|
تقدَّم السيد أوباما ..إنما الجزاء من جنس العمل !
|
أبو البشر أبكر حسب النبي من آيات الله الحاكمة في الأنفس والبرايا، وحكمه البالغة في الأكوان و الآفاق..أن جعل الطغاة والجبابرة من طينة واحدة .يأتي اللاحق على إثر السابق بوقع الحافر بالحافر . حيث تنطمس بصائرهم في اللحظة الفارقة.. وتنكشف سرائرهم الظلماء عند جلوة الحقيقة .. فيفوضون مصائرهم إلى الشيطان قرينهم.. ويستنجدون بالإبليس مرشدهم ودليلهم .. هكذا تجدهم يضعون النهاية لوجودهم بأنفسهم .. ويحفرون قبورهم بأيديهم .. ويعلقون حبال المشانق على أعناقهم..ويورثون العار بنسلهم وعقبهم .. ويلوثون صفحات التاريخ بحالك القصص وشائن الروايات .. تلحقهم دعوات الصالحين ولعنات المظلومين و آهات الثكلى و عويل الأرامل وبكاء الأيتام و تأوهات الجرحى وأنين ذوي العاهات إلى أبد الآبدين .. أجل ربك يمهل ولا يهمل أنه مجيب دعاء .. كم من عنيد عتيد ملأ الدنيا ضجيجا وشغل الأنام هياجا وصياحاً باستعراض لُجَب جنده وإطلاق نداءات الفداء والمقاومة الفارغة في الهواء .. وطرق طبول الحرب المثقوبة في البيداء .. وفي ساعاته الأخيرة .. ويا لها من مفارقة ! ، نجده نمر من الورق، بل هو بمثابة كبش أقرع (بلا قرون ) يمد رقبته للذابح الأول.. ها هو ذا بشار الأسد يبدو كنعامة الربداء يجفل هنا وهناك ولا يلوي على شيء .. بعد أن أقترف أبشع جريمة في القرن الحادي والعشرين ...أنظروا إليه أنه يبدو كمهرج هزلي يبتز المسكين (دون كيخوتة ) بسيفه الخشبي وأتانه الأعرج يقارع طواحين الهواء وقطعان النعاج .. قد دنت أيامك أيها القاتل الغشيم سوف تلحق بزمرتك من الطغاة الهالكين والعتاة الغابرين والقتلة السفاحين السابقين مثل نيرون وهولاكو و هتلر و موسوليني وستالين وشاوسيسكو وبول بوت ..الخ. يقول الشاعر السوداني المرحوم صلاح أحمد إبراهيم إنه إذا أردت أن تعرف الحق من الضلال أنظر أين توقف أمريكا وأين يقف منصور خالد لتقف في الجهة المقابلة التي هي ميدان الحق وأهله.. ظللت مؤمنا بالشق الأول من هذا الكلام - لأنني لا أعرف الكثير عن السيد منصور خالد - حتى لعهد قريب.. ولكنني الآن في ميدان الأمريكان ..لأن الحق قد حصص عندهم.. لا وقت لي لنبش ماضي حكام أمريكا السابقين فمنهم الصالح ومنهم الأرعن.. دعونا في اللحظة الحالية .. ولأنني امرئ لا يعرف النفاق والالتواء واللف والدوران - أو هكذا أزعم - قررت ألا أكتم غبطتي وامتناني للسيد أوباما لقراره الشجاع وتقديره الصحيح لإنزال العقاب على هذا المجرم القمعي بدك حصونه و قلاعه واقتلاع جذر نظامه وإنقاذ الشعب السوري من الفناء . لقد رقص البعض السفهاء طربا من تصويت مجلس العموم البريطاني ضد خوض بريطانيا الحرب.. ولكن غاب على هؤلاء (الغوغاء ) أن النواب البريطانيين إنما فعلوا ذلك خشية تورط بلادهم في حرب ثلاثة في بحر عقد واحد من الزمان وليس تبرئة لبشار من أرواح الأطفال الطاهرة التي أزهقت في جريمة الغوطة النكراء . لقد أثلج قرار السيد أوباما صدر كل حر أبي فلابد من إنزال أقصى العقوبة على هذا الدكتاتور الذي لا يهدد فقط الأمن والسلم الدوليين وإنما الوجود البشري إذا استمر معدل القتل بهذه الوتيرة . يحاول بعض من قصيري النظر وبلهاء القوم - مثل جاري المصري ( المضلل من أعلام بلده ) -مماثلة الوضع في سوريا كما كان الحال في العراق عام 2003 م .. ولكن شتان ما بين الحالتين، حيث كان جميع دول الإقليم ، باستثناء إيران ، تعارض الغزو الأمريكي للعراق ..أما اليوم فجميع الدول ترى ضرورة القضاء على نظام الأسد ما عدا إيران و طغمة الانقلابيين في مصر . فكان الأول غزواً بربريا هبت شعوب الدنيا من أقصاها إلى أدناها لرفضه وإدانته ،أما هذا فعقاب رباني مثل طير الأبابيل والريح الصرصر سلطها سبحانه تعالي على جبار أهلك الحرث والنسل . على كل حال، إن برز عليكم ثمل مذعور يهذي بالشعارات المتهرئة والأسطوانات المشروخة من عينة (العدوان الأمريكي ) و(المقاومة والممانعة ) أضحكوا عليه.. واسخروا منه ..أو انصرفوا عنه - وإن اشفقتم عليه - أبلغوا مأمنه حتى يفيق من سكرته .. ليعلم إن الله قد سخر للضعفاء قوة الدولة الأمريكية للقضاء على أحد أعتى الطغاة على ظهر البسطة .. إلى حين التصويت في الكونغرس وإطلاق الكروز والتوماهوك على تحصينات المجرم بشار رددِّوا معي : عاش باراك حسين أوباما .. وبارك الله أمريكا !.
|
|
|
|
|
|