|
حقا انه وطن يشتهي البنفسح و سيزرعه الشباب حقولا تزهر في كل المواسم حسين الزبير
|
حقا انه وطن يشتهي البنفسح و سيزرعه الشباب حقولا تزهر في كل المواسم حسين الزبير
كتب الكثيرون معلقين علي احداث الثورة في اسبوعها الاول ، و كثير من هذه الكتابات كانت غنية بالحكمة و التحليل الناضج و الرؤي التي تعزز مسيرة الثورة و تنير طريقها الي الغاية المنشودة باذن الله. من بين هذه الكتابات الكثيرة المغردة بحب الوطن ، و المشحونة بآملانا ، و تهيبنا من تعثر الثورة، اعجبت بثلاث مقالات: 1. مقال للدكتورة ناهد محمد الحسن بعنوان علي هامش الثورة و تجدون المقال في صفحتها علي الفيسبوك – و عنوان صفحتها : الكاتبة د. ناهد محمد الحسن 2. مقال للاستاذ صلاح شعيب بعنوان: عشرون ملاحظة علي ثورة الشباب السوداني الظافرة، و تجدون المقال علي الرابط التالي في سودانايل: http://www.sudaneseonline.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/126-20...-2013-10-01-08-31-28 3. مقال الاستاذ تاج السر الملك بعنوان نقوش علي الماء، تجدونه علي الرابط الآتي في سودانايل: http://www.sudaneseonline.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-200...-2013-10-09-21-00-30 و قبل ان ادلي بدلوي ، اريد ان اقتطف لكم من كل مقال حكمة و رأيا سديدا:
يقول الاستاذ صلاح شعيب في اولي ملاحظاته: (الثورة بدأها جيل الشباب الذي يتراوح معظم أعمار بنيه وبناته بين السابعة عشر والثلاثين ربيعا. وهؤلاء هم الذين ولدوا، وترعروا، في ظل الإنقاذ، ما يعني أن خطاب الحركة الإسلامية لم يؤثر فيهم. ذلك رغم محاول تدجين الإسلامويين ذهن الجيل الجديد عبر المناهج التعليمية، ومعسكرات التدريب، والإعلام. وحق لهذا الشباب أن تسمى الثورة باسمه في وقت وجدنا أن الشباب في الحكومة والمعارضة لا يأبه برأيهم في التخطيط الحزبي الاستراتيجي. فمعظم المكاتب السياسية القيادية لأحزابنا خالية من وجود أفراد عمرهم أقل من الثلاثين. والمدعاة لذلك، أو المستبطن في ذهن القادة كبار السن، أن ليس من بين الشباب منظرين، وأن خبراتهم أقل، ورؤيتهم قاصرة في فهم الاستراتيجيات السياسية. هذا برغم أن رؤساء الأحزاب التقليدية الرئيسية لم يصلوا سن الثلاين حين تسلموا مسؤوليات القيادة.)
و تقول الدكتورة ناهد في شأن البديل و المستقبل و نوع التغيير المبتغي:
(لهذا يجب ان يوجّه جزء من جهد المفكرين السودانيين لا سيما الموجودين في الخارج او غير القادرين على المشاركة الميدانية في رسم ملامح سودان الغد وتقديم مشاريع بديلة..فأهم جوانب التغيير القادم يجب ان تحمل تحليل للراهن السوداني في شتى مجالات البناء والتنمية..والسودان لازال بخير والكثير من ابنائه وبناته علماء وخبراء في مجالات مختلفة ..يتابعون ويحللون ويرصدون الواقع ولديهم مشاريع بناء قائمة على الارقام والخبرة العملية فلا داعي للقلق على السودان وليتحول هذا التطمين الى واقع معاش سأقدم في مقبل الايام شهادات خبراء في مختلف التخصصات بمقدورها ان تعطي ملامح القادم الجديد وتبشر بالخلاص بدراية ومعرفة عالية...)
و يقول الاستاذ تاج السر الملك: (أمر آخر خطر بعقلي، له قدح معلى في التأثير على سير النضال الثورري الجماهيري، وهو المصير المتأرجح الذي لازم انتصار معظم انتفاضات الربيع العربي، في دول مجاورة تربطنا ببعضها وشائج المصير المشترك، فالمستقبل ما يزال مبهم، في كل من مصر وسوريا وليبيا، وحتى تونس واليمن، وتبدى الأمر فكما لو أن سقوط الطواغيت، يعقبه دخول العفاريت، فتعمر الفوضى، وتتولي هي قياد زمام الامور، وفي بلد كالسودان، متعدد الاعراق و السحنات والاديان والثقافات، فالخطر قد يتعدى ذلك، حسب مفهوم المؤسسة العسكرية السودانية، فالهت قياداتها نفسها بمداورة هذا الخطرالمصنوع، وتركت الشارع تحت رحمة الشرطيين، وديدنهم (اضربو اي زول في راسو، بلا حقوق انسان بلا بتاع) وعزفت السلطة على هذا الإيقاع عبر وسائل اعلامها، و خطبها، واهمها (خطبة نارية) من جامع البشير، تبادلو عليها التهاني، على صفحات الفيس بوك. وبعد... فقد أصبح الصبح، وكأن الزمن الماضي على الماء، نقوش.) هذه حقائق هامة يجب ان نستصحبها كلما كان الامر متصلا بمستقبل البلاد و العباد. و انا من الذين يؤكدون احقية الشباب في قيادة الثورة و قيادة البلاد حتي في مراكزها و ادوارها السياسية و التنفيذية ، لاسباب ساشرحها الآن في متن هذا المقال.
