صناعة الفـرعــون في مـصــر مصعب المشـرّف

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 06:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2013, 10:41 PM

مصعب المشـرّف


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صناعة الفـرعــون في مـصــر مصعب المشـرّف


    صناعة الفـرعــون في مـصــر

    مصعب المشـرّف:-
    على قدر براعتنا نحـن في صناعة الولي والخليفة والفكي .. نجد أشقاءنا في مصر بارعون في صناعة الفرعون وهامان وقارون.
    في مصر يصنعون الفرعون وهامان وقارون بالليل ؛ ثم يذهبون ليناموا ملء جفونهم ، فيصبحوا ليعبدونهم مجرى النيـل ويقدمون إليهم الأضحية والقرابين.
    ولا يكون الفرعون فرعوناً "صاحب مصداقية" لديهم إلا إذا أخذهم بالشدة ؛ وقال لهم أنا ربكم الأعلى ، وسيطر على مفاتيح معيشتهم ثم استخفهـم ...
    وعادة ما يكون الأخذ بالشدة على يد هامان ، والسيطرة على توزيع الأرزاق عبر مفاتيح خزائن قارون ، وإستخفافه بالعقول في وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة وهجائص مقررات التربية والتعليم .... وتلك جميعها هي طريقة الحكم المُثلى في هذا البلد الأغنى على نطاق العالم بخيراته الزراعية ودلتـا الذهب الأسمر.
    ولقد أثبت التاريخ صدق كثير من مقولات عمرو بن العاص في رسالته الشهيرة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين ؛ عند قوله من ضمن سطور تلك الرسالة العربية البليغة الفريدة في وصف مفاتيح مصر وشخصية شعبها: "رجالها تبعٌ لمن غلب ... تجمعهم الطبول وتفرقهم العصي".
    وحين يطمئن إليك المصري فإنه وبعد أن يلتفت يمنة ويسرى وخلفه ويستطلع أمامه يسر في أذنك قائلاً :- "بلدنا دي ما يقدرش يحكمها إلا فرعون . ولازم الفرعون ده يكون من العسكر" ...
    وحتى كبير أدبائهم الراحل نجيب محفوظ لا ينفك في معظم رواياته يؤكد على هذا الواقع الذي يمسك بزمام الحكم في مصر (الحارة) . ويرمز إلى الفرعون دائما بالفتوة حامل النبوت المفتول العضلات صاحب القدرات والمهارات القتالية ، والذي لا يأتي إلا من وسط عامة الشعب تسانده الحرافيش ..... بل نرى نجيب محفوظ يحتفي بهذا "الفتوة" فيجعل منه سنام كل ثورة شعبية على الظلم والفساد وقهر الفتوة السابق . ويؤسس بذلك لما يعرف في مصر بـ "دولة الغالب " و"التفويض في الدماء" التي تثير معارضة جمهور الفقهاء .
    ومنذ آلاف السنوات حاولت حتشبسوت أن تحكم مصر (على طريقة محمد مرسي اليوم) بالزهور وماء الورد والنوايا الحسنة والبخور والعطور . فكان أن إنقلب عليها إبن زوجها القائد العسكري تحتمس الثالث . فساد على رقاب الخلق وإستتب على يده الأمن وامتد نفوذه خارج حدود مصر .... وحاول الملك السوداني بعانخي إطلاق الحريات وحكم مصر وفق نظام ولائي غير مركزي . فنشبت الثورات عليه ؛ ولم يستتب الأمر له إلا بعد أن أرى الأمراء المتمردين منهم كيف يكون البطش الأسمر ومذاق الحديد والنار .....
    وهكذا تدور عجلة التاريخ المصري فنجد شجرة الدر قد فشلت هي الأخرى ولم ينجح سوى العسكر من المماليك في حكم مصر . ثم جاء الأمباشي محمد إبراهيم أغا باشا الألباني (محمد علي) من وسط العسكر التركي فحكم مصر وأورثها لبنيه من بعده ؛ وجاء اللواء محمد نجيب بنفس قناعات حتشبسوت فإنقلب عليه البكباشي عبد الناصر فرعوناً كاريزمياً ، وجاء اليوزباشي أنور السادات فرعونا مثيرا للجدل . وإنتهت تلك الحقبة من الرأس إلى الذيل بالجنرال المتعجرف حسني مبارك ..... وها هو الفريق السيسي يتم إعداده وتلميعه كي يصبح فرعون مصر الجديد . وسيفعلون وينجحون حتى لو كان فوق جماجم نصف الشعب المصري أجمع بمن فيهم كفاية و6 أبريل و25 يناير ؛ ناهيك إن كان فوق جماجم جماعة الإخوان المسلمين ؛ التي يبدو وكأنها قد أصبحت حمار شيل وضرب من لاحمار ولا بردعة له في عالم السياسة العربية التي لا تجيد سوى لغة التفاهم بالعكاكيز والمطارق .......
    تشابهت مسميات الفراعنة الذين مروا على مصر ؛ ولكن لن يكون السيسي فرعونا ثوريا مناضلاً على نسق عبد الناصر أو بطلاً للحرب والسلام على هيئة السادات ؛ ولا مدعياً للبطولات الزائفة كحسني مبارك .... تغيرت الظروف ولم يعد هناك نضال وتحرر من الإستعمار أوعدم إنحياز وحرب أو سلام بعد مأساة يونيو 67م كامب ديفيد ....
    لن يكرر التاريخ نفسـه ..... وهو ما ينبيء بأن السيسي سيكون فرعوناً على نسـق آخـر قادماً من المجهول تجاه المجهول على قاعدة متحركة إقصائية دموية جديدة تزفها حشود شعبية من سن سنة إلى 99 سنة . مفتيها خريج تجارة ، وشيخ أزهرها يجعل من التفويض بالقتل وسفك الدماء شرعاً مباحاً لمن غلب ... ومثقفيها على شاكلة مذيعي الحوارات في القنوات الذبابية الذين لا يعرفون متى سقطت الأندلس ويظنون أن الأخوان المسلمين هم سبب سقوطها .... ومطربيها المكوجي شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير .... ونجماتها يعتقدن أن عمرو بن العاص ولي من أولياء الله الصالحين وأحد المبشرين بالجنة ؛ وأن عدد المبشرون بالجنة أربعة ........... ذهب زمان عبد الغني الجمسي ومحمد حسنين هيكل وصلاح عبد الصبور ونجيب محفوظ ويوسف السباعي وحتى إحسان عبد القدوس .. رحل العندليب الأسمر والموجي وكمال الطويل وسئـم الأبنودي ..... إنقلبت المعادلات رأساً على عقب ... وبالجملة ذهب ما ينفع الناس ، وتبقى الزبـــد الجـفــاء أصحاب الأسنان الصفراء والألسـنـة الســود الذين لا يرقون للوصف بأنهم أشباه رجال.
