|
بقاء هذا النظام، ولو ليوم واحد، وصمة عار فى جبيننا جميعا!؟ إبراهيم الكرسني
|
بقاء هذا النظام، ولو ليوم واحد، وصمة عار فى جبيننا جميعا!؟ إبراهيم الكرسني أود فى بداية هذا المقال الترحم على أرواح جميع شهداء ثورة سبتمبر،وأسأل الله تعالى أن يسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء. كما أدعو بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين الذين أصابهم رصاص الغدر والخيانة من زبانية هذا النظام الدكتاتوري المستبد. وأسأل الله الكريم أن يصبر أسرهم وأهلهم وأن يكون إقتلاع هذا النظام الظالم إقتلاعا من فوق أرضنا الطاهرة هي باكورة ثمار تضحياتهم الجسام وتضحيات أبنائهم. وبذلك وحده يمكن أن نؤكد لهم بأن دماء أبنائهم لم تذهب هدرا. ومن خلال ذلك وحده يمكن أن نفتح لهم الباب واسعا لينالوا حقوقهم كاملة غير منقوصة من هؤلاء الطغاة حينما يلجأون الى نظام قضائي مستقل وغير معطوب، وخال من الهوى والغرض، بعد نفول نجم هذا النظام. لقد أصبح هذا النظام وصمة عار فى جبيننا جميعا نحن الجيل الذى عاصر عظماء القادة من رجال الدولة السودانية الذين تغنينا بأسمائهم أمثال "المحجوب وزروق". نحن الجيل الذى عاصر عظماء السودانيين الذين "عمروا الأرض حيثما ذهبوا". نحن الجيل الذى عاصر رجال أشاوس من القادة كانوا يتمتعون بسمعة طيبة، وبالإحترام الذى يليق برؤساء الدول، ويستقبلهم فى مطاراتها رؤساء من أمثال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وملكة بريطانيا، بجلالة قدرها، حينما يزورون جميع بلدان العالم. نحن الجيل الذى كان يفتخر بإنتمائه لتراب السودان وشعبه ويتحسر قائلا، "وا أسفاي وا ذلي لو ما كنت سوداني، وأهل الحارة ما أهلي"!! أود أن أذكر شبابنا الباسل من الجنسين الذين ينازلون زبانية هذا النظام الفاسد فى أشرف وأنبل معركة يخوضها شعب السودان منذ عام 1898م ضد الإستعمار التركي، أود أن أذكرهم، وهم يخوضون معركة فاصلة ضد دولة الفساد والإستبداد، والتى سيتحدد بموجبها مصير ومستقبل بلادنا، لماذا أصبح هذا النظام، وجميع حكامه ورموزه، وصمة عار فى جبيننا جميعا، وبالتالى يتوجب كنسه الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه اليوم قبل الغد. لقد أصبح هذا النظام وصمة عار فى جبيننا جميعا للأسباب التالية، على سبيل المثال فقط وليس الحصر: • لم يلتزم قادته بشرف الجندية حيث خانوا القسم الذى أدوه بحماية دستور البلاد وإنقلبوا على نظام ديمقراطي منتخب فى إنتخابات حرة ونزيهة. • خانوا دستور البلاد وشرف الجندية كذلك حينما لم يحافظوا على وحدة البلاد، وفصلوا جنوبها عن شمالها، ولا يزالوا يعملون على تفتيت بقية أجزائه. • أعدموا ثمانية وعشرين ضابطا من أشجع وأنبل أبناء القوات المسلحة عشية عيد الفطر المبارك دون محاكمة، مما يدل على خستهم ومنافاتهم لأخلاق السودانيين، ناهيك عن الخلق الإسلامي القويم. • إعدامهم لطلاب يفع فى معسكر العيلفون عشية عيد الأضحى المبارك لا لجناية إرتكبوها سوى رغبتهم فى الذهاب الى منازلهم للإحتفال بذلك العيد مع أسرهم. • إعدامهم للمخافين لهم فى الرأي من المعارضة بأسلوب مناف لكل خلق ودين كما دلل على ذلك تصفيتهم الجسدية للشهيد د. على فضل. • إبادتهم لخيرة شباب السودان، شماله وجنوبه، فى حرب دينية جهادية لم ينتج عنها سوى تمزيق تراب الوطن وفصل جنوبه عن شماله. • إبادتهم الجماعية لرجال ونساء وأطفال دارفور فى تصفية عرقية لم يشهد لها السودان مثيلا طيلة تاريخه الطويل. بل لم يشهد لها العالم مثيلا سوى فى معسكرات النازيين، وإبادة مسلمي البوسنة من قبل قادة صربيا. • حرقهم لقرى جبال النوبة ومناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان فى حرب إبادة جديدة تستهدف أبناء تلك المناطق لأنهم فقط يريدون أن يعيشوا فى إباء وكرامة وسلام بين أهلهم. • أسسوا بيوت الأشباح لتعذيب وإذلال خيرة أبناء الشعب السوداني الذين دافعوا بشرف عن قضايا شعبهم فى مخالفة صريحة لجميع المواثيق الوطنية والدولية التى تدعو الى إحترام حقوق الإنسان. • أهانوا المرأة السودانية وأذلوها وجلدوها على الملأ، وأمام أعين العالم، فى بادرة تعد هي الأولى فى السودان حيث كان قادته من الرجال يحترمون المرأة ويقدرونها ويهابون حتى مجرد إعتقالها، كما حدث من المرحوم طلعت فريد مع المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم حينما خاطبها