|
رسالتي الثانية للعميد البشير بشير عبدالقادر
|
رسالتي الثانية للعميد البشير بشير عبدالقادر فليعلم سعادة العميد الذي لم يستطع خلال ربع قرن من الزمان إن يستوعب بأنه جيء به في غفلة من الزمان عندما "نامت نواطير مصر عن ثعالبها\\\ وقد بشمن وما تفنى العناقيد" ، فليعلم بأنه قد جيء به عند تدبير الإنقلاب وإختير لأنه أقل الذين حوله ذكاءً لملء منصب الرئاسة ولوضعه في فوهة المدفع إن لم تجر الامور كما يشتهي ذلك الشيخ الثعلب، وأن جرت الرياح بما يشتهي السفن أو ربان السفينة ومدبر الإنقلاب بليل، فيمكن إزاحته بسهولة !!! وليعلم بأنه عندما فرح كثير من العوام بوجود رجل يشبه عامة الشعب على قمة هرم السلطة، وكنا من ضمن كثيرين أخريين نرى إنه مجرد إلعوبة وأن الأمر دبر بليل من قبل مجموعة أكثر تنظيم حركي وحنكة سياسية ، مجموعة تحمل حقد دفين على الشعب السوداني وتعلم أنها مهما موهت جلدها بعد أن إنسلخت من الاخوان المسلمون وتسمت بجبهة الميثاق الإسلامي ثم الجماعة الإسلامية ثم الجبهة الاسلامية القومية مروراً بتسلقها لتنظيم الإتحاد الاشتراكي، لا بل حتى وإن غيرت قانون الانتخابات لتدخل كاللص عبر مقاعد الخريجين، ثم تقوم بتحالفات استراتيجية مع الاحزاب الطائفية لكنها لن تصل للسلطة مهما طال الزمان أو قصر دون الإنقلاب على الشرعية وخيانة الدستور واستحلال حرمة القانون !!! وليعلم العميد بأنه في خلال السنوات الأولى للإنقاذ كان ألعوبة ما بين جهة سياسية يمثلها الشيخ الماكر وحواريه و جهة عسكرية والمرحومين اللواء الزبير محمد صالح والرائد إبراهيم شمس الدين، وظل العميد "مكوع" وهو في حالة إنبهار ما بعده إنبهار !!! هو نفسه لم يكن ليصدق ان رجل بغبائه وحمقه الذي أوصله بدلاً أن يطلق النار عالياً في الهواء لإشاعة البهجة في أهل عرس يطلق النار على إرتفاع منخفض ويقتل إحدى الصبايا ليحيل العرس إلى مأتم !!! ولكنه الأن هاهو يجلس كسيد في القصر الجمهوري ويحكم بلد بعظمة السودان، بلد تساوى مساحته مليون ميل أي خمس مرات مساحة بلد كفرنسا ومرتين مساحة مصر، بلد بها من الكفاءات التي كان لها نصيب الأسد في نهضة كل الدول العربية وخاصة الخليجية. بلد شهد له بعظمة إنسانه وشجاعته منذ فجر التاريخ عندما سمى العرب إنسان السودان رماءة الحدق، بلد فتحها محمد علي باشا بحثاً عن الرجال والذهب وليس عن الذهب والرجال والامر جد مختلف !!! ليعلم العميد بأنه بعد أن شاءات الأقدار - تتعدد الاسباب والموت واحد- أن يتم أجل قائدا الجهة العسكرية، وخلى الجو للجهة السياسية ممثلة في الشيخ الماكر وحواريه "يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ * خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي* وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي * قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي". وكعادة اللصوص وهم حقاً لصوص فقد سرقوا السلطة بليل، نعم إختلف اللصوص في كيفية الإسراع في إقتسام الغنائم واهمها التحكم في العميد وجعله "يلحس كوعها" ويتامر بأمرها !!! وهكذا بينما كان الشيخ غارق في أحلامه مع بعض حواريه يظنون أنهم سيصدرون الثورة للعالم وأن "أمريكا قد دنا عذابها" فعقدوا المؤتمرات الشعبية والجماهيرية وأشبعوا الشعب وعوداً وأمانيً من نوعية وعد الخليفة عبدالله التعايشي للملكة فكتوريا "اذا اسلمت وحسن اسلامك لزوجناك يونس ود دكيم" !!! كانت هناك فئة ثانية بين الحواريين منهم أوليك الذين عبروا مؤخراً عن ما بداوخلهم فقالوا " قبل الإنقاذ لم يكن المواطن يملك إلا قميصين والان الدواليب مليانة"، وقالوا "قبل الإنقاذ البيوت كانت شينة" ! مع هذه الفئة الثانية إنقلب السحر على الساحر و أثبتت مقولة "الحوار غلب شيخه" وفازت بالغنيمة أو بالعميد البشير، نعم حدثت المفاصلة بين "القصر والمنشية" وكانت الغلبة لهذه الفئة الثانية من حواري الشيخ الماكر حتى أنها رمت بشيخها في السجن وغيبت بصور مختلفة كل من خالفوها