سارع سفيرها فى السودان ضابط المخابرات الكبير السيد الشيربينى ، وأسرع فى إرسال برقية إلى الرئيس محمد حسنى مبارك ، وقال له : أولادنا نجحوا وإستلموا السلطة فى السودان الأمر الذى أفرح الرئيس مبارك فسارع فى تبنى الإنقلاب ، وتأييده ، وكان أول رئيس فى العالم يزور السودان بعد وقوع الإنقلاب جاء وفى صحبته وفد كبير ضم النٌمر مسؤول المخابرات المصرية يومها وليس عمر سليمان ، والأستاذ مكرم محمد أحمد ، وكان يومها نقيب الصحفيين المصريين ولقد أوعزوا إلى صحيفة القوات المسلحة مهمة التضليل الإعلامى ، وهى الصحيفة الوحيدة التى كانت تصدر بعد أن عطلوا كل الصحف السياسية وعلى رأسها صحيفة السياسة اليومية المستقلة ، وإعتقلوا صاحبها خالد فرح أما صحيفة السودانى الدولية لم يعتقلوا صاحبها محجوب عروة لأنه من أعضاء الحركة الإسلامية صحيفة الأسبوع لم يعتقلوا أصحابها رئيس التحرير محى الدين تيتاوى محسوب على الحركة الإسلامية ، ومدير التحرير أحمد البلال الطيب مايوى ومحسوب على الماويين كما عطلوا صحيفة القبس لسان حال الأخوان المسلمين ولم يعتقلوا رئيس التحرير الأستاذ / صادق عبد الماجد لأنه زعيم الأخوان المسلمين يومها كما عطلوا صحيفة الميدان وتم إعتقال رئيس تحريرها الأستاذ التبجانى الطيب . بالنسبة لصحيفة الأسبوع أعطوا أصحابها تعويضات مالية بالملايين ولم يدفعوا مرتبات الصحفيين العاملين فيها وأنا واحد منهم شردونا لأننا لسنا من كوادرهم المعروفة بل محسوبين على حزب الأمة خاصة وقد سبق أن نشرت كتابى وسوقته وكان تلفزيون السودان يوميا يذيع إعلان الدعاية له بصوت أحمدسليمان ضوالبيت مرة ومرة أخرى بصوت المبدعة ليلى المغربى تحت عنوان : { مشاوير فى عقول المشاهير _ فى أول مشوار أخطر حوار مع زعيم الأنصار } الكتاب الذى يتناول حياة رئيس الوزراء الشرعى والمنتخب ديمقراطيا السيد / الصادق المهدى حيث يتناول سيرته الذاتيه وحياته السياسيه والإجتماعيه والعقدية والرياضية . كما تم تعويضات ماليه للأستاذ / محجوب عروة وللأستاذ حسبن خوجلى أحد القيادات الإسلامية الطلابية ورئيس تحرير صحبفة ألوان . المهم قامت صحيفة القوات المسلحة بالتضليل الإعلامى المطلوب على أكمل وجه وكتب رئيس تحريرها اللواء / محمد عثمان مالك مقالا ساخنا ينفى صفة الإنقلابيون بالحركة الإسلامية البتة لا من قريب ولا من بعيد وكان المقال تحت عنوان { هل هؤلاء الرجال جبهة ؟ } والمقصود بالجبهة { الجبهة الإسلامية القومية } الأمر الذى أثار فضول نقيب الصحفيين المصريين حينما إلتقى رئيس الإنقلاب الفريق عمر البشير فى صحبة الرئيس مبارك فسأل الأستاذ / مكرم محمد أحمد البشير عن هوية الإنقلاب كما سأله عن حقيقة علاقته بالأخوان المسلمين نفى الفريق عمر البشير نفيا قاطعا هذا الإتهام جملة وتفصيلا ، وأنه ليست له أى علاقة بالأخوان المسلمين لا من قريب ولا من بعيد بل هو معجب بالزعيم جمال عبد الناصر وأسرته من الأسر القريبة من الزعيم إسماعيل الأزهرى وإنه معجب جدا بالأزهرى وسأله مكرم عن الخسائر فى الأرواح فأجاب الإنقلاب كان أبيضا لم يعرف الدماء بإستثناء حالة واحدة وهى حالة أحد الضباط برتبة رائد أراد أن يتسلق سور السلاح الطبى ، وعندما سألوه عن كلمة السر لم يحفظها ، ولم ينطق بها فما كان من الحرس إلا أن صفاه أى تمت تصفيته جسديا ، وفى اليوم التالى مباشرة أجرى مدير التلفزيون السودانى الأستاذ حديد السراج شقيق الشاعر السودانى المرحوم الذى قال شعرا فى البشير ما لم يقله مالك فى الخمر ، والغريب عندما سؤل البشير عنه عن فراج الطيب الذى أبدع وأمتع فى مدحه قال البشير فى رده على الصحفى السائل : { أحسوا التراب فوق رؤوس المداحين } المهم سأل مدير التلفزيون حديد السراج الفريق عمر البشير عما إذا كان الإنقلاب أبيضا أم لا ؟ تضايق الفريق البشير من السؤال فأجاب لقد سؤلت البارحة نفس السؤال أكرر وأقول الثورة كانت ثورة بيضاء بإستثناء حالة الرائد عصام وهو زميل معنا منظم وملتزم كان قد تمكن من إعتقال بعض القادة السياسيين ثم ذهب إلى ضاحية الثورة وتمكن من إعتقال الأستاذ التيجانى الطيب الزعيم الشيوعى الكبير ورئيس تحرير جريدة الميدان ثم جاء بعد ذلك إلى السلاح الطبى وحدثت ربكة فتمت تصفيته خطأ ، والعارفون ببواطن الأمور يقولون تمت تصفيته لأنهم خائفون منه خاصة أنه لايحب الترابى كثيرا فكانوا يخافون من أن يخرج عليهم مستقبلا فأردوه قتيلا ثم نكروا الجريمة هكذا هم يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته كما فعلوا مع المبدع الراحل محمود عبد العزيز الحوت كما يحلو لمعجبيه أن يسموه . وهكذا من بداية أول عهدهم كان رئيسهم البشير يكذب ينكر صلته بالحركة الإسلامية وينكر هوية الإنقلاب ولايزال المرء يكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وجاء فى الحديث كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به صادق ، وأنت له به كاذب . ليس هذا فحسب عندما إستلموا السلطة أطلقوا سراح الإنقلابيين المايويين الذين حكمت عليهم المحكمة بالسجن لعدة سنوات بتهمة تمزيق الدستور أطلقوا سراح الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم النائب الأول للرئيس جعفر نميرى والذى صار فيما بعد وزير شؤون البرلمان فى عهد الإنقاذ ثم وزر شؤون الرئاسة ، واللواء خالد حسن عباس النائب الأول للرئيس جعفر نميرى ووزير الدفاع الأسبق والرائد معاش زين العابدين محمد أحمد عبد القادر وزير الشباب ، والرياضة الأسبق ، والرائد معاش مامون عوض أبو زيد وزير الطاقة الأسبق وأول مدير لجهاز أمن الدولة ، والرائد معاش أبوالقاسم هاشم وزير الوزير الأسبق للتكامل بين مصر والسودان فى عهد النميرى أطلق سراحهم جميعا بحجة أن الإنقلاب عمل مشروع . ولأنهم قالوا الإنقلاب عمل مشروع وهم قد جاءوا بالإنقلاب لذا ليس غريبا أن ينقلب عليهم زملاؤهم الضباط فى القوات المسلحة طالما الإنقلاب مشروع بعد مضى سنتين أو ثلاث من إنقلابهم المشؤوم قاد اللواء طيار الكدرو إنقلابا عسكريا ضد الفريق عمر البشير ، ونجح الإنقلاب ، وقد إستولى اللواء الكدرو على مطار الخرطوم فأرسلوا إليه المشير سوار الذهب رئيس الحكومة الإنتقالية السابق مستغلين مكانة الرجل وإسمه ، وخدعوه بأن الإنقلاب فشل وأن كل زملائه الإنقلابيين سلموا أنفسهم طواعية لهذا هم أرسلوا إليه المشير سوار الذهب المعروف بتدينه ليعطيه الأمان فعليه أن يسلم نفسه وله الأمن ، والأمان ، وسوف لن يحاكم ، ولم يمس بسوء وهذا عهد ، وميثاق ، وعندما إستسلم اللواء طيار الكدرو إعتقلوه بعد أن خدعوه وإعتقلوا معه كل الذين تحركوا فى الإنقلاب برتب مختلفة بدءا برتبة لواء إلى عميد إلى عقيد إلى رائد وأشهرهم الرائد أبو ديك ثم إلى نقيب وإنتهاءا برتبة ملازم وكان عددهم {28 } ثمانية وعشرون ضابطا إعتقلوهم بعد أن خدعوهم فى رمضان الشهر الكريم العظيم شهر القرآن ففى هذا الشهر أعدموهم جميعا بلا محاكمات لا لشئ إلا لأنهم قاموا بإنقلاب ، وهم نسوا أنفسهم جاءوا بإنقلاب وخدعوا الناس جميعا ، ويحسبون أنهم يخدعون الله بعدما رفعوا شعار الإسلام زورا وبهتانا ونسوا أنهم لن يخدعوا الله وهو خادعهم فهو الخالق وهم مخلوقون فهل يخدع المخلوق الخالق كلا وألف كلا المخلوق لايخدع إلا نفسه وإن حاول خداع المؤمنين ولهذا تصدق فى حقهم الأية القرانية فى أوائل سورة البقرة الجزء الأول { ومن التاس من يقول أمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ] 8-9 من سورة البقرة صدق الله العظيم . القرآن حق وصدق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن
|
|
|
|
|
|