قائلا، "والله يا فاطمة لو ما كتي مرة كتا دخلتك السجن"! • فصلوا مئات الآلاف من أكثر مواردنا البشرية كفاءة، وبالتالي قطعوا أرزاق آلاف الأسر السودانية، لا لسبب سوى معارضة آبائهم وأمهاتهم لهذا النظام المستبد. • شردوا ملايين السودانيين من بلادهم حيث تجدهم يهيمون فى مختلف مطارات وبلدان العالم بحثا عن الرزق الحلال والعيش الكريم. • دمروا مؤسسات الدولة السودانية العسكرية منها والمدنية حيث إنهارت الخدمة المدنية، ومؤسسة القضاء المستقل، والمؤسسة العسكرية بجميع مكوناتها. • دمروا مؤسساتنا التعليمية على جميع مستوياتها، وبالأخص مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي. • أصبح الفساد فى عهدهم هو بمثابة النسق القيمي للمجتمع، وأصبح الإنسان الشريف فى مؤسسات دولتهم الحضارية هو بمثابة الإستثناء الذى يثبت القاعدة. • سرقوا ونهبوا ثروات وممتلكات الشعب السوداني فى وضح النهار وتحت حماية القوانين التى إستنوها خصيصا لهذا الغرض، حتى أصبح من كانوا يقبعون فى قاع المجتمع يمثلون الآن علية القوم ويمتلكون المال والعقار فى أرقى مناطق المدن العالمية كدبي وكوالا لامبور. • حرموا بنات وأبناء شعبنا من مجانية التعليم والعلاج التى إستفادوا منها هم أنفسهم، وأصبحوا يعلمون أبنائهم فى أرقى الجامعات خارج السودان، ويعالجون حتى مشايخهم وأئمة مساجدهم فى مشافي الدول الأوربية كألمانيا وسويسرا. • حطموا القاعدة الإنتاجية الصناعية والصناعية لإقتصادنا الوطني ومشاريعه الإستراتيجية، كمشروع الجزيرة، وباعوها بثمن بخس لمافيا الفساد على جميع الفساد، المحلي، والإقليمي، والعالمي. • قضوا على وسائل الشحن والمواصلات كالسكة الحديد، والموانئ البحرية والخطوط الجوية السودانية وباعوها بثمن بخس لمافيا الفساد العالمية. • تدهورت العملة الوطنية فى عهدهم الظلامي الى أدنى مستوى لها حيث أوصلوا قيمة الجنيه السوداني الى ثماية آلاف جنيه فى مقابل الدولار الأمريكي بعد أن كانت قيمته تعادل إثني عشر جنيها فقط للدلار الواحد فى بداية عهدهم البائس. • حرموا أطفال السودان من نعمة التعليم حيث أصبح المحظوظين منهم يجلسون على الأرض لتلقي ما تيسر لهم فى مدارس هي أشبه لحظائر الحيوانات منها للمدارس. لقد كانت النتيجة المنطقية لهذه السياسات الخرقاء، ولكل هذه الجرائم والموبقات أن أصبح السودان: • من أسوأ الدول فى مجال إحترام حقوق الإنسان حيث تمت إدانته من جميع المؤسسات والهيئات الدولية ذات العلاقة. • فى قائمة الدول الراعية للإرهاب على مستوى العالم. • فى ذيل الدول الأقل فسادا والتى تتمتع بالشفافية. • أصبح رئيسه مطلوبا للعدالة الدولية كأول رئيس فى تاريخ العالم ينال هذه الوصمة وهو لا يزال على رأس عمله. • أصبح رئيسه غير مرحب به فى معظم دول العالم، بل ولا يستطيع زيارتها، أو حتى المرور بمجالها الجوي، كما حدث له مؤخرا من المملكة العربية السعودية إبان زيارته المزعومة الى إيران. • أصبح السودانيون متهمون بالإرهاب ومشتبه بهم حيثما رحلوا أو حلوا دون جريرة إرتكبوها سوى حملهم لجواز سفرهم الوطني.
إننى على قناعة تامة بأن بقاء هذا النظام، ولو ليوم واحد، هو وصمة عار فى جبيننا جميعا، حتى وإن لم يرتكب مثل تلك الجرائم، ولكنه أصبح وصمة عار لأنه إرتكب أم جرائمه مؤخرا بقتله أكثر من مائتي شهيد من خيرة شباب السودان فى بحر أسبوع واحد. ولو قدر لى أن أتفق مع أسامة بن لادن فى شئ واحد فهو وصفه لعصابة الإنقاذ بأنها، "خليط من الدين والجريمة المنظمة"! لقد أثبت قادة الإنقاذ، وبما لا يدع مجالا للشك، بأنهم عبارة عن شبكة من شبكات الجريمة المنظمة بكل المعايير والمقاييس! لكل هذا يجب على هذا النظام أن يرحل اليوم قبل الغد. وإننى أربأ بحزب عريق كالحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، وأخص منه رئيسه السيد الميرغني، أن يكون جزءا من هذه العصابة. كما أناشد السيد الصادق المهدي بالإبتعاد عن هذا النظام، ليس ليكون عضوا فاعلا فى منظومة المعارضة فحسب، ولكن لينضم الى شباب حزبه البواسل الذين أصدروا البيان تلو الآخر معبرين فيه عن رغبتهم الأكيدة فى تقدم الصفوف لحسم المعركة الأخيرة والفاصلة مع نظام الفساد والمستبداد. بذلك سينال السيدين شرف فك إسار الشعب السوداني البطل وتحريره من قبضة هذه العصابة المجرمة، وشرف المساهمة فى إسترداد حريته وديمقراطيته التى سرقتها هذه العصابة بليل!!
3/10/2013م
|
|
|
|
|
|