الراي حتى من أقرب المقربين إليها ، فكثرت حوادث الطيران وحوادث الطرق للمسؤولين غير المتواطئين، حتى أصبح الحليم حيراناً !!! وأصدق وصف لتلك الحالة ما قاله المرحوم ياسين عمر الإمام " السودان شلت عليه الفاتحة"، أو " الحركة الإسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد وفيها ظلم وأدت مفاهيم معاكسة للقيم التى تحملها للناس، وزارني بعض الأخوان بالمنزل وكان من ضمنهم حسن الترابي وقلت لهم بأنني أخجل أن أحدث الناس عن الإسلام فى المسجد الذى يجاورني بسبب الظلم والفساد الذى أراه وقلت لهم بأننى لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للأخوان المسلمين لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم "فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام فى السودان، أنا غايتو بخجل". وأستمرت الحرب الشنيعة من الجهة السياسية الفاشية بهدف تفتيت السودان وتشتيت شعبه فقاموا بكسر العمود الفقري لوحدة السودان أي المؤسسة العسكرية، وتمت تصفيتها من غالب المخلصين وجعلت منسوبيها والمنتفعين يتحكمون في القوات المسلحة السودانية !!! وبدأ التفتيت الفعلي للسودان فذهب ثلثه مع إستقلال جنوب السودان وذهبت حلايب وضاعت الفشقة، ولا يهمهم كثيراً أمر دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، ولكنهم لم ينسوا إنشاء قوات سرية خاصة لحمايتهم من الشعب السوداني !!! لتعلم أيها العميد أن القوات المسلحة السودانية "الجيش" منذ إنشائها لم يتعد جل قادتها رتبة الفريق ومنهم الفريق محمد أحمد وهو أول قائد عام لقوة دفاع السودان، والفريق الخواض والفريق أول عوض خلف الله عمر، والفريق أول عبدالماجد حامد خليل، والفريق اول تاج الدين عبدالله الفضل، الفريق أول فوزي أحمد الفاضل، والفريق أول فتحي أحمد علي. ولتعلم أن رتبة الفريق العسكرية التي كان يصلها قائد القوات المسلحة السودانية أصبحت في عهد الإنقاذ تمنح لكل من هب ودب من الإنقاذيين حتى من لم يدخل العسكرية في حياته ولايعرف في العسكرية "كوعه من بوعه" ولم يسمع بأن "أهم خمسمائة أشياء في العسكرية هي ثلاثة : الضبط والربط" أصبح يصل لرتبة الفريق "هانت الزلابية" !!! حتى إن عدد أصحاب الرتب العسكرية من اللواءات والفرق بالسودان الأن أكثر منه مما بفرنسا !!! وما كان ذلك ليتم لولا أن لعب بك "أخوان الشياطين" وأمروك بإنزال مئات من الرتب العسكرية العليا منذ 1989م، أي ما كنت أنت أو عبدالرحيم محمد حسين لتتعدون رتبة العميد في أحسن الأحوال لو طالت الاجال بأؤليك الرجال وغيرهم من الذين ما كنت تتجرأ حتى للنظر فيهم !!! لتعلم أيها العميد أنك لست سوى ألعوبة إستخدمت لهدم البلد وتدميرها وأول ما دمر كان المؤسسة العسكرية التي ستنقلب عليك أجلاً أم عاجلاً مهما قمت بتقليم أظافيرها وتدجيننها، لأنها منطقية الأشياء وهاهي تفلتات أصحابك العسكريين تلاميذ الأسلاميين أمثال ودأبراهيم وغيره تلوح في الأفق !! لقد قلتها من قبل أيها العميد "ما ننوم على إنو الشعب معانا" ، إذن فلتعلم أنك بعيد يوم 23 سبتمبر 2013م لن تنام لا أنت ولا بقية الشلة الإنقاذية معك، بعد ان علمتم يقينا بأن الجيش ليس معكم وقبله وفوقه أن الشعب ليس معكم، وأنه منذ ذلك التاريخ وفي أحسن الأحوال وفي عز قبضتكم الحديدية تهانون بالطرد حتى من بيوت العزاء !! فما بالك إذا تحقق فيك القول "أَرَبٌ يَبولُ الثُعلُبانُ بِرَأسِه*** لقد هان من بألت عليه الثعالبُ" !!! فإن لم تنم أنت خوفاً على قصرك وعلى كرسيك فالالاف من هذا الشعب المغلوب على امره لا ينامون ، ليس خوفاً على دنيا فانية بل جوعاً أو عطشاً أو هماً أو كل ذلك مجتمعاً. إذن يحق لك أن تقولها الأن كشعار : "حقو" ما ننوم لانو الشعب ما معانا والجيش ذاتو ما معانا!!! كسرة : اللهم أرحم أبي وجيل أبي وكل من حارب في "كرن"، فقد قضي حياته حتى الممات وهو يؤمن بالله والرسول وخدمة السودان من خلال "الجيش" السوداني. wadrawda@hotmail.fr
|
|
|
|
|
|