|
رسالة عزاء إلي أهل جنوب دارفور/بارود صندل رجب
|
رسالة عزاء إلي أهل جنوب دارفور ما يحدث في دارفور منذ أكثر من عشر سنوات خلف مأسي كثيرة ملايين النازحين في الداخل في معسكرات البؤس والشقاء ومئات الالاف من اللاجئين في دول الجوار ومئات الالاف من القتلي وهلمجرا.... أصبحت دارفور تربة خصبة وبيئة صالحة للقتل والتشريد والتدمير فتحولت دارفور إلي أكبر ازمة انسانية في العالم أستدعت تدخلا دولياً تحت مظلة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ، وبالرغم من السعي لأحلال السلام في ربوعها عبر مفاوضات سلام مع كل القوي الحاملة للسلاح لم تفض تلك المفاوضات الي حلول شاملة بل أزدادت الامر سوءاً واستفحالا ، فكلما وقعت الحكومة صلحا واتفاقا مع فصيل حامل للسلاح ظهر علي أثرها فصل آخر أما منشقا من فصيل كبير أو تجمعا جديدا وهكذا تتناثر الجهود وتبقي الازمة تطل براسها ساخرة من عجزنا في احتواءها ، اما ما بحدث اخيرا في ولاية جنوب دارفور فقد فاق كل تصور معقول بحسبان ان السلطة الحاكمة عجزت تماما من السيطرة علي الامن داخل مدينة نيالا ، فحوادث الاختطاف من كثرتها لا تثير الاندهاش ، والاعتداء علي مؤسسات الدولة نهاراً جهاراً لم تغضب السلطة بعد إلي درجة أن تشهر سيف العدل في وجه المعتدين ، النهب المسلح نهارا جهارا في قلب المدينة ، تنهب البنوك ويروع الأمنون ولا حياة لمن تنادي، حتى المحاكم لم تسلم من اعتداء المارقين الم يعتدي هؤلاء المارقون علي المحكمة (المحراب المقدس) واخذوا زملائهم المجرمين عنوة وغادروا غانمين سالمين لم نسمع ان السلطات المعنية طاردتهم ووتعقبتهم للقبض عليهم ,ومما يثير الاسئمزاز أن أحد الذين أطلق سراحهم من المتهمين يقال أنه أصبح مسئولا كبيراً في قوة شبه رسمية !!، وتتوالي الاحداث وتصل ذروتها عندما تقاتلت قوة نظامية مع قوة اخري لا نعرف كيف نصفها في قلب مدينة نيالا والقوتان تستعملان نفس السلاح وانتهي الاقتتال إلي سقوط قتلي وجرحي من الطرفين وتدمير مؤسسات ونهب اسواق وترويع الامنيين فأنتظرنا غضبة السلطة في المركز والولاية تحقيقا شفافا لما جري وتحريات جنائية لمعرفة الجناة والمسئوليين من هذه الاحداث ولكن شئ من ذلك لم يحدث حتى الآن بل الادهي والامر أن الحكومة المركزية ابتعثت قيادات من أبناء دارفور لتهدئة الموقف ولأ جراء مصالحات ودفع ديات .. ، فكلما يقع أقتتال قبليا كان ام احتكاك بين الاجهزة الرسمية وشبه الرسمية تهرع الحكومة إلي مبدا الصلح والصلح خير ولكن هذه المصالحات ما ان تتم توقيعها والاحتفال بها ينصرف كل طرف للاستعداد لجولة اخري قادمة ، وهكذا ندور في حلقة مفرغة والدولة قد فقدت هيبتها تماماً فما عادت قوة السلطة تردع احدا فحكاية الشيخ موسي هلال تصلح نموذجا لغياب السلطة فهذا الشيخ يتبوأ منصب مستشار بديوان الحكم اللامركزي بجانب عضوية بالمجلس الوطني كما وأنه قيادي بالمؤتمر الوطني ، كل هذه الوظائف لم تمنع موسي هلال من تجيييش أهله بكل اسلحة الدمار وعلي حسب مانسمعه فهو يملك جيشا قوامه مئات من السيارات اللاندكروزر رباعية الدفع ومجهزة بكل الاسلحة الفتاكة ففي الاسابيع الماضية اعتكف عند اهله مهدداً ومتوعداً ومنذرا الحكومة بالويل والثبور وعظائم الامور ، والاخبار تتري بان الشيخ قد تمر وخرج علي سلطان الدولة ، والحكومة تلزم الصمت ازاء كل هذا بل تحدث الحزب الحاكم عن مبادرة لطي الخلاف بين عثمان كبر وموسي هلال واستبعد المؤتمر الوطني تفاقم الخلاف إلي مواجهات مسلحة بين الطرفين ... اي الطرفين ، عثمان كبر وموسي فكلاهما يملكان جيشا او مليشيات خارج سلطة الدولة والاّ فكيف يكون الخلاف