|
مرشد الحبايب الى فهم أشعار النائب مصطفى عبد العزيز البطل
|
مرشد الحبايب الى فهم أشعار النائب مصطفى عبد العزيز البطل [email protected] ------------------------------------------------------------------------
قبل عدة أسابيع انفعلت أرض الصحافة وسماء الأنترنت بأخبار حديث قيل أن النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان محمد طه أدلى به أمام عدد من رؤساء التحرير الذين زاروه للتهنئة بعيد الفطر المبارك. جهدت في البحث، مبتدأ الأمر، فلم أعثر على (عضم) الحديث نفسه، اذ انحصر المنشور من المادة المنسوبة للنائب الاول في نتف متفرقة ومتناقضة نشرها بعض من حضر اللقاء. فوجئت لاحقاً بمقال لرئيس تحرير هذه الصحيفة، الاستاذ عبد الرحمن الأمين، الذي يبدو انه كان واحداً من الحضور، وقد كتب ينعي على بعض زملائه تسرعهم في نشر أجزاء مضللة، غير مترابطة، من وقائع يفترض أنها جرت في دائرة تشاورية مغلقة. والمعلوم ان هناك تقليد عريق، تتبناه الانظمة الديمقراطية والشمولية على حد سواء، تنعقد في ظله لقاءات وحوارت بين سادة الدولة، القابضين على أعنّة الحكم والسلطة، وقادة الصحافة والاعلام، المهيمنين على مفاتيح صياغة الرأى العام، بغرض تبادل الأفكار والرؤى حول خلفيات الصورة العامة للحياة السياسية. وفي العادة يكون مفهوماً عند جميع الأطراف أن فحوى مثل هذه اللقاءات ليست للاذاعة والنشر. في الغرب يطلق على هذا النوع من المعلومات والافكار التي يجري ضخها وتدويرها في مثل هذه اللقاءات مصطلح ( Background information) . قرأت مقالاً شن كاتبه هجوماً عاصفاً على النائب الأول بناء على مقولة منسوبة له، خلال اللقاء المشار اليه، جاء فيها أن الصحافة في عهد الديمقراطية الثالثة كانت أفضل حالاً من صحافتنا اليوم. بذل الكاتب جهداً لا بأس به في مقارعة النائب وإثبات أن صحافتنا اليوم أفضل من صحافة الحقبة الموؤدة. ثم اتضح لاحقاً، بشهادة أغلب حضور اللقاء، ان ذلك الرأى لم يرد أصلاً على لسان النائب الاول، لا من قريب ولا من بعيد! الذين يتحملون مسئوليات وأوزار التسرع والخلط وتضليل الرأى العام والتحلل من القواعد والتقاليد المهنية يعرفون أنفسهم بطبيعة الحال! في الحالة المتقدمة تخصيصاً فإن النائب الاول - أعزه الله - موقفه سليم تماماً. المشكلة الآن في موقفه من الحديث الذي ادلى به أمام المؤتمر الشبابي الاثنين الماضي. وعندنا أمام ذلك الحديث وقفة. وهو على أية حال حديث جهير جرى على رؤوس الأشهاد، بعيداً عن الغرف المغلقة وطقوس التقاليد المتصلة بالسرية والعلنية. بعض ما نقلته على لسان الرجل صحيفة (الخرطوم) في عددها الصادر اول امس الثلاثاء واضح في مبناه ومعناه. قرأته وفهمته، ثم ضحكت. لا استخفافاً بالنائب الاول، لا سمح الله، بل فقط لانني تعودت ان اضحك عندما أقرأ واسمع مثل هذه الاحاديث التي تزايدت وتيرتها مؤخراً عند شيوخ الانقاذ. مثال ذلك قول النائب يخاطب الشباب: (ستأخذون مواقعكم حيث نحن الآن، وتتمكنون من احداث النهضة. ونؤکد أنها ليست مناورة ولكنها قناعة). وقد وجدتني أساءل نفسي: اذا كنا نعرف يقيناً ان النهضة ستحدث على يد الشباب، فلماذا لا نجعلهم يأخذون هذه المواقع في التو واللحظة؟ لماذا الانتظار؟ فماذا نريد لبلادنا في هذه الدنيا اكثر من النهضة؟! ولكن البعض الآخر من حديث النائب الاول استغلق علىّ، فلم افهم منه شيئاً. نقلت الصحيفة على لسان النائب أنه طالب الشباب (بقراءة الواقع قراءة مستنيرة، وعدم إقصاء الآخر، وعدم تضخيم المقررات واخراجها من حيزها الموضوعي في النسبة والتناسب). من هو الآخر المطلوب عدم اقصائه؟ وما هي (المقررات) التي حث على عدم تضخيمها؟ وما هو (الحيز الموضوعي في النسبة والتناسب)؟ يادي النيلة. أقطع دراعي لو كنت فاهم حاجة! والحقيقة ان الجزء الأخير عن (النسبة والتناسب) كاد أن يسبب لي عقدة نفسية لأنه ذكرني بالطلاسم التي اعجزتني وكادت ان تعطل نموي الدراسي في الصغر مثل التفاضل والتكامل والنسبية والعيارية. يا سلام. ما ذا لو تكرم النائب الاول فبعث لى بشاب من (شباب النهضة) الموصوفة، فينهض بقدراتي على الفهم والاستيعاب، فأفهم واستوعب، فإن اعجزني الأمر سلمته راية هذه الزاوية، وتفرغت للعبادة! هناك جزء أخر من حديث النائب الاول. لا أقول انه أعجزني كسالفه، ولكنه أذهلني. وربما تقاصر وصف الذهول نفسه عن أداء المعني أو الاحساس المراد. قالت الصحيفة ان النائب الأول (دعا الى إنشاء ضمير جمعي يقول: لا لسرقة مواردنا. وان علينا حراسة مشروعاتنا واغلاق الباب أمام نهب الموارد). هل معنى هذا أن الأمر قد تلف واستفحل وانفلت عياره الى هذا الحد؟ اجتهادي في التفسير قادني الى نتيجة واحدة، وهي أن النائب الاول ربما كان يؤمن بأن قضية الفساد ونهب الموارد بات شأناً ينهض اليه الصغير والكبير في وطننا العريض. بحيث أن كل من غلب على شئ انتهبه وادخله الى جيبه. وبالتالي تحولت القضية الى خصيصة اجتماعية قومية لا تخرج بمقتضاها يد أحد من شوال دقيقها بغير تلوث. فكلنا اذن ملوثون، تنطبق علينا نظرية (يا عزيزي كلنا لصوص)! هل حقاً بلغ سيل النهب والفساد مبلغاً يدفع بقيادة الدولة أن تهيب بشعبها أن (يحرس) مشروعاته وموارده بنفسه، وأن (يغلق الباب أمام النهب)؟ لا. أبداً. مش معقول. حاشا وكلا. لا يمكن ان يكون النائب الاول قد قال مثل ذلك الكلام، او انه يقصده. لا بد ان هناك أخطاء في صياغة الخبر، بل أن هذا مؤكد. الغلطان هو محرر (الخرطوم) الذي صاغ الخبر. أفصلوا المحرر!
نقلاً عن صحيفة (الخرطوم)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مرشد الحبايب الى فهم أشعار النائب مصطفى عبد العزيز البطل (Re: مصطفى عبد العزيز البطل)
|
Quote: هل معنى هذا أن الأمر قد تلف واستفحل وانفلت عياره الى هذا الحد؟ اجتهادي في التفسير قادني الى نتيجة واحدة، وهي أن النائب الاول ربما كان يؤمن بأن قضية الفساد ونهب الموارد بات شأناً ينهض اليه الصغير والكبير في وطننا العريض. بحيث أن كل من غلب على شئ انتهبه وادخله الى جيبه. وبالتالي تحولت القضية الى خصيصة اجتماعية قومية لا تخرج بمقتضاها يد أحد من شوال دقيقها بغير تلوث. فكلنا اذن ملوثون، تنطبق علينا نظرية (يا عزيزي كلنا لصوص)! |
مفترق طرق يقف عنده النائب الاول: - اما انكار وجود فساد شديد جداً ومستعصي؛ وهذا وقوف عكس تيار الجمهورية الثانية (المزعوم)، وضد الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني - او الاعتراف بوجود الفساد المستشري والتبرؤ من المسؤولية عنه وتمييعها ورمي الكل بداءها والانسلال يبدو ان النائب الاول اختار الطريق الاخير وعكس تيار من يقول بعدم وجود فساد ، والحديث الاخير يقرأ مع تصريحاته الاخيرة ابتداءا بحديثه عن راتبه وعن ذهاب اموال البترول في البذخ السياسي .... الخ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرشد الحبايب الى فهم أشعار النائب مصطفى عبد العزيز البطل (Re: أيمن محمود)
|
Quote:
ولكن البعض الآخر من حديث النائب الاول استغلق علىّ، فلم افهم منه شيئاً. نقلت الصحيفة على لسان النائب أنه طالب الشباب (بقراءة الواقع قراءة مستنيرة، وعدم إقصاء الآخر، وعدم تضخيم المقررات واخراجها من حيزها الموضوعي في النسبة والتناسب). من هو الآخر المطلوب عدم اقصائه؟ وما هي (المقررات) التي حث على عدم تضخيمها؟ وما هو (الحيز الموضوعي في النسبة والتناسب)؟ يادي النيلة. أقطع دراعي لو كنت فاهم حاجة! والحقيقة ان الجزء الأخير عن (النسبة والتناسب) كاد أن يسبب لي عقدة نفسية لأنه ذكرني بالطلاسم التي اعجزتني وكادت ان تعطل نموي الدراسي في الصغر مثل التفاضل والتكامل والنسبية والعيارية. يا سلام. ما ذا لو تكرم النائب الاول فبعث لى بشاب من (شباب النهضة) الموصوفة، فينهض بقدراتي على الفهم والاستيعاب، فأفهم واستوعب، فإن اعجزني الأمر سلمته راية هذه الزاوية، وتفرغت للعبادة!
|
دي [رياضيات سياسية عليا ودقيقة] [الخاتم عدلان] .. لو فهمتها انت ذاتك بتقول داير تبقى نائب اول!
--------
من عنوانك دا ساي ظاهر انك مساق ادبي
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|