(1) انا من اؤلئك الذين كانوا في المرحلة المتوسطة عندما رفع الزعيم الازهري علم السودان المستقل في عام 1956. و معنا اليوم جيل آخر كان في نفس الزمان في المدارس الثانوية الشهيرة، وادي سيدنا و خور طقت و حنتوب. هذه الفئة ، و بالطبع آخرون انعم الله عليهم بطول العمر و لا زالوا بين ظهرانينا، لن يكونوا موجودين بعد عقدين من الزمان ، فالبعض سيغيب بالوفاة ، و البعض الآخر سيكون من الفئة التي يوصفها اجدادنا في ارض النوبة ب "حي كميت"، حيث سيتحركون علي كراسي يدفعها احفادهم او سيلزمون الديار مجبرين بمآلات الشلل النصفي. ايجوز لهؤلاء ان يخططوا و ينفذوا الخطط التي ستبني سودان الغد؟! اليس هذا تغولا علي حقوق الآخرين؟! (2) فضلا عن ذلك فان جيلنا هذا الذي قاد ثورة اكتوبر ، و انشد يومها شاعر الثورة الدبلوماسي الحكيم حاليا، محمد المكي ابراهيم : من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني ان يعيش و ينتصر من غيرنا ليقرر القيم الجديدة و السير من غيرنا لصياغة الدنيا و تركيب الحياة القادمة جيلي انا ... جيل العطاء المستجيش ضراوة و مصادمة المستميت علي المبادئ مؤمنا المشرئب الي السماء لينتقي صدر السماء لشعبنا. و في الواقع الامر لم نصل للسماء ابدا، تكسرت اجنحتنا بفعل الديمقراطية العرجاء الجوفاء، و ظللنا نقع من حفرة شمولية الي درديحة اخري، و ختمت سقطاتنا باسوأ نظام يحكم السودان. هل هنالك من سبب وجيه ان ندعي اننا احق بالقيادة ، و اننا اكثر رجاحة عقل منهم؟! يا جماعة صلوا علي النبي و استهدوا بالله. (3) من عهد الآباء و الاجداد ظللنا نعتقد بان الشباب طائش "و فهمهم علي قدهم!!" من الذي قال بهذه الهطرقة الشبيهة بامثالنا العجيبة العرجاء "اكبر منك يوم يعرف اكثر منك سنة!!" – مع ان المثل فيه بعض الصحة اذا ربطناها بخبرة الحياة، الا انها ، اي هذه الخبرات اصبحت لا معني لها في عصر شبابنا الذي اصبحت فيه المعلومة متاحة بنقرة ماوس. يجب ان نقترب من ابنائنا الشباب و نتعرف عليهم و علي طريقة تفكيرهم و العلم الذي تحصلوا عليه بمدارس و معاهد العصر وبادوات العصر و تقنيتها. في تورنتو ظللنا ندعو الشباب ان يرتادوا الجالية و يتعرفوا علي ثقافة الوطن ، و يتعلموا شيئا من ابائهم. فجاءوا الي الجالية يقدمون رجلا و يؤخرون اخري. ثم بدأوا في المشاركة الجادة في مشاريع الجالية، و ضمتنا اجتماعات مشتركة ، و اثناء النقاش كنت اقرأ الدهشة بل و الصدمة في وجوهم عندما يخرج احدنا من الموضوع و يثير موضوعا آخر. و تحس باستيائهم عندما لا نلتزم بالمواعيد و بالوقت المحدد للاجتماع. جلست لبعضهم ووجدت انهم واعون و مثقفون بصورة لا يمكن ان نتخيلها ، و بهذا عندهم القدرة علي تحمل عبئ بناء الوطن و تطويره. (4) و انا لا انادي بفصل جميع الاجيال السابقة من الشأن العام بقانون "الصالح العام"، و لكن ادعو لاشراك شبابنا بصورة فاعلة في قيادة البلد، و يتم ذلك باصطحابهم مع قيادات الاجيال القديمة في قيادة الاحزاب السياسية، في التنظيمات المهنية، في ادارة الموسسات المختلفة، و في تخطيط مشاريع التنمية ، طبعا باختيار المؤهلين منهم مهنيا لمثل هذه الادوار. كما انني لا انكر الثروة العلمية العظيمة التي اكتسبها "جيل العطاء المستجيش ضراوة و مصادمة" بعلمه الاكاديمي و خبراته المهنية. و هنا يأتي دورهم الاستشاري و التدريبي. و بذلك نستطيع ان نخلق لوطننا قيادة واعية و قوية و امينة. (5) و اذا كان دور اجيالنا دور استشاري، فلا بد لنا ان نطلب من الاجيال التي ابتدرت القيادة السياسية في أكتوبر 1964 ، ان يبادروا بالمعاش الاختياري، فكفاهم عناء و مشقة الهم العام كل هذه السنين ، و نحن نقدر دوركم و مساهمتكم في فلاح البلاد او فشلها بين بلدان العالم – هذا قولنا نحن ابناء الشعب السوداني، اما التاريخ فيكتب كما جاء في الآية "ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره".
رب وفق شبابنا لما تحبه و ترضاه ، رب ارهم الحق حقا و ارزقهم اتباعه و ارهم الباطل باطلا و ارزقهم اجتنابه ، و اجعلهم سببا لتقدم السودان و ازدهاره، انك علي كل شئ قديرو بالاجابة جدير. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.
|
|
|
|
|
|