|
عندما تسقط الأقنعة و تنكشف الأسرار زين العابدين صالح عبد الرحمن
|
عندما تسقط الأقنعة و تنكشف الأسرار زين العابدين صالح عبد الرحمن جاءت النصيحة من تنظيم الأخوان المسلمين العالمي للنظام الحاكم, حيث أكدوا إن نظام الخرطوم يجب أن يبقي في ظل الهجمة القوية في المنطقة علي تنظيمات الأخوان المسلمين, و يجب البحث عن حل يبقي علي النظام, و إن القتل الذي حدث سوف يخلق رأيا دوليا ربما يؤدي إلي استهداف النظام من الخارج, في ظل دول في المنطقة اتخذت موقفا واضحا من محاربة هذا التنظيم بكل قوة, و في ذات الوقت استنكرت بعض القيادات الإنقاذية مطلب دول الخليج, الداعية السلطة لعدم استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين, حتى دولة قطر و تركيا قدمتا النصيحة بعدم استخدام القوة المفرطة حتى لا تعرض النظام للاستهداف المباشر. في اللقاء الذي تم بين الرئيس البشير و مولانا السيد الميرغني, وافق الميرغني علي قرارات رفع الدعم, و قال للرئيس أنهم سوف يستمرون في السلطة, و لكنه استأذن الرئيس بأنه سوف يغادر البلاد مباشرة عقب رفع الدعم, هروبا من الصحافيين و أسائلتهم, و الذين يعرفون السيد الميرغني, يعرفون تصرفاته في مثل هذه الحالة, بأن يهرب من الأرض التي تتفجر فيها المظاهرات, فإذا بالفعل خرجت المظاهرات و اقتلعت النظام يكون بعيدا من المساءلة, و يحضر للبلاد بعد أن تهدأ الأحوال, حدث ذلك عقب ثورة أكتوبر و عقب انتفاضة إبريل, و إذا لم يسقط النظام يستمر في السلطة, كأن شيئا لم يكن, بعد أن يكون قد ابتعد عن شظايا المعركة بأسرته, و معروف لكل الاتحاديين إن خروج الاتحادي الأصل لا يأتي من هيئة قيادية أو من غيرها, أنما تكون بقرار من السيد الميرغني, كما كانت المشاركة هي قرار الميرغني, و ليس الهيئة القيادية أو جماهير الحزب, و ما يهم السلطة هو موقف الميرغني و ليس الهيئة القيادية, و السيد الميرغني ليس لديه أية علاقة بالديمقراطية أو بالحرية أو بالتغيير, فالرجل معني فقط بمصالحه الخاصة و كيفية حمايتها و استثمارها, حتى أبان التجمع الوطني الديمقراطي كان هذا موقفه, و كانت القوي السياسية تتجاهل ذلك حتى تضمن توحدها. و لكن ستظل جماهير الحزب الاتحادي و طائفة الختمية هي وقود للثورة, و لن تتراجع عن صفوفه الأمامية. و حول المظاهرات, إن قتل العشرات من المتظاهرين العزل هو إعلان حرب علي المجتمع السوداني, و تريد أن تقول الإنقاذ أنها لن تترك السلطة إلا عبر حرب أهلية, و هي امتداد لمقولة الرئيس البشير السابقة " من أراد السلطة عليه بحمل البندقية" و تفيد المصادر المؤكدة من داخل دار حزب المؤتمر الوطني بالخرطوم جوار المطار, كان الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس الحزب مجتمعا بعدد من عضوية الحزب للإعمال الخاصة, في كيفية التصدي للمظاهرات إذا اندلعت, و هؤلاء هم الذين نفذوا عملية الاغتيالات, و يقول أحد المتواجدين بحكم عملهم في دار الحزب, إن بعض قيادات المؤتمر الوطني قالوا: إذا استمرت المظاهرات بهذه الصورة حتما إن النظام سوف يسقط, و يجب التصدي لها بقوة, و هذه المظاهرات خلقت خوفا و هلعا وسط القيادات الإنقاذية, حيث أربكتها و كل واحد يتحدث خلافا عن الأخر, و ما تزال أيادي قيادات الإنقاذ علي قلوبها و يتوقعون إن المظاهرات ربما تنفجر بقوة في أية لحظة. عندما اندلعت المظاهرات بعنف في ود مدني, قال والي الولاية الزبير البشير مباشرة, و هو في حالة من عدم الاتزان, إن عناصر الجبهة الثورية تقوم بعمليات للقتل و التخريب, هذه المقولة خرجت من الوالي لكي يخوف الجماهير أنهم ينفذون عملا لصالح المعارضة المسلحة, وقعت المقولة بردا و سلامة علي قيادات جهاز