    وبطبيعة الحال فإن لكل قاعدة شواذ . فعلى الرغم من مرور الكثير من الرجال على منصة الإستشهاد والوقوف موقف الفرسان عبر تاريخ مصر الموثق ؛ فإن الأغلبية الكاسحة منهم لا تزال على مقولة الصحابي القرشي عمرو بن العاص . تشهد لهم بذلك تفويضات الحشود مدفوعة الأجر في الميادين العامة ، والنزق والتطبيل والكذب والنفاق المزمن في ساحات الإعلام ، ومواقف الساسة الجائلين الفاشلين عديمي الجماهيرية وسقط الصناديق الإنتخابية.
    ولكن .... لماذا لا يكف المصري عن صناعة الفرعون وهامان وقارون على مر الزمان؟
    الأمر يتعلق بجوانب إقتصادية ومعيشية عووامل نفسية عديدة لاتزال تتراكم وتتجذر ؛ أهمها هو الرغبة في حياة مستقرة وادعة تحت مظلة رعاية أبوية أمنية ، تضمن للأغلبية الكاسحة فلاحة أرضهم ورعاية أنعامهم ودواجنهم وتحصيل ارزاقهم عامة في المقام الأول، وتركهم يلهون ويلعبون مع نسائهم ويعسلون على كراسي مقاهيهم ، وينامون ملء جفونهم بقية أوقات فراغهم من ليل أو نهار.
    أغلبية أهل مصر يمتهنون الزراعة .. والزراعة تقتضي أول ماتقضيه الإستقرار الأمني التام والروتين الصارم بحسب فصول السنة وهبـة ماء نهر النيل الدائم الجريان . على عكس من حالنا في السودان على سبيل المثال حيث تستوعب المراعي الطبيعية مخازن ضرعنا ؛ وتشكل محاصيل الزراعة المطرية الشطر الأعظم من طعامنا وأهمها الذرة الرفيعة والدخن ....... وربما لأجل ذلك ولخوفنا وقلقنا الدائم من شح الأمطار أحياناً وما يعنيه لنا ذلك من فجوات غذائية ومجاعات وهلاك الحرث والنسل والضرع ؛ نجد أنفسنا أكثر إهتماما بصناعة الولي والخليفة والفكي وحتى الكجور الذين نقدم لهم النذور ليدعون لنا بالغيث من السماء.
    على اية حال ؛ تشهد مصر منذ إنقشاع ثورة 25 يناير حديث ونقاش لم ينقطع يدور بينهم حول فقدانهم لحالة الأمن والإستقرار التي كانوا ينعمون بها منذ عصور ملموسة في حياتهم ؛ يؤرخونها إبتداء بحكم أسرة الأمباشي الألباني محمد إبراهيم أغـــا (محمد علي باشا لاحقاً) وإنتهاءاً بحكم أسـرة الجنرال محمد حسني مبارك المخلوع.
    وحين جاء إليهم البروفيسور الكيميائي محمد مرسي العيّاط كي يحكمهم (خلاف طريقتهم المثلى) عبر إنتخابات حرة نزيهة لأول مرة منذ 7,000 عام ، لم يعجب ذلك أغلبيتهم العظمى ######روا منه ....... لم يعجبهم لأنه لم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ؛ ولم يستخفهم ليطيعوه . بل جاء ليقول لهم أنه إنسان عادي مثلهم وليس ربهم الأعلى ..... ثم وليكتشف أهل التاريخ والسياسة في الداخل والخارج أن هناك دولة عريضة موازية في مصر أطلقوا عليها مصطلح "الدولة العميقة" ..... ونسي هؤلاء في غمرة الغفلة أن هذه الدولة العميقة إنما هي عينها "طريقتهم المُثـلَىَ" التي أشار إليها القرآن الكريم في سورة طه .. وأن أهم ما تتصف به هذه الدولة هو الهلامية المتماسكة ، ونسيج العنكبوت الفائق الدقة والإتقان والمتانة ؛ على مافيه من روتين ورتابة وفساد مقيم .. وأنها في كل الأحوال لا بمكن إختراقها حتى بالحديد والنار ، فهي دولة تشكلت عبر العصور على واقع من خيرات وونعيــم وملذات حلال وحرام لا تنقطع ؛ ومصالح متشابكة لاتعير إهتماماً للآيدلوجيات والأفكار والعقائد والأديان والجهوية والأجناس والألوان بقدر ما تأخذ منها على قدر حاجتها ؛ وبما يفيدها ديناميكيا ويبقيها قيد الحياة ، وقادرة على السيطرة التامة والتأثير الفاعل والإستمرار السرمدي ..... وأن الذي يشـرف على إدارة هذه الدولة العميقة والصراع الداخلي وسطها شخصان لا ثالث لهما هما "هامان" و "قارون" .... والغاية تبرر لديهم الوسيلة.
    ويبقى هامان دائماً هو وزير الداخلية وأركان أمن الدولة ومباحثها المطلوقة الأيادي على مدار الساعة وفصول السنة الأربعة .... أما قارون فهو رجل الأعمال الذي تصب في خزائنه خيرات مصر من كل ميدان وشارع وزقاق وحارة . ويتولى توزيعها على الجميع من مراكز قوى وحكومة وشعب بالقسط و "العدالة الأرضية الإنتقائية" التي يراها هو ؛ أو بحسب تعليمات يفرضها عليه الفرعون وحاشيته وهامان بين الحين والآخر .. وكل ذلك في ظل جيوش من البلطجية الشرسين..... وعن هذه الطبقة والدولة العميقة قال الشاعر المتنبيْ:
    إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القـرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
    جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانـوا وَلا الجُـودُ
    ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ .... إلاّ وَفي يَـدِهِ مِنْ نَتـْنِهَا عُــودُ
    أكُلّمَا اغتَـالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ .... أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
    صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا .... فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
    نَامَتْ نَوَاطِـيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها .... فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تـَفنى العَنَاقيدُ