شخصيا ومنذرا باقتتال أي بؤس هذا الذي نعيشه في هذه البلاد ونأمل لاتصالات المؤتمر الوطني ان تثمر في ازالة الخلاف الشخصي بين الرجلين لئلا تنفجر الاوضاع في شمال دارفور ايضا ليكتوي بنارها المواطن المسكين الذي لاناقة له في الذي يجري في دارفور و لاجمل حسبنا الله ونعم الوكيل. نخشي أن تنسحب السلطة تماما من دارفور فتتركها ساحة لللاقتتال القبلي والاثني ، القبائل في دارفور تملك من القوة العسكرية ماتضاهي قوة السلطة ، تملك القبائل الاسلحة بكل انواعها والسيارات رباعية الدفع ، كيف حصلت القبائل علي هذه الاسلحة وكيف تمول نفسها ومن يقف وراءها ؟ هل الاسئلة لا اجوبة لها بل أن مجرد طرحها تثير السلطة وترتعد فرائصها لم نسمع خلال كل هذه الاحداث ان السلطة اتخذت قرارا حاسما لجمع السلاح وحصرها في يد القوات المسلحة والشرطة والامن .... لاندري ان كانت السلطة غير راغبة في ذلك ام انها غير قادرة ... وفي الاسابيع الاخيرة استبشرنا خيرا ان السلطة قد عزمت أمرها وتوكلت علي الله في وضع حد لهذا الانفلات (اسم دلع للفوضي) في دارفور كلها ، فرئيس البلاد وفي لقاء حاشد مع اهل دارفور (مسئولين وحزبين وأخرين ) تعهد بالقضاء علي الاقتتال القبلي والتمرد قريبا وقد بايعه الحضور علي التعاون معه في القضاء علي هذه الظاهرة وبعد هذا اللقاء توالت تعهدات الرئيس بان العام القادم سوف يشهد نهاية حقيقية للاقتتال القبلي وللتمرد في دارفور ولم يمض الا اياما معدودات علي هذه البشريات حتى تفاجات مدينة نيالا باغتيال احد اعيانها من رجال الاعمال الشهيد اسماعيل وادي وابن اخته وهذا الاعتداء لم يكن من اجل السرقة ولا نهب وعربة ولكن اغتيال ممنهج مستهدفا فئة معينة في نيالا وأثنية معروفة وقد مضيي علي هذا الحادث حوالي اسبوع ولم نسمع ايضا ان السلطة وجهت اصابع الاتهام لاحد فضلا عن القبض علي الجناة ، وانا لا استطيع ان أتصور ان مجرما عاديا يتعقب الناس الي بيوتهم وهو يمتطي عربة لاندكروز مجهزة بالدوشكا ثم يطلق النار علي من يريد قتله واستهدافه ثم يمضي إلي حال سبيله فلا الاجهزة الامنية وهي كثيرة تتعقبه وتطارده ولا المواطنين يسعون وراءه للقبض عليه ولا قوات اليونميد التي تجوب دارفور من اقصاها إلي اقصاها مدنا وقري منعت أستهداف المواطنين وهلمجرا ......الامر في غاية الخطورة والمسألة ليست في استهداف اشخاص بعينهم فيمكن للمستهدفين مغادرة دارفور الي الخرطوم أو إلي ولايات أخري أو حتى الهجرة بحثا عن الامان والاستقرار الامر يتجاوز ذلك الي غياب السلطة وعجزها عن توفير الامن والاستقرار والسلام لمواطنيها ، اننا واذ نعزي انفسنا واهلنا في دارفور وفي نيالا بالاخص نقول لهم اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون – ونقول للحكومة في المركز والولاية ولولاة الامر اتقوا الله في مواطنيكم الله الله في اهل دارفور شيوخا ونساءا واطفالاً أتدرون ان الخريف هذا العام كان جيدا ولكن عجز الناس عن الزراعة لغياب الامن وفي ظل الظروف الاقتصادية الخانقة فان النتيجة مجاعة طاحنة في دارفور كلها فهل تستطيع الحكومة مواجهة ذلك وهي التي عجزت عن ضبط الامن في مدينة نيالا؟! اليس مايجري في دارفور كافيا لدفع الحكومة الي استنفار كل اجهزتها السياسية والعسكرية والاقتصادية للحد من الفوضي في دارفور ، اننا وبالرغم من رأينا في هذه الحكومة التي اوردت اهل السودان الهلاك علي استعداد للتعاون معها والوقوف بجانبها للقضاء علي هذه الفوضي من اي جهة كانت حركات مسلحة – مليشيات قبلية مليشيات شبه حكومية حتي تعود لدارفور الامن والامان !! الاهل بلغت اللهم فاشهد. بارود صندل رجب
|
|
|
|
|
|