الأمن, و بنت عليها مقولاتها لكي تشوه المظاهرات, رغم إن عمليات التخريب كلها حدثت بأيدي عناصر الحزب الحاكم, لكي تقول إن هناك عناصر مخربة تعمل وسط المتظاهرين, و إن الاغتيالات حدثت نتيجة لتصدي قوات الأمن لهؤلاء المخربين, و هنا يتبين إن الإنقاذ قد هزمت أخلاقيا, و إن الخوف أصبح يسيطر علي الجميع, و دلالة علي ذلك إن 95% من الاستطلاعات التي أجرتها المحطات التلفزيونية الحكومية ضد المظاهرات هي مع مواطنين تجلبهم الأجهزة الأمنية, و لكنها لم تنطلي علي المواطنين. قال أحد قيادات الإنقاذ في حديث مع بعض الصحافيين الموالين للسلطة, إن النظام لن يسقط حتى لو تحول السودان لسوريا ثانية, إننا وجدنا لكي نحكم و نستمر في الحكم, و لن نتنازل بالمظاهرات أو بالعمل المسلح و حتى بالحوار السياسي, من أراد أن يشارك في الحكم عليه أن يقدم فروض الولاء و الطاعة و يلتحق بالنظام, و هذا المسؤول يعلم إن السودان لن يتحول لسوريا ثانية لسبب بسيط جدا, إن الأحداث أثبتت إن النظام ليس لديه من يدعمه في الشارع, كل الذين كانوا يظهرون في تجمعات الحزب الحاكم شاركوا في المظاهرات, بعد ما اقتنعوا ليس هناك حلول لمشاكلهم في ظل هذا النظام, و هناك من تملكه الخوف من التغيير و خوفا من العقاب فابتعدوا, و هناك من اعترضوا علي إجراءات النظام و طالبوا بالإصلاح كل تلك تبين إن أعمدة الإنقاذ بدأت تنهار. أنظر لخطابات وحديث قيادات الإنقاذ, كل واحد يتحدث بلغة غير الأخر, بينما يقول الرئيس و هو في حالة اضطراب, إن المظاهرات كفلها الدستور, و هو رجل عرف بعدم احترامه للقانون و الدستور بانقلابه علي نظام شرعي, و خروج علي الدستور الذي وقعه المجلس العسكري الذي يمثل القوات المسلحة, و حنث بالقسم الذي أقسمه عند تخرجه أنه يحمي الدستور و السيادة, و ذلك بتقويضه للنظام الديمقراطي, و في ذات الموضوع يتوعد النائب الأول لرئيس الجمهورية الذين أيدوا المظاهرات حتى إذا كانوا من ذوي القربة. و محمد الحسن الأمين الذي يؤيد عملية القتل و يؤكد إن كل ما قامت به قوات الأمن كان صائبا, رغم إن الأخير محمد الحسن الأمين لا اعتقد يلام الرجل فيما يقول, لأنه يريد أن يثبت الولاء للسلطة, بعد ما مورست عليه حالة من الحصار لكي يركع, و بالفعل ركع دون حياء, يشاركه الدكتور الحاج أدم نائب رئيس الجمهورية, أصبحوا ملوك أكثر من الملك, و أكد الاثنان إن الانتماء الإسلامي ليس له أية علاقة بالمبادئ و المثل و القيم, أنما هو انتماء بهدف المصالح الشخصية, سرعان ما تسقط الشعارات الإسلامية و يبقي الدفاع عن المصالح هو الهدف. الرئيس يتحدث عن الشرعية و التزام القانون, و الرجل يتخذ قرارا مع وزير ماليته في مؤتمر صحفي, ضاربا باللوائح عرض الحائط, و أكد الرئيس من خلال تصرفاته كل مؤسساته هي مؤسسات صورية, و إن الرجل هو مصدر السلطة في نظام لا يحترم حتى القوانين التي يصنعها, مجلس الوزراء يصادق علي رفع الدعم بأثر رجعي بعد ما تم تنفيذه, و لم يعرض علي البرلمان الذي سكتت عضويته خوفا من التنكيل, رغم قناعتهم جميعا إن مجلسهم مجلس صوري, و تمسكهم بالمجلس هو من أجل الامتيازات التي يحصلون عليها. أنها مؤسسات ليس فيها من يجادل أو يعارض أو حتى يبدي الرأي, هؤلاء خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو, لا يعرفون أين يساقون. و أحزاب كرتونية تسمع بالقرارات من خلال المذياع و القنوات, ثم بعد ذلك تعقد اجتماعا لكي تقدم فيه فروض الولاء و الطاعة و الولاء, ثم أخيرا تطلب التنوير بشأن القرارات, و ينطبق عليهم قول القرآن الكريم " كنا نتبع سادتنا". و لكن الشعب اليوم أو غدا حتما سوف يخلع كل هذه الأبنية الكرتونية و الله الموفق.
|
|
|
|
|
|