    ثم أنه إذا كان العاربة والمستعربة في شبه جزيرتهم والشام وسواد العراق يحرص عامتهم على الصلاة خلف علي والأكل في موائد معاوية والنواح على الحسين ؛ فإن المصري لايهتم سوى بالصلاة خلف خشب وموازيك المنبر دون أن يشغل نفسه بشخص وورع الإمام . ثم ليخرج فيعبد الفرعون ويطيع هامان ليأكل من أيادي قارون. ويتسلى بقية يومه بتدخين الجوزة وإطلاق الزفرات وذرف العبرات على وقــع الربابــة وصوت النــاي والأرغــول.
    ولأجل كل هذا تظل الحاجة ماسة لديهم إلى "فرعون" يجعلون منه الإله الرمز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . الحافظ على مقدرات مصر وشعبها .. جــريـان نيـلها ..... حاضرها المعـاش ، ومستقبلها المنظـور.
    وبعد أن أفلح المليادير "نجيب سويرس" في إنشاء وتمويل حركة "تمرد" وما يسمى بثورة 30 يونيو ؛ وحشد ميدان التحرير لمنح التفويض الشعبي "في الدماء" المثير للجدل للفريق السيسي .. ثم بعد أن افلح هامان في فض إعتصامي النهضة ورابعة العدوية بتكلفة دموية قل نظيرها في الدنيا والآخـرة . فإن الساحة المصرية تشهد هذه الأيام جهوداً حثيثة لصناعة الفرعون الجديد ... وقبل أيام بثت قناة الجزيرة شريطاً قصيراً للمطرب إيهاب توفيق وهو يتراقص وينفض يده اليسرى وتلعب النساء ويتهنجك الشـواذ والخصيان والكهرمانات من حوله داخل قاعات الإمتاع والمؤانسة وهو يردد:
    الله عليك يا سيسي ... مـرسي مــش رئيسـي
    والله عليك يا سيسي
    مبروك للسيسي مقدماً .. ففي كل الأحوال لن تكون المشكلة هي الفوز في الإنتخابات بقدر ما تكون في تحديد النسبة المئوية التي لا نتوقع أن تكون 99.9% .. فقد تطور العرب وتراجعت بينهم نسبة الأميـة ولله الحمد . وأصبحوا أكثر تواضعاً بحيث إرتضوا بنسب تتراوح عادة ما بين 80% و 90% فقط ..... ويا اااا حـــلاوة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de